· الفساد متفقٌّ عليه بين من كانوا يتحاورون في قاعة الصداقة، بالرغم من عدم إدراج الاتفاق عليه ضمن ( المخرجات المخجوجة).. و الشفافية كانت غائبة عند وصول المخرجات إلى البرلمان حيث قتلت بدرية الترزية الساحرة الحريات.. و أضافت إلى قوة قبضة الأمن المزيد من القوة الباطشة.. و الفساد يمرح كما أريد له أن يمرح.. و بلا قيود!
· و الشارع يتساءل، في حيرة: نسوي شنو؟!
· لم يكن أمر الفساد أمراً غير عادي منذ بدأ انقلاب البشير و الترابي .. إذ صار الفساد المحرك الأساس لماكينة النظام المتوحش.. و ظل محركٌ معترفٌ به اعترافاً غير مكتوب في لوائح و قوانين النظام.. تحت شعار ( خلوها مستورة!)
· و كل منتسب إلى النظام أو متسلق بدفعات منه أو متمسح به يطمح في موقع دستوري.. أو وظيفة فوق الدرجات العليا في مؤسسة عامة ليركب صاروخ الثراء السريع متوجهاً صوب طبقات المليارديرات الذين طغوا و استبدوا و لا يقف بينهم و بين الحرام وازع من دين أو أخلاق... بينما الشعب يردد في حيرة:- ( نسوي شنو!)..
· و تظل مصالح الشعب خارج حسابات المجموعة الفاسدة على الدوام.. و تأتي موازنات وزارة المالية لصالح اللصوص في كل الأوقات..
· و " في خطوة وجدت الاستغراب من قطاعات واسعة من الشعب السوداني، قام رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، بتعين الفريق محمد عثمان سليمان الركابي، وزيرا للمالية، على الرغم من تورّطه قبل ذلك في فضيحة كبيرة، حينما كان يتولى ادارة صندوق دعم السلع الاستهلاكية بالجيش الحكومي."! هذا ما كتبته صحيفة الراكوبة بتاريخ 12/5/2017، و أتت الصحيفة بوثائق إثبات لفساد الوزير المعين..
· إذن المسئول عن مالية السودان في الحكومة الجديدة رجل غير طاهر السيرة و لا السريرة.. إنه مسئول ثبُت فساده.. لكن الجماعة تركوه!
· ربما لم يدهشكم تعيين وزير فاسد.. لعلمكم أن النظام كله فسادٌ يعانق فساداً في ميدان ( التمكين) الواسع العريض.. ميدان قابل لاستيعاب المزيد من الفاسدين و الانتهازيين و الأرزقية.. و قابل للتوسع و صرف أموالنا على المزيد من الشرهين للثراء الحرام برفقة حرامية نظام الانقاذ..
· و الفساد العاري لا تخطئه العين و هو يمشي بزهو في ردهات المكاتب و المؤسسات العامة.. و في الأسواق.. و يعلن في تحدٍّ سافر:- أنا هنا! و أنتم تتهامسون: " نسوي شنو؟!
· و سوف يطل عليكم فساد الدستوريين الجدد في شكل عمارات شاهقة تخرج من اللا مكان هنا و هناك.. و تتحكر فلل تدهشكم بحدائقها المترفة التي تعلن أنها لا تنتمي إلى عالمكم.. و على بعد أمتار منها بيوتكم المبنية من الجالوص ( مهكعة) تنتظر مقاومة الخريف القادم و أنتم تتهامسون" نسوي شنو؟!"..
· و دائماً ما تشاهدون الفساد و أنتم واقفين في صف طويل.. طويل.. و الصف يطول.. و يطول.. و يأتي بعدكم ذو قرنين يتخطى الصف.. و فجأة يعلن لكم مكبر الصوت عن انتهاء السلعة الاستراتيجية رغم وجودها.. و أنتم تتهامسون:- " نسوي شنو؟! "
· نرى الفساد فنتهامسٍ في ما بيننا، حيث ينبغي علينا أن نمسك بالفساد من عنقه و نقدمه لمحاكمة ناجزة.. و مصيبتنا أن نظامنا الفضائي نفسه يحتاج إلى محاكمة، و قد أعيدت تهاني تور الدبة إلى منصبها وزيرة دولة بوزارة العدل..!
· العدل.. العدل.. العدل.. يا وزيرة العدل!
· منافقون! الأسعار ترتفع.. و الفساد يرتفع..!
· دخلتُ صيدلية.. سألت عن دواء.. و حين أعلمتني الصيدلانية بالسعر الذي تضاعف.. استنكرتُ ما يحدث في البلد من فساد و إفساد حتى في مجال الأدوية، إستنكرت، و بصوتٍ عالٍ:- إلى أين نحن مساقون يا ناس؟
· كان السؤال لعموم الناس.. لكن الصيدلانية ( البريئة) أجابت بتساؤل ينضح عجزاً:- " نسوي شنو؟!!"
· معظم الناس يطرحون نفس التساؤل العاجز:- " نسوي شنو؟!!"
· إننا نعيش في بيئةٍ الأمل المحنط.. و اليأس يطيل عمر نظام نتمنى زواله.. و لكننا نفتقر إلى السعي المقتدر لاقتلاعه من جذوره..
· كلنا مسئولون عن الذي يجري.. و يجري و نعجز عن الخروج إلى الشارع لكبح جماحه.. و العمل على محاسبة الفاسدين.. و ليس ( تحللهم) بقوانين لا تستند إلى منطق.. و لا أخلاق..
· أيها الناس.. علينا ألا نحصر تداول قصص الفساد بيننا في المناسبات الاجتماعية و في وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بينما الفساد يطال كل الأصول، من أراضٍ و مياه و ما تحت الأرض.. إننا، في استكانتنا، أقرب إلى الأبقار يُساق عجولها إلى المسلخ و هي لا تهتم سوى بالعليقة التي يقدمها لها صاحب الحظيرة..
· اللصوص يتطاولون.. و يتشدقون بما يزعمون من احتكار العقل و الحكمة..
· أضحك مذهولاً.. كلما استمعت إلى من لا عقل له يدعو الممانعين من المعارضة و حملة السلاح للإصغاء لصوت العقل.. و أتساءل كيف تثنى لغير العاقل أن يتحدث عن العقل و المعقول.. إننا في زمن المهازل.. زمن حُقَّ علينا أن نسخر فيه مع الشاعر:-
" كل امرئ يحتلُ في السودانِ غيرَ مكانِهِ
المالُ عند سفيهِهِ و السيفُ عند جبانِهِ"!
· نسخر؟! نعم! لكن علينا أن نتحرك بجدية لتغيير الحال و المآل و رفض التعايش مع الواقع الأليم في إستكانة الحملان للجزار؟
· أيها الناس دعونا نطرح جانباً جملة:- " نسوي شنو؟!!" بينما نحن (... نعاين الشارع نلقاه تايه في دموع المغلوبين!)
· إن أرض السودان تشتاقُ إلى زلزال يهز عرش الفساد.. و يدكه دكاً.. دكاً!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة