· ودارت الأيام .. وأنقضت السنوات التي كانت رتيبة ومملة ، وتجزأ الإتحاديون وتفرقت بهم السبل ، وإنطلقت الصحف ومواقع النت السودانية تحمل في طياتها أخبار ذلك الإنقسام المرير الذي حدث قبل ثلاث سنوات ، والتراشقات بين الأطراف التي كانت تتصارع في غير معترك .. إلي ان وصل الحد في ان تتخذ بعض المجموعات قرارات تهدف إلي خلق حزب إتحادي اصل جديد وفقا لرؤية محددة تم تداولها كثيراً .
· ولكن ... وفي نهاية المطاف ، وبعد أن صبر المبعدون من دفة قيادة الحزب بالمركز والولايات ، وبعد أن تجمدت أوصال الحزب تماماً للدرجة التي كانت تبعث علي اليأس والإحباط عند الكثير من القيادات والكوادر الناشطة بأن السودان قد ودع تماماً حزب الحركة الوطنية الذي ظل يجمع أهل السودان علي مر السنوات للحفاظ علي وحدته ترباً وشعباً ، غير أن متغيرات السياسة السودانية ، مضافاً إليها الضغوط الدولية علي طرفي الصراع وقتذاك في الشمال والجنوب بأن يقسموا التراب الواحد إلي دولتين ، وقد أصاب الدولتين الفشل وتكاثرت عليهم المشاكل من كل صوب ، وتعطلت تدفقات الثروة النفطية مثلما نري الآن ، ففقدت الدولتان المورد الأساس ، ما أدي إلي ان يعيش الشعبين عيشة الضنك التي نراها ماثلة أمامنا حالياً ، ومن يري بغير ذلك فهو محض مكابر أو مستجد في إستراتيجيات السياسية الإقليمية والدولية أو علي أسوأ إحتمال هو عابث فحسب.
· أما ما حدث في نهاية المطاف ، وما أكدته لنا مصادر نافذة وحادبة علي وحدة الإتحادي الأصل من جميع الأطراف سواءَ التي كانت تقف مشدوهة علي الحياد مما يحدث ، أو تلك التي ظلت مستميتة علي مواصلة العمل لخلق حزب مؤسسات قوي وصامد من أجل مستقبل البلاد حتي لا يكون الوطن فريسة لمراهقات السياسة ومستجدات الأجندة الدولية التي تتغير كل صباح وفقاً لمتغيرات القيادات الدولية.
· فقد أكدت تلك المصادر لنا شخصيا بأن كافة الأمور في حزب الحركة الوطنية ستعود أقوي مما كانت ، وسيشمر الجميع عن ساعد الجد للدفع إلي الأمام في عملية إعادة بناء الحزب ومؤسساته حسب توجيهات السيد رئيس الحزب وفقاً لما تم التخطيط له قبل تفجر الأوضاع التي حدثت قبل ثلاث سنوات وأدت إلي تجمد أوصال هذا الحزب العريق الذي يظل إسمه قط يعيد للأجيال التاريخ المجيد لكافة زعاماته التي رحلت عن الدنيا وهي تتصف بالتجرد والنزاهة والشفافية التي كانوا يتمتعون بها ، لأن هموهم الأساسية كانت هي وحدة الوطن وإستقراره . دون الطمع في محاصصة وظائف عليا أودستورية ، برغم أن الإتحادي الأصل أحق بها من حيث التراكم والزخم الجماهيري العريض الذي يتسم به.
· وصحيح أن الإتحادييين بكافة فصائلهم وكياناتهم التي كونت أحزابا مسجلة لم يكن لها يد في التدهور وفي تقسيم الوطن وفي ضياع أغلي مكتسبات الشعب السوداني وهي الحرية والديمقراطية ونزاهة الحكم وإستقرار المجتمع والانسجام التام مع المجموعة العربية والافريقية والدولية ، ولغة التسامح التي كانت تطغي علي مفاصل العمل السياسي ، والطمأنينة علي أمان الموظف أو العامل في وظيفته دون إقصاء أو تشرد ، إلا أن هؤلاء الإتحاديين لم يخالطهم شك بأن كل الأمور ستعود إلي نصابها ذات يوم بعد أن اصاب الفشل الذريع كافة القوي التي كانت تعتقد بأن الأمور قد دانت لها وأن الشعب سيعيش في بحبوبة من العيش الذي يدعم خططها السياسية الفاشلة .
· وها نحن هنا في إعلام الإتحادي الأصل ، لدينا الإصرار الأكيد والعنيد بأننا سنبني هذا الحزب العريق طوبة طوبة ومدماك مدماك وصولا إلي السقف المتين ، وتسليمه للأجيال الجديدة ولشبابه الغر الميامين الذي وحدوا صفوفهم في مجموعات شبابية إتحادية تنظر إلي مستقبل الوطن بنظرة تبتعد عن كافة القرارات العشوائية التي اصابت الحزب في مقتل وجعلته في ذيل القائمة السياسية في بلادنا ، للدرجة التي جعلته يفتقد إلي المبادرات الوطنية التي كان يقوم بها وتهز أركان الدنيا كلها عبر ازمنة جميلة ماضية ، كمبادرة تحقيق إستقلال البلاد من براثن المستعمر ، ومبادرة سودنة الخدمة المدنية والعسكرية بعد خروج الإنجليز ، ومبادرة إنشاء مؤسسات الدولة كلها من وزارات وقطاعات وبعثات دبلوماسية ، ومبادرة توحيد الوطن شمالا وجنوبا ، ومبادرة خلق التضامن العربي عقب نكسة حزيران/يونيو 1967م في مؤتمر اللاءات الثلاثة بالخرطوم ( لاصلح ولاتفاوض ولا إعتراف بإسرائيل ) إلا بعد إنسحابها من المناطق التي إحتلها عقب حرب 1967م وهي صحراء سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية والضفة الغربي لنهر الأردن. أما سيدة المبادرات التاريخية فهي التي أنجزها الحزب الإتحادي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا في 16 نوفمبر 1988م حيث لم تشمل في اي من بنودها الخمس إلي مسألة تقرير مصير الجنوب .
· ذلك كان سجل الحزب الإتحادي ، وذلك هو الذي دفع قيادته الآن إلي تضميد جراحاته من أجل الوطن ومن أجل جماهير الإتحادي الوفية التي ظلت تعشق هذا الإسم الخالد في ناريخ السودان الحديث لحد الوله .. إنه لعشق من غريب جدا وله مذاق خاص جداً ايضاً لأنه مذاق ممزوج بلعاب الشرفاء الأوفياء للوطن .
لذلك نقول .. سيعود الإتحادي الأصل انصع من إشراق الضحي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة