لقد اصبحت وتيرة لغة الحرب بين السودان ومصر تتصاعد يوما بعد يوم ولاتريد ان تهدى. حتى ان اصبح الوضع ينذر بالخطر الشديد اذا لم يتم احتواءه فى مهدة قبل فوات الاوان. فاذا كانت منطقة حلايب نقطة خلاف فلماذا لم يلجأ البلدين الى مجلس الامن الدولى لحل المتنازع عليه سلميا. مصر والسودان لايحتاجان الى حرب لفض النزاع فيما بينهما, السودان ظهر مصر ومصر ظهر السودان. فكيف للحرب ان تصبح الخيار الاوحد بينهما, لطالما مصر والسودان حتة واحدة بل وجهان لعملة واحدة بسبب الرابط التاريخى والحضارى منذ الازل. التيارات المتشددة ذوى الافكار والاراء المتطرفة بين البلدين هم الذين وراء تصعيد لغة الحرب وقرع طبولها من خلال شعاراتهم و خطبهم الحماسية والمليئة بالغلو والتطرف المفرض القاتل والمدمر للشعبين. فلذا ينبغى على قادة البلدين التريس واظهار روح الوفاق بدلاً من رفع شعارات الحرب على افواه البناديق. متى كانت الحرب لغة المخاطبة بين مصر والسودان. ان روح الاخاء والمصاحبة فى الوجود بين مصر والسودان اقوى من الفولاذ سبعين الف مرة لايمكن ان ينكسر او يتحطم بسبب الاعداء والحاقدين المتصربين بمتانة الرابط الاسرى والازلى بين الشعبين. نقول لهولاء المتطرفين المتربصين المتأمرين بان يذهبوا ويشربوا من البحر المالح حتى لا يرتوا . لماذا حللايب فى هذا الوقت بالذات؟ الم تكن حلايب موجودة قبل التاريخ حتى تصبح اليوم الفتيل الذى يحمل البارود لربما ينفجر تحت اى لحظة ويكون لا مبرراً على انفجار ذلك الفتيل فى وجه الشعبين. السودان ومصر كانا ولايزالن وطناً واحد للمصرين والسودانين لم تشوب العلاقة العزلية اى عكر او كارثة, بل كانت ولاتزال نمؤذج يحتدى به فى العالم من شدة متانة العلاقة التاريخية والحضارية بين البلدين. فلذا ينبغى تفويت الفرصة على المتأمرين المتربصين بوحدة البلدين. الشعبين السودانى والمصرى غير تواقين للحرب انما الوحدة والتضامن اكثر من اى وقت مضى. الشعبين السودانى والمصرى فى حاجة مأسة الى تنمية اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق تشمل مشاريع تنموية ذات العائدات المالية التى يمكن ان تقف فى وجه الفقر والجوع والمرض و ينعم الشعبين بحياة كريمة. التكتلات الاقليمة والدولية اصبحت صمام الامن الغذائى والاجتماعى والاقتصادى لتلك الدول من الانزالق فى قاع الفقر المدقع. فاذا وضع المسؤولين السودانين والمصرين رؤوسهم مع بعض ثم يخرجوا بخطة تنموية شاملة ستجعل من البلدين سلة الغذاء العالمى مادام نهر النيل على قيد الحياة. اقول لمسؤولى البلدين فى ان يفكروا فى مصلحة الشعبين وليس دماره وتحطيمه. الحرب اخر من يتمناها الانسان على ظهر هذا الكون. فمن الذى قال ان الشعب المصرى والسودانى اعداء. الا المتربصين القائمين على حملة التكارة والتباغض بين السودان ومصر ما هم الا شياطين رجام ساعين الى تحطيم البلدين الشقيقين. لا تنبشوا الالم الماضى واوجاعه, لاننا اولاد اليوم ولسنا اولاد الماضى, فلكل مشكلة حل فلابد من حل الازمة الحالية بروح الاخوة. لا تسكبوا دموع على الذى حدث فى السابق بل ارفعوا رايات الوحدة والتضامن مع مصر والسودان كلاهما فى حاجة للاخر فى التكامل والتكاثر وليس النقص فى الانفس والثمرات. اتركوا الماضى الذى ولى بكوارثهه واحزانه والالمه الى غير رجعة. فلذا يتعين على مسؤولى البلدين تفويت الفرصة على المهوسين المتطرفين الذين يدعوا الى الضلال, اللهم اجعل كيدهم فى نحرهم. لانه ما كان لتلك الوتيرة العدائية ان تتصاعد على ذلك النحو اذا تداركوا مسؤولى البلدين مصلحة البلدين الشقيقين فوق طموحاتهم الشخصية او السياسية. المهم لاتزال الفرصة سانحة للحل السلمى وليست الحرب التى لاتحمد عقباها. فلذا ينبغى وقف هذه العدائيات التى لا مبرراً لها على الاطلاق, الا اضافة المزيد من المعاناة والشقاء والبؤس الذى يعانية الشعبين المصرى والسودانى اصلاً. حتى لقاء اخر
اختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 28/04/2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة