مما لا شك فيه تعتبر اللغة وعاء الفكر والثقافة الإنسانية على مر العصور وسبيل التواصل ،وهي بذلك أهم محددات الهوية. وبطبيعة الحال تخضع لشروط التطور الإنساني والإختلافات من حيث الزمان والمكان. وهكذا تنشأ لهجات محلية تنبع من اللغة الأم مع بعض الإختلافات ، من حيت النطق والمفردات وعدد من الظواهر اللغوية. وبمرور الزمن تصبح لهجات قائمة بذاتها للتواصل داخل منظومة اجتماعية معينة.
والسودان ذاخر بتنوع اللهجات المحلية ، وفي هذا السياق كتب عدد من المهتمين عن ضرورة تدريس هذه اللغات، حفظا لها من الإندثار خاصة وهي تتقن شفهيا ولا تكتب. على النقيض من ذلك هناك من يرى إن تدريس اللهجات المحلية ليس إلا مضيعة للوقت في ما لا يجدي نفعا، والأجدر أن يتستغل هذا الوقت في تعلم لغات عالمية حية مثل الإنجليزية والفرنسية وغيرها أو تجويد اللغة العربية على أقل تقظير.
ولكن تدوين اللهجات السودانية وتدريسها في مناطقها لا نري فيه تعصب قبلي، او يوسع الفارق بين القبائل او دعوة للعنصرية، وإنما ميزة للمزيج السوداني المعروف عبر التاريخ. ودعوتنا للنخبة الناطقة بهذه اللغات المحلية الإسراع بحفظ هذا التراث الفريد بالتدوين، ويكون إضافة للمكتبة السودانية والتراث القومي وأيضا حتي لا تندثر كما حدث لكثير من لهجات غرب السودان مثل لهجة البرتي والبرقد غيرها بتقادم الزمن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة