ثورة .. الجريف !! بقلم د. عمر القراي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 04:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2016, 10:43 PM

عمر القراي
<aعمر القراي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثورة .. الجريف !! بقلم د. عمر القراي

    10:43 PM October, 29 2016

    سودانيز اون لاين
    عمر القراي-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ *
    أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) صدق الله العظيم
    [email protected]
    أهالي الجريف، مثلهم مثل أهالي كجبار، أو مزارعي مشروع الجزيرة، أو لجنة الأطباء، ليسوا حزباً سياسياً، ولاهم جماعة طامعة في السلطة، وتحاول قلبها، ولا هم جماعة مسلحة، تريد ان تنقض على النظام، أو تفتك بقواته،إنما هم مجموعة كبيرة من المواطنين، يطالبون بحقوق واضحة، يريد مسؤولون التغول عليها، لمصالح شخصية، لا علاقة لها بمصلحة الوطن، أو أمنه، أو سلامته، واستقراره. وحكومة الإخوان المسلمين، التي اصبحت فاشلة في كل مسعى، حتى تلاسن أعضاؤها، داخل برلمانهم، وهدد وزراؤها بالاستقالة،هرباً من المحاسبة، التي يشعر بدنوها من به ذرة احساس منهم، تحولت الى عصابة ينهب بعضها حقوق المواطنين، ويقوم من هم أعلى منهم، بالتغطية على جرائمهم، حتى لا ينكشف أمرها، ويظهر أن الكبار، وزوجاتهم وإخوانهم متورطون فيها، بل هم أساسها، ومبتدأها.
    والإخوان المسلمون، لن يتوقفوا من نزع أراضي المواطنين، وبيع مشروعات التنمية، وترحيل المواطنين من مناطقهم، بسبب سدودهم التي لم تحقق منفعة للبلد، وإن حققت لهم منافع شخصية، مما يكسبون من الشركات الوهمية،التي تنفذ هذه المشروعات الفاشلة.. والسبب في حرصهم الشديد على نزع الأراضي، وبيعها للمستثمرين الأجانب، هو ان يحققوا لأنفسهم مبالغ طائلة،يشترون بها المساكن الشاهقة، ذات الفرش الوثيرة، مثلما اشترى طه عثمان، مدير مكتب الرئيس، فيلا بمبلغ 15 مليون درهم إماراتي، في منطقة النخلة بدبي.
    وأهالي الجريف، بدأوا بالمطالبات السلمية، والوساطات الودية، واللجان التي جلست مع ممثلي الحكومة، وأوضحت المطالب، التي لو كان هناك حكومة، أو حتى إدارة جادة، لسعت في الإستجابة لها بالتعويضات المناسبة،قبل ان يتفاغم الوضع .. جاء في بيان لجنة الجريف (نخاطبكم اليوم بعد ان سلكنا كل الطرق السلمية لحفظ ماتبقي من اراضينا السكنية والزراعية فقد قمنا بمخاطبة السيد وزير التخطيط العمراني لتحديد نصيب لنا في ارض مشروع الشركة العربية الذي تحول الي مخطط سكني لاسكان جيل الشباب الذي لم يقدم لاي خطة اسكانية . وكان ذلك في اخر عام 2013م ثم خاطبنا السيد معتمد شرق النيل في يوم 9/11/2014. ولم نجد اي استجابة من المسؤولين بالدولة بل استمروا في بيع ارض المشروع بالمزاد العلني وبيع بالتقسيط دون مراعاة لحقوقنا الملكية والسكنية مما دعانا للخروج الي الشارع مطالبين بحقوقنا في مظاهرات سلمية ولم يستجب المسؤولون بالدولة حتي لجأنا الي اسلوب الاعتصام كوسيلة حضارية ولم يؤثر ذلك علي المسؤولين رغم تجاوب منظمات المجتمع المدني والاحزاب وحقوق الانسان معنا. اهلنا الطيبين ذهبت الحكومة السابقة وتجاوزنا مرحلة الانتخابات املين ان نجد مطالبنا اذانا” صاغيه من الحكومة الجديدة . واوقفنا محاولتين للخروج الي الشارع لاعطاء فرصة لحكومة الولاية واجتمعنا مع الوالي الجديد قبل تشكيل حكومته . وطلب منا السيد الوالي رفع الاعتصام بوعد منه بتحقيق مطالبنا ولكن دون جدوي بعد مهلة شهر كامل . اهلنا الطيبين قررت اللجنة العليا للاعتصام الاستجابة لطلب السيد الوالي بتنفيذ هدنة علي امل ان ينفذ الوالي وعده وعندما قررنا نهاية الهدنة طلب منا لقاءه في مكتبه وكان اللقاء بمثابة قاصمة الظهر حيث ذكر انه ليس لدية خطة سكنية حاليا واذا ظهرت خطة اسكانية سوف تكون لنا فيها الاولوية واصر علي قيام مدينة النيل الازرق والغاء الكماين ولما كان سبب اعتصامنا المطالبة بخطة اسكانية والغاء مدينة النيل الازرق فلن نقبل غير تحقق تلك المطالب ولذلك قررت اللجنة العليا الاتي:
    اولاً : حل لجنة التفاوض وانهاء الهدنة .
    ثانياً : لن يرفع الاعتصام الا بقرار من رئاسة الجمهورية بتخصيص خطة اسكانية لنا .
    ثالثاً : ليس لصندوق الضمان الاجتماعي ارض بالجريف ونحذر المواطنين في الداخل والخارج بعدم الشراء في مربع "12" و
    13" بمايسمي المنشية شرق حتي لاتضيع اموالهم هدراً وتذهب الي مافيا الاراضي .
    رابعاً : العلاج في مستشفي شرق النيل حتي افتتاح المركز الصحي والمستشفي الجديد
    خامساً : نشيد بالدور الذي لعبته لجنة التفاوض بقيادة الفريق ركن فاروق حسن محمد نور والشيخ الطيب الغزالي والاستاذ مجدي شمس الدين والخليفة معتصم الفكي يوسف. اللجنة الاعلامية لمعتصمي الجريف شرق)(15/11/2015م)
    هؤلاء مواطنون، سودانيون، مارسوا حقوقهم، في منتهى المسؤولية، والشفافية،والتمدين، ودلوا على وعي أهالي الجريف، وتقديرهم للأمور، وتجنبهم للمشاكل، ومع ذلك، قوبلوا بالإهمال، والتحقير، والإزدراء، والسخرية، من عصابة الإخوان المسلمين، وقياداتهم التنفيذية، التي أعماها الطمع، وغطى قلبها السحت، وأظلم عقولها الظلم، المتراكم عبر السنين.
    وحين ظنت الحكومة أنها خدعت أهالي الجريف، ثم بدأت بالفعل تبيع في أراضيهم، خرجوا في مظاهرة .. فقد جاء (خرج أهالي الجريف شرق في تظاهرة حاشدة إحتجاجاً على محاولة الحكومة نزع أراضيهم لصالح متنفذين في النظام بحجة منع كمائن الطوب بالمنطقة ، صباح اليوم 19 مايو.وإندلعت التظاهرات مع بدء سلطات ولاية الخرطوم إزالة"الكماين" الخاصة بالمواطنين بالقوة الجبرية. وخرج المواطنون وهم يهتفون "الأرض الأرض .. العرض العرض" ، " العار العار يا تجار" ، قبل ان تتطور الهتافات إلى المطالبة بسقوط عمر البشير وحكومته ، وأغلقوا طريق "أم دوم" الرئيسي بإشعال النيران في إطارات السيارات، وإستخدمت الأجهزة الأمنية قنابل الغاز بكثافة داخل بيوت السكان )(19/5/2016م).
    على أن حكومة الإخوان المسلمين، التي ترتعد من خيالها، خافت أن تنتشر ظاهرة تظاهر أهالي الجريف، فلم تكتفي بالغاز لفض المظاهرات، التي كانت تتجمع كلما تنفض .. وإنما أقدمت على جرم، بشع، يندى له الجبين، إذ استعملت الرصاص الحي، في مواجهة المواطنين العزل، المطالبين بحقوقهم،حتى سقط بينهم عدد من الشهداء، وجرح العشرات، وتمت إعتقالات وتعذيب للمعتقلين .. فقد جاء (واجتاحت قوات كثيفة من أجهزة نظام الانقاذ الأمنية المنطقة مساء الثلاثاء 25 اكتوبر وانهالت على المواطنين العزل بقنابل الغاز والهراوات والرصاص المطاطى والذخيرة الحية مما أدى الى اصابة عدد من المواطنين من بينهم المواطن / جدو سيد. وسبق وأوضح أحد مواطنى الجريف – بدرالدين الحاج – فى شهادة على الفيديو ان عناصر جهاز الأمن اعتدوا عليه بالضرب ثم اقتادوه الى مركز اعتقال وجد به آخرين – 13 – وتعرضوا جميعا للاهانات والضرب . وأضاف ان أحد عناصر الأمن هدده بالقتل قائلاً "دا بدر الدين المغلبننا بيهو .. كان تتخلصو منو بي عربية أو موتر". وأكد بدرالدين ان عناصر الأمن حاولوا التخلص من أحد المصابين برصاصة مطاطية من النشطاء بالقائه بعيداً !ورغم كثافة القوات وفظاعة ممارساتها التى تفوق قوات الاحتلال وحشية يواصل مواطنو الجريف شرق احتجاجاتهم)(حريات 27/10/2016م).
    وحين إستشهد مواطنون من أهالي الجريف، برصاص الشرطة، هرعت حكومة الإخوان المسلمين، لتبرر فعلتها المنكرة، فأصدرت الشرطة بياناً.. جاء فيه (".. بحسب البيان "أصيب أحد المواطنين" و"عدد من المواطنين" بسبب استخدام الغاز !! هذا فى حين تظهر الصور المرفقة ان الشهيد أحمد العبيد اصيب بالذخيرة الحية! وتظهر اثار الدماء على ملابس احد المتظاهرين وعلى الارض ! كما تظهر بان هناك مسلحين يشاركون فى فض التظاهرة ولا يحملون سوى بنادق الكلاشنكوف ! كما تظهر الصور ايضاً وجود جثتين ! مما يعنى ان القتلة اثنان على الاقل. ويتحدث أهالى الجريف شرق عن استشهاد ثلاثة هم : أحمد العبيد، امجد شرف الدين وأحمد جاه الله ، واصابة العشرات بالذخيرة الحية ، من بينهم أكرم شرف ، ومحمد صديق."… قامت الشرطة بالتصدى للمتظاهرين ومخاطبتهم بفتح الشارع الرئيسى امام حركة المرور وعدم الاخلال بالأمن والسلام العام ولكن أصر المتظاهرون على مواصلة أعمال الشغب والتخريب وقفل الشوارع الرئيسية مما اضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وفق القانون واثناء ذلك اصيب أحد المواطنين واسعف للمستشفى وتوفى لاحقاً كما اصيب عدد من افراد الشرطة والمواطنين تم اسعافهم للمستشفى. واضافة الى الركاكة اللغوية ، وركاكة المنطق ، فان البيان يعبر عن اخلاق النظام الاجرامى الدموى ، حيث حافظ على "أرواح المواطنين" بقتلهم ! وحافظ على الأمن والسلام العام باطلاق الذخيرة الحية على العزل !.وفتحت الأجهزة الأمنية مراراً وتكراراً الذخيرة الحية على المتظاهرين السلميين . وتبجح عمر البشير فى حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية 21 اكتوبر 2013 عن انتفاضة سبتمبر 2013 بكفاءة قواته الخاصة – التى صوبت على رؤوس وصدور التلاميذ والشباب – فاجهضت التظاهرات فى ساعات . وقال فى اجتماع رسمى بمجلس الوزراء ان فقهم الدينى يتيح لهم قتل ثلث المواطنين ! وقال هاشم عثمان لدى مخاطبته منسوبي قوات الشرطة ببورتسودان 22 مارس 2015 ان "رئيس الجمهورية تحدث عن حماية القانون للشرطى اثناء اداء واجبه وألا يساءل الا باذن من رئاسة الشرط " ، وأضاف "الشرطى البعمل واجبو ما عندنا ليهم اذن"!! مما يؤكد بان لدى اجهزة النظام الامنية رخصة بقتل المواطنين )(13/6/2015).
    ولكن كذب السلطة، وشرطتها، لم يجز على أهلنا في الجريف، فقد جاء (أكد عبيد محمد حمد والد شهيد الجريف اصراره وتمسكه بالقصاص من قتلة ابنه الشهيد أحمد عبيد الذي سقط برصاص الأجهزة الأمنية ، الجمعة الماضية 12 يونيو. وقال في تصريح لصحيفة "الميدان" ، أنه يعرف جيداً قاتل إبنه، وأنه موثق له بالصور لحظة القتل، كاشفاً عن أن أحد أفراد القوات الأمنية التي كانت تحاصر المنطقة إبان تحرك الموكب الجماهيري، جلس في وضع الإستعداد لإطلاق النار، ومن ثم صوب مسدسه تجاه الشهيد فأرداه قتيلاً، علا بعدها صوت القاتل مردداً شعارات إسلامية. وأكد أنه لن يقبل بغير القصاص من قاتل إبنه، رافضاً تصريحات والي ولاية الخرطوم، حول تشكيل لجنة للتحقيق في الجريمة، وقال : "هذه قضية جنائية معروف القاتل فيها وليس بحاجة للجنة تحقيق" مشدداً على تمسكه بمبدأ القصاص من القاتل.ومن جهته أكد بدر الدين الحاج سكرتير لجنة الاعتصام الاستمرار في الاعتصام حتى تحقيق كافة المطالب، وقال "المواطنون يطلبون منا عدم فض الاعتصام إلا بتحقيق كافة المطالب التي رفعوها". وأضاف : " لهذا نحن سنستمر وسوف نقاتل حتى أخر قطرة دم فينا حتى ننال ما نريد" لافتاً إلى أن المواطنين وصلوا لقناعة أن الوعود الحكومية لا تعدو عن كونها "تخدير"للإلتفاف على مطالب المواطنين. وقال أحد المصابين من أبناء المنطقة، ان مستشفى شرق النيل يمتلئ بالجرحى والمصابين من أهالي الجريف شرق. وقال محمد صديق إدريس –أعمال حرة- أن ظروفاً مأساوية بالغة الحرج تواجه المصابين في المستشفي دونما أي رعاية او إهتمام من السلطات الحكومية. وقال سكرتير لجنة الاعتصام، ان أهالي المنطقة يطالبون الآن بالدم والقصاص من قتلة إبنهم. مضيفاً بانهم سوف ينتقلون إلى الخطة الثانية التي لم يشأ الكشف عنها، مبرراً ذلك لدواعٍ تأمينية)(حريات 19/6/2016م). أنظروا الى رجل الأمن الذي يصوب الى شاب أعزل، في مظاهرة، فيقتله بدم بارد، ثم بعد ذلك يصرخ بعبارات إسلامية، حسب رواية والد الشهيد !! وكأن الإسلام، يعتبر التظاهر، ضد الحاكم الجائر، الفاسد، جريمة، يستحق فاعلها القتل !! وكأن هذا الأمنجي الأرزقي، يطمئن نفسه، بأن فعلته الجبانة، لها علاقة من قريب أو بعيد، بالدين الإسلامي !! هذا ما يمكن أن يسوق إليه الهوس الديني، من سوء الخلق، والإنحراف.
    لقد عرفت حكومة الاخوان المسلمين، بعد تجارب مريرة من المواجهات، بينها وبين الشعب السوداني، أنه لا يخاف منها، ولا من سجونها، ولا من رصاصها.. فأصبحت الآن، لا تبني على خوفه، كما كانت تفعل من قبل. فقد واجهها طلاب المدارس، والمزارعون، وشهداء كجبار، وشهداء بورتسودان،وطلاب الجامعة، وأبناء دارفور، والأطباء، بصدور مفتوحة في وجه الرصاص، تتوقع الموت، وتنتظر الإعتقال .. مما خلده كبار شعرائنا، أمثال شاعر الشعب المرحوم محجوب شريف، والشاعر أزهري محمد على، والشاعر محمد طه القدال، والشاعر محمد ودبادي، وغيرهم من شعراء المقاومة.
    ولكن الاخوان المسلمين اليوم، يلعبون على ضعف الأحزاب السياسية،واختلافاتها، وطمع بعضها قادتها في الدخول معهم، كما يلعبون على سياسة تفريق المقاومة ضدهم، ويخافوم أشد الخوف، من توحد المعارضة الشعبية، في حدث واحد، يخرج به كل الناس الى الشارع.
    إن ثورة أكتوبر 64 قد نجحت، لأن كل فرد من أفراد الشعب، كان يعتبرها قضيته الشخصية .. ولهذا جمع الحدث الواحد، وهو مقتل أحمد القرشي طه، في جامعة الخرطوم، الشعب كله في صعيد واحد، وهذا هو ما نحتاجه اليوم. إن الشعب لا تنقصه الأصالة، ولا الشجاعة، ولا الجرأة في المواجهة، ولكن ينقصه الحس الجماعي بالقضية، والتنظيم الدقيق، الذي يحقق التوحيد وراء الحدث الواحد.. إنما نعاني منه، هو ما يعرف في أدب الثورات، بتوزع الجهود، وهو يرجع الى عدم التواصل السريع، والتنسيق بين مختلف القوى،متة ما ظهرت أي قضية عامة. إن إضراب الأطباء الذي قد يبدأ من جديد،يجب ان يكون إضراباً لكل فئات المهنيين، ويجب ان يرفعوا قضاياهم المماثلة، في نفس الوقت، ويتجاوزوا النقابات المصطنعة، ليوسعوا دائرة الإضراب .. واعتصام أهالي الجريف شرق، يجب ان يتبعه، في نفس وقته،اعتصام أهالي الجريف غرب، لأن أراضيهم هم أيضاً ستباع، بعد بيع أراضي الجريف شرق، وكذلك بقية المناطق، التي يقطنها أهلها الأصليين،منذ مئات السنين، وتريد الحكومة، إدخالها على مراحل، في فساد الاراضي، لتنزعها عن أصحابها. إن الحراك الجماعي المتزامن، هو ما تخشاه هذه الحكومة المتهالكة، وهو الذي سيحتم نهايتها، فاجعلوا ثورة الجريف بدايته.
    د. عمر القراي


    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 28 أكتوبر 2016

    اخبار و بيانات

  • الحركة الشعبية تهنئي المخطوفين من النيل الأزرق بإطلاق سراحهم بعضهم وتدين الخاطفين من مرتكبي جرائم ا
  • جوبا تأمر بطرد المعارضة السودانية
  • غندور يجدد إدانة الإنقلاب الفاشل في تركيا أردوغان يزور السودان في الربع الأول من العام المقبل
  • د.مادبو :الحوار عالج الازمات الحقيقية التى واجهت السودان طوال السنوات المنقضية
  • بيان من القوى السياسية بكندا
  • الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي // حشد الوحدوي *تصريح صحفي مهم وعاجل*


اراء و مقالات

  • وزير المالية : وخذ الباقين معاك !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • إخجل يا د. الحاج آدم.. و انصح جماعتك يخجلوا.. أخجلوا كلكم..! بقلم عثمان محمد حسن
  • سيدة امريكا الاولي والخوف من الحرب النووية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • جيوبوليتيكيا الشرق الأوسط بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • سجم السودان ورماده بقلم سعيد شاهين
  • اقرأ بقلم/ ماهر جعوان
  • وتقول لي أحمد خير مشلخ! بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • ( ح يرفعوه ) بقلم الطاهر ساتي
  • فرس الاقتصاد الهائج بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • الثلاثي المرح !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى
  • تغيير منهج التعليم الأردني: إذعان للإمبريالية الثقافية بقلم بابكر عباس الأمين
  • عصر الإنحطاط العربى الحديث ( 5 ) ... الغزو العراقى للكويت ـ أميركا وإستثمار بقلم ياسر قطيه
  • تعيين رئيس وزراء بقلم Mohsen ِ AlHassan
  • الدائرة الانتخابية الإسرائيلية في الانتخابات الأمريكية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • اللعبة الخبيثة, الرواتب المتباينة لموظفي الدولة بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • ثورة الخمر في العراق بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي
  • يقرأونَ القرآن و يغتصبون الصبيان ! بقلم احمد الخالدي

    المنبر العام

  • مشكلة اللواء يونس كلب الثورة
  • زرقاء مثل نوايا الغيمة
  • دعوة للمساهمة الجماعية لنشر وطباعة عمل للشاعر منعم رحمة
  • الفنان الكبير علي ابراهيم اللحو طريح الفراش بمستشفي الشروق بالقاهرة .
  • لماذا أراضي غرب القولد ؟؟؟؟؟!!!
  • الغندور: نحن في الطريق الصحيح طالما نسير على طريق(التطبيع العلني)مع أمريكا!
  • القوات السودانية المشاركة في التحالف العربي تغادر اليمن وتعود الى وطنها لهذا السبب
  • البشير:الحلف الصهيوني الصليبي الفارسي يقسم المنطقة تمهيداً لـ(إسرائيل الكبرى)!
  • والي غرب دارفور: المجتمع به جهل مركب و (البهيمة) أهم من الإنسان























  •                   

    10-29-2016, 06:30 AM

    سيـد أحمد البشير


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ثورة .. الجريف !! بقلم د. عمر القراي (Re: عمر القراي)

      الأخ الفاضل / د . عمر القراي
      التحيات لكم وللقراء الكرام
      قد نجاري حدسكم في كل حرف من حروف مقالكم .. رغم ذلك الإسهاب الممل الذي لا يتفق مع روح الموضة والعصر .. فهذا العصر يتعامل بمفهوم الوجبات السريعة .. أي بمفهوم المختصر المفيد .. وهنالك زوبعة خيالية منبعها أذهان البعض من الناس .. فمع الأسف الشديد لا يتفق الكثيرون معكم بأن حكومة الإخوان المسلمين ترتعد من خيالها .. وأنت بتلك الجملة تناقض نفسك بنفسك .. فالحكومة التي ترتعد من خيالها لا تتجرأ في خلق المشاكل هنا وهنالك .. في ( كجبار ) مثلا ! .. وفي ( الجريف ) مثلاَ .. وفي مناطق أخرى مثلاَ .. ومع الأطباء مثلاَ .. فأنت في لحظات تظهر حكومة الإخوان المسلمين بتلك الطاغية الجبارة العنيفة الغليظة .. ثم فجأة تتراجع وتظهرها بأنها تلك الضعيفة الجبانة المتراجفة !! .. وتقول : ( حكومة الإخوان المسلمين ترتعد خوفاَ من خيالها ) .. بالله عليكم يا د . عمر القراي كيف يتفق الأمر ؟؟؟ .. ولو واكبنا حدسكم بأن حكومة الإخوان المسلمين ترتعد خوفا من خيالها فكيف استطاعت أن تبقى في السلطة وتتحكم في مصير الأمة لأكثر من ربع قرن من الزمان ؟؟ .. وذلك النوع من الاعتقادات والاجتهادات المضللة هي التي تربك مواقف الشعب السوداني .. ذلك الشعب الحائر بين الحقائق والأكاذيب .

      وثانيا : تقول ( إن ثورة أكتوبر 64 قد نجحت، لأن كل فرد من أفراد الشعب كان يعتبرها قضيته الشخصية (. وهنا السؤال المطروح هو : ما هو المقصود بكلمة ( نجحت ) .. هل المقصود هو ذلك النجاح التكتيكي الذي أدى بسقوط حكومة الفريق عبود ؟؟؟ . أم المقصود هو ذلك النجاح الباهر الذي أعقب الحدث وحول السودان إلى جنة الفردوس ؟؟ .. فما هي الفوائد التي جنيناها من تلك الثورات التكتيكية التي أسقطت ديكتاتوريات عديدة في الماضي .. حيث الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية ؟؟ ونعلم جيداَ أن المحصلة كانت هي الخيبة والفشل المريع .. وكان ذلك الضياع وذلك الهباء المنثور ؟؟ .. ونحن نتفق معكم مائة في المائة بأن الحكومة الحالية هي ظالمة وغاصبة للأراضي وسارقة لحقوق الشعب السوداني وناهبة لممتلكات الدولة وفاسدة إلى أقصى حدود الفساد .. ومع ذلك لا نشترك معكم في تلك المزاعم الخاطئة التي تشير بأن الحكومة خائفة مرتجفة تخاف من خيالها .. فلا يجوز إرباك عقول الشعب السوداني بالتهويل تارة وبالتهوين تارة أخرى .. وكل الهدف الذي تسعي إليه هو إسقاط حكومة الإخوان المسلمين بأي كيفية مهما كانت التضحيات في الأرواح .. تلك الأرواح الطاهرة البريئة التي هانت من قبل مرات ومرات وتدفقت في الثرى بغير عائد تشير إليه البنان !! .. وكالعادة فإن التجارب أثبتت بأن تلك الثورات الشعبية العارمة لا يقطف ثمارها إلا فئات قليلة من الناس في أي بلد من البلدان .. ثم ذلك الفوضى الذي يعقب الأحوال .. وتلك الأحداث الفظيعة ما زالت تجري في أوطان الربيع العربي .. وفي السودان هي تلك الفئات التي تتربص السانحة بالمرصاد .. والصورة قاتمة بدرجة الغثيان .. حكومة تزرع في الأرض ألوان الفساد والمهالك .. وشعب مغلوب على أمره يعاني من الغلاء والشقاء والويلات .. ومعارضة جاهلة هزيلة تتربص بالمرصاد !! .
                      

    10-29-2016, 08:17 AM

    دندنـــــــــة


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ثورة .. الجريف !! بقلم د. عمر القراي (Re: سيـد أحمد البشير)

      • يا هـذا الســـودان !!!
      • على الجمال تغار منا ؟؟
      • ماذا علينا إذا نظرنا ؟؟
      • دنيايا أنت وفرحتي ومنى الفؤاد إذا تمنى .
      • أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنـا .
      • وذاك البشير كم وكـم هلكنا .
      * ونال بالإجحاف منـا .
      • زرع الغلاء والفساد حتى ماتت الفرحة فيـنا .
      • وبكينا من عواء الشقاء حتى مللنا .
      • وكم في جحيم الحياة صبرنا وصبرنا .
      • وقد طال الصبر منـا فمتى يهل هلالنا ؟؟

      • علوية مصطفى هاشم ( دندنة ) .
                      

    10-29-2016, 09:38 AM

    Yasir Elsharif
    <aYasir Elsharif
    تاريخ التسجيل: 12-09-2002
    مجموع المشاركات: 50069

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ثورة .. الجريف !! بقلم د. عمر القراي (Re: سيـد أحمد البشير)

      التحية للأخ الدكتور عمر القراي والأخ سيد أحمد البشير..

      ــــــ
      أعجبني هذا المقال للأخ الدكتور النور محمد حمد الذي نشر في صحيفة التيار وأنا أنقله من موقع "سودان للجميع" لمناسبته لموضوع مقال الأخ القراي وتعليق الأخ سيد أحمد

      ــــــــــــ

      رسل: الخميس اغسطس 18, 2016 5:17 pm موضوع الرسالة: رد مع اشارة الى الموضوع

      فرص الثورة والانقسام المصلحي


      لا تستطيع الأنظمة الاستبدادية العيش بمفردها أبدًا؛ أي، أنها لا تستطيع البقاء والاستمرار الطويل في الحكم، إلا استنادًا على دعمٍ كافٍ تتلقاه من شريحةٍ، أو من عدة شرائحَ مجتمعيةٍ معتبرة، تتماهي مصالحها مع مصالح النظام الاستبدادي القائم، فتصبح سندًا له يمده بأسباب البقاء والاستمرارية. فالمعادلة، في حقيقتها، أكثر تركيبًا مما يظن كثيرون. فهي ليست منحصرةً دومًا في: الشعب ضد السلطة الاستبدادية، وإنما هي معادلةٌ بالغة التركيب والتعقيد، تحتمل، في غالب صورها، أن تكون صيغتها: الشعب ضد السلطة الاستبدادية، وفي ذات الوقت، "الشعب ضد الشعب"؛ بمعني وقوف الشعب، صراحةً أو إضمارًا، ضد شريحةٍ، أو عدة شرائح منه، ظلت تقف، بحكم مصالحها، مع تلك السلطة الاستبدادية. ولا يمكن لنظامٍ مهما بلغ من قوة البطش أن يبقى يومًا واحدًا في الحكم، إن هو فقد السند من كل شرائح الشعب مجتمعةً.

      لا يأتي النظام الاستبدادي من الفراغ، وإنما يخرج من البنياتِ المجتمعيةِ المتشكلةِ أصلا التي يصبح شقٌّ منها دعامةً له. فكل مغامرٍ من العسكريين، الذين لا ينفكون ينقضون على الأنظمة الديمقراطية، يُجري حساباتٍ أوليةٍ حول مدى الانقسام المجتمعي، الذي يضمن له شرائح داعمةً، تسند استيلاءه على السلطة وتثبت أركان نظامه. ولا يثب العسكريون، أو من يقفون وراءهم، كالحركة الإسلامية السودانية، التي دبرت انقلاب العميد، عمر حسن أحمد البشير، على الديمقراطية الثالثة، إلا بعد أن يكونوا قد أحسوا، خطأً أو صوابًا، أن الانقسام المجتمعي قد بلغ أشده. كما أن الانقسام المجتمعي يمكن أن يُصنع صناعةً. وهذا هو عين ما فعله الإسلاميون عن طريق مؤسساتهم المالية التي أتاح لها جعفر نميري، عقب المصالحة الوطنية التي جرت عام 1977، كل فرص التمدد إلى الجذور عبر فرية ما سمي "الاقتصاد الإسلامي". أيضًا، صنع الإسلاميون الانقسام، وعمّقوه، عن طريق الآلة الإعلامية التي امتلكوها، وأعملوها في تمزيق جسد الديمقراطية الثالثة، عقب سقوط نظام نميري في أبريل 1985.

      إن أخطر انقسامٍ مجتمعيٍّ أحدثه الإسلاميون في السودان، وضمن لهم البقاء في السلطة لما يقارب الثلاثة عقودٍ من الزمان، حتى الآن، هو استهدافهم المؤسسة العسكرية في فترة الديمقراطية الثالثة. بدأ الاسلاميون يتغلغلون في المؤسسة العسكرية السودانية، التي ظلت، حتى تلك اللحظة، مؤسسةً قوميةً غير مسيسة، على الرغم من الانقلابيْن اللذيْن نفذتهما علي يدي كل من الفريق إبراهيم عبود في نوفمبر 1958، والعقيد جعفر نميري في مايو 1969. وأكبر دليل عندي على بقاء المؤسسة العسكرية مؤسسة قومية غير مسيسة، رغم هذين الانقلابين، هو وقوفها، (ربما مضطرة)، إلى جانب الشعب في ثورتي أكتوبر 1964، وأبريل 1985.

      استهدف الإسلاميون الجيش بالإغراءات المالية المتمثلة في القروض وغيرها من التسهيلات منذ حقبة الديمقراطية الثالثة 1985-1989. كما استهدفوا شريحةً معتبرةً من ضباطه، بالتجنيد الإيديولوجي بعقده لهم دوراتٍ تجنيدية متصلة، في المركز الإسلامي الإفريقي، (جامعة إفريقيا العالمية حاليا). وكما يقول المثل الشائع: "اطعم الفم، تستحِ العين". أيضا استغل الإسلاميون ضعف حكومة السيد الصادق المهدي وحالة التدابر التاريخية، التي لا تني، بين حزبي الأمة والاتحادي، وما تسببت فيه من ضعفٍ شديدٍ للجيش في مواجهة الحركة الشعبية، فجعلوا من أنفسهم نصراء للجيش الذي أضحى مؤسسة مهيضة الجناح.

      استغل الاسلاميون كل تلك الثغرات، بفعالية، فنصّبوا من أنفسهم مدافعين عن الجيش؛ يسيِّرون المسيرات الهادرة في دعمه ونصرته. وكان غرضهم، الأول والأخير، هو استمالة الجيش نحوهم، كي يمتطوا ظهره من أجل الوصول إلى كرسي الحكم. وقد تحقق بالفعل ما خططوا له. فعلى الرغم من أن انقلابهم نفذته شرذمة تعد بالمئات تضم مدنيين، مستخدمةً سيارات نصف نقل؛ أي "بكاسي"، إلا أن الانقلاب نجح، ولم تنطلق رصاصة واحدة في مواجهته. فقد بلغ الانقسام المجتمعي حدًا جعل الجميع مهيئين للانقلاب على الديمقراطية، التي بان للجميع أنها باتت مجرد ملهاةٍ مملة. وعلينا أن نتأمل الانقسام المجتمعي الذي أحدثه الإخوان المسلمون في مصر وكيف مكّن للفريق عبد الفتاح السيسي أن يتولى زمام الأمور في البلاد. وهكذا، انتهت تلك الثورة العظيمة إلى قبول نصف المواطنين المصريين، بما فيهم من مثقفين وكتاب وفنانين، بأن يكون نتاج تلك الثورة العظيمة، نادرة الشبيه، مجرد نظامٍ عسكريٍّ جديد!

      بوصول الإسلاميين إلى السلطة في السودان، أصبحت كل أدوات تعميق الانقسام المجتمعي الفعالة في أيديهم. وهكذا جاء مد التمكين العارم، الذي فرّغ كل مؤسسات الدولة من العاملين من غير الإسلامين، وأحل الإسلاميين ومناصريهم محلهم. ثم مكن الإسلاميون لأنفسهم في الجيش وفي الشرطة وفي الأمن وربطوا كل هذه المؤسسات بحبائل المصالح الشخصية. ولو نظرنا إلى منظومة أهل المصالح المالية الذين ارتبطت بالإسلاميين وببنوكهم وشركاتهم المالية، ومؤسساتهم الإعلامية، ومنظماتهم الخيرية، وسائر تنظيماتهم التي تجل عن الحصر، وما انفتح من آفاقٍ جديدةٍ للمصالح لكل هذه الفئات، إضافةً إلى تحويل كل القوات النظامية من جيشٍ وشرطةٍ وأمن، إلى فئاتٍ اجتماعيةٍ مميّزةٍ جدًا، وإلى منتفعين عضويين من وجود النظام، يمكنك أن تدرك مدى الانقسام المجتمعي الذي حدث في السودان. فهذا انقسامٌ غير مسبوق، وقد أبطل، حتى الآن، مفعولَ كلِّ فعلٍ مضادّ استهدف تغيير الأوضاع، ولسوف يظل الأمر كذلك، حتى حين.

      لكن، هل يقف الانقسام عند هذا الحد؟ لا أظن. فرغم الإغداق المسرف على الجيش، وعلى الأمن، وعلى الشرطة، لم تهدأ مخاوف مركز السلطة على بقاء سلطته. أبعد النظام، أول ما أبعد، عراب الانقسام المجتمعي، وعقله المدبر، الدكتور حسن الترابي، فذهب ضحيةً لما صنعته يداه، وذهب معه ضحيةً أيضا، قبيله من مشايعيه الذين وقفوا إلى جانبه. وهؤلاء الآن غرقى إلى ذقونهم، يأملون العودة للحياة السياسية عن طريق التشبث بزبد بحر "الحوار الوطني"، وهيهات. ثم جاء، بعد ذلك، الدور على الجيش والأمن. فقد وضح للدائرة الداخلية الأصغر للنظام، أن كلاً من الجيش والأمن ليس موثوقًا فيهما تمامًا، وقد وجاء انقلابا ود إبراهيم وصلاح قوش ليؤكدا ذلك. ومن هذا الشق الكبير تسرب إلى واجهة المشهد محمد حمدان حميدتي وقوات الدعم السريع، ليصل الانقسام المجتمعي والتردي المؤسسي، إلى مداه الأقصى.
      لا أشك أبدًا، أن النظام يدرك خطر حميدتي ومليشياته. فمتحالف اليوم، الذي يعمل من أجل المال وحده، يمكن أن يكون الطامع في السلطة غدا. ولابد أن الدائرة الداخلية المصغرة لنظام الفريق عمر البشير، تعد العدة الآن، لإبقاء طموحات حميدتي ومليشياته عند السقف المحدد لها، أو التخلص من هذه المليشيات، بطريقة ما، حين يحين الوقت، وحين تبين ملامح المنعطف المناسب. ولربما يكون الزج بهذه القوة الجديدة في المستنقع الليبي، أحد هذه الخيارات. وعموما، ليس بالضرورة، في كل مرّةٍ تسلم جرة نظام الانقاذ.

      من يحلمون منا بالثورة ويستبطئون مقدمها، ويعجبون لتأخرها، عليهم أن يتأملوا مشهد الانقسامات المجتمعية القائمة، التي ظلت تتناسل على مدىً طويل، وآخرها وأعتاها، ما جرى في ربع القرن الأخير الذي سيطرت فيه الانقاذ على المشهد السياسي السوداني. عليهم، أيضًا، أن يتذكروا أن كل البرلمانات في فترات الديمقراطية، وفي فترات الحكم العسكري، سواءً بسواء، قد ظلت تأتي بنفس الوجوه. فبرلمان أزهري، وبرلمان المحجوب، وبرلمانات الصادق المهدي، ومجلس عبود المركزي، ومجلس شعب نميري، ومجلس البشير الوطني، ظلت، كلها، تأتي، إلى حدٍّ كبير، بنفس الوجوه الممثِلة للقوى القبلية، أو الطائفية، أو الحزبية، أو بخليطٍ منها، بناءً على التشابك العضوي لهذا النسيج المتداخل.

      هناك منظومةٌ للمصالح تربط قطاعًا مجتمعيًا كبيرًا بالنظام القائم، بغض النظر عن صفته. لقد ظل التعاون بين منظومة المصالح والحكومة القائمة، أيًا كانت، مستمرًا منذ سلطنة الفونج، مرورًا بالحكم التركي المصري الخديوي، وبالاستعمار البريطاني. أما حاليًا، فعلينا أن نتأمل بعناية، حال السيد الصادق المهدي المنخرط بهمة مع قوى المعارضة في الخارج، في حين يعمل ابنه مساعدًا لرئيس الجمهورية من داخل القصر الرئاسي. وعلينا أن نتأمل أيضًا، مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في منفاه الاختياري في لندن، وابنه الذي يعمل مساعدًا لرئيس الجمهورية (من منازلهم). وكما نعلم جميعا، فإن لهذين البيتين جماهير عريضة. ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يثور على من، يا ترى؟

      إلى جانب التجار، وأصحاب الشركات والتراخيص التجارية، ورجال المؤسسة الدينية الرسمية، وبعض أهل الطرق الصوفية، وسائر من يعرفون كيف يحفظون مصالحهم مع كل نظام، فهناك أهل الفن وأهل الأدب وأهل الرياضة. فكل فنانٍ إنما يمثل، وفق سعة قاعدة معجبيه، قبيلةً بحالها، وكذلك أهل الرياضة. ظلت سلطة الانقاذ عبر مختلف مراحلها تخطب وُدَّ الفنانين، والرياضيين، ويجهد إعلامها نفسه في تلميعهم ووضعهم في أعين الجمهور، على مدار الساعة. لقد استخدمت السلطة عنصر الدين بذكاء شديد، فجعلت منه مظلةً يستظل بظلها كل صاحب مصلحة. لقد ربطت الانقاذ بعض كبار الفنانين بموجة التدين المظهري السائدة، وبغير ذلك من الذرائع. كما قادت جهود السلطة إلى خلق حالةٍ مستحكمةٍ من خلط أوراق اللعب كان لها تأثيرها على قطاع عريض من الشباب. فالشباب هم وقود كل ثورة، ولكنهم يمكن إلهاؤهم واستتباعهم بطرق غير مباشرة. وقد أثبت بعض الانقاذيين كفاءةً كبيرةً في هذا النشاط التدجيني للفن وللفنانين، حتى وصلوا مراتب الوزارة، لكنهم سرعان ما أُبعدوا، مثل غيرهم من بطاقات الانقاذ، التي يعرف مركز الانقاذ القابض، متى يستخدمها، وكيف يحرقها.

      خلاصة القول، إن مشكلة السودان لا تنحصر في الإطار السياسي كما ظللنا نتوهم منذ فجر الاستقلال، وإنما هي مشكلة ذات بعد فكري، ثقافي، وأخلاقي. فلن يكون هناك تغيير ما دامت المعارضة تشبه الحكومة، والحكومة تشبه المعارضة. هذا عراكٌ بلا رؤية، يتمركز حول حماية المصالح الشخصية والأسرية، والجهوية. وقد ظل محتدمًا منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، ولم تكن للشعب فيه أي مصلحة. ولن يبلغ الشعب درجة أن يكون فاعلاً مؤثرًا في خدمة قضاياه الرئيسة، بغير ثورةٍ فكريةٍ وثورة ثقافية، تنتظمان النخب وتتنزلان لتصلا إلى القواعد. إن اخراج السودان من حفرته الحالية أمر لم يعد يصلح معه سلوك الطرق المطروقة.

      هناك عللٌ بنيوية في التركيبة المجتمعية السودانية، لا يصلحها الحراك السياسي وحده. بل إن مثل هذا الحراك السياسي أُحادي البعد، يمكن أن يتسبب في فقدان البلاد كلها، عن طريق جرِّها، في نهاية المطاف، لتصبح مجرد كانتونات متشرذمة تسودها الفوضى. ولقد ذقنا الثمار المرة، لهذا المسار العقيم، الذي بدأ مع الاستقلال، متمثلا في انفصال الجنوب، بعد خمسة وخمسين عامًا من الاستقلال، أمضيناها في نزاع عقيم، وأهدرنا خلالها ما لا يقدر بثمن، من الدم والعرق والدموع والمال والوقت. وفي تقديري، أن مسلسل المفاوضات، المعقد والممل، الجاري اليوم، لا يملك أن يأتينا بغير الحصاد المر السابق، الذي تمثل في انفصال الجنوب، بل وبأسوأ منه. لقد سقطنا حكومةً ومعارضةً ونخبًا فكرية وسياسية في فخ القوى الإقليمية والدولية، وأحابيل مسلسل المفاوضات غير المنتجة التي استمرت لعقود، وتوشك البوصلة أن تضيع من أيدينا، إلى الأبد.


                      

    10-29-2016, 10:24 AM

    حافظ سليمان


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: ثورة .. الجريف !! بقلم د. عمر القراي (Re: Yasir Elsharif)



      الجمهوري المشاركات القرار وتابعة الجمهوري الضال عابد محمود محمد طه العجوز ياسر الشريف

      يا جمهوريين ارحمو الناس وارحمونا نبيكم الكاذب ومات ودينكم مات ارحمو للناس. لقدهرمتم وبقيتو رجل. القبر ومازلتو في اكاذيبكم وضلالتكم
                      


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de