*قالت الشرطة إن حادثة عفراء ليست انتحاراً.. *هو لص موبايلات كان يلاحقه شرطيون فوقع من أعلى النفق.. *وفور وقوعه صادفته سيارة مسرعة فدهسته.. *وأن هذه الملاحقة تمت بتنسيق بين شرطة ولايتي الخرطوم والجزيرة.. *ونحن نقول للشرطة أن بيانكم هذا على العين والرأس.. *فهو قد وضَّح لنا ما التبس على كثيرين (سرحوا) به في مواقع التواصل.. *فلا هو كان في تظاهرات محيط عفراء المسائية.. *ولا هو انتحر أسوة بالثلاثة الذين فعلوها جراء تداعيات الانهيار الاقتصادي.. *ولا هو كان في رأسه الذي (تدشدش) أي أجندة سياسية.. *ولا صرخ قبيل قفزه (دي حالة أخير منها الموت).. *فقط هو فضل (قتل نفسه) على اعتقال يفضي به إلى السجن بسبب موبايلات.. *وهذا تفضيل لخيار غريب بما أنه لم (يقتل نفساً).. *ولم يقل لنا البيان الشرطي أنه (مسجل خطر) وجاري البحث عنه بشدة.. *فالشرطة إذاً- رغم تصديقنا لها- نلقي عليها بعض اللوم.. *فقد كان من المستحسن إخطارنا- قبل وقت كاف- بما استجد من سياساتها.. *وأعني تعاملها بكل عنف مع سرقة الهواتف النقالة.. *وأن من يسرق جوالاً في نيالا - مثلاً- يمكن (مطاردته) حتى حلفا.. *فلو أنها فعلت لما امتلأت صحفنا بأخبار سرقة الموبايلات.. *فـ(عادي) جداً الآن خطف جوال شخص من على أذنه في السوق العربي.. *بل تكاد مثل هذه الحوادث تقع كل يوم دون استدعاء (دهشة).. *ولذلك (اندهش) الناس من مطاردة (مركزية) لحرامي هواتف (ولائي).. *وليست مطاردة طبيعية، وإنما أفضت إلى انتحار.. *بقي أن نشرح سبب مفردة (لكن) التي (لكنَّا) بها تصديقنا بيان الشرطة.. *ولعل الشرطة ذاتها تعلم استحالة انتحار سارق هواتف.. *فحتى (كتالين الكتلة) لا ينتحرون عند محاولة إلقاء القبض عليهم.. *كما إنها لا يمكن أن تلصق تهمة السرقة بمنتحر.. *فهو إن لم يكن كذلك - فعلاً- فستُواجه ببلاغ إشانة سمعة من تلقاء أسرته.. *فما يقبله (المنطق)- إذاً- هو الجمع بين معطيين.. *معطى أنه كان يسرق أجهزة موبايل لمواجهة ظروف معيشية (ضاغطة).. *ومعطى أنه كان متردداً في الانتحار بسبب هذه الظروف.. *فلما وجد أنه بصدد (ضغوط) أشد- عند مطاردته- وضع حداً لتردده هذا.. *وأي تفسير خلاف ذلك سيقودنا إلى موقف (محرج).. *سيعني أن سرقة الهواتف صارت من كبريات (الحوادث الخطيرة).. *بأكثر من حادثة زميلنا (عثمان ميرغني!!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة