هناك فئة من العظماء خلّدهم التاريخ ، وأخرى منْ غفل عنهم ، هم الأكثر عدداً ، قدموا جميعاً أعمال جليلة صارت إرثاً مستحقاً للجنس البشري أجمع ، المُوحدون منهم والوثنيون والبوذيون والزرادشت والصائبة وعُبّاد الطبيعة ...الخ .
من الفئة الثانية – للأسف نسيهم التاريخ – من اكتشفوا الزراعة والحرف والمهن وصنعوا الآتها ، وألّفُوا الحيوان المتوحش والطيور، وعرفوا طريقهم إلى الثمار المفيدة والغلال والفاكهة والخُضر ، ورسموا الأحْرف الهجائية من هيروغلوفية ومسمارين .
وأبجديات أخرى.
ورغم أعمالهم الجليلة لم يأت أحدُ على ذكرهم .
ودخلت الفئة الأولى الأبواب لذكرى الخلود بنُبوعها وريادتها وإبداعها وفكرها الألمعي في شتى المجالات ، الطب والفوسيولوجيا والعلوم بفروعها، الآداب، الفنون ، الرياضيات ، والرياضة ، وفي الصناعة ، والجغرافيا والفضاء، والتاريخ ، والساسة المبّرزون ، والمتفوقون في إدارة الحكم الرشيد ، والإختراع وصولاً إلى الأجهزة الذكية والربوتات .
حتى الجبابرة والطغاة الذين أساءوا إلى التاريخ ، نالوا بإنتهاكاتهم الجسيمة ، جسدوا كطواطِم أشرار متبوعين باللعنة على كل لسان سوِي ، جراء ما اقترفوا .
هذه مقدمة تصل بها دفتي هذه المقالة .
ظهرت هذه الأيام – ما يمكن تسميته – تقليعة فطيرة ، أقامت حاجزاً سميكاً بين تقليعتها وبين سمات ومعايير رسخها الجنس البشر للتخليد عبر التاريخ . وجاءوا بما لا تماشى مع الواقع الراهن . وكأنّ لسان حالهم يصرخ ( نحن آتون بما لم يستطعه الأوائل ) فتحوا صفحة للتاريخ بمفاهيم هوى جامح لتكريس ذاتهم الجريحة في كواليس العزلة النفسية .
لم يعوا على أنهم خارج التارخ بِقيمة الراسخة من غابر الزمان ، بأي منطق أو معيار تمّ إطلاق أسماء مغمورة ليستْ لها شئ معتبر في سٍجل إنجاز أعمالهم ولا في أرقام الجينس؟
لاغرْو ، أن الصحابي الجليل سيدنا سلمان الفارسي قال عنه (ص) سلمان من آل البيت ويتبوأ مكاناً سامياً في قلوبنا ، أُطلق إسمه على مدرسة " كريندق" الأساسية وصولاً إلى أهداف التوجه الحضاري ولم يخضع لإعتبارات هامة :
كرندنق إسم أشهر معركة إسلامية في وسط أفريقيا جنوب الصحراء في بدايات القرن العشرين ، جاهد فيه المجاهدون ببسالة ، وصُدَّ زحف النّصارى لتنكيس راية الأسلام ، فاستبسلو واستشهد فيها ما يزيد عن عشرة الآف (دون الجرحى) استشهد فتيان يتسلحون " بكواكيب " صُنعت من فروع الأشجار ليجابهو المدافع القوية المبيدة ، تبعثرت جثثهم بأشعار رؤوسهم المجدولة (قُججْ) . وهم دون الثامنة عشر من العمر ولم تتحلل جثثهم لايام .إنتصروا رغم الخسائر الجسيمة ، نصراً بحجم الأسطورة .
هؤلاء شهداء الأسلام وهم بالآلاف وفي عقر دارهم ، وسبق أن خُلّدوا بمعركتهم في كرندق ، كان الأوفق أن يجدوا مؤسسة أخرى لإطلاق اسمه رغم أنه مخلد ذكره عند المسلمين في كل زمان . وأن عشرات الآلاف من الشهداء وأبناء وأحفاد الشهداء يلامسون مقابر الشهداء كل يوم. أهل التقليعة ، تحيّنت لها فرصة للتنفيس عن نزواتهم المكبوته ، قررت ذلك حول طاولة شرب الشاي ( وليست لجنة مختصة) ولاعذر بجهل التاريخ لأنه ماثِلُ يتنفسه أبناء وأحفاد الشهداء . لقد دفنّا مجاهدات الشهداء بدواخل شائهة وجعلناها هباءً منثوراً.
وي عرسُّ شهيد تغمده الله برحمته ، أشار أحدهمإلى مقابر الشهداء قرب منزل الفقيد وقال شهيدنا هو في الجنة وليس كمثل هؤلاء الفطائس ، وأشار إلى القبور!! (سبحانالله) .
قاعة بوزارة ما أُطلق عليها إسم لايحمل معايير تؤهله لذلك .لماذا لانشعر إلا بأنفسنا ؟
هناك العديد من المواقع الهامة والشخصيات التي عملت الكثير من العمل المميز لم ننساهم ؟ أنسيناهم بنفسيات إيجابية أم سلبية ( لسان الحال أبْين من المقال)
مواقع معارك كبيرة : كرندنق ، دروتي ، جَكْجَكي ..........
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة