وقفنا فى المقال السابق من هذه السلسله على تفاصيل إستدراج الولايات المتحده للرئيس العراقى صدام حسين الذى إبتلع الطُعم وإجتاحت قواته الكويت التى ما لبث أن إحتلها بالكامل تحت ذريعه لا تنطلى على أحد وذلك بقوله إن قواته دخلت الكويت بطلب من حكومه كويتيه مزعومه يترأسها ( دوبلير ) نصبه صدام حسين شخصياً إسمه ( علاء حسين ) أميراً على الكويت مقدماً هذا الرجل المسكين الذى لا حيله له الى العالم على أساس أنه قام بإنقلاب قصر وأطاح بحكومة الكويت الشرعيه الممثله فى الشيخ جابر الصباح . !! تحت هذا الزعم المكشوف الذى لم يصدقه أحد إعتقد صدام حسين إنه قد خدع العالم وإن الكويت بكل ما تملك من ثروات وشعب قد أضحت ملكاً له وبهذا الوهم سرعانما أعلن إن دولة الكويت قد مُحيت من الخارطه الأرضيه وأصبحت المحافظه العراقيه رقم ( 19 ) مطلقاً عليها إسم ( كاظمه ) !! وفى الوقت الذى كانت فيه أحلام اليقظه هذه تداعب خيال الرئيس العراقى كانت الولايات المتحده الأمريكيه قد نصبت صيوان العزاء وأقامت على الكويت المحتله مأتماً وعويلا . بدأ النواح الأمريكى يعم أرجاء الكره الأرضيه وأطلقت الولايات المتحده الأمريكيه التى أمست تتلقى العزاء فى رحيل دولة الكويت الى كاظمه ألتها الإعلاميه الهائله للترويج والبكاء على الكويت وتصوير العراق على أنه أخطر كيان موجود على سطح الأرض وإن صدام حسين رجل متهور يمتلك أله عسكريه شديدة الضخامه وإنه بصدد إجتياح أراضى المملكه العربيه السعوديه بعدما وطد نفسه فى الكويت . هنا إستخدمت أمريكا صدام حسين كفزاعه لدول الخليج ... وظفت الولايات المتحده الأمريكيه كل ترسانتها الإعلاميه المهوله فى الترويج لخطورة نوايا صدام حسين ونجحت الخطه . إرتعدت فرائض دول الخليج ، شلت المفاجأه بغزو العراق للكويت تفكيرها فأطاشت صوابها وصدقت تلك الترهات التى كانت تبثها الولايات المتحده الأمريكيه فهرولت لترتمى كالثمره الناضجه فى أحضان اليانكى . إن كنا ، وهذا للتاريخ والأجيال نجد للحكومه الكويتيه العذر فى الطلب من حكومة جورج بوش الأب الإمبرياليه فى تحرير بلادها وترابها الوطنى من الإحتلال العراقى الغاشم ونتفهم حساسية وضعها أنذاك ولا نلومها حتى لو إستعانت بالشيطان نفسه لإنقاذ شعبها العالق فى الداخل ولملمت شتات مواطنوها الذين أضحوا لاجئين فى الخارج ، إن كنا نعذر الكويت فى ذلك فلا يوجد أى عذر ولا ذريعه لبقية دول الخليخ وعلى رأسها المملكه العربيه السعوديه نفسها التى فتحت أجواء وأراضى بلادها وبحارها للأساطيل الأمريكيه الضخمه التى تدفقت بغزاره لافته تتجاوز الحمايه وتتجاوز تحرير الكويت وسمحت للبوت الأمريكى أن يطأ كل سنتمتر مربع من تراب المنطقه . ولو تمالكت السعوديه وبقية دول الخليج نفسها فى تلك الأونه وتحررت من الخوف والهلع الذى شل تفكيرها ونظرت للأمر من جانب أن تحرير الكويت من القبضه العراقيه يفضى ببساطه الى حمايتها وذلك بتقليم مخالب صدام حسين فى حرب التحرير بحيث لن يكون بمقدوره أن يمثل أى تهديد حتى لشعبه فى الداخل ( الأكراد فى حلبجه كانوا يعانون الأمرين ) لو فقط تريثت تلك الدول لما باتت اليوم واقعه تحت رحمة المارينز ومصائر شعوبها وسيادتها وثرواتها مرهونه بيد الولايات المتحده الأمريكيه لكنه الخوف . الجبن العربى هو الذى أوصلنا لما فيه نحن الأن ـ الخوف والتأمر والغدر جعل من سادات قومنا أذله . تشتت شمل العرب ومنذ البدايه كان مسار الأحداث واضحاً وأمريكا لو لم تعمل أولاً على تفريق العرب ودق أسفين بين بلدانهم لما تمكنت وهيمنت وقرصنة وقتلت وفتكت بالعرب ونهبت ثروات بلادهم ، امريكا نكلت بالعرب . إستخدمت الولايات المتحده الأمريكيه العرب أنفسهم فى إحتلالها للمنطقه ووظفت بعضهم كمخلب قط كما فعلت بحسنى مبارك جاعلةٌ منه رسولاً للشيطان وذلك بتقسيم العرب الى فسطاطين ، مع وضد ! على نحو ما شاهدنا فى مؤتمر القمه العربى الطارئ الذى إنعقد فى العاشر من أغسطس سنة 1990 م فى القاهره أى بعد ثمانية أيام من الغزو العراقى للكويت . ونواصل ............
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة