[email protected] الوجود الأجنبي .. التبصير ومعرفة التقصير ! • ظهرت حملات كثيرة هذه الأيّام عبر بعض مواقع "الانترنت" ومنصّات التواصل الاجتماعي , معظمها تظهر تذمّراً كبيراً من تصرّفات بعض الاخوة السوريين في بلادنا. • ذكر البعض ممارسات كثيرة غير لائقة قيل أنّها بدرت من بعض هؤلاء الأخوة ، الذين جارت عليهم الأيام – والأيام في الغالب تجور – وأويناهم بإحساس أخوي صادق . • بعض الأخوة ربّما لم يقدّروا هذا العمل النبيل الذي قُدِّم لهم وعضّوا الأيدي التي امتدّت لهم ، وآوتهم وساعدتهم ، وانبروا يمارسوا بعض السوء في بلادنا ، دون حياء ولا تقدير ولا حتّى "خجلة" ، رغم ايماني بأن هذه ربّما ممارسات معزولة وفردية ، لا تعبر عن مجموعة تعاني الصعاب والتشتت والضياع ، وتحتاج إلى من يعينها ويخفّف عنها وطأة الأيّام. ولكن !! دعونا نسائل أنفسنا أين يكمن التقصير ؟؟ • أليس من واجب الدولة أن تقنّن الوجود الأجنبي في بلادنا ؟! هل هنالك احصائية واضحة لهذا الوجود الأجنبي؟؟ هل هناك آلية فاعلة لمتابعة هذا الوجود ومعرفة عواقبه ، وافرازاته ، وآثاره الجانبية؟؟ • حسب ما أرى واعتقد , أنّ المسألة "سايبة" لا رقيب ولا حسيب ، وأنّ المسئولين – سامحهم الله – يغطّون في نوم عميق ، وكل اهتماهم هذه الأيام بتعديل الدستور ، ومخرجات الحوار ومآلاته ، وهل سيكون أحدهم في السلطة ولا خارجها ، وما نصيب أحدهم من الكيكة القادمة التي يعاد طبخها على نار هادئة ، بعد ما انتهوا من "الكيك" السابق ، "وشفطوا الشاي". • التعامل الحكومي تجاه الوجود الأجنبي عندنا ، صفر على الشمال ، ولا يوازي الوضع القائم الآن ، وليس بكافٍ ، ولا واقٍ لأيٍ ما سيحدث من هكذا ممارسات ونتائج ، وللأسف لا أرى ولا حتّى على المدى القريب ، ما يجعلنا نتفاءل بأنّ هنالك خطة ناجحة ومحكمة للتعامل مع الوجود الأجنبي ،، مع إن بعض الدول النشطة في هذا الشأن استفادت من الوجود الأجنبي كثيراً بل طوّرت به بلدانها وانسانها.. • لا مفر من الوجود الأجنبي ، ولا منأى منه ، بل أحياناً يكون مطلوباً ، ولكن يجب أن تعد له عدته وسياساته الناجحة الناجعة للتعامل معه ، وإلّا ستكون كوارثه كبيرة وعواقبه وخيمة. • يأتي الأجنبي بثقافاته ، ومعتقداته ، وسلوكه وتصرفه ، ومحاسنه ومساويه ، وكثير من هذه الممارسات والثقافات ربّما تتضارب وتتعارض مع ثقافاتنا وعاداتنا ومعتقداتنا ، وإذا لم نتعامل معها بصورة جيدة ، ستكون مهدداً لأمننا ، وسلامتنا وطمأنينتنا ، وربّما غيّرت حتّى في معتقداتنا ومسلمّاتنا ، ولربّما أدخلت ممارسات كثيرة لا تشبهنا ولا تمثلنا ، وهذه هي الكارثة بعينها ، خاصّة في بلد يتأثر كثيراً بالأجنبي ، وبعضنا سريع "التملّص" من ثقافاته وتقمّص ثقافات الآخر ، بل والذوبان فيه. • ولكن مرّة اخرى ! أرجع واقول , مهما كان الأجنبي صارخاً في تصرفاته ، وغير حيي ، فإنّه لا يمكن أن يؤثر فينا سلباً ما لم نكن مهيئين تماماً للتأثر السريع بذلك ، ولو كنّا متمسكين بقيمنا ومعتقداتنا وثقافاتنا لن يجد الأجنبي سبيلاً للتأثير علينا ، وإن كانت بنياتنا الدينية ، والاجتماعية والثقافية هشّة فستكون النتائج كارثية ، فلا نرمي باللائمة دائماً على الآخرين ، فليس دائماً يلام الأجنبي ، فمنّا من هو أخطر علينا من الأجنبي ,, أجنبي مسالم متصالح متفهّم ، خيرُ من وطنيّ بلا قيم ! تعريجة : - على الحكومة ان تقوم بواجباتها تجاه الوطن والمواطن ، وتقنّن الوجود الأجنبي! - لا بدّ من ضبط الوجود الأجنبي ، ومقابلته بكل حسم وقوّة - كما علينا أن أن نكون نموذجاً ومثالاً ، ونطرح أنفسنا بصورة جيدة. - فلننضبط لينضبط غيرنا ! - إذا انضبطنا نحن ، سينضبط الأجنبي لوحده ! - اللهم إنك عفوٌ تحب العفوَ فاعفو عنَّا !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة