بينما تستضيف الجابون بطولة الامم الافريقية التي انطلقت بدايتها في السودان وبفكرة سودانية خالصة مائة بالمائة من المرحوم الدكتور عبدالحليم محمد رئيس الاتحاد السوداني للكرة القدم الذي دعا الدول المستقلة في افريقيا في ذلك الوقت وهي السودان ومصر واثيوبيا وجنوب افريقيا التي منعت بعد وصولها للخرطوم بسبب التفرقة العنصرية لأنها كانت ترغب في الاشتراك بفريق كامل من البيض. وهذا العملاق السوداني .لم ينل التكريم المطلوب لا منا ولا من الفارقة ، وكان يجب أن يطلق على كاس البطولة الافريقية باسمه مثلما اسم اطلق اسم جوليه ريميه رئيس الاتحاد الفرنسي على كاس العالم لأنه صاحب الفكرة. وبما أن الافارقة لم يكرموا الدكتور عبدالحليم ، يجب أن نقوم نحن اهله بتكريمه واطلاق اسمه واسم المرحوم عبدالفتاح حمد على ملعبي الهلال و المريخ لأنهما يستحقان. للذين لايعرفون المرحوم عبدالفتاح حمد ، إنه ذلك الجندي المجهول الذي اهدى السودان مؤسس بطولة الامم الافريقية البطولة الوحيدة في عام 1970 ، عندما قاد المنتخب في البطولة التي اقيمت مناصفة بين مدني والخرطوم .وقد ابلى هو ولاعبيه بلاء حسنا ، وقدموا بطولة استثنائية ، هزموا خلالها اعتى المنتخبات الافريقية في ذلك الوقت وإلى الآن حيث فازت المنتخب السوداني على اثيوبيا والكاميرون ومصر وغانا ، على الرغم من أنه خسر من ساحل العام صفر/1 الا انه فاز بالبطولة. وبعد الله سبحانه وتعالى يعود افضل في الفوز بهذه البطولة إلى المرحوم عبدالفتاح حمد ، الذي جمع 22 لاعبا على ما اظن واقام معسكرا في مدرسة حنتوب شرق مدني وليس فندق خمس نجوم إن لم تخني الذاكرة ، وقد قد تمكن الفريق بفضل قيادة هذا الرجل الرائع أن يسجل اسم السودان بأحرف من نور في قائمة الشرف الافريقية.
مثلما خلد الكثير من الاشخاص الذين حققوا انجازات اقل مما حقق الدكتور عبدالحليم محمد وعبدالفتاح حمد – رحمهما الله – حيث سميت احياء وشوارع رئيسية وميادين ومناسبات بأسمائهم . لماذا لم نقوم بتكريمهما، حتى يعرفهم الجميع. ونفتخر بهم وبإنجازاتهم التي سطرها التاريخ ، وحتى لا نكون ناكرين للجميل، يجب أن نقوم بعمل يؤكد أننا نحترم مثل هؤلاء الابطال. كما اننا لم نقم بما يكفي للمحافظة على هذه الانجازات ، ونحن نشاهد الكرة السودانية تنحدر بشكل مريع ، ويعمل في القطاع الرياضي بصفة عامة وكرة القدم بشكل خاص اناس لايدرون شيئا عن الرياضة وكرة القدم . ولم نقم بما يكفي لتطوير الكرة لنؤكد للجمع اننا رواد الكرة الافريقية . ونأتي بمعتصم جعفر ، ونتباكى على كمال شداد وهو ليس افضل من معتصم جعفر. حيث أن هذا الثنائي كان نموذجا سيئا للإدارة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة . وفي هذه الايام يبكون على شداد الذي لم يحقق اي انجاز حتى نمدح ايامه . كما لم نهتم بالمواهب التي من الممكن ان ترفد الاندية والمنتخب بالمواهب . كما لم تتم ادارة الاحتراف بطريقة محترفة حتى لا نأتي بمحترفين يجلسون في كنبة الاحتياطي. ولا حتى تأهيل المدربين ، من خلال الدورات المحلية والدولية والاستفادة من حقنا في دورات الفيفا والاتحاد الافريقي. حتى نقوم بما يكفي للنهوض بالكرة . ونعود لمنصات التتويج .وان نقوم بفصل السياسة عن كرة القدم . ويجب أن يدار الاتحاد بصورة اقتصادية منفصلة ، واقامة مشاريع اقتصادية رياضية وغير رياضية عملاقة تدر مداخيل تسمح بتطوير الكرة دون السؤال عن الدعم الحكومي ، مثلما يعمل الاتحاد الجزائري والاتحاد المصري . حتى أن المنتخب الجزائري العام الماضي قام بإقراض الدولة 6 مليار دولار عندما انخفضت عائدات النفط .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة