لن نخوض معارك الاخرين ولن نبقي جزء من الفتنة المذهبية والحروب الطائفية الدائرة في سوريا واليمن والعراق وسيبقي لنا في السودان موقفنا ورؤيتنا المستقلة لما يجري في هذه البقاع العزيزة علينا والتي تربطنا بها صلات ليست محل للمزايدة بل هي جزء من ثوابت دولة السودانية الوطنية والقومية المستقلة التي اصبحت تعاني اليوم بصورة نسبية مما يعاني منه الاخرون حيث من المفترض ان تكون مهمة اعادة بناء الدولة القومية السودانية تحتل الاولوية المطلقة في طرق تفكيرنا من اي موضع وموقع داخل حدود الوطن الافتراضية او في اي بقعة من بقاع المعمورة. حول تطورات الموقف والعلاقات السودانية المصرية في اعقاب اتهام الرئيس السوداني للسلطات المصرية بتسليح بعض جماعات المعارضة المسلحة في اقليم دارفور والنظر الي رد وزارة الخارجية المصرية وبالنظر الي ردود الفعل وسط اتجاهات الرأي العام السودانية من الشخصيات المعروفة والنشاطين والشخصيات العامة وماهو متاح في هذا الصدد من معلومات تبدو الحقائق واضحة بطريقة لالبس ولاغموض فيها ومع ذلك سنحتفظ بهذا الرأي حتي اشعار اخر منعا للاندفاع والاحكام المتعجلة والاندفاعية ولكي نترك الفرصة للطرف الممثل في حكومة الامر الواقع في الخرطوم لكي يسلك الطرق المعتادة في مثل هذه الامور وتجنب ردود الفعل الانفعالية وخلق حالة استقطاب تستفيد منها اغلبية من اشباح المعلوماتية المجهولة الهوية من الطرفين في اشعال الفتنة وضرب العلاقات الشعبية بين البلدين في الصميم بخطاب بعض المجاري والبرك الاليكترونية الراكدة . للاسف الشديد الامور تسير في هذا الاتجاه بايقاع سريع وعبر حملات تحريضية تفرض نفسها في بعض مواقع الميديا الاجتماعية مثل الفيسبوك بطريقة تجعل الموقف بين مصر والسودان مفتوح امام كل الاحتمالات .. البعض يستخدم صفحات تحمل اسم مؤسسات قومية ذات صلة بالقوات المسلحة السودانية في نشر مواد تحريضية باسم الوطن والوطنية والبعض من الطرف الاخر يرد بمفردات عنصرية قبيحة لاتليق بانسان حر كريم .. هذا النهج الاندفاعي الغير متعقل سيغرق البلاد في لحظة معينة في شبر موية ونوع من الفوضي هي غاب قوسين او ادني وكان من الممكن ان تقوم السلطات السودانية الرسمية بتجميع مالديها من ادلة في هذا الصدد وتتقدم بشكوي رسمية ضد مصر الي المنظمات الاقليمية والدولية ولكن الطريقة التي تدار بها هذه الازمة الان واللغة والخطاب المستخدم ستفتح ابواب الجحيم علي السودان وللاسف لاتوجد معارضة سودانية منظمة تعمل علي احتواء الموقف. نذكر والذكري تنفع المؤمن وغير المؤمن ان النتائج المترتبة علي محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في اديس ابابا مطلع التسعينات تضرر منها الوجود السوداني في مصر وداخل البلاد انذاك اكثر من الحكومة واعوانها علي الرغم من وجود معارضة متماسكة وقوية ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي الذي كانت له اتصالات بالمجتمع الدولي ومنظماته وعلاقات جيدة بالسلطات المصرية ولكنهم عجزوا عن التقليل من تلك الاثار السلبية علي المواطن السوداني العادي بينما كان بعض اعوان النظام يتنقلون بين القاهرة والخرطوم ويشاركون في بعض المؤتمرات المهنية ومنهم الوزير الراهن غندور وصاحبه انذاك ورئيس اتحاد العمال السر عبدون.. وبطريقة جعلت الوجود السوداني الكبير في مصر انذاك هدفا للسماسرة وبعض المنحرفين من اللصوص والمحتالين ولدينا في هذا الصدد الكثير والمثير من ارشيف تلك الفترة وبشهادة بعض رموز تلك الفترة من مختلف الاتجاهات السودانية في معارضة التسعينات ونفر كريم في بعض الاجهزة والمؤسسات المصرية في وزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية. لكل ذلك ستعمل قدر المستطاع وفي اطار التحسب لاي تطورات وردود افعال غير محسوبة تمس الوجود السوداني في مصر والمصريين في السودان وفي اطار مبادرات مبادرات فردية وجماعية من اجل منع تكرار تلك الاوضاع وتحسبا لاي تطورات سلبية قد تنتج من الازمة الراهنة في العلاقات بين البلدين حتي لو قمنا بمخاطبة السيد رئيس الجمهورية المصرية مباشرة الي جانب مناشدة المنظمات الدولية المختصة بالعودة الي ممارسة واجبها الذي توقفت عنه لسنين طويلة في تقديم الدعم اللازم للوجود السوداني الكبير في مصر بسبب انشغال المنظمة الدولية في اطفاء الحرائق الاخري التي اشتعلت في العراق ثم امتداد المقبرة في سوريا وبقاع اخري . الوجود السوداني في مصر والاغلبية الصامتة من السودانيين داخل البلاد مكشوفة الظهر تماما وتعاني من اثار حروب الاستنزاق القبلية الطائشة ومن الاوبئة والفقر وضيق العيش ولايدري احد الي اين ستصل الامور .. نتمني ان يتعقل من يهمهم الامر في حكومة الخرطوم ويكتفوا بالتعامل في اطار القنوات الرسمية المتاحة حول هذه القضية وان يمنعوا اعوانهم عن ممارسة هذه اللغة الهتافية والتحريضية.. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة