|
Re: تبحر سفينة نضال شعب جبال النوبة بلا بوصلة (Re: فارسة من بنات الجبال)
|
الآخ الفاضل محمد جودات.. تحية وأحترام...
أقرأ كل ما تكتبه عن جبال النوبة بتركيز عالى.. وكنت أنوى التعليق على مقالك السابق الذى سكبت فيه كافة اشكال الاسئلة.. وأنت تنتظر الاجابة من القراء.. ولكن مشاغلى الكثيرة منعتنى.. مرة أخرى وفى مقالك هذا.. أنت تقوم بتشريح قضية جبال النوبة.. بأسلوب العارف والفاهم لقضيته..
ولكن السؤال هو.. لماذا كل هذه التعقيدات فى قضية حقوقية واضحة ؟ وكنت ألوم حكومات المركز تارة.. و الاحزاب السودانية تارة أخرى.. ولكن فى نهاية الآمر.. أتوجه باللوم لنا نحن أهالى جبال النوبة.. سواء كان النوبة.. أو البقارة.. وهم ثانى أكبر القبائل فى المنطقة.. والاجابة على اسئلتك بسيطة جدا..
و هى.. النوبة حينما شعروا بالغدر والخيانة من البقارة الذين وقعوا ضحية الخائن ألاكبر وهو الصادق المهدى.. لجأنا الى الجنوب وبدأنا نحارب فى المنطقة منذ عام 1987.. (بدون أتفاقية مبادئ ) أو أى ورقة تحفظ حقوقنا.. وهذه هى غلطة يوسف كوة عليه رحمة الله بدون لف ولا دوران.. و هذا الوضع هو سبب كل مشاكلنا الحالية.. الامر الذى جعل سلفاكير يصرح عشية استقلال الجنوب.. بأننا حاربنا معهم 23 سنة نفير.. لاحظ أن الجنوب حارب الشمال لآكثر من نصف قرن.. ولم يصل حتى الى كوستى.. ولكننا أوصلناهم القصر الجمهورى عام 2005.. ليقول الجنوب اننا حاربنا معهم نفير.. علما بأن ربع مليون نوباى ماتوا أو قتلوا فى هذه الحرب فى الجنوب ..
نأتى لنوبة الاحزاب.. لنرى كيف أن الصف الثانى من السياسيين من النوبة بعد الاستقلال.. كيف أنهم أهدروا مجهود الاب فيليب الذى قضى كل عمره يبنيه.. فظهر لنا ابوعنجة وفلين وازرق زركيا وبقية السياسيين الذين مزقوا الحزب القومى اربا أربا.. ثم نأتى لنوبة المؤتمر الوطنى الذين يطبقون المثل القائل.. تجى تصيده..يصيدك.. فأذا كانوا يعتقدون أن وجودهم فى المؤتمر الوطنى يمكن أن يكسر عين الحكومة.. ويحد من بطشها للنوبة.... فأن المؤتمر الوطنى قد استغلهم وسخرهم لخدمته ضد النوبة...
أما المنظمات غير الحكومية.. وهى نحن.. منظمة أبناء جبال النوبة فى الخارج (نوب).. منظمة التضامن مع ابناء جبال النوبة ... فقد صارعنا الاهوال حتى نصل بهذه القضية الى مصاف العالمية.. ونوقف العداء السافر ضد النوبة وذلك بأتفاقية وقف القتال فى سويسرا عام 2002.. ولكن جاءت الحركة شمال فقلبت كل الموازين..
فأن.... التشتت.. والتشرذم.. والتيه.. فى قضية جبال النوبة.. والذى فّرق أهلها ايدى سبأ.. كان أقوى من أى مجهود بأتجاه قضية جبال النوبة.. واليك الحركة الشعبية شمال.. و الفوضى العارمة التى اضافتها لهذه القضية..
لذلك.. نعيده تانى.. ونبدأ من الصفر.. فلا يوجد سقف زمنى لمصالح الناس... ولا يوجد حل اخر... ولكن هذه المرة.. بتقييم دقيق للموقف.. و لا مجاملة لاحد.. و الجيل الحالى الذى أكتوى من هذه القضية تماما.. قادر على انقاذ الموقف..
| |
|
|
|
|