أخي العزيز حيدر ألفيت شيئاً من فيض مدادك ينتثر بحقي، يوم الخميس الماضي، في زاويتك الرَّاتبة بهذه الصَّحيفة الغرَّاء، كلمات طيبات أصدقك أني دونهنَّ مقاماً، فما دريت كيف أجاريهنَّ وهنَّ بعض أفضالك، وبديع خصالك، وكسـبي لا يعدو محض حلب القعود، فتقبَّل مني عليهنَّ أحرَّ التَّحايا وأجزل الشُّكر، وبعد. نقلت عنِّي في السِّياق أنني عندما كنت أشارك في جولات التفاوض السابقة فإن مشاركاتي كانت لتقـديم العـون في حقـل القانون الدَّولي "للمتفاوضين"، فاختلط الأمر لدى بعـض القرَّاء، حيث بدا، دون أن تقصـد بطـبيعة الحـال، كما لـو أنني أقـدِّم الاستشارات "لكلِّ المتفاوضين"، بينما الحقيقة أنني أعمل كمستشار لوفـد الحـركة الشَّـعبيَّة/ش، حيث هي الطـرف الذي طلبني، وليس لي، مهنيَّاً، أن أخدم الطرفين، في نفس الوقـت، لتعارض المصالح conflict of interests، كما وأن للطرف الآخـر مستشـاروه الذين يصطـفون إلى جانبه ويخدمـونه. وربَّما كان من المناســب أن أذكِّـر، هنا، بأنني، كنت، أيضاً، إبان مفاوضـات الدَّوحـة لسلام دارفور، أعمل ضمن مستشاري وفد حركة العدل والمساواة. وإذ أحييك وأشكرك، فإنني أستميحك الإذن لأروي لقرَّائك الأفاضـل جانباً من الطرائف التي لم تكن المفاوضـات لتخلو منها؛ وأكثرها مِمَّا له صلة وثيقة بسلاسة الحكمة لدى أهلنا في الهامش تجري على ألسنة أبنائهم القادمين، ضمن الوفد، من مختلف البوادي والنُّجوع. فقد حدث، مثلاً، قبيل انخـراط وفـد الحــركة الشَّـعبيَّة/ش في بعض الجَّـولات بالعاصـمة الأثيوبيَّة، أن كنا نراجع بعض أسس وقواعد التفاوض، وأظنني تحدَّثت، بأسلوب مثقفاتيَّة الخـرطوم، عن ضرورة عدم إغلاق الباب نهائيَّاً أمام الطـرف الآخـر في التَّفاوض، بل تركـه موارباً، دون التَّفـريط فـي موقفـك! فإذا بأحـد ضــباط الحـركة "يترجـم" هـذا الكلام قائلاً بسلاسة مسيريَّة محبَّبة: "يعني لا تهمِّل الغنم .. ولا تقمِّح المرفعين"! أشكرك مجدَّداً يا صديقي حيدر، وأتمنى لزاويتك البديعة هذه دوام الازدهار. أخوك كمال الجزولي
سلام يا
تتضاءل الكلمات عندنا أمام سيد البيان حينما يتداعى بتلقائية تأخذ بشغاف القلوب ، وتحيي خامل الألباب ، ويجسد لنا استاذ كمال ، كمال الكلام الذي يؤكد إن للبيان لسحرا ، وأن رحم اللغة ولود ، وأرض الفكرة خصيبة ، ليؤدي المثقف دوره نحو إنزال الفكر الى الواقع ، فتمثل الجزالة واحة وريفة لواقع هو فى الحقيقة لظى ونستنشق منك الشذى الذى يضوع عطره فيملؤنا أملاً وعزماً وإرادة نحو خلق الجمال ، كلوحة أبدية ..شكرا عزيزي كمال .. وشكرا تعني جل الكلام .. وسلام يا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة