لا أظن حب الظهور والحصول على الشُهرة يقود شخصاً لأن يكتب عريضة عدلية يطلب فيها من المحكمة إسقاط عقيدته الإسلامية وإستبدالها بكلمة (لا ديني) ، وإن يكن صاحب القصة (لن أذكر إسمه) حتى لا أساهم في حصوله على مراميه رغم أن موضوعه منتشر كإنتشار النار في الهشيم في وسائط النشر الإلكتروني وبعض الصحف ، أقول وإن يكُن المذكور يافعاً أو قليل خبرة وعلم بما هو مُقدم عليه وبعيداً عن المنظور الشرعي والقانوني للموضوع فذلك لن يعفيه من نزعة (الأنا المرضية) وحُب إظهار الذات والإشتهار عبر التنقيب عن أفكار هو بلا شك يعرف أنها ستثير الصخب والإلتفات والحساسية ، وأقول له ولأمثاله من الباحثين عن (حرية الإعتقاد) من منظوري الذاتي إذهبوا بلا رجعة وأنتم الطُلقاء فلن يزداد الإسلام عِزاً وفخراً بإعتناقكم له وفي نفس الوقت لن ينقص شيئاً من عظمته وقداسته إن خرجتم من بابه الميمون ، ولربما كان خروجكم عنه مصدر من مصادر سطوع نجمه وبيان فضله على الدنيا وما أعده رب العالمين للآخرة ، والسؤال المطروح هل يحتاج الخروج عن الإسلام أوحتى إعتناق غيره من الأديان إلى (تعديلات) شكلية في رسم ومنطوق ما تم تسجيله في صحائفنا الرسمية ؟ وبما أن التديّن والإعتقاد والإعتناق هو حالة من حالات الإيمان الروحي الذي يهدُف إلى الحصول على السكينة والرضا في نفس الإنسان المتسائلة والمُجادلة حول أشياء شتى في هذا الكون بعضها أوتينا القدرة على تفسيرها وفهمها والتعامل معها والبعض الآخر كان بأمر الله خارج نطاق إمكانياتنا العقلية وإلماماتنا الفلسفية والفيزيائة بالقدر الذي جعل رب العالمين يسميها (غيباً) في مُحكم تنزيله ، ألا يكون أمر إعتناق الأديان هو وضعٌ شخصي ومجاله القلب والعمق الروحي وليس الوثائق والإفادات والشهادات ، معتنقوا كل الديانات السماوية واللا سماوية لا يوجد فيهم من يطلب أو يقوم بإعداد وثيقة مُسجَّلة وموثَّقة يحملها معه (للإثبات) في محافل االدنيا أو توضع في تابوته أو قبره ليقدمها إفادةً لحياةٍ أخرى بعد الممات ، إذن جُل ما يمكن أن يُتهم به هذا الشاب هو مجرد (الإختلال النفسي والفكري والروحي) ليس لأنه أرتد عن دين الإسلام الحنيف بقدر إرتداده عن جادة الطريق في أمر الحصول على الشهرة وإلتفات الناس إليه (بطرق شرعية وأخلاقية) قوامها العمل الدؤوب على تطوير المهارات والمواهب والإنجازات (إن وُجدت) ، أما من يطلب الصخب وإثارة اللغط حول نفسه بما يمثِّل (إشانة) كان من الممكن أن تكون دون إشهارٍ وترويج ، مثل أن ترتد عن دين الإسلام وتتحوَّل إلى لا ديني ، فذاك هو الإضطراب النفسي المرضي الذي إن سمح لي المختصون أن أُطلق عليه مصطلح (فوبيا البحث عن الشهرة وإلتفات الآخرين) ، أقول له وللذين يقفون من ورائه مطبلَّين وداعمين كبوَّته تحت شعار حرية التعبير والإعتقاد ولسان حالهم كلمة حقٍ أُريد بها باطل ، لا تُجهدوا أنفسكم فالسودان والعالم العربي والإسلامي فيه كُثر إرتدوا عن دين الإسلام ولكنهم لم يحتاجوا لإثبات ذلك ولم يكونوا ليبذلوا جُهداً هباءاً في إعلان ذلك على الملأ أو محاولة تسجيله في وثيقةٍ ثبوتية أو حتى وضعة (كقلادة) شرف أو إدانة في أعناقهم .. اللهم لا إعتراض على أمرك.
كيف حكمت على نواياه من دون أن تعرفه أو تكلمه ؟ كيف حددت هدفه من فعله ؟ هل دخلت قلبه وعقله وكيف تثنى لك ذلك ؟ هل انت اله (استغفر الله العظيم ) أخيراً انت لست مشهورا حتى تساهم في شهرته بطل اوهام
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة