*غضبتان أثارتا اهتمامي الأيام الفائتة.. *غضبتان (دينيتان) من تلقاء رجلي دين بمرتبة إمام مسجد.. *وهما في الواقع مجافيتان للدين إلى حد ما.. *أما الأولى فهي وعيد مصوب لتاركي صلاة التراويح.. *وعيد لا فرق بينه وبين الذي يُوجه لتاركي صلوات الفرض الخمس.. *ولكن صلاة التراويح ليست فرضاً.. *وليست حتى سنة (جماعية) كالتي يؤديها الناس اليوم.. *هي سنة فردية لا مجال فيها لكلمة (استووا).. *هكذا أداها حبيبنا المصطفى- عليه صلاة وتسليم- والخلفاء من بعده.. *ولم يشذ عن ذلك إلا عمر في عهده.. *وحتى هو ما كان يصليها في جماعة رغم أنه صاحب الفكرة.. *كان يصليها في داره اقتداءً بنبينا المعصوم.. *فأين الغلط- إذاً- إن صلاها البعض منا في بيوتهم؟.. *الغلط هو تجريم البعض هؤلاء (دينياً).. *بل ربما كان عكس ذلك تماماً.. *أن ندع (سنة) صاحب الرسالة ونفعل (بدعة) خليفته الثاني.. *أما الغضبة الأخرى فهي إفطار الشوارع.. *فقد صب الإمام جام غضبه على الذين يفطرون داخل منازلهم.. *بل قيل إنه كاد يخرجهم من الملة.. *وبغض النظر عن أوضاع الناس المعيشية الآن فإفطار الشارع بدعة أيضاَ.. *فلتكن حميدة أو حسنة أو جميلة ولكنها تبقى بدعة.. *فما كان يفعل ذلك رسولنا الكريم ولا أيٌّ من خلفائه وصحابته.. * كلٌّ منهم كان يفطر في بيته مع أسرته.. *طيب أين الغلط هنا الذي أغضب مولانا الشيخ الإمام؟.. *بل إن كانت هنالك غضبة (محرقة روحه) فمواطن الغلط بالكوم.. *ونذكر منها صخب مكبرات الصوت في المساجد.. *وقد كتبنا مرة عن هذا الغلط فكاد البعض أن يكفرنا.. *ثم جاءت فتوى سريعة - في تزامن عجيب- من السعودية.. *وتحديداً من وزارة الشؤون الدينية.. *وتم فيها منع استخدام مكبرات الصوت إلا للأذان فقط.. *وجاء في حيثيات الفتوى أن ذلك الصخب يسبب أذىً للناس.. *فمنهم الرضيع والمريض والمسن والمستذكر.. *وذلك فضلاً عما فيه من شبهة الرياء.. *وخلال وجودي الأخير بالقاهرة لاحظت أن المساجد لا ينبعث منها إلا صوت الأذان.. *وحتى الأذان تم توحيد ميقاته في المساجد كافة.. *يعني لا فوارق زمنية بين أذان هذا المسجد وذاك والثالث كما الحال عندنا.. *أما الصلوات فلا يسمعها إلا من هو داخل المسجد.. *وكذلك خطبة الجمعة لا تفرض (فرضاً) على الذين هم في بيوتهم.. *وأيضاً المواعظ قبل- وعقب- الفرائض.. *فإن كان في كل حديثنا هذا غلط (ديني) فنحن نقبل التصويب.. *بالأدلة وليس (احمرار العيون !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة