المحاليل والأدوية نفدت، كذلك المستهلكات الطبية فلا قفازات تحمي يدي من يقع على عاتقهم علاج المرضى ولا كمامات تقيهم شر التلوث، لكن ذلك ليس أسوأ ما يواجه مستشفيات الخرطوم، بل هو جزء من كارثة كبرى تهددها، إذ تتزايد حالات الإصابة بما أسماها وزير الصحة الاتحادي (بحر أبو قردة) الإسهالات المائية. تصريح (بحر أبو قردة) الذي جاء عند مسائلته أمام البرلمان هو جزء من تكتم حكومي أكبر، رفضت فيه الحكومة الاعتراف بوجود وباء، ولم تعلن أي إجراءات صحية استثنائية رسمية في الدولة. يتزامن هذا التكتم مع تزايد حالات المرض، فبعد التفشي الكبير للإصابة في ولاية النيل الأبيض بدأ تسجيل حالات وفيات في الخرطوم، فقد توفي 5 من بين 35 حالة استقبلها المستشفى الأكاديمي الذي يملكه وزير الصحة في ولاية الخرطوم مأمون حميدة، بينما نقل مصدر طبي لخرطوم بوست أن مستشفى إبراهيم مالك استقبل 5 حالات توفي منها مريض واحد سوري الجنسية، أما مستشفى السلاح الطبي فقد استقبل 17 حالة ولم يتم تحديد عدد الحالات التي استقبلتها كل من مستشفى بحري ومستشفى أم درمان. وعلمت الصحيفة أن في هذا الوقت الحرج صدرت تعليمات للمستشفى الأكاديمي على الرغم من صدور توجيهات من السلطات بتحويل الحالات من مستشفى إبراهيم مالك للأكاديمي. وقال مصدر طبي متابع للحالات من داخل المستشفى أن النقص الحاد في الأسرة والغرف فضلا عن امتلاء عنبر العزل هو ما وقف حجر عثرة أمام استقبال حالات إضافية من المرضى. كل ذلك يحدث في وقت لم تقم فيه السلطات بإجراء تحليل رسمي للعينات من المرضى والإعلان عن الأسباب وراء الإسهالات المائية، وهو الأمر الذي دعت إليه لجنة أطباء السودان في تقرير دقت فيه ناقوس الخطر من انتشار “الإسهالات المائية”، واصفة الإجراءات الصحية والبروتوكولات الفنية التي تمارس في الوضع الراهن بأنه إهمال حكومي تجاه وضع كارثي. وكانت منظمات المجتمع المدني في النيل الأبيض قد أعلنت أن المرض تفشى واستفحل بصورة يصعب السيطرة عليه في كل من مدينة كوستي وربك وقريتي الهشابة وعسلاية، المنظمات أرجعت هذا التفشي لعدم اكتمال حالة العزل وتأخر إجراءها، إضافة لتلوث مياه النيل الأبيض واعتماد بعض المواطنين على الشرب من المياه القادمة مما يسمى بلسان النيلرغم تلوثه بالمخلفات وروث الحيوانات. حكومة الولاية من جانبها أعلنت عن تسجيل قرابة 4188 حالة منذ بداية أبريل الماضي، مبينة أن جملة الوفيات وصلت إلى243 حالة، موضحا أن الولاية أنشأت أكثر من 44 مركزاً للعزل، وقالت الولاية إن الحالات داخل هذه المراكز وصلت إلى 3978 حالة، الأمر الذي يظهر تضاربا في الأرقام. جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده مدير وزارة الصحة الولائية بابكر المقبول والذي أقر أن أكثر من 70% من المواطنين لا يتحصلون على مياه صحية للشرب، وبالمقابل قلل المقبول من خطورة الأوضاع قائلا إن الإمكانات متاحة لدرء المرض وأن الولاية “لا تواجه كارثة”. وأضاف المقبول أن الولاية بدأت في الاستجابةة وتوفير الدواء والكوادر الطبية إضافة للاهتمام بالأنشطة المصاحبة لدرء حالات “الإسهالات المائية” من إصحاح بيئي وتثقيف صحي إلى جانب دور اليونسيف وحكومة الولاية في تعقيم المياه وقفل المضارب الملوثة، ومحذراً مما أسماه “التلاعب بالأرقام” وأن عدم الشفافية في نشر الإحصاءات قد تسبب الهلع، وأرجع المدير أسباب انتشار المرض إلى تلوث مياه الترع وانحسار مياه النيل، إضافة إلى “التبرز في العراء”. ومع استمرار انتشار المرض الذي أصبح يتسرب في مسام البلاد مع جريان النيل تغيب مفردة “الكوليرا” من التصريحات الرسمية ويثبت استخدام مصطلح “الإسهالات المائية”، ويستمر انتظار المواطن لنتائج تحليلات تريحه من رصد الاحتمالات في انتظاره الطويل لخدمات أصبح غيابها يهدد حياته.
06-04-2017, 11:57 PM
جمال ود القوز
جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
زهير يا صاحب وود القوز اكان كوليرا ولا اسهال انها قاتلة ومعدية والكوليرا شنو ماياها التهاب بكتيري يسبب اسهال قاتل شفت زول مركبين ليهو 4 دربات في وقت واحد
06-06-2017, 06:58 AM
مني عمسيب
مني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة