لو اجرينا مقارنة مهنية و موضوعية بين شخصيتين تولى كلاهما قيادة الدولة الاسلامية فخضعت له و لسياسته الكاشفة عن حكمته و عقليته الراجحة علماً ان كلاهما له تأريخ حافل بالمواقف التي سجلها التاريخ فأعطت الصورة الحقيقة لكل منهما فكل المسلمين على معرفة كبيرة بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) و كذلك الملك و السلطان المعظم الايوبي خليفة المسلمين و امير المؤمنين وسنتعرف على تاريخهما الماضي ، فالخليفة عمر غني عن التعريف بما عُرف عنه من عدل و انصاف بين العباد و إعانة المظلوم على الظالم ، شديداً على الولاة و الحكام ، رؤوفاً بالرعية شاع فيها الامن و الامان و الحياة الكريمة و العيش الرغيد و كثرت فيها العمارة و انتعشت البنى التحتية للمجتمع الاسلامي فكانت حقبة الخليفة عمر ( رضي الله عنه ) بحق من العصور الذهبية التي شهدتها الامة الاسلامية فهذه المواقف الايجابية لهكذا قيادة حكيمة و عقلية راجحة تستحق ان تخلدها الاجيال ، و أما الملك الصلاحي الخليفة المعظم فلنطلع على تاريخه وكما ينقله ابن كثير في البداية و النهاية فيقول : ( وفي مستهل هذه السنة – 616 هـ - خُرب سور بيت المقدس أمر بذلك المعظم ) وقال أيضاً : ( غضب المعظم على القاضي زكي الدين ابن الزكي فعند ذلك ارسل المعظم إلى القاضي ببقجة فيها قباء و كلوتة ، القباء ابيض و الكلوتة صفراء و حلف الرسول عن السلطان ليلبسهما و يحكم بين الخصوم فيهما فلم يستطع القاضي إلا ان يلبسهما و حكم فيهما ثم دخل داره و استقبل مرض موته و كانت وفاته في صفر من السنة الآتية بعدها ) وقال ابن كثير أيضاً : ( و كان الشرف بن عنين الزرعي الشاعر قد أظهر النسك و التعبد و يُقال : إنه اعتكف بالجامع أيضاً فأرسل إليه المعظم بخمرٍ و نردٍ ليشتغل بهما ) تلك هي ابرز انجازات الخليفة المعظم التيمي الصلاحي في مقدمتها هدمه لسور البيت المقدس بسبب احتمالات لا يوجد لها واقع في الخارج ، ثم جريمة اعظم حرمةً من سابقتها بقتل القاضي ابن الزكي ! ومن دون وجه شرعي أو قانوني ! ثم شروعه بإفساد العباد و أين في بيوت الله تعالى عندما ارسل الخمر إلى انسان – حتى و إن كان عاصياً - فقد رغب في التذلل و العبادة لله سبحانه و تعالى في بيته المقدس فهل صدرت هذه الافعال المنافية لتعاليم ديننا الحنيف من الخليفة عمر ؟ وقد علق المرجع الديني الصرخي الحسني قائلاً : (( ومع كل ذلك وأضعافه فيبقى خليفةً وإمامًا وأميرَ مؤمنين ومن سلاطين الدولة القدسية، حسب زعم وخرافة أئمة التدليس المارقة ، الآن الدواعش المارقة يحرضون على الحكام العرب والحكام المسلمين، من سمع أو شاهد أو قرأ عن الحكام العرب ، من توثق عنهم بأنهم فعلوا مثل ما فعل حكام الدولة القدسية ، دولة ابن تيمية ومنهج ابن تيمية، ماذا فعل؟)) مقتبس من المحاضرة (44) من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري بتاريخ 19/5/2017
فمع كل ما صدر من سلطان الدولة القدسية المعظم من قبائح و فواحش بحق الاسلام و المسلمين فهل كان المرآة التي عكست اخلاق نبينا الكريم و خلفائه الراشدين و صحبه الكرام الطيبين ؟ ولكم الحكم يا مسلمين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة