البيان السياسي الهام حول اهداف ورؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان / الاغلبية الصامتة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 02:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2016, 07:17 PM

اللواء اسماعيل خميس جلاب
<aاللواء اسماعيل خميس جلاب
تاريخ التسجيل: 03-14-2014
مجموع المشاركات: 16

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البيان السياسي الهام حول اهداف ورؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان / الاغلبية الصامتة

    06:17 PM Jan, 02 2016

    سودانيز اون لاين
    اللواء اسماعيل خميس جلاب-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    البيان السياسى الهام حول أهداف ورؤية وبرنامج
    الحركة الشعبية لتحرير السودان / الأغلبية الصامتة

    لا يشك أحد بأن النضال الحقيقى للشعوب الأصيلة فى السودان ( القبائل النيلية ، الفور ، البجا والنوبة فى شمال السودان) بدأ منذ زمن سحيق يتغلغل فى أعماق التاريخ الذى تشكل بفعل الهجرات وتداخل المجتمعات فى المنطقة الشمالية من إفريقيا المتاخمة لنهر النيل الذى كان وما زال يشكل المحور الأساسى فى إستقرار الشعوب لتكوين الممالك النوبية وحضارتها القديمة منها والحديثة والتى حكمت وادى النيل بما فى ذلك جمهورية مصر العربية الحالية .
    بدأ النضال ضد الإستبداد والظلم والتهميش يأخذ شكله الواضح بعد إنهيار تلك الممالك وبخاصة ممالك نوباتيا ( نبتة) ، ألوديا ( علوة ) وماكوريا (المقرة ) ، حيث إضطرت شعوب النوبة للهجرة جنوباً مع مجرى النيل ليستقر بها المقام فى مملكة سوبا .. أما المجموعات الأخرى فقد هاجرت غرباً مع وادى أزوم ليستقر المقام ببعضهم فى المنطقة الشمالية من دارفور (لتكوين مملكة الميدوب فى جبال المالحة ) .. وإستمرت المجموعات الأخرى لتنتشر فى أواسط وشرق دارفور الحالية ومنها البرقد ، الكاجة ، الكتول والداجو الذين كونوا فيما بعد ممالك منها مملكة الداجو فى دارفور .. وقد نزح بعضهم من دارفور شرقاً لتنتشر فى المنطقة التى تتوسط كردفان الكبرى وغربها ، كل ذلك كان تعبيراً لرفض الإستغلال والهيمنة والتهميش من ناحية ، والبحث عن الأمن والإستقرار من ناحية الأخرى . أما المجموعات التى نزحت محازية لمجرى النيل وكونت مملكة سوبا إضطرت هى الأخرى للهجرة جنوباً خاصة بعد إنهيار مملكة سوبا ليستقر بعضهم فى جبال كردفان الشمالية ، وواصل البعض الآخر مسيرها فى النزوح إلى جبال كردفان الجنوبية والتى عُرفت فيما بعد بجبال النوبة الحالية .. كل ذلك كان هرباً من الإسترقاق الذى بدأه الإستعمار التركى المصرى كما سيتضح لاحقاً ...
    دخلت الشعوب الأصيلة وبخاصة النوبة فى نضالها وهى تقاوم إفرازات الحكم التركى المصرى والذى كان هدفه الأساسى هو المال والرجال للإستخدام فى حروبات الإمبراطورية العثمانية .. تحول هذا الطلب إلى حملات لجلب الرقيق والإتجار بالبشر ولم تتوقف تلك الحملات حتى جاء الإستعمار الإنجليزى المصرى بسياسات حاولوا بها الحد من تلك التجارة البغيضة .. ومن أهمها سياسة المناطق المقفولة 1922م .. ورغم أن الغرض من تلك السياسة كان من الغايات السامية والإنسانية النبيلة وهو منع الإسترقاق والمحافظة على كيان وثقافات شعوب النوبة الأصيلة فى السودان ، إلا أن ذلك أيضاً ساهم بطريقة سالبة جداً فى عزل النوبة ومنعهم من التعليم حيث إستغلت الحكومات الوطنية عدم تعلم الشعوب الأصيلة فى السودان ، وجهلهم فى نشر سياسة التعريب وطمس هويتهم فى مخالفة واضحة لإرادة الخالق وحرمان الشعوب الأصيلة من ممارسة حقوقهم الثقافية والإجتماعية ..
    نضال شعب النوبة ومقاومتهم للإستعمار الإنجليزى/المصرى كان أكثر وضوحاً من خلال الثورات الكثيرة التى ناهضت التدخل الإنجليزى فى السودان ، لقد واجه الإستعمار البريطانى أشرس حروباته عند إحتلال السودان فى جبال النوبة ( ثورة المك دارجول " الأما " 1903م ، ثورة شات 1904م ، ثورة المك عجبنا 1906م – 1917م ، ثورة المك رحال " كادقلى " 1914م ، ثورة الفكى على الميراوى 1915م ، ثورة المك القديل " تقلى " ، ثورة المك كوبانقو " الليرى " ، ثورة توليشى 1945م ) .. فكانت آخر المناطق التى تمت إخضاعها هى جبال النوبة مما يعكس أن شعوب جبال النوبة هى أكثر الشعوب تمرداً على الظلم والتهميش والإستبداد وأكثرهم جاهزية للقتال من أجل كرامتهم وأكثرهم وعياً بالحراك السياسى .. إستطاع الإنجليز أن يؤسسوا الدولة الحديثة فى السودان برسم الحدود المعروفة ، وتكوين المؤسسات الدستورية وفق القوانين التى تنتظم عبرها إدارة شئون المجتمعات المكونة لهذه الدولة . وقد كان ذلك بفعل الإستعمار الغربى الذى قسم العالم الثالث فيما بينها طبقاً للمصالح التى تجمع القوى الإستعمارية الغربية آنذاك بقيادة بريطانيا ، فرنسا ، بلجيكا وإسبانيا التى تحالفت فى الحربين العالميتين ضد دول المحور لتفرض النظام العالمى الذى يكتوى منه دول العالم الثالث الآن . ظهرت بعد ذلك حقبة قطبى القوى العظمى وسياسة الحرب الباردة التى أفرزت هى الأخرى الإنعكاسات السالبة ووسعت الفوارق بين دول العالم التى إنقسمت بفعل السياسات بين القطبين لتصبح ساحة للحرب الباردة بينهما وأظهرت التحالفات الحديثة كدول الكومونولث والفرانكوفون من ناحية ودول المعسكر الإشتراكى من ناحية أخرى وفيما بين هذا وذاك كانت دول عدم الإنحياز، وما يحدث فى السودان الآن لا يمكن عزله مما يحدث من حوله فى المنطقة الإقليمية والدولية لأنه يتحدث عن التا ريخ الذى يعبر عن تسلسل الأحداث وتوارث الأجيال ، وما كان يتم تدريسه فى السودان حتى السبعينات من القرن الماضى كان يعكس الحضارات النوبية وممالكها فى شمال أفريقيا وعن المسيحية ودورها فى التثقيف الروحى للناس .. وجاء بعدها دخول العرب والإسلام فى السودان ، وقد أثبتت كل تلك الأحداث بأن النوبة هم أبناء كوش الأصليين الذين توارثوا الممالك النوبية التى حكمت شمال أفريقيا، وهم الذين سطروا التاريخ من خلال توارثهم للممالك إبتداءً من كوش وماكوريا وألوديا .. فإن تراجعهم للإستقرار فى كردفان ودارفور لا يعنى إلغاء وجودهم وكيانهم كواحدة من الكيانات المكونة للسودان الحديث .. كما لا يعنى مسح تاريخهم النضالى ضد الإستعمار والإستهداف الممنهج ، لقد كان لأبناء النوبة القدح المعلى فى النضال ضد الإستعمار والظلم والفساد إبتداءً من على عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ فى ثورة اللواء الأبيض ضد المستعمر البريطانى ، وجاءت نضالات أبناء النوبة لتناهض الإستعباد والإستعمار السودانى السودانى بعد خروج المستعمر البريطانى وقبل ذلك نضالاتهم بعد تكوين جمعية أبناء جبال النوبة 1948م بقيادة الدكتور آدم محمد أدهم ورفاقه وهو أول طبيب من أبناء النوبة تخرج من الجامعات المصرية ، وفى منتصف الستينات أى بعد ثورة أكتوبر 1964م تم تكوين إتحاد عام جبال النوبة بقيادة الأب فيليب عباس غبوش ورفاقه منهم ( الأستاذ/ عطرون عطية ، عثمان عبدالنبى ، عبدالله حامد ، محمد حماد كوه ومحمود حسيب ) فى ثورة سياسية سلمية وصاحب ذلك تحرك أبناء الهامش السودانى فى ثورات سياسية سلمية، منها مؤتمر البجا فى الشرق ، إتحاد جنوب وشمال الفونج بقيادة الهادى تنجور فى النيل الأزرق ونهضة دارفور فى الغرب وسانو فى الجنوب . وهذه الثورات كانت تمثل شرارات ضد الظلم والإستغلال السيئ فى السودان ، وقد إستطاع إتحاد عام جبال النوبة من بين هذه الثورات السياسية من تحقيق بعض أهدافه المهمة المتمثلة فى إلغاء ضريبة مال الهواء ، الطلبة والدقنية ، خاصة الأخيرة التى كانت لا تفرض إلا على البالغين من أبناء المناطق المقفولة دون غيرهم من الشعوب السودانية إمعاناً فى إذلالهم . ورغم ذلك فإن الظلم والإستهداف لم يتوقف فى الإستخدام السيئ لأبناء النوبة خاصة فى حمل جرادل الفضلات والقاذورات إلى أن جاء دور الطلاب فى تكوين تنظيم كمولو 1974م وعلى رأسهم القائد يوسف كوه مكى وزمرة من الشباب منهم على سبيل المثال لا الحصر أزرق زكريا ، عوض الكريم كوكو ، كوكو جقدول ، يعقوب الفيل ، محمد الأول ، عزالدين كوكو تية ، صالح الياس دلدوم إلى نهاية القائمة . الذين ساهموا بدرجة كبيرة فى تحريض أبناء النوبة لرفض هذا النوع من الإستغلال والإستخدام والعمل معاً لوقف هذا الإضطهاد والإذلال .. وقد كان هذا من الجانب المدنى لأبناء جبال النوبة أما من الجانب العسكرى فأبناء النوبة فى القوات المسلحة أيضاً كانت لهم مساهماتهم المقدرة التى حاولوا من خلالها تحرير الإنسان النوبى من المهن المهينة لكرامة الإنسان مثل حمل القاذورات وأعمال السخرة التى جعلت كل من ينتمى إلى هذا الشعب يُنظر إليه على أنه مواطن من الدرجة الأخيرة فكانت المحاولة الأولى الشجاعة التى لم تكتب لها النجاح فى 1975م ، بقيادة كوكبة من الضباط وصف ضباط يتقدمهم المقدم / حسن حسين عثمان ، الملازم أول/ حماد الإحيمر ، الملازم أول/ عبدالرحمن شامبى ، المناضل عباس برشم والرقيب/ مصطفى مدير .. وكانت المحاولة الثانية التى لم يكتب لها النجاح فى 1984م ، تحت رعاية الأب فيليب عباس غبوش ومن ضمن الضباط المشتركين كان المقدم/ كرتم عدلان ، الرائد/ نيكونورا مقير أشيل ، الرائد/ موسى عبدالله ، الملازم أول/ إسماعيل خميس جلاب ، الملازم أول/ يونس أبوصدر منزول ، الرقيب/ أول موسى السنوسى أبوعنجة ، الرقيب/ صلاح لدير ، العريف/ حسن عباس ، العريف/ مدير دفع الله كبسليب ، العريف/ تية مدير أبوقور و العريف/ إسماعيل كوكو .. كما كانت هناك محاولة أخرى عام 1985م ، بقيادة الرائد/ قوردن كور ، ملازم أول/ يونس أبوصدر ، ملازم أول/ إسماعيل خميس جلاب ، رقيب/ حماد خزنة و وكيل عريف/ صمويل بول حيث سميت تلك المحاولة بالمؤامرة العنصرية لأن كل المشتركين كانوا من أبناء الهامش .. إلا أن النظرة الدونية والظلم البائنين بجانب الإستغلال المخل للثروات والأراضى لم تتوقف مما دفع القيادات فى تنظيم كمولو للبحث عن الوسائل الفعالة للنضال بعد فشل السياسات الناعمة للحصول على الحقوق وتحقيق الذات .. فما كان منهم إلا أن قاموا بتكليف الأستاذ/ يوسف كوه مكى للذهاب إلى حيث الثورة الجديدة التى ظهرت فى جنوب السودان فى 1983م ، لمعرفة حقيقتها وأهدافها وهذا يؤكد الوعى السياسى لأبناء جبال النوبة وبالتالى الأسبقية السياسية للنوبة فى النضال ضد الظلم والتهميش فى السودان لذلك غادر الأستاذ/ يوسف كوه مكى السودان فى نوفمبر 1984م ، ليلتقى بقيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان فى إثيوبيا وذلك بغرض التأكد من مصداقية رؤية وأهداف الحركة الشعبية .. هل هى تناضل حقيقة من أجل الشعارات التى رفعتها فى بيانها السياسى !! أم أن ذلك كان مجرد إستدراج وإستهلاك سياسى ؟! لأن البيان السياسى للحركة الشعبية كان يلبى تطلعات وطموحات شعبنا فى جبال النوبة وكل الشعوب المهمشة فى السودان .. وعندما أكدت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان إلتزامها عن ما أبانتها فى بيانها السياسى قرر يوسف كوه مكى عدم الرجوع إلى الخرطوم .. وقام بإرسال رسالة إلى الشباب الذين كلفوه فى تنظيم كمولو يؤكد لهم فيها أن الحركة الشعبية تناضل من أجل السودان وليس من أجل الجنوب !! وعليه قرر الشباب الذين إتفقوا معه مغادرة الخرطوم إلى إديس أبابا فى ديسمبر 1984م ، وهم حامد سليم ، يوسف كرة هارون ، عوض الكريم كوكو تية و تلفون كوكو أبوجلحة لينخرطوا فيها ويطالبوا بمجيئ الشباب من أبناء النوبة إلى مراكز التدريب فى إثيوبيا عبر إذاعة الجيش الشعبى لتحرير السودان .. ليبدأوا مرحلة أخرى جديدة من مراحل النضال لتحقيق الذات والحرية والعدالة والمساواة لشعب جبال النوبة ..
    مما سبق يتضح بأن نضالات الشعوب المهمشة فى السودان خاصة شعب جبال النوبة وتضحياتهم لم تبدأ مع بداية الحركة الشعبية لتحرير السودان بل سبق ذلك منذ زمن سحيق وغائر فى عمق التاريخ القديم والحديث على مستوى المنطقة الإقليمية والدولية . وقد تغير الوضع بعد مقابلة الأستاذ المناضل يوسف كوه مكى للقائد والمفكر الدكتور/ جون قرنق حيث بدأت الأفواج من أبناء النوبة فى التدافق والتدافع من خلال التفويج المنظم للإنخراط فى معسكرات التدريب فى بلفام بإثيوبيا وكان للملازم أول/ عوض الكريم كوكو تية ، الملازم أول/ محمد جمعة نايل ، الملازم أول/ تلفون كوكو أبوجلحة وملازم أول/ يوسف كرة هارون ، النقيب/ إسماعيل خميس جلاب ، ملازم ثان/ يوسف كندة ، ملازم أول/ محمد على تية ، ملازم أول/ يونس أبوصدر ومبارك الماشا في اللجان الثورية بالإضافة للمناديب فى جبال النوبة الدور الأساسى لإنجاح هذه المهمة الإستراتيجية بهدف تحقيق مطالب شعب جبال النوبة من خلال رؤية وبرنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان . بينما كان الملازم أول/ جبريل كرمبة يقوم بدوره العسكرى فى جنوب النيل الأزرق إلى أن وقع فى أسر قوات الشعب المسلحة السودانية 1986م ..
    لقد كان لبرنامج الحركة الشعبية ورؤيتها الأثر الكبير فى تغيير فهم الهامش فى طبيعة الصراع السودانى السودانى وكان النوبة هم الأكثر وعياً وإدراكاً .. لذلك بادروا بالإنخراط فى الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان دون غيرهم من الشعوب السودانية المهمشة آنذاك من السودان الشمالى .. وقد ساهم هذا كثيراً فى التحول السياسى والإستراتيجى لطبيعة الصراع الذى إنحصر فى الصراع على الموارد والهوية ... إذ تدافع بعد ذلك كل الهامش بما فى ذلك القبائل العربية خاصة فى كردفان ودارفور الكبريين التى أيقنت صدق برنامج الحركة الشعبية لتجد كل الشعوب السودانية المهمشة نفسها فى رؤية وأهداف الحركة الشعبية ، وهى تعمل الآن جنباً إلى جنب لتقديم النموذج المطروح فى برنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الحرب الأولى .. لقد ساهم الجميع بتضحيات كبيرة إلى أن وصل بنا القطار إلى محطة إتفاق السلام الشامل 2005م ، والذى لم يدم طويلاً لتدخل الحركة الشعبية بعد المفاصلة فى الحرب الثانية 2011م والتى تدور رحاها حتى الآن . فما هى التجارب التى يمكن إستخلاصها من تلك الإتفاقية ؟ وماذا حدث بعد ذلك ؟ .
    الواضح أن إتفاق السلام الشامل رغم الإخفاقات الكبيرة خاصة فى بروتوكول الولايتين والتى رفض فيها نظام الخرطوم التفاوض بشأنهما فى نيفاشا وخلق له منبر (نانيوكى الكينية) كانت محطة للإستجمام خاصة بعد أن جنح الرفاق فى جنوب السودان إلى إختيار الإنفصال لصعوبة تحقيق رؤية وبرنامج السودان الجديد فى نظر الكثيرين منهم خاصة الإنفصاليين الذين علت أصواتهم وتركوا النوبة والهامش السودانى الآخر لمواصلة النضال وثورة التحرير لما تبقى من السودان .
    تجربة إتفاقية السلام بها فوائد كثيرة مقابل الإخفاقات التى وردت وأهمها :-
    ــ وقف نزيف الدم ومرحلة للإستجمام والتفكير الجيد لإستخلاص العبر من حرب العشرين سنة الماضية .
    ــ الإستفادة من الأخطاء التى نتجت من عمليات التفاوض ، خاصة عملية التفويض الكامل من مؤتمر كل النوبة الأول ديسمبر 2002م الأسباب والمسببات !!
    ــ أهداف تغييب أبناء النوبة فى التفاوض والتعبير الصادق لما يريده النوبة كما جاء فى المؤتمر الأول لهم كأول بادرة جمعتهم ليعبروا عن حاجياتهم ومستقبلهم السياسى فى السودان .
    ــ الملفات التى تم التفاوض حولها لم تتحدث عن المنطقتين فى كثير من الأمور السياسية المهمة خاصة قسمة السلطة والثروة والترتيبات الأمنية .
    ــ ضرورة تمثيل أبناء المناطق المعنية بالحرب والنضال فى عمليات التفاوض بأنفسهم وبتفويض كامل من شعوبهم للتعبير عن ما يريدونه فى عمليات التفاوض .
    ــ فشلت الحركة الشعبية فى الدفاع عن حق تقرير المصير للمنطقتين الذى كان مطلباً أساسياً فى التفويض الذى مُنح لرئيس الحركة الشعبية الدكتور/ جون قرنق ... الأسباب والتداعيات !!!
    ــ عدم وجود إتفاق أو مذكرة تفاهم بين قيادات النوبة وقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان كوثيقة أو مرجع لتقييم عملية النضال وحقوق المقابلة لإلتزامات كل الأطراف كمحصلة نهائية للصراع فى السودان .
    ــ فشل الحركة الشعبية فى الدفاع عن النموذج الذى طرحته فى برنامجها ورؤيتها لجماهيرها الكبيرة على مستوى السودان الشمالى منه والجنوبى على حد سواء وعدم تقديم الإعتذار عن ذلك رغم وضوح رؤية وبرنامج ودستور الحركة الشعبية لتحرير السودان .
    هذه جوانب مهمة جداً يجب وضعها فى الإعتبار حتى لا يتم الحرب بالوكالة فيما تبقى من نضال لأن إنعكاسات هذه الأخطاء والإخفاقات لها تكاليفها البشرية والمادية الباهظة من شهداء ومعاقين وآرامل وأيتام وتدمير للبنية التحتية والبيئة وفاقد تربوى وهجرة ونزوح وتفكك للنسيج الإجتماعى .. وهذه التكاليف يدفعها شعبى الولايتين جبال النوبة والنيل الأزرق ، لأن قيادة الحركة الشعبية كانت تدير هذه المؤسسة السياسية طبقاً للمصالح الإستراتيجية والتى غلب عليها مصلحة دولة جنوب السودان حتى بعد الإستقلال .. لذلك تم تكليف القيادة الثلاثية بدقة ولأهداف إستراتيجية حتى لا ينفلت الزمام منها وهم الفريق/ مالك عقار إير والفريق/ عبدالعزيز آدم الحلو والفريق/ ياسر سعيد عرمان ، حيث تُرك لهذه القيادة المكلفة الحبل على القارب وبدعم مبطن لتصول وتجول فى خرق المواثيق والقوانين بلا رادع .. لقد إستفادت هذه القيادة المكلفة من السلطة الممنوحة لهم لتنحرف من المنفستو والدستور والرؤية التى حملنا من أجلها السلاح ، رؤية السودان الجديد التى ما زلنا نؤمن بأنها ممكنة وقابلة للتحقيق ما دامت هناك إرادة سياسية وعزيمة لإزالة الظلم والإستبداد .
    لقد فرضت القيادة الجديدة واقعاً جديداً عرقل من خلالها مسيرة النضال بإتخاذ القرارات الديكتاتورية والإجراءات التعسفية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :-
    ــ إلغاء دستور 2008م وتبديلها بما يسمى دستور 2013م بإجراءات مخالفة لقواعد إجازة الدساتير .
    ــ إلغاء البرنامج الأساسى للحركة الشعبية ورؤيتها التى قاتلنا من أجلها أكثر من عقدين من الزمان دون إبراز برنامج واضح .
    ــ إنتشار الفساد السياسى، الإدارى، المالى، الإخلاقي وتفشى المحسوبية والقبلية والجهوية فى التنظيم .
    ــ حل كل المؤسسات الدستورية المنتخبة دون سند قانونى مما خلق فراغاً دستورياً إنفرد من خلاله القيادة المكلفة بالقرارات المخلة بالعملية السياسية .
    ــ إبتداع مؤسسات صورية بالتعيين تعمل بالريموت كنترول من قبل القيادة المكلفة تلبية لرغباتهم غير الدستورية وإتباع سياسة الترميز التضليلى فى التعيين للمواقع السياسية فى الحركة الشعبية .
    ــ الخلل الكبير الذى أصاب المؤسسات والآليات الإستراتيجية التى يُعتمد عليها فى إحداث التغيير فى السودان القديم .
    ــ إرتكاب الأخطاء الكبيرة والمتعمدة التى ترتب ويترتب عليها تفكيك وتفتيت ما قمنا بتأسيسها وتكوينها من مؤسسات وتحويلها لخدمة المصالح الشخصية بدلاً من خدمة البرنامج الأساسى للحركة الشعبية وأهدافها .
    ــ إقصاء وفصل النخب والكوادر الإستراتيجية والقيادات السياسية أمثال الأستاذ/ أمين زكريا ، الدكتور/ أبكر آدم إسماعيل ، الاستاذ/ كمال كمبال وخالد كوكو .
    ــ عزل وفصل كبار الضباط وإحالتهم بعضهم للتقاعد فى زمن يشتد فيها أوار الحرب والنضال كسابقة لم تحدث فى تواريخ الثورات التحررية ، أمثال اللواء/ إسماعيل خميس جلاب ومجموعة الضباط السبعة منهم العميد/ على بندر ، العميد/ ياسر جعفر ، العميد/ محمود التجانى ، العميد/ أحمد بلقة ، العميد/ رمضان حسن ، العميد/ النيل والرائد/ عمر عبدالرحمن (عمر فور) .
    لكل ما سبق كان لا بد من البحث عن الحلول والمخارج من هذه الأزمة وتحدياتها .. وكان لا بد من المطالبة بالمصالحات والإصلاحات فى عملية التحول للحركة الشعبية لتحرير السودان لإكمال مهامها فى تحرير ما تبقى من السودان ، ومن الواضح أن التحديات الكبيرة التى تواجهها الحركة الشعبية لتحرير السودان خاصة بعد المفاصلة وإنفصال دولة جنوب السودان بعد الإستفتاء فى 2011م ، والتى أضحت تتعقد يوماً بعد يوم بفعل سلوك القيادة المكلفة من المكتب السياسى للحركة الشعبية لتحرير السودان قبل الإنفصال بهدف القيام بترتيب الأوضاع السياسية والتنظيمية لمؤسسات وأجهزة الحركة الشعبية لما تبقى من السودان . ونسبة لتجاوز القيادة المكلفة حدود التفويض للدرجة التى أدت إلى خرق الدستور وإلغائه بإختلاق ما يسمى بدستور 2013م المشوه دون توضيح للبرنامج الجديد وأهدافه والرؤية المستقبلية للنضال والتى لم تظهر حتى فى خطابات رئيس الحركة الشعبية/ شمال كما يسمونه زد على ذلك القرارات الجائرة التى إستندت على الدستور الجديد الذى لم يكتمل إجراءات إجازته بالصورة النهائية من قبل جهات الإختصاص (مجلس التحرير القومى والمؤتمر العام ) للحركة الشعبية لتحرير السودان ، ولكل ما سبق كان لا بد لنا من أخذ وقفة لمراجعة الأداء العام والطريقة التى تدار بها الحركة الشعبية من قبل القيادة المكلفة !! هذه الوقفة راعينا فيها دور كل منا فى التقييم العلمى الصحيح دون محاباة أو مجاملة وأستناداً للوثائق والمبادئ التى تعاهدنا للإحتكام عليها فى منهجنا لإدارة شئون هذه المؤسسة العملاقة والجماهير الكبيرة التى تدافعت لمؤازرة ودعم الحركة الشعبية سياسياً وإستراتيجياً . لذلك كان لا بد من قيام جسم موازى للتقييم طالما رفضت القيادة المكلفة ذلك ، عليه بدأنا كقيادات لتمثيل هذا الكم الهائل من جماهير الحركة الشعبية الهادرة وقيادتها السياسية والعسكرية التى تتحسر لما يحدث من تخريب وتدمير ولا حيلة لها ولا خيار إلا الصمت والوجوم ، لقد قمنا بهذه المبادرة لقيادة عمل هذه الأغلبية الصامتة من جماهير الحركة الشعبية والتعبير عنهم من خلال جمع صفوفهم وتوحيدهم فى جبهة واحدة لكى نتلمس معاً الطريق للأمام لتحقيق برنامج ورؤية السودان الجديد الذى نؤكد بأنه لازال قوياً ويمكن تحقيقه فقط تحتاج لقيادة قوية ومسؤولة تقبل النقد والنقد الذاتى لإستمرار البرنامج كما جاء فى المنفستو ودستور 2008م .
    إذن من هم الأغلبية الصامتة ؟ وماهى أهدافها ؟
    الأغلبية الصامتة هم أعضاء الحركة الشعبية لتحيريرالسودان الملتزمون بالمبادئ والقيم التى جاءت فى برنامج (منفستو) الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان ودستوره ورؤيته لتحقيق السودان الجديد وهم غير الراضين بالطريقة التى يدير بها القيادة المكلفة شئون الحركة الشعبية ومؤسساتها إن وجُدت .. وهم أيضاً الذين يرفضون تفتيت الحركة الشعبية لتحرير السودان لذلك طالبوا ولا زال يطالبون بالمصالاحات والإصلاحات لترتيب وتنظيم هذه المؤسسة السياسية الكبيرة ، بدلاً من ترك البرنامج الأساسى التى إقتنعنا به وحملنا من أجله السلاح طيلة العشرين سنة الماضية وأهدافه التى تكمن فى تحقيق برنامج الحركة الشعبية وأهدافها التى جاءت فى دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان 2008م . وهناك أهداف مرحلية للحركة الشعبية لتحرير السودان / الأغلبية الصامتة وهى كما يلى :-
    1/ إجراء الإصلاحات الديمقراطية والدستورية الضرورية فى الحركة الشعبية لتحرير السودان .
    2/ العمل لإزالة الظلم والتهميش والإقصاء لأعضاء الحركة الشعبية المؤسسين والملتزمين برؤية وبرنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان .
    3/ إعادة ترتيب وتنظيم مؤسسات الحركة الشعبية لتحرير السودان وفقاً للدستور .
    4/ إجراء اللقاءات والحوارات بين كل المكونات المهتمة بوحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وترتيب وتنظيم مؤسساتها من أجل الإستمرار فى مواصلة النضال .
    5/ المصالحة بين القيادات السياسية والإستراتيجية داخل الحركة الشعبية والعمل على تذويب الخلافات التى تربك تناغم الأداء فى التنظيم .
    6/ العمل على إعادة وتعديل برنامج ودستور الحركة الشعبية 2008م ، ليواكب التحول الذى حدث كنتاج لإنفصال جنوب السودان .
    7/ العمل لإقامة المؤتمر العام ( الإستثنائى ) لتأطير العمل المؤسسى وفق الدستور والقانون .
    8/ إعتماد مبدأ الحقيقة والمصالحة (العدالة) فى عمليات التصالح والإصلاحات التى ستتم فى أروقة الحركة الشعبية لتحرير السودان .
    قد يتساءل البعض عن التركيز الذى جاء فى هذا البيان حول دور شعب النوبة فى النضال والإهتمام بذلك ؟ ونود هنا أن نوضح لماذا التركيز على شعب جبال النوبة بصفة خاصة ؟! الحقيقة أن تركيز البيان حول قضية النوبة ليس تهميشاً ولا إقصاء للآخرين ، لأن المهمش لا يمكنه أن يهمش الآخرين ، والمنطق يقول أن الظروف التى مر بها شعب النوبة بالإضافة إلى المظالم السياسية والتاريخية التى فرضت ضرورة وأهمية الإنتقال الطبيعى نحو المواقف الحالية حسب متطلبات المرحلة التى تمر بها قضية جبال النوبة كواحدة من الشعوب المهمشة فى السودان هى التى فرضت هذا الإهتمام . ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلى :-
    1/ شعب النوبة دخل فى معاناة وسوء الإستغلال منذ هزيمة ملوكهم بواسطة عبدالله بن أبى السرح فى عام 652م ، حيث أجبرهم على توقيع معاهدة سُميت بإتفاقية (البقط) وهى إتفاقية المنتصر على المهزوم . حيث فُرض على ملوك النوبة دفع ثلاثمائة وخمسة وستين عبداً من النوبة الشباب بنين وبنات وكميات كبيرة من الذهب وريش النعام سنوياً ..
    2/ عانى شعب النوبة على أيدى المستعمر التركى/المصرى ، المهدية ، والإنجليزى المصرى .
    3/ بعد خروج المستعمر الإنجليزى من السودان وإعلان إستقلال السودان 1956م ، لم يطرأ أى تغيير إيجابى على حياة شعب النوبة بل العكس فإن عهد الإستعمار كان أفضل من الإستعمار السودانى السودانى .. فقد ترك المستعمر الإنجليزى ثمانمائة وظيفة للخدمة المدنية فقام الإستعمار السودانى السودانى بتقسيمها على مكونات الشعب السودانى فمنح جنوب السودان ثلاثة وظائف بينما لم تمنح جبال النوبة ، دارفور ، النيل الأزرق وشرق السودان أى وظيفة ..
    4/ شعب النوبة هم من تم إذلالهم وإهانتهم بإمتهان المهن المهينة لكرامة الإنسان حيث تم إستخدامهم فى المهن الصحية خاصة النفايات ونقل فضلات البشر القذرة على رؤوسهم دون أى وقاية صحية . وكما تم إستخدامهم كخدم بيوت الأسياد ، خفراء دواوين الحكومة مما حط من قيمة الإنسان النوبى وجعله يتزيل قائمة المجتمع السودانى كإنسان من الدرجة الأخيرة مما ولد فيهم الشعور بالدونية ..
    5/ هذا الوضع المهين فرض على أبناء النوبة ضرورة خوض معركة التحرير والكرامة مع أخوتهم من جنوب السودان عام 1984م ، ضد نظام المركز فى الخرطوم من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة ، وقد إستبسلوا مع إخوتهم لأكثر من عشرين عاماً فى القتال ضد نظام المركز فى الخرطوم إلى أن وصلت القضية مرحلة المفاوضات فى 2003م ولكن النتائج من هذه المفاوضات كانت دون التطلعات وكانت مخيبة لآمال أبناء النوبة مما أدى إلى إندلاع الحرب مرة أخرى فى يونيو 2011م ..
    6/ شعب النوبة دفع ثمناً باهظاً من الشهداء والدماء التى سفكت منهم فى سبيل التحرر من الوضع المهين والبحث عن ذاته بين مكونات الشعب السودانى الأخرى .
    7/ شعب النوبة تركوا بيوتهم نسبة للغارات الجوية من طائرات الأنتنوف التى تقذفهم بالبراميل المتفجرة منذ 1989م ، وحتى الآن دون رحمة . فهم قد رحلوا من بيوتهم وإتخذوا الكراكير ( الكهوف ) بيوتاً لهم لأنها تحميهم من شظايا هذه المقذوفات .
    8/ شعب النوبة هم من تعرضوا لبتر الأرجل والآيادى والأذى الجسيم فى أجسامهم نتيجة البراميل المتفجرة التى تقذف من طائرات النظام .
    9/ شعب النوبة هم من يعانون الآن مجاعة لأن طائرات النظام فى الخرطوم لم تترك لهم الفرصة للزراعة ، فهى تقذفهم على مدار الأشهر التى يعمل المزارعون فيها بالزراعة .
    10/ عندما إنفجرت الحرب فى جنوب السودان منذ خمسينات القرن الماضى أنانيا ون ، وسبعينات القرن الماضى أنانيا تو ، وثمانينات القرن الماضى الجيش الشعبى لتحرير السودان ، كان القتال يدور بين قوات الحكومة السودانية والثوار" المتمردون " ولكن للمفارقة العجيبة فعندما إنفجرت الحرب فى جبال النوبة فكانت الحرب بين المواطنين العزل وقوات الحكومة حيث قامت الحكومة بواسطة محافظها المدعو عبدالوهاب الجاك بدعوة الشيوخ ومكوك النوبة ورجالات الإدارة الأهلية من النوبة فقط لحضور مؤتمر وهمى بكادقلى .. إلا أنها قامت بقتلهم جميعاً ولم ينج منهم غير المك ضيفان أرنو الذى إدعى أنه ميت بعد أن تم ضربهم بالذخيرة بمنطقة بلينجا جنوب كادقلى وهو لا يزال حتى الآن على قيد الحياة . ومجموعة السلاطين وعمد وشيوخ النوبة الذين تمت تصفيتهم بلقاوة ونمر شاقو ومنهم السلطان ضحية موسى سلطان كمدة وسلطان بريصة توتو رئيس المحكمة الشعبية لتوليشى والشيخ أحمد الأزيرق شيخ نمر شاقو وبقية رفاقهم ..
    11/ شعب النوبة هم من فُرضت عليهم ما يُسمى بضريبتى الدقنية ومال الهواء دون غيرهم من مكونات الشعب السودانى وذلك إمعاناً من نظام الحكم فى الخرطوم فى إذلاله ..
    12/ الحرب فى جبال النوبة بدأت بين قوات الجيش الشعبى قوات (وُلف) وقوات نظام الخرطوم فى يوم 2/2/1986م ، فى منطقة طمطم شمال مدينة تلودى ، فمنذ ذلك التاريخ يعيش شعب النوبة فى تشرد وعدم إستقرار حتى الآن .
    13/ شعب النوبة تم تهجيرهم من أراضيهم بسبب الحرب المستمرة منذ 1986م ، مع القذف المستمر والمدمر للإنسان والحيوان والبيئة . وهم يعيشون ما بين اللجوء فى دول الجوار والنزوح فى مناطق شمال السودان .
    14/ شعب النوبة هم من تُستغل قضيتهم ورصيدهم النضالى من أجل الحل الشامل لجميع مشكلات السودان بينما هؤلاء الذين يُراد لهم الحل الشامل لم يشاركوا ولم يساهموا ولم يدعموا شعب النوبة فى نضالهم ضد المركز الظالم لأكثر من عشرين عام .. بل لم يدينوا حتى مجرد إدانة الإنتهاكات الخطيرة التى كانت ولا زالت ترتكبها طائرات النظام فى تدمير شعب النوبة ، بالإضافة إلى المليشيات وما يُسمى بقوات الدعم السريع التى تمارس أفظع أنواع إنتهاكات حقوق الإنسان فى جبال النوبة من قتل وترويع للمواطنين العزل .. هؤلاء الذين يستغلون قضية النوبة ورصيدهم النضالى فشلوا على مدى أكثر من عشرين عام من تجنيد ولو جماعة واحدة للقتال وللنضال فى صفوف الثوار ، ولكنهم من دون حياء حشدوا واحد وعشرين شخصاً إدعوا أنهم يمثلون جميع أطياف الشعب السودانى فى مفاوضات الجولة العاشرة ، ولكنا نوجه إليهم السؤال الشرعى أين كان هؤلاء الذين يريدون تمثيل أطياف الشعب السودانى كآفة عندما كان الرجال يقاتلون فيقتُلون ويُقتلون ويموتون من المجاعات على مدى أكثر من خمسة وعشرين عام ؟! حيث أن ياسر سعيد عرمان يتاجر بقضية المنطقتين والجيش الشعبى فى محادثات إديس أبابا وبيعهم للمؤتمر الوطنى فى وضح النهار ..
    15/ هذا الشعب فى طريقه نحو الإنقراض بسبب هذه الممارسات المدمرة ، لذلك كان لا بد لبنيه وبناته الأحرار والحرائر الذين واللاتى لا زالوا يحملون قلوب تنبض بالإنسانية وضمائر حية أن يهبوا جميعاً ليلبوا نداء الوطن من أجل إنقاذ هذا الشعب العظيم .
    الواقع الذى تعيشه الحركة الشعبية لتحرير السودان ، يهدد إستمرار النضال بالتفكيك والتشتيت وبالتالى تلاشى الكيانات الأصيلة فى السودان بل تفرض تزايد وإستمرار أيدولوجية التهميش والإستعباد للشعوب المقهورة فى السودان وهذا ما نرفضه ونعمل بكل ما عندنا من جهد لتصحيحه من خلال هذا البرنامج المطروح والذى سيلتئم مع برنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان الأساسى بعد تعديله وترتيبه ليواكب التحول الذى حدث ، خاصة بعد إنفصال جنوب السودان2011م ، ونعد هنا قواعدنا وجماهيرنا بأننا سنعمل لإشراك كل من له رأى ورغبة أكيدة لإنقاذ الحركة الشعبية كتنظيم سياسى ونؤكد بأننا ملتزمون بالمنفستو الأول للحركة الشعبية لتحرير السودان والذى سيكون الأساس مع ما نطرحه الآن لمواصلة تحقيق برنامج السودان الجديد ونأمل أن يقف معنا كل المصلحون والمهتمون ببرنامج السودان الجديد لحفظ حقوق الكيانات الآيلة للذوبان والإندثار ..
    النصر أكيد والنضال مستمر .
    اللواء / إسماعيل خميس جلاب أورسمى
    رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان / الأغلبية الصامتة
    التاريخ 1/1/2016م


    أحدث المقالات
  • صوت اللاجئ السودانى الذكرى العاشرة لحادثة مصطفى محمود الدامية بقلم طيفور مكى
  • إسلام بحيري والأزهريون .. كلاكيت تاني مرة ..!!؟؟ بقلم د. عثمان الوجيه
  • المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع : (4 ) بقلم عمر حيمري
  • إنتباه .. ليست مشكلة إبنة ع.ع وحدها بقلم نورالدين مدني
  • حركة فتح بين الحضور والغياب بقلم سميح خلف
  • يوسوس في صدورهم الخوف بقلم د. فايز أبو شمالة
  • ثمة اختطاف للثورة المصرية! بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • الشيخان المغتصبان واغتيال البراءة... حتى خلاوى تحفيظ القرآن لم تعد آمنة بقلم الصادق حمدين
  • في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفتر النضال الوطني !! (1-2) بقلم د. عمر القراي
  • آخر نكتة سودانية (مطالبة بعودة الاستعمار الانجليزي)!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • إعتقال (الوالي،، ومعتمد الخرطوم) بقلم جمال السراج
  • برافو الحزب الديموقراطي الليبرالي: رؤية استراتيجية وتخطيط اقتصادى وتنموي محكم بقلم غانم سليمان غانم
  • في الذكرى الستين للاستقلال: البوصلة التي لا تنكسر بقلم محمد محمود
  • "وَاقعِين وين"..؟!بقلم عبد الله الشيخ
  • منظمة التحرير الفلسطينية أسيرة الاحتلال بقلم نقولا ناصر*
  • دعوة لتدوين اللهجات السودانية























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de