الأخ الاستاذ سعيد، في هذه الأيام الطيبات وهلال رمضان يكتمل بدره ليعود للافول خلال الأيام القادمات، أود أن ابعث بخالص التهاني والاماني والتبركات لقراء وكتاب أخبار المدينة، التي أتخذت مجلساً من بين صحف النت. وهذا جهد يحسبُ لكم ومعاونيكم في أن تصدر أخبار المدينة كل صباح من تورينتو كندا لتنشر رسالة التنوير والإصلاح ولو بشمعة تضئ ظلام الوطن الكالح. ربما لحساسيتي العالية تجاه النبي الاكرم، أو ربما لمحبتي المفرطة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبح عندي رادارٌ يكتشف كل كلمة ساقطة تقع على عيني في حق رسول الله. كنتُ محقاً عندما طالبتكم يوماً وطلبتُ من صاحب الإطلالة الكاتب محمد مرغني محمد عبدالكريم بالتوقف عن الكتابة في إمور الدين لأن جلباب العلم فضفاض عليه وأكبر من قامته ومقامة. ولكن لا تمسع الصم الدعاء. فلا أنتم أجبتم، ولا هو توقف عن ال (CUT AND PASTE) بل أجده يمارسها دون وعي وتدبر، ودون أن يبذل أدنى جهد فكري. لعمرك أنهم في سكرتهم يعمهون. في عدد الأحد 14 رمضان 1437 الموافق 19 يونيو 2016 تحدث صاحب الإطلالة عن سنة التراويح وأورد فيها كذباً وعجباً في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: " أن رسول الله خرج لصلاة التراويح من بيت امنا عائشة، فصلى بصلاته قوم وخرج في اليوم الثاني وازداد من إإتم بصلاته، وفي اليوم الثالث لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). هذا قول متفق عليه. ولكن ما هو أقوى وامتن أن رسول الله كان يخرج لصلاة التراويح بعد أن ينام ثم يخرج في آخر الليل إلى المسجد. أي أنه لا يؤديها كما نؤديها نحنُ الآن عقب صلاة العشاء، وهي عنده صلاة قيام. أما الثانية فقد صلى رسول الله صلاة القيام ما عرفناه بالتراويح مرتين او ثلاث بالمسجد ولم يأمر أحداً من الصحابة بالصلاة خلفة ولكن صلاها الصحابة لثلاث ليال خلف رسول الله ولم ينههم عنها وتكاثروا عليه ليلة بعد ليلة. ومن ثم أحتبس صلى الله عليه وآله وسلم داخل بيته مؤدياً لها. ورد على من طلبوه للخروج اليهم ليصلوا معه :"أنه خاف أن تفرض عليهم، وأن صلاة المرء في بيته خير من صلاته في المسجد إلا الفريضة". كان ذلك في شعبان من السنة الثانية من الهجرة حيث نزلت الآية ١٨٥ من البقرة (فمن شهد منكم الشهر فليصمة ...) وهي أول سورة نزلت بالمدينة. من هذا يفهم أن رسول الله صام عشر أشهر في رمضان بالمدينة ولم يؤم صحابته إلا لثلاث ليال فقط، واحتبس في كل أشهر رمضان التي عاشها مصلياً في بيته. عندما جاءت خلافة ابوبكر الصديق صلاها كما صلاها رسول الله, أي في البيوت، وكذا الأمر لسيدنا عمر في عامة الأول من خلافته، ولكن في العام الثاني وجد الناس بمسجد النبي يصلي الرجل فيصلي بصلاته آخرون وآخرون يصلون منفردين. فجمعهم تحت إمام واحد. لكن صاحب الإطلالة أبى إلا أن يحرف فعل وكلام رسول الله كما سبق له تحريف آيات الله وعاد فيها مستغفراً. فيكف يجوز لأحد في هذا الكون أن يحكم على فعل رسول الله بأن صلاته في المسجد لثلاث ليال خير من صلاته في بيته لسبع وعشرين ليلة؟ من أنبأك هذا؟ ومن اعطاك حق تفضيل صلاة التراويح في المسجد على صلاتها في البيت؟ أأنت الذي يتقبل الأعمال يوم القيامة لتفضل هذه عن تلك؟ وهل هبط رسول الله من عبادة أرفع لعبادة أدنى؟ ممن نأخذ ديننا ومناسكنا يا صاحب الإطلالة:؟ ومن هو الأسوة الحسنة لنا لمن كان يرجو الله واليوم الأخر؟ والله من يحب رسول الله ويريده قدوة له، يأتمر بأمره ويتبع سنته ويهتدي بهداه، لصلى التراويح بعد أن ينام، ثلاث ليالٍ بالمسجد، وسبع وعشرين ليلة في بيته أمتثالاً لفعل رسول الله، وعلينا أن لا نزايد على ذلك ولو بقطمير؟ أتدري ما القطمير؟ هي القشرة الرقيقة بين النوى والتمرة. (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة