النكتة تمثل أحد من العناصر الأساسية في باب الفكاهة أو " الكوميديا " ، وهو باب يدخل تحته عدد من الأنواع التي هدفها الإضحاك ، فالنكتة والدعابة والنادرة والمزاح والهزء والمرح والطرفة كلها مسميات دالة على الفكاهة ولكن لكل منها مدلول يختلف عن الآخر . فالنكتة غير الدعابة والطرفة ، والنادرة غير المزحة وهكذا ، والفكاهة هي كل شيء باعث على الضحك ، ويعتبر مصطلح النكتة الأكثر شيوعا من بين كل هذه المسميات في اللغة العربية ، فالمسميات الأخرى شائعة في تراث الأدب العربي ، أما النكتة فهي التعبير الشائع لذلك نجدها احدى الأجناس التي يدرسها علم الفولكلور من حيث البناء واللغة والشيوع وغيرها تحت باب الفنون القولية ، فهي جنس من أجناس الأدب الشعبي . تتنوع النكات من حيث موضوعها ، فهناك النكتة السياسية ، وهناك النكتة الاجتماعية ، والنكته العرقية ، والنكتة الدينية وغيرها . ما يهمنا هنا هو النكات العرقية التي تروج لها الفرق الكوميدية التي تكونت مؤخرا وأصبحت مادتها الأساسية هذه النكات التي تقع تحت ما يسمى ب " النكات العرقية " أو الإثنية التي تتخذ من سمات أو تصرفات بعض المجموعات العرقية مادة لها . النكات العرقية تروى لإبراز خصائص محددة للمجموعة محل السخرية والتهمك ، وقد تكون هذه المجموعة قومية كأن يكون موضوع النكتة " السودانيون كلهم " ، أوإقليمية مثل الكردفانيين ، أو إثنية " عرقية " مثل أفراد قبيلة ما ، ومعظم هذه النكات تركز على السمات السلبية للمجموعة المعينة ، بعض السمات التي يتم التركيز عليها في النكتة لها اساس في الحقيقة ، بينما بعضها مستمد من سمات النظرة المقولبة أو الإعتباطية ( ) للمجموعات أو الشعوب لبعضها البعض ، كنظرة الفرنسيين للإتجليز مثلا ، أو مثل نظرة الغربيين عموما للعرب ، أو نظرة المصريين للسودانيين والعكس ، أما على النطاق المحلي في البلد الواحد نظرة المجموعات العرقية ( القبلية ) لبعضها البعص .وقد وُجد أن النكتة العرقية تخبرك أكثر عن رأي وتحيز قائلها أكثر مما تخبرك عن الشخص أو المجموعة موضوع التهكم أو السخرية . إذا قارنا النكتة وهي نوع من أنواع الفكاهة مع الأنواع الأخرى من الفكاهة ، نجد أن أنواع الفكاهة الأخرى سمحة ورحبة تصدر عن عفوية بينما النكتة سريعة وحادة ومتعمدة وهي قارصة ومؤذية ، وهي تركز على المتناقضات . " ود نفاش " وهو جحا السودانين كانت معظم النكات تروى عنه ، وكان مايروى عنه ينتقد بعض الظواهر السلبية في المجتمع ، مثل تعاطي المخدرات ( البنقو ) فكثير من النكات يدور موضوعها حول المساطيل ، وكذلك المخمورين ، والحرامية وموضوعات عامة ، وكانت هذه النكات يتم تداولها شفاهيا ، ولم نسمع أنه تعرض لمجموعة من المجموعات الإثنية ، وهذا عكس أسلوب الفرق الكوميدية الحديثة في السودان التي درجت على إلقاء النكات التي تتناول بعض المجموعات العرقية في الحفلات والمناسبات العامة وأجهزة الإعلام ، بعض هذه المجموعات تتصف بخصائص نسبتها إليها النظرة المقولبة ، مثل " البخل " أو الحمق ( العوارة ) أو " قلة الوازع الديني" أو " السذاجة " أو " المساخة " وغيرها ، مما ساعد على إنتشارهذه النكات السلبية ، كذلك تتعرض النكات لشرائح في المجتمع بطريقة سمجة مثل العوانس اللواتي يردن الزواج ، وكذلك تتعرض نكات هذه الفرق بالتهكم السخرية للأداء اللغوي لبعض المجموعات المهاجرة التي تتحدث اللغة العربية كلغة ثانية . مثل هذه النكات موجودة كما قلنا في كل الثقافات في الإطار التقليدي الذي تروى وتنتقل به ، لكن الأمر بهذه الطريقة - أن تتخذ هذه الفرق المنابر العامة لنشر هذه النكات - لا يستقيم مع الرسالة الترفيهية لهذه التنظيمات الثقافية التي من المفترض أن تسعى إلي تعزيز القيم الإيجابية في الثقافة ، ونشر ثقافة السلام وتجنب ما يلحق الضرر بالنسيج الاجتماعي ويعمق الكراهية والفرقة بين مكونات المجتمع ، خاصة في ظل تفشي القبلية مؤخرا بفعل الأنظمة الإدرارية التي طبقت في البلاد في العقود الماضية مثل الحكم الإقليمي إبان حكم النظام المايوي ، ثم النظام الفيدرالي بعد مجئ الإنقاذ ، ومحاولة هذه الأنظمة استقطاب ولاءالمجموعات القبلية لتكون بديلا للتنظيمات السياسية مما أدى إلي إحياء الشعور القبلي بقوة بعد أن كادت القبلية تنتهي في فترة ما بعد الإستقلال حيث تنامي الشعور القومي . الضرر الأكبر في هذا الأمر – أي تناول النكات التي تسئ إلي مجموعات إثنية وشرائح اجتماعية - أن ذلك يتم على حساب الإنتماء القومي وتماسك المجتمع ، فالترويح وإضحاك الناس أمر مطلوب ومرغوب لكن يحب الا يكون المقابل الإضرار بالمصالح القومية .
تحيةلايساورني أي شك أن ترويج النكات العنصرية والجهوية وازكاء أواراها وتأكيد ذلك بصناعة مجموعات لتقوم بهذه الادور السمجة المنحطة هو صناعة انقاذية مائة في المائة.... الهاء الناس بالتناوش القبلي او العنصري هى خطة خبيثة لمزيد من التمزييق للحمة التي نتوخي ايجادها نحو الدولة الوطنية بينما يحفل الاعلام ضيق الافق بتقديم أولئك الشباب محدود ى القدرات والتعليم والثقافة نماذج باهتة ظنا منهم انهم يقدمون شيئا للفن وهو منهم براء...عليكم بالريموت لمحاربة هذه الأشكال الشائهة عديمة القيم والمعاني...اللهم طولك ياروح...
د . الصادق محمد سليمان التحيات لكم وللقراء الكرام . ( النكات الاثنية ) كما تسميها أنت والتندر بالآخرين هي من أقبح وأقذر النكات المعروفة في السودان وغير السودان .. حيث نجد أفراد لا يسوون في أوزانهم قشرة البصلة يصولون ويجولون في سيرة أقوام آخرين قد يكونوا أفضل منهم مليون مـرة ،، ونعرف أن السودانيين في الماضي القريب كانوا يتناولون النكات عن قبائل سودانية تتحدث بلهجاتها ولا تجيد اللغة العربية .. وحيث يخلطون بين التذكير والتأنيث ،، وتلك علل طبيعية معروفة ومعلومة في كل أنحاء العالم ،، والعلة عالمية فنجد الرجل الانجليزي أو الفرنسي أو الأمريكي المثقف المتحضر يخلط بين التذكير والتأنيث عندما يحاول التكلم باللغة العربية ،، وذلك اللحن في الألفاظ لا يعيب هؤلاء متى ما كانوا يجيدون لغاتهم أو لهجاتهم ،، والناس غير العرب في العالم ليسوا مجبرين على إجادة اللغة العربية نطقاَ ولفظا وكلاماَ ،، وعندها نجد حثالة من البشر لا تسوى شيئاَ في وزنها تتندر وتتناول النكات عن هؤلاء .. وخاصة عندما تريد أن تقلد هؤلاء في ألفاظهم للحروف ،، والحقيقة فإن هؤلاء الحثالة هم يملكون من العيوب والمواقف المضحكة أكثر من الآخرين ،، وعيوبهم يندي لها الجبين !! .، ويقال في الأمثال السودانية ( الجمل لا يرى إعوجاج رقبته !! ) ،، وهؤلاء لا يرون عيوب أنفسهم ،، ولكن الأعجب في الأمر أن أصحاب تلك اللهجات واللغات الغير عربية قد تقدموا في سنوات قليلة جدا وتفوقوا كثيرا على تلك الشعوب المتخلفة البدائية التي تهدر أوقاتها في التندر على القبائل الأخرى ،، حيث لم تشغلهم سفاهة السفهاء أو تفاهة التافهين .. والآن هم يمثلون قمة القبائل المثقفة السودانية ،، ويكثر بينهم أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والوزراء والقيادات السودانية .. في الوقت الذي فيه نجد هؤلاء الحثالة أصحاب النكات التافهة ما زالوا يرضخون في عالم البدائية والتخلف .. ونجدهم في ذيليه القبائل السودانية المتخلفة .، ومع ذلك مازالوا في مهنة الضلال والزيف حيث النكات على الآخرين .
موضوع في غاية الروعة والاهمية احيك يا دكتور الصادق محمد سلمان فموضوع النكات الاثنية هذا سيتراكم فى النفس ثم يتحول الى غبن ثم كراهية ثم انفجار فالموضوع خطير جدا وبعض الناس بيفتكروها ضحك وخلاص
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة