حديث المدينة الإثنين 20 يونيو 2016 15 رمضان 1437 ه
بصراحة ليس أمام القوى السياسية المجتمعة في أديس أبابا سوى اتخاذ القرار الصائب في التوقيت الصائب.. أما الاتكاء على الزمن والتستر خلف الشعارات فإن زمنه ولى.. لو كان في يد القوى السياسية المعارضة أي مشروع بديل أو مبادرة أخرى.. لكان منطقياً تفهم أن تمتنع عن التوقيع على خارطة الطريق.. لكن طالما أن المطروح الآن ليس في الإمكان أفضل مما كان فلا مناص من التقدم إلى الأمام بأطروحة أكثر قوة من المطروح على طاولة المفاوضات.. حكاية المؤتمر التحضيري وتهيئة الأجواء وكل هذه المترادفات لم تعد ملائمة الآن.. بل صدقوني الوقت أكثر من مناسب الآن لقوى المعارضة أن تنخرط بكل قوة في العملية السياسية لأن الملعب مكشوف تماماً.. .. حزب المؤتمر الوطني الحاكم في أضعف حالاته يحمل فوق كتفيه أثقال (27) عاماً من الفشل الذي أعاد البلاد من حيث (أنقذت!!).. والمنافسة السياسية الجادة تحصد تعاطفاً شعبياً كاسحاً في خضم العزلة الجماهيرية والسياسية التي تحيط بالمؤتمر الوطني.. الزعيم والقائد الحقيقي هو من يتخذ القرار الشجاع في الوقت الصحيح.. واليوم قبل الغد هو الوقت الملائم الصحيح لإتخاذ قرار السير في العملية السلمية والسياسية التي تطرحها خارطة طريق أمبيكي.. ليس لأنها الأفضل.. بل لأنها المتاح الوحيد في ظل الاختناق السياسي وغياب المبادرات.. قرأت كل البيانات التي صدرت من جميع القوى السياسية خلال الأيام الماضية.. صحيح هو حراك ونشاط سياسي حميد.. لكن الأصح أنها كلها تكاد تعالج مشكلة (نفسية) أكثر منها سياسية.. محاولة لالتقاط أعذار تبرر رفض التوقيع خلال الأشهر الثلاثة الماضية.. ومثل هذه المواقف علاوة على أنها تضيع الفرص الذهبية التاريخية التي لن تتكرر فإنها تعبر عن خوف و تردد وتهيب إتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.. لكن التاريخ لا يصنعه المترددون. بل يصنع القادة العظام الذي يملكون الشجاعة والجرأة لإتخاذ القرار الصحيح في التوقيت الصحيح. بالله عليكم يا سادتنا قادة القوى السياسية المعارضة.. (أسمعونا مرة).. هذه الفرصة لن تتكرر.. الآن يجب إتخاذ القرار.. التوقيع والبدء في الترتيبات الأمنية لوقف إطلاق النار الدائم.. ثم تكملة مشوار التسوية السياسية.. صدقوني.. والله العظيم.. ستكسبون أكثر مما تخسرون.. توكلوا على الله.. واتخذوا القرار.. اليوم قبل الغد ..Now or never
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة