في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفتر النضال الوطني !! (1-2) بقلم د. عمر القراي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 03:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2016, 04:09 PM

عمر القراي
<aعمر القراي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 186

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفتر النضال الوطني !! (1-2) بقلم د. عمر القراي

    03:09 PM Jan, 02 2016

    سودانيز اون لاين
    عمر القراي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    هذا المقال، ليس كأحد المقالات التي ألفها القراء عنا، من حيث القصد المباشر إلى الموضوع، والتحليل للأخبار، بغرض الوصول إلى رأي محدد .. وإنما هو مقال يقوم على إيراد وثائق، تتعلق بالنضال من أجل تحقيق استقلال السودان. وهي وثائق، أخفيت عمداً ومع سبق الإصرار، وقام بذلك العمل السيئ، كافة القوى السياسية، التي وجدت الفرص للمشاركة في حكم هذا البلد، منذ أن جلا الإستعمار الثنائي، قبل ستين عاماً. فلم تدرس المواقفالبطولية في مادة التاريخ للنشئ، ولم تنشر الوثائق على الشعب السوداني في الصحف، وفي وسائل الإعلام المختلفة، في مؤامرة ظاهرة، لإخفاء الدور الوطني الأساسي، لأن الذي قام به هو الحزب الجمهوري، الذي شوه أفكاره الفقهاء، ورجال الدين،وجماعة الإسلام السياسي، حين جهلوا أفكاره التي يدعولها،وعجزوا عن منازلتها، في ميدان الوعي، والحوار الجاد.
    ظهر الحزب الجمهوري، في الساحة السياسة في عام 1945م،مناهضاً بصورة مباشرة للإستعمار، مطالباً بالجلاء التام، وقيام حكومة سودانية، مستقلة، على النهج الجمهوري. وفي ذلك الوقت،كانت الأحزاب الأخرى الكبرى، تتبنى خطاً مهادناً للإستعمار،يدعو دعاتها إلى قيام حكومة سودانية، تتحد مع مصر، وتتحالف مع بريطانيا !! أي تآلف كلا شطري الإستعمار وهما الإنجليز والمصريين، ثم تبني هذا الموقف الضعيف مؤتمر الخريجيين نفسه !! جاء عن ذلك ( ورفض الحزب الجمهوري الوثيقة التي إئتلفت عليها الاحزاب الأخرى في 25 أغسطس 1945م وتبناها المؤتمر في اكتوبر 1945م لأنها تختلف في جوهرها عن دستور الحزب. وقد سبقت الإشارة الى أن أحد بنود الوثيقة ينص على قيام حكومة سودانية ديمقراطية حرة في اتحاد مع مصر وتحالف مع بريطانيا. وفي معرض تعليقه على هذا البند قال الحزب الجمهوري " إننا لا نفهم لماذا نتقيد باتحاد وتحالف فنضع بذلك حق البلاد الطبيعي في الحرية موضع المساومة بأن ندفع ثمن الحرية إتحاداً مع هذه أو تحالفاً مع تلك " ) (فيصل عبد الرحمن على طه : الحركة السياسية السودانية والصراع المصري البريطاني بشأن السودان . ص 231). ولم يقف الحزب الجمهوري، عند رفض وثيقة الأحزاب، بل ندد بالأحزاب الكبيرة، التي وقفت هذا الموقف الخائر، وسعى إلى تحرر الشعب من زعامتها، وإثارته ضد الإستعمار .. فجاء منشور الحزب الجمهوري يقول ( هذا نذير من النذر الأولى ... ياجماعةالأشقاء وياجماعة الأمة – أيها القاسمون البلاد باسم الخدمة الوطنية – أيها القادحون قادحات الاحن بين أبناء الأمة – أيها المذكون ثائرات الشر والتفرقة والقطيعة، أيها المرددون النغمة المشئومة – نغمة الطائفية البغيضة – انكم لتوقرون أمتكم وقرا يؤودها ..
    ياهؤلاء، وهؤلاء، أنتم تلتمسون الحرية بالانتماء الى المصريين فتتمسكون بأسباب رمام، وأنتم تلتمسون الملك بالبقاء تحت الانجليزفتتهيأون لدور الهر الذي يحكي بانتفاخه صولة الضرغام .. أنتم تريدون ابقاء المصريين، وأنتم تريدون ابقاء الانجليز، فإذا اجتمعت كلمتكم فإنما تجتمع على ابقاء المصريين والانجليز معا .. ياهؤلاء، وهؤلاء، أنتم تتمسحون بأعتاب المصريين لأنكم لاتقوون على مواقف الرجال الأشداء، وأنتم تتمسحون بأعتاب الانجليز لأنكم صورتم المجد في أخلادكم صورا شوهاء .. أنتم تريدون السلامة، وأنتم تريدون الملك .. أنتم تضيعون البلاد لمّا تجبنون وأنتم تضيعون البلاد لمّا تطمعون .. أنتم تستغلون سيدا لايعرف ماتريدون، وأنتم يستغلكم سيد يعرف مايريد، والبلاد بينكم أنتم، وأنتم، على شفا مهواة ومهانة .. فليلطف الله ببلاد لايخدم نهضتها الا صغار الموظفين، أو كبار الموظفين، وليتدارك الله دينا باسمه يحيا أناس في برد العيش، وقرار النعمة، ورخاء الدعة، وباسمه هم لأبنائه يكيدون ..
    ياهؤلاء، وهؤلاء : ان الله لواحد، وان الدين لواحد، وان الوطن لواحد، ففيم تنقسمون على هذا النحو المزري. ياهؤلاء، وهؤلاء : كونوا ليوثا غضاباً، أو فكونوا قردة خاسئين، وارحموا شباب هذا الوادي المسكين، فقد أوسعتموه غثاثة وحقارة وهوانا ..
    ياهؤلاء، وهؤلاء – لأنتم أشأم على هذه البلاد من كل شؤم وشؤم .. أيها السادرون من هؤلاء وهؤلاء، لاتحسبن الكيد لهذه الأمة مأمون العواقب، كلا !! فلتشهدن يوماً تجف لبهتة سؤاله أسلات الألسن، يوماً يرجف كل قلب، ويرعد كل فريصة ....)( ارشيف الجمهوريين: منشور 1945م).
    وحين لام الحزب الجمهوري، الأحزاب الكبيرة على عدم مصادمة الإنجليز، قام هو بهذا الواجب، فكتب المناشير المنددة بالاستعمار،ووزعها على الشعب، وخاطب الناس مباشرة، وكان نتيجة ذلك الإعتقالات، فقد جاء ( مثل الأستاذ محمود محمد طه المهندس أمسأمام قاضي الجنايات المستر مكدوال متهما من بوليس الخرطوم تحت قانون التحقيق الجنائي لتوزيعه منشورات سياسية من شأنها الإخلال بالأمن العام، وقد أمره القاضي أن يوقع على صك بكفالة شخصية بمبلغ خمسين جنيها لمدة عام لا يشتغل خلالها بالسياسة ولا يوزع منشورات. أو يودع السجن لمدة سنة إذا رفض ذلك .. ولكن الأستاذ محمود رفض التوقيع، مفضلا السجن، وقد اقتيد لتوه إلىسجن كوبر)( الرأي العام – 3/6/1946م).
    ولم يصمت أعضاء الحزب الجمهوري، عن إعتقال رئيس الحزب،فجاء ( هذا بيان نذيعه على المواطنين والرأي العالمي العام ولحكومة السودان ان تكذبه على شرط أن تتألف لجنة من المواطنين تمثل فيها الصحافة للتحقق من صحة الأخبار وإلا فالخبر قائم صحيح لا يرقى إليه الشك وسيترتب عليه قيام قضية طرفاها الحزب الجمهوري وحكومة السودان.
    نقول بصدق كل الأخبار التي نشرتها الصحف المحلية ونزيد بأن محموداً قد هدد بالكلابش ووضع في زنزانة وادخل غرفة بها مريضان بالسل وهما في الطور الأخير من المرض ليس عليهما رقابة تحول بينهما وبين البصق أمام مدخل الزنزانة التي وضع بها الرئيس-وليت سلطات السجن وقفت في معاملتها عند هذا الحد ولم تمنع محموداً الماء للوضوء مما اضطره لأخذ الماء من نفس الإناء الذي يستعمله أولئك المرضى- كل هذا يدل دلالة واضحة على أن إدارة السجن أو من يسير السياسة العليا للسجون لم يفتهم التفكير في محاربة رجال الحركة الوطنية حرباً خفية سلاحها الجراثيم الفتاكة.
    أما عن البيان الرسمي فيظهر أن نائب السكرتير الإداري للشؤون السياسية لم يكن مطمئناً إلى معلوماته الرسمية إطمئناناً يمكنه من قبول اقتراح سكرتير الحزب الجمهوري القائل بمقابلة محمود محمد طه للتحقق من صحة تلك المعلومات الرسمية.
    أمين محمد صديق-سكرتير الحزب الجمهوري)( الرأي العام 4 يوليو 1946م)
    وخشية من أن تثير بيانات الحزب الجمهوري الشعب، وخاصة أن الصحف المحلية كانت تقوم بنشرها، بادرت الحكومة الإستعمارية،بإذاعة بيان يستهدف تهدئة الأوضاع .. فقد جاء ( بيان رسمي من مكتب السكرتير الإداري عن رئيس الحزب الجمهوري: "ظهرت بيانات في الصحف المحلية حديثا بخصوص محمود محمد طه الذي هو الآن تحت الحراسة بالخرطوم بحري نتيجة لرفضه أن يمضي كفالة المحافظة على الأمن.. وهذه البيانات قد احتوت على معلومات غير دقيقة، والحقائق كالآتي: لمدة يومين رفض محمود محمد طه أن يشتغل، وهذا يخالف قوانين السجن فلم يعمل له أي شئ في اليوم الأول، أما في المرة الثانية فقد حكم عليه بالبقاء ثلاثة أيام"بالزنزانة" و "الأكل الناشف" ولو أنه رفض أيضا أن يقف عند الكلام مع ضابط السجن فان العقوبة التي نالها الآن لم تعط له نتيجة المخالفة لنظام السجن، وبهذه المناسبة يجب أن يعلم أن كل المساجين مهما كانت جنسياتهم ، يجب أن يقفوا الى ضابط السجنانجليزيا، كان أو سودانياً ) ). الرأي العام 26/6/1946م).
    وكما صعّد الأستاذ محمود المقاومة من داخل المعتقل ورفض الإنصياع لأوامر السجانين أو الوقوف لهم، لم يكتف الحزب الجمهوري، بالمنشورات والبيانات .. فقد جاء (إجتمع أعضاء الحزب الجمهوري مساء أمس وساروا في موكب إخترق شارع الملك بالخرطوم وقد خطب منصور عبد الحميد في إحدى المقاهي التي صادفتهم في الطريق فاعتقله البوليس للتحقيق وقد سمح لخمسة من زملائه أن يحضروا معه التحقيق ومنع البوليس الباقين من الدخول. واستمر التحقيق إلى ما بعد منتصف الليل حيث اطلق سراح المقبوض عليه بضمانة وكان الغرض من الموكب والخطبة الاحتجاج على اعتقال رئيسه والتنديد بقانون الخفاض)( الرأي العام 25 سبتمبر 1946م)
    وجاء أيضاً (إعتقل البوليس مساء أمس سعد صالح وعثمان عمر متولي العتباني ومنير صالح عبد القادرعندما كانوا يخطبون منددين بسياسة الحكومة أمام دار سينما الخرطوم بحري ولعض المقاهي. وقد اعتقلهم بوليس الخرطوم بحري وأرسلهم إلى الخرطوم. وما زال هؤلاء في الحراسة حتى الآن)( الرأي العام 26/9/1946م)
    وجاء أيضاً (إعتقل بوليس الخرطوم بحري مساء اليوم ذا النون جبارة وعبد المنعم عبد الماجد أعضاء الحزب الجمهوري عندما ألقيا خطابين أما السينما الوطنية ونددا فيهما بالمجلس الاستشاري وقانون الخفاض وكبت حرية الرأي والخطابة وبإعتقال هذين بلغ عدد المعتقلين من الحزب الجمهوري خمسة ما زالوا في السجن)( الرأي العام 27/9/1946م).
    ورغم كل ذلك لم تتدخل الأحزاب الكبيرة ولم تطالب باطلاق سراح الجمهوريين ولم تتضامن معهم بل إكتفوا بأن يكونوا في مقاعد المتفرجين !!
    وفي تصوير ذلك السجن الأول، وما يحوي من مشاعر الوطنية الصادقة، سطر الشاعر الفذ محمد المهدي المجذوبـ في مارس 1947م قصيدة طويلة جاء فيها :
    محمود يا ابن محمد لك أسوة * أوعيت محنة يوسف تأويلا
    وطن وهبت له الشباب منضداً * ورأيت أجمل ما وهبت قليلاً
    بات الرجال على الخيانة والخنى * وجعلت قيدك للوفاء مقيلا
    الفجر منتظر حداءك صافياً * بهدى السماء ونورها مشمولا
    تلقي البلاد الى يديك زمامها * بطلاً يعود بفخرها موصولا
    فرداً على آي النبي وشرعه * عدلاً يقيم على البلاد عدولاً
    وهو الأمين وسوف يسأل معجب * أتراه يبعثه الرسول رسولا
    قلبت يا وطني السيوف كثيرة * حتى وجدت حسامك المأمولا
    أنظر حسامك ذو المضاء محجب * في السجن يبرق حده مصقولا
    محمود يلمع في عماية كوبر * مثل الهلال وضاءة ونحولا
    الله طهر اصغريه ومده ظلا * على أهل الحقوق ظليلا
    الصايم القوام بين قيوده * يتلو الكتاب منزلاً تنزيلا
    خشعت له من كوبر انحاؤها * وتسمعت في ليلها ترتيلا
    مسحت تلاوته على آثامها * فبكت هناك متابها مجهولا
    محمود برأك العليم من الهوى * وأحق فيك على الحياة دليلا
    الفجر أنت على النفوس ولم * يكن بسواك نور هداية مكفولا
    أنت الغياث لموطن ابناؤه * تركوه بين عيونهم مخذولا
    وهذا الحدث البطولي، الذي أثر في شاعرنا الكبير، رحمه الله، كان أثره ممتداً إلى كل الشعب، بمختلف فئاته، حيث أرسل المواطنون البرقيات، تهنأة، حين اطلق سراح الأستاذ محمود .. ويكفي أن نذكر هنا، نذراً يسيراً من تلك البرقيات، التي وردت للحزب الجمهوري آنذاك، عرفاناً لأصحابها الأحياء منهم، والأموات، فقد دخلوا بها التاريخ :
    ( سكرتير الحزب الجمهوري – أم درمان
    كان سجن الرئيس درساً وطنياً قيما لشباب الجيل في الإيمانوالروح وقد سررنا لخروجه لا شفقة عليه ولكن ليواصل الجهاد الوطني . حسن بابكر – القضارف 24/7/1946).
    ) محمود محمد طه – الحزب الجمهوري أم درمان :
    تأكل النار الصدأ واللمما وبها يسمو كريم الذهب
    ويرى الحر العذاب المؤلما لذة في الحق يا للعجب
    ياسجينا قدره قد عظما وسما حتى جثا في السحب
    أحمد محمد عثمان – عطبرة 29/7/1946)
    ( الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري – أم درمان
    أعضاء جبهة المؤتمر الوطنية بالابيض يرون في خروجك من السجن آية واضحة للإيمان بالوطنية الصادقة ويعدّون جهادكم رمزا للكرامة السودانية، فبقلوب مفعمة بالغبطة يشاركون إخوانهم الجمهوريين السرور بعودتكم لميدان الجهاد. السكرتارية 24/7/1946)

    ) أمين صديق ، البوستة الخرطوم للرئيس
    دخلته رجلا وغادرته بطلا وضربته مثلا
    علي عبد الرحمن – الأبيض 32/7/1946م)
    ( سكرتير الحزب الجمهوري – الخرطوم
    إن جميع أعضاء الجبهة الوطنية بسنجة مستبشرون بالإفراج عن رئيس حزبكم العظيم وهم جميعا يبتهلون الى الله أن يسدد خطاكمويتمنون للرئيس العافية وحسن الجهاد. سكرتير عام الجبهة الوطنية – سنجة 2/8/1946م)
    ( محمود محمد طه – أم درمان
    عرفنا فيك المثل الأعلى منذ عهد الطلب، فسرّنا أن يعرف القاصي والداني هذا القلب الكبير
    صديق الشيخ – كوستى 30/7/1946 )
    ) محمود محمد طه – أم درمان
    أوفيت كرامة السودان وابائه حقهما – فلتعش رمزاً صادقاً للوطنية الخالصة، لك تقديرنا وإعجابنا .
    اتحاد طلبة كردفان – الأبيض 23/7/1946م)
    ) محمود محمد طه – أم درمان
    لقد سجلت بعزمك القوي وإيمانك الصادق فخراً للأجيال فلتعش مرفوع الرأس – لك منى التهاني؟
    الطيب حسن/عطبرة 24/7/1946م).
    د. عمر القراي




    أحدث المقالات

  • العام الجديد.. عام رواية جديدة.. يكتب فصولها الشعب بقلم الطيب الزين
  • الكنداكة الأولى نحو ألف سنة قبل كنداكة مروي التي حاربت الروما بقلم د. أحمد الياس حسين
  • الايزيدية نادية مراد ايقونة 2016 وجائزة نوبل واقليات العالم بقلم جاك عطالله
  • ذلك هـو المسـلم العزيـز فدعــوه فـي ريـاض العــز !
  • الخاتم عدلان و عبد الله علي إبراهيم زوايا مختلفة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • ما بين عيسى ومحمد .. بقلم رندا عطية
  • الذكرى ال60 لدولة الجلابي في السودان؛ مؤتمرالعَمائم البيضاء إعترافٌ بالخلل الهيكلي وإستمرار الإستهبا
  • ام دوم لتنظيم الاتحادى الديمقراطى دون اقصاء لاحد بقلم حسن البدرى حسن / المحامى
  • هذا أخي يا تاجر البندقية..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الإستقلال جسد روحه الحرية، أين الروح؟! 1/2بقلم حيدر احمد خير الله
  • ما بيني وبينك - كولاج بقلم الحاج خليفة جودة
  • رجم الاستقلال: من هان حتى تواضع في نفسه كل معنى رفيع بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • زخات الفرحة الجاياكم بقلم الحاج خليفة جودة
  • الخرطوم ساهرت في راس السنة ونامت في صباح الاستقلال!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • هل من امل يا وطنى الجريح؟؟ بقلم سعيد شاهين اخبار المدينه تورنتو
  • محاكاة الحياة من أجل حرية الصحفيين بقلم د. أحمد الخميسي
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (74) للخليل ألف تحيةٍ وتحية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي























                  

12-22-2016, 11:27 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفت (Re: عمر القراي)

    فوق

    في الذكرى الــ 61 التي تحل بعد أيام قليلة ..

                  

12-22-2016, 11:58 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفت (Re: Yasir Elsharif)

    وهذا هو الجزء الثاني المكمل للجزء الأول بعاليه:

    ــــــــــــــــــــــــــــ

    في الذكرى الستين للإستقلال: وثائق في دفتر النضال الوطني 2/2
    في الذكرى الستين للإستقلال: وثائق في دفتر النضال الوطني 2/2


    01-04-2016 05:59 PM
    د. عمر القراي

    كتب الأستاذ التجاني عامر، المؤرخ السوداني المعروف، رحمه الله، وهو يتحدث عن الاحزاب السودانية ( الحزب الجمهوري: قد يكون هذا الحزب من أقدم الأحزاب السودانية بحساب الزمن، وهو أول حزب صغير، يعمل خارج نطاق النفوذ الطائفي باصرار، بل بمناجزة وصدام، واسمه يدل على المنهج الذي انتهجه لمصير السودان ومؤسس الحزب هو الاستاذ محمود محمد طه، الذي كان من أبرز الوجوه الوطنية، في مستهل حركة النضال ) الى ان يقول ( وقد تعرض محمود للسجن الطويل، في خصومات أيجابية مع الانجليز، منها حادث " الطهارة الفرعونية" في رفاعة، وهو حدث اجتماعي، رفعه محمود الى مستوى المساس بالدين والوطن)( صحيفة الصحافة 16/4/1975م).
    وحادث رفاعة الي أشار إليه الأستاذ التجاني جاء في الصحف السودانية في ذلك الوقت على النحو التالي:
    ( نشرنا قبل أيام ، أن السلطات في رفاعة حكمت على امرأة بالسجن تحت قانون منع الخفاض ، لأنها خفضت بنتاً، وأن الجمهور قابل هذا العمل بروح الاستياء العميق واضطرت السلطات الى اطلاق سراح المرأة بضمانة .. وجاءنا اليوم تلغرافيا، بتوقيع أهالي رفاعة، أن السلطات عادت فسجنت المرأة ، وعندما علم الجمهور بالأمر خرج من الجامع، واقتحم السجن، وأطلقوا سراح المرأة، ومكث أفراده الذين ملأوا السجن بدلا عنها .. فأمر المفتش بسجن الضامنين ، ولكن الجمهور رفض ذلك أيضا ، وفي منتصف ليلة البارحة اقتحم البوليس منزل المرأة، وأخذها الى جهة غير معلومة .. فقامت رفاعة بأسرها قاصدة الحصاحيصا، ومنعت السلطات المعدية من العبور، وأضربت المدارس، وأغلق السوق، وقامت مظاهرة عمومية، ويحتشد الجمهور الآن بالشاطيء، وفي كل مكان. تعليق :- رغم منع السلطات عبور المعدية فان الجمهور عبر بقوارب الصيد) (الرأي العام 21/9/1946م)

    وجاء أيضاً( وقفنا بالقارئ أمس الأول عند تجمع سكان رفاعة على شاطئ النهر، ومنع المعدية من العبور .. وقد عبر بعد ذلك فريق من المتظاهرين الى الحصاحيصا، ومن هناك انضم اليهم خلق كثير من الناس .. فتوجه الجمع الى المركز في مظاهرات واسعة، وبدأوا في قذف المركز بالطوب وغير ذلك، فتحطم كثير من الأبواب، والنوافذ، واصطدم المتظاهرون بالبوليس الذي عمل جاهدا لتفريق المتظاهرين .. وعلى أثر ذلك ، أمر سعادة مدير الجزيرة بالنيابة باطلاق سراح المرأة السجينة، فأخذها جمع من الناس وتوجه بها الى منزلها برفاعة)(الرأي العام 23/9/1946م).
    وجاء أيضاً :(جاءت قوة كبيرة من البوليس من مدني ، برئاسة مفتش المركز وفي نفس الوقت عسكر خارج رفاعة البلوك الرابع من فرقة الهجانة بقيادة الصاغ أحمد عبد الله حامد الذي دخل الى رفاعة برفقة ضابط سياسي ، وقابل المفتش، وقمندان البوليس، ورجع الى مقر فرقته .. واعتقل الأستاذ محمود محمد طه، وأحضر الى المركز .. وأثر ذلك تحرك جمهور كبير نحو المركز، وفي الحال نقل الأستاذ محمود الى معسكر البلوك الرابع، خارج المدينة .. وتحركت فصيلة من البلوك الرابع لتعزيز قوة بوليس مركز رفاعة .. وكان اطلاق الرصاص بأمر مفتش المركز، عندما رفض الجمهور اطاعة أوامر البوليس المتكررة بأن يتوقفوا عن تقدمهم صوب المركز، وقد أطلق البوليس دفعة فوق رؤوس الجمهور وهم على بعد 40 ياردة تقريبا من المركز، ولما لم يقفوا، أطلقت دفعة أخرى على الأرض أمام أقدامهم، في وقت كانت فيه مقدمة الجمهور على بعد 25 ياردة من المركز، ولم يصب غير أربعة أشخاص، أثنان منهم باصابات بسيطة جدا، وأما الرابع ، فقد كسرت ساقة كسرا سيئا)(الرأي العام 7/10/1946م).
    كما جاء ( حكمت محكمة كبرى بودمدني برئاسة القاضي أبورنات، بسنتين سجن على الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري، بتهمة اثارة الشغب في رفاعة .. كما حكم عليه بوضعه تحت المراقبة لمدة سنة أخرى بعد اتمام مدة سجنه)( الرأي العام 17/10/1946م) .
    وجاء في الأخبار ( علمنا أن الاستاذ محمود محمد طه رفض ان يقبل محامياً للدفاع عنه وانه أعلن بأنه لن يدلي بأية اقوال للتحقيق إلا على أساس مناقشة قانون منع الخفاض الفرعوني . وكان الاستاذان المحاميان الاستاذ أحمد خير والأستاذ زيادة قد تقدما للدفاع عن الاستاذ فشكرهما الاستاذ واعتذر لهما بأنه سيباشر القضية بنفسه )(الرأي العام 12/10/1946م).
    حين وقف الاستاذ محمود، أمام القاضي ابورنات، في محكمة مدني، مدافعاً عن نفسه، كان مما قاله :
    (1-أهالي رفاعة جميعهم أبرياء، وزملائي الذين سجنوا أبرياء، وأنا برئ، والمسألة في الحقيقة، سلسلة أخطاء من الإدارة، من أولها إلى آخرها .. كلما أخطأت الإدارة مرة، وتمسك الناس بحقهم، اعتبرته مساساً بهيبتها، فاستعلت، وأخذتها العزة بالإثم، فقفزت في خطأ آخر، هو في زعمها، يعيد لها هيبتها في نفوس الناس .. وما علمت أن إجتماع الأغلاط، لا ينتج منه ولا صواب واحد.
    2-الوضع الصحيح المجمل لهذه المسألة، هو أن الإدارة قد ضربت أهالي رفاعة فصاحوا من ألم الضرب بصوت خفيض، ثم ضربتهم فصاحوا، ثم ضربتهم فصاحوا ، فاستاءت من أن يصيح المضروب المتألم ، فقدمتنا للمحاكمة، فكانت هذه المحكمة.. ولو كنا نملك ما تملك، لقدمناها نحن لهذه المحكمة، ولكنا لا نملك جيشاً، ولا بوليساً، ولا سجوناً وقيوداً، ولو ترك القطا ليلاً لنام.
    3-قلت بالأمس، إني وبالمثل أي عضو من أعضاء الحزب الجمهوري، لا أنكر تهمة الإثارة، لمجرد أنها تهمة إثارة، إنما أنكر تهمة الإثارة، بالنقد الذي لا يحترم الحقائق وبالتشويش المغرض .. ولقد كان من دواعي الشرف لي، ولحزبي، لو صح أني أنا الذي أثرت أهالي رفاعة حول هذه القضية، لأنها من القضايا التي نقدنا فيها الحكومة، وسننقدها الى ان تقلع عنها .. ولكن للأسف، فإن الإدارة قد سبقتني الى هذا الشرف، فاثارت أهالي رفاعة، واثارتني معهم .. فلننظر .
    7-قالت جريدة الرأي العام في يوم 24 سبتمبر، تحت عنوان رئيسي " القضاء ينظر في قضية الخفاض برفاعة " ، بعد حديث لها " وقد علمنا من مكتب الصحافة هذا الصباح ، أن قضية الخفاض التي سببت كل هذا الشغب، هي الآن ، تحت نظر رئيس القضاء بالمصلحة القضائية، وان التهم الموجهة الى الذين اعتقلوا في هذه الحوادث، لا دخل لها بآرائهم في موضوع الخفاض .. ولكنها تتعلق اولاً وأخيراً باستخدام القوة ، لتحقيق غاية، في الوقت الذي كان فيه باب الاستئناف مفتوحاً أمام المتظاهرين.
    8-هل باب الاستئناف مفتوح أمام المتظاهرين ؟ .. لننظر .
    9-قالت الحكومة في بيان رسمي، في الصحف، ما يأتي " حصلت أخيراً في رفاعة حادثة أدينت فيها إمرأة لخفضها ابنتها خفاضا غير مشروع وحكم عليها بأربعة أشهر سجناً، وقد قدم استئناف لمدير المديرية، فرفضه، وحبست المرأة في السجن" .. ومع ذلك فالحكومة تقول إن باب الاستئناف مفتوح !! وهذا الاستئناف رفض مع ان المرأة ، مسجونة بغير أدلة كافية للإدانة، وفيما أعلم لم يخبر المستأنفون، ولا نحن مندوبي الهيئات، الذين قابلنا المفتش، بهذا الاستئناف، وإنما أعيدت المرأة للسجن والسلام .. فإن لم يكن هذا سوء النيّة والاستخفاف بالناس فماذا عساه يكون؟
    12- مفتش رفاعة، سجن أمرأة مصونة شابة، في سجن عمومي مع خادمة عاهرة .. فحدثناه في ذلك، فاعترف بعدم صلاحية السجن للنساء، في رفاعة، فأطلقها بضمانة، وظل ما ظل في رفاعة لا يذكرها، فلماذا عندما ذهب الى الحصاحيصا، أمر باعادتها الى نفس السجن ؟! فهل تسمي هذا استخفافاً بدين الناس، واخلاقهم، أم تسميه جهلاً بالناس أم هما معاً ؟! سمه ما شئت فهو برهان ثالث.
    13- إن تصرف المفتش هذا، يجعل ما قمت به أنا، في الجامع، وما قام به الناس بالمركز، شيئاً مفروضاً علينا، في واجب الدين، وواجب الاخلاق، وواجب الحياة نفسها، بل إن الناس قد سلكوا سلوكاً يستحق الثناء، وقد شرحنا تفصيله للمحكمة .
    15- وضعت المرأة بسجن مدني، وما أدراك ما سجن مدني ؟! بهذا السجن اليوم 23 إمراة ، منهن أربع مجنونات، يفحشن بالفاظ يندى لها وجه الرجل، وسائرهن عهر، أحضرن من بيوت عامة، وحوكمن في جرائم خمرة .. بين عنبرهن وعنبر الرجال، نحو 15 متر يفصل بينهم السلك الشائك .... مع هؤلاء، في هذا السجن، يراد سجن إمرأة شابة حرة ، مسلمة، مصونة ، تشرف على تربية بنات وأولاد، تركهم لها زوجها الذي توفى قبل شهر .. فاذا قال أهلها لا، وناصرهم إخوانهم في الدين، وفي الجنس، وفي الوطن، قالت الحكومة هذا شغب، وهذه فتنة، وهذا تهديد !!
    16- تتهمني الإدارة باني أثرت أهالي رفاعة، وهي تتهمني هذه التهمة، لأنها تجهل الناس جهلاً، شنيعاً، وتستخف بأحلامهم ، وأخلاقهم، وإلا فهل أحد يحتاج الى من يثيره مع كل هذا ؟! وهل أستطيع أنا، أو يستطيع أبلغ خطيب، أن يثير الناس أكثر من إثارة الإدارة هذه أياهم ؟! وأهالي رفاعة، خارج رفاعة، من الذي أثارهم ؟ أسمع تلغراف أهالي رفاعة، من مدني وتندلتي ... هؤلاء الناس، لو كانوا شهوداً، لتولوا كبر الثورة .. هل اثارت هؤلاء واخوانهم الإدارة ، أم أثارهم محمود في جامع رفاعة ؟!)(إرشيف الإخوان الجمهوريين-مرافعة الأستاذ في محكمة مدني 1946م).
    وكما سجل الشاعر المطبوع محمد المهدي مجذوب موقف الأستاذ في السجن الأول سجله أيضاً بقصيدة عصماء في السجن الثاني ومما جاء فيها:
    أقالُوا دفعـْنا عـن أمــورٍ قديمــةٍ ؟ وأمسُـوا ، لهـمْ في كـلِّ كارثةٍ عذرُ؟
    نحطّــم أظفــارَ الأعــادي وهمُّهمْ حمايتُها ، والغــدِرُ يمــنعُــه الغـدُرُ
    لحانــا أشقــاءُ نَعــَمٍ ، كـلُّ مُطمِعٍ شقيــقٌ لهـم في مصـرَ ترزقُهُ مِصرُ
    وكمْ سرقَ الأصواتَ لصٌ مغامرٌ ويربَحُ بالأصــواتِ ما يربَــحُ التـُّجـرُ
    إذا جاهدُوا عادوا بشـايٍ وسّكــرٍ وخيْشٍ، وشيخُ الحزبِ منْ حِزبِه التّمرُ
    أُبايعُ محموداً على الحقِّ بيعــة هـي الصبرُ والرضوانُ في عقدِها بدْرُ
    أبى اللهُ أنْ تلقى هواناً مصونةٌ وما ذنبُهــا ، إلا العَـفافــةُ والطُّهـرُ
    حماهــا أبــيُّ الدينِ والعقلِ ثائرُ له مِنبــرٌ ما فيـــه خوفٌ ولا ستـرُ
    تخطَّى إليها السِّجنَ والنّارُ دونَه ولمْ يُجــدِ إنـــذارُ المفّتشِ والـزأْرُ
    لك النصرُ يا محمودُ والنورُ باقيا وأُعطيــتَ ، ما أعْطى بصائرَنا الفجرُ
    عَرفْنا رجـالاً قدرُهمْ ليسَ قــادِراً وغيرُكَ في الســودانِ ليــسَ لهُ قدرُ

    وحين خرج الأستاذ محمود من السجن لم يواصل العمل السياسي كما توقع الكثيرون بل إختفى تماماً من ساحة العمل العام ولم يعد الناس يسمعون عنه فجاء عن ذلك ( لفت نظري "قفشة" وردت في عددكم الثالث منسوبة إلى المجاهد " محمود محمد طه" فإنها قد أعادت لنفسي أملاً كاد أن يفلت، لما اكتنفني من شكوك وأوهام، وعلى الأقل أعادت لنفسي بأن هناك صحافة حريصة على أعمال المجاهدين. إن اسم "محمود" قد اختفى منذ حين، وكأنه لم يفعل شيئاً، بل كأنه لم يكن في عالم الوجود ! ولكني أخرق ذلك الصمت وأقول، أليس محمود ذلك الرجل الذي آمن بقضية شعبه وعمل لها ما وسعه العمل رغم العراقيل التي وضعت في سبيله؟ أليس هو ذلك الرجل الذي يقوم ولا يتردد ولا يتنازل مهما قابلته الصعاب من بطش ومعارضة حكومية وحزبية –كل ذلك لأنه يؤمن بأن الشعب الذي يريد الحرية ويسعى لها، يجب أن يكون في كفاحه صلباً لا يتزحزح وقوياً لا يلين وثابتاً لا يتنازل؟ ثم إنه يريد أن يضرب لهذا الشعب –الذي لم يكتمل فهمه لقضيته-مثالاً صادقاً، بأن به فئة فدائية تضرب مثالاً عالياً في التضحية بكل شئ في سبيل المبدأ والعقيدة ... وأليس هو الذي سجن مرات دون أن يحرك الزعماء ساكناً للدفاع عنه والوقوف بجانبه؟ وأليس هو الذي وقف وقفة الرجل المؤمن بحقه يوم حادث رفاعة –يوم مشكلة الخفاض –التي تمخضت عن سجنه عامين؟ وهل هو غير ذلك الرجل الذي رفض المنصب والجاه في سبيل حرية رأيه ؟ وهل هو غير ذلك الرجل الذي أراد أن نكون في هذا الظرف العصيب مكافحين قبل أن نكون ساسة وعاملين على أخذ حريتنا دفعة واحدة وحالاً، ونكفر بتقسيط الحرية وسياسة التطور ... وهذه الحركة العمالية التي تحركت اليوم تحركاً ملحوظاً –ألم تكن لمحمود يد في غرسها؟ وألم تكن له يد في تربيتها أيام كانت فكرة في المهد ؟ أجيبوني يا أصحاب الشأن ! وأخيراً أقول الحزب الجمهوري من أنشأه ؟ وأحب أن أسأل الزعماء سؤالين أرجو أن أحظى منهم بإجابة عاجلة على صفحات الشعب:
    أولاً : كيف يعيش محمود ؟ وقد وردت في ذلك الأقاويل. ثانياً: سمعنا إشاعة لم تؤكد بعد تقول إن "محمود" ينوي الخوض في المعترك السياسي من جديد. وهل نأمل في زيارة الصحفيين لمحمود برفاعة ليشعروه بأن أثره في المجتمع وفي الحركة الوطنية باق؟ سعيد الطيب شايب)( صحيفة الشعب 13 يناير 1951م)
    كان هذا تساؤل أستاذ سعيد الطيب شايب-رحمه الله- عن الأستاذ محمود فجاءه الرد التالي:
    (بسم الله الرحمن الرحيم "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) صدق الله العظيم
    جريدة الشعب السبت 27 يناير 1951م
    حضرة صاحب جريدة الشعب ، ص ب 226 الخرطوم
    تحية طيبة وبعد،
    فقد اطلعت بعددكم السادس، على كلمة من الأخ سعيد يتساءل فيها عني، وقد أعلم أن كثيراً من الإخوان يتساءلون، كما تساءل، فلزمني لهم حق الشكر، ولزمني لهم حق الإيضاح.
    عندما نشأ الحزب الجمهوري أخرج، فيما أخرج، منشورين أحدهما بالعربية : قل هذه سبيلي، والآخر
    ضمنهما اتجاهه في الدعوة إلى الجمهورية الإسلامية .. ثم أخذ يعارضIslam the way outبالانجليزية
    الحكومة في الطريقة التي شرعت عليها تحارب عادة الخفاض الفرعوني، لأنها طريقة تعرض حياء المرأة السودانية للابتذال، وعلى الحياء تقوم الأخلاق كلها، والأخلاق هي الدين.
    ثم نظرت موضوع الدعوة إلى الإسلام، فإذا أنا لا أعرف عنها بعض ما أحب أن أعرف .. فإن قولك "الإسلام" كلمة جامعة، قد أسيئ فهم مدلولها الحقيقي، لأن الناس قد ألفوا، منذ زمن بعيد، أن تنصرف أذهانهم، عند سماعها إلى ما عليه الأمم الإسلامية اليوم من تأخر منكر .. وما علموا أن المسلمين اليوم ليسوا على شئ. فإنت إذا أردت أن تدعو إلى الإسلام، فإن عليك لأن ترده إلى المعين المصفى الذي استقى منه محمد، وأبوبكر، وعمر .. وإلا فإن الدعوة جعجعة لا طائل تحتها .. ولم تطب نفسي بأن أجعجع.
    وبينما أنا في حيرة من أمري إذ قيض الله " مسألة رفاعة" تلك المسألة التي سجنت فيها عامين أثنين، ولقد شعرت، حين استقر بي المقام في السجن أني جئت على قدر من ربي، فخلوت إليه .. حتى إذا ما انصرم العامان، وخرجت، شعرت بأني أعلم بعض ما أريد .. ثم لم ألبث، وأنا في طريقي إلى رفاعة، أن أحسست بأن علي لأن اعتكف مدة أخرى، لاستيفاء ما قد بدأ .. وكذلك فعلت.
    فهل حبسني ابتغاء المعرفة ؟؟ لا والله !! ولا كرامة ..وإنما حبسني العمل لغاية هي أشرف من المعرفة .. غاية ما المعرفة إلا وسيلة إليها .. تلك الغاية هي نفسي التي فقدتها بين ركام الأوهام والأباطيل.. فإن علي لأن أبحث عنها على هدي القرآن- أريد أن أجدها .. وأريد أن أنشرها .. وأريد أن أكون في سلام معها، قبل أن أدعو غيري إلى الإسلام .. ذلك أمر لا معدى عنه .. فإن فاقد الشئ لا يعطيه .. فهل تريدون أن تعلموا أين أنا من ذلكم الآن ؟؟ إذن فاعلموا : إني أشرفت على تلك الغاية، ويوشك أن يستقيم لي أمري على خير ما أحب. المخلص محمود محمد طه)(صحيفة الشعب 27 يناير 1951م)
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de