انقل وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور،رسالة من الرئيس عمر البشير الى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وعرض الوزير على الجانب المصري تشكيل قوة مشتركة بين السودان ومصر لمكافحة الارهاب وتأمين الحدود المشتركة .
وقال غندور في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، إنه نقل إلى السيسي "بعض الانشغالات" من الرئيس عمر حسن البشير كما نقل إليه "كل المعلومات" التي طلب الرئيس السوداني تسليمها له، دون أن يخض في التفاصيل.
وتجئ زيارة الوزير السوداني للقاهرة، بعد تفاقم حالة التوتر بين الخرطوم والقاهرة خلال الأسابيع الأخيرة، بإعلان الحكومة على لسان رئيسها عمر البشير تورط مصر في صراع دارفور، عبر دعمها للحركات المسلحة في أعقاب ضبط مدرعات مصرية خلال المعارك التي شهدتها ولايتين في دارفور غربي البلاد، الأسبوع الماضي، بين القوات الحكومية والمسلحين الذين تقاتلهم الحكومة منذ العام 2003.
ونفت القاهرة على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي الأربعاء أن تكون قدمت أي دعم للمتمردين السودانيين.
وقال غندور إن السيسي وجه بأن تستمر اللقاءات الثنائية كل شهر سواءً في القاهرة او الخرطوم، كما وجه بتفعيل كافة اللقاءات على المستوى العسكري والأمني، وكل ما يتعلق بقضايا البلدين.
وأضاف "ناقشنا كل تفاصيل العلاقات الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية وكل مجالات التنسيق على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي".
وحول الإتهامات السودانية لمصر بالتورط في دعم الحركات المسلحة في دارفور، قال غندور "وضعت معلومات يجب أن تدرسها الأجهزة الأمنية والإتهامات كانت مستندة لمعلومات وليس جزافا واللقاءات الثنائية التي وجه السيسي بعقدها يمكن أن تحل تلك الإشكاليات، وسوف تستمر المشروعات المشتركة بين الجانبين وناقشنا أن نبني على صفحة جديدة بين البلدين".
وأكد غندور عدم وجود تصعيد من الجانب السوداني تجاه مصر، قائلاً أن حظر السودان للمنتجات الزراعية المصرية أمر فني، وسيتم مراعاة الأمر بناء على معلومات فنية بحتة.
وأوضح أن فرض السودان تأشيرة دخول للمصريين تم عقب ترويج الإعلام استضافة الخرطوم للإرهابيين، داعياً وسائل الإعلام إلى العمل على دفع تعزيز العلاقات بين القاهرة والخرطوم.
وشدد غندور على أهمية تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب ، وذلك ردا على سؤال حول امكانية انشاء منطقة عازلة في المثلث بين مصر والسودان وليبيا.
و قال ان حدود بلاده مع مصر تمتد لاكثر من الف كلم بالاضافة الي 700 كلم من الحدود البحرية لن تستطيع دولة منفردة حراستها.
وتابع " لذا نعرض علي مصر تجربة القوات المشتركة التي طبقناها مع تشاد واثيوبيا ونسعى لتطبيقها مع جنوب السودان وافريقيا الوسطي" قائلا إنها منعت دخول الإرهاب لكلا البلدين.
وتابع ناقشت مع الوزير شكري كل تفاصيل العلاقات بين البلدين علي جميع المستويات مؤكدا ان العلاقة مع مصر مقدسة ولا تحدها حدود.
ودلل علي عمق العلاقات بين البلدين بعدد لقاءات الرئيسين السيسي والبشير التي بلغت 18 لقاء "وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ العلاقات بين الرؤساء".
من جانبه اوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري انهما تواثقا على تفعيل كل اليات التواصل بينهما علي مستوي وزيري الخارجية وعلى مستوي القيادات الامنية والعسكرية وفق اطار جامع لترسيخ العلاقة بين السودان ومصر وتثبيت اركانها.
وتابع "نحن نعمل من أجل أن تكون هناك مكاشفة دائمة وحوار صريح يتسم بالإخاء ويكون قادرا على إزالة أي نوع من اللبس وسوء الفهم".
وبشأن فرض حظر على واردات المحاصيل الزراعية والمنتجات الحيوانية المصرية منذ مارس الماضي قال غندور "القرار مبني على معطيات فنية ويجب أن يحل في نفس الإطار".
واستورد السودان سلعا من مصر بنحو 591 مليون دولار في 2016 معظمها مواد غذائية مثل الخضراوات والفاكهة والبسكويت حسبما قال أحمد حامد المدير بوزارة التعاون الدولي السودانية.
لكن منذ اوائل العام الحالي قررت الخرطوم وقف استيراد الفواكه، والمنتجات الزراعية المصرية عبر سلسلة من القرارات كان آخرها إصدار رئيس الوزراء بكري حسن صالح، الثلاثاء الماضي ، قراراً باستمرار حظر السلع المصرية الزراعية، ووقف استيراد أي تقاوى أو شتول من مصر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة