يحكى أنه كان هناك ثور يرعي ويرتع في وادي خصب ومر على شجرة ظليلة وجد تحتها قطور من الطين ( كومة من طين رطب ) تحت تلك الشجرة الظليلة وكان النحل قد صنع له خلية في احدي فروعها فطارت نحلة ولدغت الثور في خشمه فغضب الثورة الأحمق وأراد أن ينتقم لنفسه ولكنه خشي إذا ناطح الشجرة فتنكسر قرونه وفضل أن يناطح القطور على حسب فهمه بأن القطور تشكل من طينة طرية يستطيع هدمه بقرونه حتى لا يستفيد النحل من نداوته وراح يطعن بقرنيه في القطور ويقتلع منه الطين الرطب حتى سمع صوت كعة تصدر من داخل القطور عندما لامس قرنه صخرة صماء كان يحيطها القطور عرف الثور الأحمق أن هناك جسم صلب داخل القطور ولكنه لم يتوخي الحذر من مخاطره ولم يكترث لأنه مغرور ومصاب بالكبرياء اصرعلى الاستمرار والتحدي لهد القطور وبضربة واحدة قوية انكسرت قرونه المقوستين واصبح رأسه بلا قرون لا يستطيع بعدها مواجهة أعداه وكان ذلك نتيجة طبيعية للحماقة والغرور والكبر. في حياكة المؤامرات والحيل نتابع الاحداث مثل غيرنا عبر النوافذ التي تفتح لنا ونطل من خلالها على ما يجري كمراقبين وبأستغراب شديد لقد عرف التاريخ المارشال الالماني ارفين رومل الذي خاض الحربين العالميتين واكتسب لقبه في الحرب العالمية الثانية بثعلب الصحراء لأنه كان داهية في المنكر والخداع فالإنسان تاريخ حتى ولو ضرب به مثلا بأسوا انواع الحياونات ولا ندري بكم اشتري ياسر عرمان اتباعه الذين ينتفضون لمواجهة ثورة شعب إقليم جبال النوبة وهل القيمة التي دفعت لهم مجزية لبيع دماء شهدائهم وارضهم وأهلهم ؟؟ ومهما كانت القيمة فأنها لا تساوي شرف الإنسان وكرامته وأرضه فأنها تجارة رخيصة وحتما لن تبلغ أهدافها وستكون وبالا عليهم، . في أوائل هذا الشهر مايو 2017م لقد طالعنا في بعض وسائط التواصل الأجتماعي ما يفيد بأن ياسر عرمان واتباعه يعدون العدة لتدشين حملة إعلامية ضخمة لمناهضة مطالب مجلس التحرير أقليم جبال النوبة المتمثلة في قراراته التي صدرت بسبب تجاوزات في الأدارة وظهور نواية خيانة للثورة من بعض القيادات في قمة الهرم جنحت إلى اختطاف الثورة لمصالح شخصية . هذه الحملة االاعلامية المسعورة التي جند لها ياسر عرمان مجموعة من اتباعه للتصدي لقرارات مجلس التحرير اقليم جبال النوبة تعد نفخ في الكير ومقصد سيئ يهدف إلى تنفيذ خطة تدمير الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان من الداخل بعد أن فشلت المساعي الحثيثة التي كان يقودها في الخفي لتذويب الحركة الشعبية في إطار الاتفاقية السرية والسيناريو المشبوه كان يغلفها، فمن غير المعقول أن تكون هذه سلوك قائد في قمة الهرم النضالي في ثورة تنادي بالحرية والعدالة فيقوم قائد منها بهضم حقوق رفاقه ومحاولة قمعهم وتكميم افواههم بل واستصدار بيانات مضادة من داخل ذات الجسم الواحد ليحدث فيه شرخا عميقا وما كان ذلك ضروريا ابداً. تلك حالة تحتاج إلى وقفة لمعايرة مستوى الفهم في حلول ومعالجة المشكلات التنظيمية داخل المؤسسة الواحدة، نعتقد كان هناك فشل ذريع قد أصاب قمة الهرم في قيادة الحركة الشعبية والممثل في امينها العام ورئيسها حيث استبان جليا بعد أن تعالت الاصوات التي كانت تراقب الاحداث وتشعر بالخوف من حدوث ما هو حاصل الآن حيث أنعدام الحكمة والديمقراطية لمعالجة الكثير من المعضلات التي تراكمت مع مرور الزمن . بعد صدور قرارات مجلس التحرير إقليم جبال لنوبة وتقديم القائد عبد العزيز الحلو أستقالته المسببة كان يمكن أن تقوم قيادة الحركة المكلفة بالترحيب بتلك القرارات كحقوق مكفولة لشريحة كبيرة من المناضلين وتتم المعالجة بهدوء وبعيدا عن الضجة ألإعلامية المتصاعدة التي وصل فيه أمين عام التنظيم السابق القائد ياسر عرمان أن يكون جبهة إعلامية لمواجهة رفاقه بعد ان وضعهم في خانة الاعداء وهم من كانوا بالامس تحت قيادته وهذه حالة شاذة لأنها اقترنت بتضارب المصالح ولو كانت هناك سلامة نية ومصداقية ما كانت الأمور وصلت إلى هذا الحد. لقد اصطدمت المراحل الأخيرة لقيادات الحركة الشعبية بدرجة عالية من الوعي المتنامي في اوساط جماهير الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال فقلبوا الطاولة على روؤس المتجارين بقضايا الهامش والمستفيدين من طول امد الحرب وانتشارا معسكرات للجوء ولكن ثارت الجماهير وليس من السهل تخطي هذه الصحوة الثورية بمزيد من التعنيف والتعند بعد الآن الجماهير استلموا المبادرة وسيتم إفشال اي مخططات ترمي إلى ضعضعة وحدة وتماسك الحركة الشعبية شمال التي تمثل عصب الثورة وحمايتها مهما بلغ الأصرار والتحدي الذي يفتعله رئيس الحركة الشعبية القائد مالك عقار والأمين العام القائد ياسر عرمان لن يثمر بشيئ ويعلم الكثيرين أن الإصرار وتمسك عرمان بموقعه كأمين عام في حد ذاته يضمر بداخله خفايا تم الإشارة إليها بالخيانة والانحراف عن مسار الثورة تلك العوامل جديرة بان تجبرهم على ذلك المصير إلى حين . الدكتاتورية هي من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب بعضاً من البشر ممن يجدون أنفسهم يقودون الأخرين ولا علاج لها إلا بإقصاء المصاب بها عن موقعه ليسلم الناس من شره واصرار القائد ياسر عرمان ومالك عقار في التمسك بالسلطة وعدم الانصياع لمطالب الشعب في اقليم جبال استفزت الرفاق في النيل الازرق فأتخذوا خطوات تتطابق مع قرارات مجلس التحرير أقليم جبال النوبة وتعضد موقفه وهذه الخطوة التي قام بها الرفاق في النيل الازرق خطوة جريئة وشجاعة عززت المواقف المنادية بضرورة تقويم الأداء الأداري داخل الحركة بالمؤسسية وإعادة هيكلتها من القاعدة إلى القمة مبنية على قاعدة الديمقراطية والشفافية والمثل الثورية الصحيحة لتتماشي مع مطالب الجماهير الذين ضل سعيهم وراء الشعارات التي تعلوا في عنان المساء باصوات الصقور والغربان فيما يثار الغبارعلى الأرض بين الاسود والذئاب في ساحات الوغى وبين هذا وذاك شتان لا يجتمعان فتبقى قوة الحركة الشعبية في تماسكها بالتفاف جمهورها العريض حولها تلاحما متكامل فأن تماسك الحركة الشعبية وصلابة قواعدها تعطي مؤشر أيجابي في التغلب على الأزمة الحالية في المرحلة التصحيحية وسوف تحافظ الحركة الشعبية على الصدارة كتنظيم قومي يحمل مشروعا وحدويا لإنقاذ السودان من انياب الدكتاتورية والتسلط ووتحقيق دولة المواطنة التي ينادي بها معظم الشعب السوداني مع الاحتفاظ بحقوق الهامش كأولية قصوى . ولا نرى ضرورة لإصرار ياسر عرمان في تحدي قرارات مجلس تحرير إقليم جبال النوبة التي إعتبرها هو في بنات افكاره تمثل إهانة له أو انها قطعت عنه الطريق للحصول على ما كان ينوي، وما قام به مجلس التحرير بإقالة الأمين العامل السابق هو في الواقع عتاب الأحبة لكونه ( ياسر عرمان ) رفيق وكان موثوق فيه فكانت قيادات مجلس التحرير إقليم جبال النوبة اكثر وعيا ًوتأدباً في إنها ارتكزت في ذلك على مطالب القاعدة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وكما هو معلوم أن الحكام ينفذون مطالب شعوبهم لأن الشعوب هي التي تملك القرار وتلزم الحاكم بتنفذه طالما قبل بموقعه أن يكون خادما لشعبه فهي قرارات اقوى من الصخرة الصماء التي كسرت قون الثور الاحمق لأنها تمثل مصير شعب باكمله وسيتمسك بها جماهير الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وكل الشرفاء من بين السودان حتى تتحقق بأكملها لا يجوز الاستهانة بهذه القرارات واعتبارها عمل قاصر على اثنية او انها جأت كنتيجة لعنصرية وضيق افق ومن يروج إلى ذلك قد يكون هو الذي لا يريد ان يواجه حقيقة النضال واسبابه منذ اكثر من ستين سنة ومن الذي يدفع الفاتورة الباهظة فيه حتى الآن . محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة