منذ مطلع هذا العام وأنا اراوح مكاني، أأقدم أم امسك؟ أأقول أم أصمت؟ أأجهر أم أكتم؟ فقد كثر وتكرر ساقط الحديث والكلام عن رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في صحافتنا وربما أجهزة إعلامنا الأخرى التي ليس لي حظ فيها. قد يعجب القارئ من قولي: “ كثر وتكرر” فوالله لكلمة واحدة في أذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكبيرة وكثيرة، وأخرها ما قاله الدعي الشقي الرويبضة الطيب مصطفى في إحدى مقالاته التي تنضح (بالأنا) متألهاً على الله ورسوله. حيث قال بأنه في العدل (أي الطيب مصطفى) لا يفرق بين الخصمين ولا يعبأ بجهة، ولا عرق ولا لون، ولا دين، لأنه يبحث عن العدل المطلق. أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد أنحاز يوماً لمسلم وهو يحكم بينه وبين يهودي، علماً بأن الحق كان مع اليهودي على حد فهم القاصر الأشر. أي والله هكذا سطرها قلمه! لهذا حقيق علي أن أصفه بالخويصرة. وهذا وصف رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم، لمن قال له يوماً وهو يقسم غنيمة بين الصحابة، فتجرأ عليه ذو خويصرة فقال: “ أعدل يا رسول الله فإنك لم تعدل”. فأجابه الرسول: “ ويحك من يعدل إن لم أعدل أنا؟” فستأذنه عمر ليقطع رأسه ولم يأذن له. وقال له قولته الشهيرة: دعه يا عمر فإن له أصحاب مثله، يحقر أحدكم صلاته أمام صلاتهم، وصيامه مع صيامه، ويقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، إلى آخر الحديث. بأبي وأمي أنت يا رسول الله أكنت ترمي بقولك هذا للطيب الكذاب الأشر وأمثاله؟ أأنساه الشيطان ذكرك قولك: “ والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها”. وحاشا لآل محمد الذي طهرهم الله تطهيراً أن يأتوا بمثل هذا الفعل. 2ـ 3 من عجائب القدر أنني لا اقرأ صحيفته إلا لُماماً. ويوم قرأت عدد السبت ٢ يناير ٢٠١٦، الصحفة الثانية، قرأت فيها قرآن مسيلمة الكذاب الذي أدعى أنه أنزل إليه قرآناً يضاهي قرآن محمد. ولعل الخويصرة صنو الظاهرة الصوتيه حامل الأسفار الذي ظهر في جزيرة العرب في ايامنا هذه واستضفناه في بلادنا مهللين مكبرين. من بدع حامل الاسفار هذا، أنه هو الآخر صار يؤلف قرأناً مثل قرآن مسيلمة مدعياً أن ذلك سيحمل بني الأبيض أي أبناء العم سام إلى الإسلام. ولكنه وقع في شر صنيعه وخاب فأله ورُدَ مُعفراً. كان في كل مرة يسأل الخواجة الفرنسي بأي القول تأثر؟ فيجيبه الخواجة: “ انه تأثر بقول قرآن مسيلمة اكثر من تأثرة بقرآن محمداً!”. فوا خيبتاه، وواسلاماه، فقد ابحر حامل الأسفار مسافراً في غيه يعرضُ بضاعة مزجاه، ولم يجد من يذجره أو ينهره. فقد تطاول هو الآخر يوماً على النبي، وقال وأعوذ بالله من قوله: “ أن النبي كان يقبل هدية الخمر، أما باعها أو اهداها؟” يا لبؤس قولهم، ويا لبؤس علمهم. اما قرآن ذو خويصرة الذي أذن بنشره في الصحفة الثانية من (الصحية) عدد السبت الموافق ٢ يناير ٢٠١٦، فاليكم بعض ما جاء فيه تحت عنوان “ فاما إن كان من المكنكشين!!” ليقول في مكان آخر بروح السجع والأستهزاء والسخرية من كلام الله، الذي قال في أمثالهم: “ فلما جاءهم بأياتنا إذا هم منها يضحكون” وأنظر لضحكهم في قولهم : “ أرأيتم الكهرباء التي تنعمون # أأنتم أنشأتم سدها أم نحن المنشئون”. عجبي ينشر كل هذا الغث النتن وعنده سمين يستحق النشر في صحيفته الصيحة، ولا أحد منا يغضب أو يثور، ولا أحد يزجره، أوي ينهره، أو يلقمه حجراً ليصمت فاه ابد الدهر”. اتدرون سبب عجزنا عن مواجهة ذو الخويصرة ومن سلك دربه؟ ذلك لأننا نعيش عصر الهون والهوان، والذل والحرمان، ولأننا نخاف وكلنا خواف من أن يجلب علينا ذو الخويصرة بخيله ورجله، فيستفزنا لدخول معارك نحن لسنا بفرسانها. 3ـ 3 أعود للرواية الكذب التي تؤذي رسول الله وتؤذي آل بيته، فهي رواية تتكرر على مسامعنا يوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة. لهذا وجدتُ نفسي مقعداً من الكتابة، فكلما حملتُ قلمي لدحض الرواية الكذب وتنوير الناس قليلاً بأن يتحروا الصدق فيها. أجد نفسي محبطاً لأني على ثقة بأنني أنفخ في (قربة مخروقة) لا تمسك ماءً ولا تدر هواءً، وما أنا بقادر على أن اسمع الصم الدعاء إذا هم ينذرون. ولكن ما حملني على الكتابة عن (الرواية الكذب) هو قول أو مقال أتي من إنسان أحبه، وأريد نصرته عملاً بقول رسول الله أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. وهنا أجد أخي الذي لم أسعد برؤيته والسماع إليه إلا من خلال النت رجل ظالم وأريد أن أرده للحق. حيث كتب مقالاً او سلسلة مقالات تحت عنوان : (كل ذي عاهة جبار). حكى عن العديد من الشخصيات التي كانت ذات عاهة لم تقف عائقاً أمام تفردهم ونبوغهم. ومن بين اؤلئك ابي طالب بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وليته احتبس حيث هو ولم يزد في الشعر بيتاً ويقول: “ لكنه توفي كافراً قبل الهجرة بأربع سنوات”. ولخوفي أن يأتي يوماً ليقول بما قال به الأولون والأخرون: “ بأن أبوي رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم ماتا كافران، وهما في النار”. وأعوذ بالله من قولهم هذا وذاك، فكلا القولين يؤذيان رسول الله. ومن يريد أن يعلم ويتعلم كيف كان يؤدب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحابته ويدعوهم لتجنب أذى الأخر، فليقرأ قصة اسلام عكرمة بن أبي جهل أحد أأمة الكفر وكذلك أباه. استباح النبي دم عكرمة عند فتح مكة. فهرب من مكة مفزوعاً قاصداً اليمن بالبحر. وفزع من خلفه رسول من زوجته يخبره أن العفو عند رسول الله مأمول، وما عليه إلا أن يسلم ويسلم نفسه لرسول الله. فاطمأن قلب عكرمة لنصيحة زوجته وذهب قاصداً المدينة وقبل دخوله لمسجد الرسول نزل جبريل عليه السلام ليخبر الرسول بقدوم عكرمة بن أبي جهل. اتدرون ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لصحابته بالمسجد؟ والله لا تدرون، لأنكم إن كنتم تدرون لما قلتم الذي قلتم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “ يدخل الآن عليكم عكرمة بن أبي جهل، فلا تسبوا أباه، فإن السب لا يبلغ الميت ولكنه يؤذي الحي”. ورسول الله حي في مرقده يؤذيه قولكم في عمه الذي كفله وهو يتيم لم يتجاوز السادسة، وجعله مقدماً على ابنائه. فقد وجد رسول الله قبل بعثته وهو صغير وشاب ورجل، وجد في بيت عمه ما خفف عنه يتم الوالدين. وجد الأب ووالأخ والأم، فقد كانت فاطمة بنت أسد نعم الأم لرسول الله، وكان يدعوها بذلك. أتدرون من هي فاطمة بنت أسد؟ والله لا تدرون وأن دريتم لا تدركون إلا قليلاً عنها. فهي وخديجة الكبرى يوجز التاريخ سيرتهن، حتى يكاد أن يصمت عندما تجئ ذكر احداهن. ولأخي بدر أقول: اقرأت لامية ابي طالب في رسول الله؟ التي جاء فيها: وأبيض تستقي الغمام بوجهه ربيع اليتامي عصمة الأرامل لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد وأخوته دأب المحب المواصل فمن مثله في الناس أي مؤمل إذا قاسه الحكام عند التفاضل حليم رشيد عادل غير طائش يوالي إلاهاً ليس عنه بغافل ألم يثبت عن رسول الله قوله: “ يحشر المرء مع من أحب”. إذن ما بالكم بمن به وجدٌ لرسول الله وهو يقول: “كلفتُ وجداً بأحمدٍ ...” والوجد أعلى مرتبة من الحب. فالوجد هو الحبُ الجارف الشديد. فهذا وجد أبي طالب بابن أخيه أحمداً. أم هل قرأت خطبته عندما خطب خديجة الكبرى لمحمد قبل أن يكون نبياً مرسلا بخمسة عشر عاماً؟ وهو القائل: “ الحمدلله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع اسماعيل، وجعل لنا بلداً حراماً وبيتاً محجوجاً، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن محمد بن عبدالله من لا يوزن به فتىً من قريش إلا رجح عليه براً وفضلاً وكرماً وعقلاً وإن كان في المال قل، فإن المال ظل زائل، وعارية مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعلي”. أمثل هذا القول يجري على لسان كافر؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أم هل قرأت ما قاله أباه أي جد النبي عبدالمطلب لأبره الحبشي: “... للكعبة رب يحميها”. أهذا قول كافر؟ لم يكمل عبدالمطلب قولته حتى أرسل رب الكعبة طيراً أبابيل، لترمي ابرهة وجنوده بحجارة من سجيل، فسلمت الكعبة وإبل عبدالمطلب. أسمعتَ رجز رسول الله في حنين والقوم من حوله ينهزمون ويفرون من حوله ويتركونه وحيداً بين الأعداء إلا القلة القليلة التي ثبتت معه (... ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) والرسول يرجز قائلاً: أنا النبيُ لا كذب أنا ابن عبدالمطلب وهل يفخر نبينا بجده الكافر؟ ثم وا اسفاه، وأنتم تجعلون من النجاشي الذي حمى بضعة من الصحابة ولأشهر معدودات مسلماً ومؤمناً، وتضنون بذلك على من حمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لخمس عقود، وبقى معه في شعاب بني المطلب لثلاث سنين حتى صرخت نساؤهم واطفالهم من الجوع واكلوا اوراق الشجر والجلد. كل ذلك رفضاً للخيار الذي تعاهدت عليه قريش وحلفاؤها من القبائل وجعلته عهداً مكتوباً لصق باستار الكعبة. وهو إما أن يسلم بنو عبدالمطلب محمداً لقريش لقتله أو أن يموتوا جوعاً بالحصار. عند وفاة عمه سمى رسول الله عام وفاته بعام الحزن. وهل يحزن رسول الله على موت كافر؟ أبمثل هذا يجازى أبوطالب كلما ذكرت سيرته، ليعرف بأنه كافر؟! وآخرون يقولون: “إنه في ضحضاح من النار”. والله ما انتم إلا مثل الذي قال فيهم ربنا: (.... قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ...) (... أولوا كان ابأؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون). اللهم إني قد بلغتُ، اللهم فأشهد. (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة