للمرة المائة؛ قرأت أمس خبراً متكرراً.. النيران تشتعل في مزارع النخيل في الولاية الشمالية فتحرق (1000) نخلة بمحلية الدبة.. وحصيلة جمع كل الحرائق قد تتجاوز مائة ألف نخلة.. كل هذه الأخبار وعلى مدى سنوات، لم يظهر فيها اسم الخارق (الحارق)! لكل هذه الثروة الضخمة من أعز ما يملكه المواطن في الشمال. ولكن الأكثر دهشة وغرابة.. مع كثرة الآهات الواردة من الشمال وأهله، لم أسمع آهةً تبكي هذه الثروة النخلية الطائلة.. فما هو السر؟؟ هل الأمر مجرد حوادث عفوية مفهومة لأهالي الشمالية.. لا تثير حيرة ولا تستوجب دمعة ولا صرخة.. أم أن الأمر من فرط خطورته يُصمت الأفواه ويجعلها تتلفت في ريبة وحذر قبل أن تُخرج السر المكتوم.. وفي مقابل أحكام الإعدام بالجملة على النخيل في الشمالية؛ نشاهد موجة زراعة نخيل هنا في العاصمة وما جاورها.. شوارع الخرطوم كل يوم تنبت فيها شتلات النخيل المهجرة من الشمالية رغم أنفها.. هل هي خطة إزاحة مقصودة؟ أم مجرد تلازم عفوي.. وأصلاً الشمالية تعرضت لموجات تهجير منظمة في عدة عهود.. الأولى كانت تهجير أهالي وادي حلفا قبل أن يغمرها طوفان بحيرة السد العالي.. والذين هُجروا إلى حلفا الجديدة ومنها هاجروا – هجرتهم الثانية- اختياراً وطوعاً إلى الكلاكلات والدروشاب والسلمات وغيرها.. ثم جاءت موجة التهجير الثانية مع سد مروي إلى مدن الملتقى وأمري الجديدة.. ومنها إلى الخرطوم..!! وفي الانتظار موجات تهجير سد كجبار وإخوانه.. من يعيد رسم الخارطة السكانية للولاية الشمالية التي نمت فيها- ولا تزال- مشروعات أخرى قادمة في الطريق؛ قد تحولها إلى واحدة من أكثر ولايات السودان حظوة بالخدمات والطرق العابرة إلى الجارة مصر.. (طريقان شرقي وغربي النيل). من يقف وراء حرائق النخيل في الشمالية؟؟ صدقوني ليست المشكلة في الإجابة عن السؤال.. لكنها في التجاهل والتغافل المحير.. والصمت عن مجرد إلقاء هذا السؤال..!! صمت التواطؤ..المريب..!! "صمت الحملان". altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة