في غانا اللاجئون يبذلون قصارى جهدهم لتوفير لقمة العيش ولكن دون جدوى في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية ومعاناة الغانيين انفسهم من الجوع والبطالة، فالحياة هنا قاسية بمعنى الكلمة والجهات المنوطة بها مساعدة اللاجئين لاترغب في تغيير هذا الواقع المأساوي الذي يزداد سوء كل يوم مع تزايد نسبة اعداد الفارين من جحيم الحرب بحثا عن الأمن ولكن الجوع والبطالة يشكلان أكبر تحدي لسكان مخيم كريسان الواقع بالاقليم الغربي والذي يأوي أكثر من عشر جنسيات من دول مختلفة.
وتفرض السلطات الغانية إجراءات صارمة في ما يتعلق بالوضع في مخيم كريسان؛ ولا تسمح بدخول المنظمات الطوعية والحقوقية المستقلة، فيما تهدد إدارة المخيم اللاجئين والنشطاء بالسجن او الحرمان من برنامج إعادة التوطين في حال محاولتهم كشف المعاناة التي يحياها سكان المخيم الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة.
ويتعرض سكان المخيم البالغ عددهم حوالي بضعة مئات معظمهم من النساء والأطفال إلى الابتزاز والتعذيب النفسي بشكل دائم، حيث تتجسس إدارة المخيم على اللاجئين وتراقب كل تحركاتهم، ويستغل مدير المخيم رجال الأمن وهم مجموعة أفراد من اللاجئين ضمن سكان المخيم في مراقبة تحركات النشطاء والتأكد ما اذا كان هناك أي محاولة منهم لنقل تقارير عن أوضاع اللاجئين بالمخيم.
ومازال الوضع في السودان غير آمن ولاسيما إقليم دارفور الذي يعتبر من أخطر الأماكن انتشارا للعنف والإرهاب حول العالم، مما يحول دون عودة اللاجئين طواعية ولكن بالرغم من ذلك قامت مفوضية اللاجئين في غانا بحرمان بعض السودانيين من التوطين في بلد ثالث لأسباب غير معلومة وسلمتهم خطابات تفيد بأنهم غير مؤهلين للاستفادة من برنامح اعادة التوطين في الوقت الراهن، ولا تقدم المفوضية أية مساعدات للاجئين الذين يعتمدون على انفسهم بشكل أساسي لتوفير احتياجاتهم الضرورية من العمل الشاق في صناعة الفحم النباتي وصيد الأسماك.
ويعاني اللاجئين السودانيين من التمييز العنصري والاستغلال الذي يمارسه المجتمع المستضيف ضدهم في العمل والمكاتب المعنية بشؤون اللاجئين، بسبب عدم المامهم باللغتين المحلية والانجليزية، ويتقاضون أجور أقل بكثير من نظرائهم الغانيين وهم يؤدون نفس الواجب ولا يوجد قانون يحمي حقوقهم.
وتوقف برنامج الغذاء العالمي من إمداد اللاجئين بمخيم كريسان بالغذاء منذ أكثر من عقد لأسباب غير معلومة ولكن هناك شائعات متداولة وسط اللاجئين مفادها أن السودانيين وقعوا اتفاقا مع مفوضية اللاجئين في غانا تقضي بوقف منحهم الغذاء مقابل استمرار برنامج إعادة التوطين.
وترفض أستراليا ودول أوربا استقبال اللاجئين من غرب إفريقيا دون إبداء أي سبب ولكن التقارير تفيد بشبهة فساد طال برنامج التوطين في فترات سابقة. ويستثنى من ذلك كندا والولايات المتحدة الأميركية قبل أن تحظر إدارة ترمب دخول مواطنيين من بعض الدول الإسلامية من بينها السودان الولايات المتحدة.
وتأخر السلطات الغانية إجراء مقابلات لطالبي اللجوء لفترات طويلة تمتد احيانا أكثر من عامين، كما يستغرق البت في أمر الحصول على صفة لاجئ الفترة نفسها او أطول دون توضيح الأسباب.
ويمثل الوضع بمخيم كريسان انتهاك صارخ لحقوق الإنسان يستدعي تدخل المنظمات الحقوقية والإنسانية لإنقاذ مايمكن إنقاذه ولاسيما في ظل صمت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وهي تعلم بوجود الانتهاكات وهضم حقوق سكان المخيم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة