لحذر والترقب الذي يعمد له المدربين في بداية المباريات والتي عادةً ما تكون من ضمن التكتيك أو الخطة وذلك حتى يتجاوز الفريق المفاجآت التي قد تحدث إذا ما اعتمد المدرب واستكان على التخمين والقراءة المبدئية فقط. ولاشك إن هذه التعليمات صحيحة وتدل على احترام الأجهزة الفنية لبعضها البعض وتدل على المقدرة الفنية وبعد النظر والتخطيط خصوصاً مع من يبرهن منهم عن حسن القراءة بإجراء تغيير فوري أما بالتعليمات أو باللاعبين بعد أن تتضح الأمور ويعرف إلى أي اتجاه تسير المباراة وهنا يأتي الفرق ما بين جميع الآراء والتوقعات. مباراة النجم الساحلي والمريخ ضمن دوري المجموعات لبطولة أبطال أندية إفريقيا التي أقيمت مساء أمس على إستاد المريخ ظهر الفريق التونسي بتنظيم جيد في الدفاع وإبعاد الكرات الخطيرة داخل منطقة العمليات وتكثيف مقنع من خط الوسط وتفعيل منطقة المناورة والتحضير عند الحاجة في استغلال الفراغات التي حدثت في خطوط فريق المريخ خلال الطلعات الهجومية للضيوف وكلنا نعرف إن التفاهم والتنظيم في الخطوط الخلفية من أهم عوامل الفوز لأي فريق ، كما أن التصميم الواضح والحماس والتجانس والشمولية في الأداء وقوة وصلابة اللاعبين تقلب الموازين وتحقق الفوز وخاصة أن اللقاء من أهم محتوياته الفوز بكل الطرق واللغات وهذا ما حدث في لقاء المريخ والنجم الساحلي رغم إدارتك المريخ للتعادل لكنه يعاني من خلل واضح في خط دفاعه خاصة الكرات العرضية العكسية منها والتي تسقط داخل منطقة العمليات بين قلب الدفاع والظهير التي سهلت مهمة الضيوف في إحراز هدف الفوز في أخر دقيقة من الزمن بدل الضائع. الفارق الفني بين الفريقين النجم الساحلي يتمتع بخط وسط منظم في الحالات الدفاعية يمكنه في حالة استعادة الكرة خلق كرات طويلة في ظهر المدافعين تشكل أكبر خطورة خاصة تلك التي ترسل للأجنحة التي سهلت لهم إنجاز المهمة بنجاح بينما خطوط المريخ مبعثرة وتداخلت مع بعضها البعض إضافة إلى ضعف القدرات التكتيكية لدرجة صعوبة معرفة ما لديهم خلال اللقاء. مها كانت قوة الفريق التونسي وتكتيكه العالي ومهارات لاعبيه وحلولهم الإدراكية وحسهم التهديفي فإنه لا يمكن بل صعب جدا على فريق كبير مثل المريخ يلعب على أرضه وبين أنصاره بلاعبيه الوطنيين والأجانب المحترفين ويخسر اللقاء بعد أن كانت المباراة تسير نحو التعادل في زمن اختناق صراع الثواني مع اللحظات المجتمعة في الدقائق الأخيرة، والتي يمكن قتلها بإدعاء لاعب الإصابة خاصة حارس المرمى الذي يسمح له العلاج داخل الملعب أو الإحتجاج بطريقة ذكية مع حكم المباراة أو بدخول لاعب بديلا للاعب وعمل كل الحيل التكتيكية لقتل تلك الدقائق وعند إستئناف اللعب قبل أن تصل الكرة إلى منطقة العمليات يطلق قاضي الجولة نهاية المباراة وتنتهي المباراة على ما كانت عليه. رغم تعادل فريق الهلال خارج أرضه مع فريق فيروفياريو دا بيرا الموزمبيقي تبقى الأفضلية الرقمية والمستوى في المجموعة لفريق النجم الساحلي الذي يتصدر المجموعة حالياً وأصبح قريباً من التأهل ويبقى الصراع بين الغريمين المريخ والهلال لخطف البطاقة الثانية. بعدما إنكشفت أوراق ومواطن الخلل والقوة في فرق المجموعة يجب على الأجهزة الفنية لفريقي المريخ والهلال معالجة الخلل الفني والتكتيكي بسرعة وخاصة الكرات العكسية التي أصبحت تمثل هاجساً لكل الفرق السودانية في المنافسات الدولية إضافة إلى الأهداف القاتلة التي تسجل في الزمن بدل الضائع أو بضعة ثواني تعجز في هدرها تكتيكياً الأجهزة واللاعبين معاً وربما تؤدي إلى خروج الفريق من المنافسة بعد مشوار طويل. وختاماً أتمنى أن تصل رسالتي إلى كل المسؤولين فنياً وإدارياً في أنديتنا وتجد إهتمام منهم. لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك نجيب عبدالرحيم ابواحمد [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة