ظللنا نتابع بقلق بالغ منذ سبتمبر من العام المنصرم تردي الأوضاع الصحية في ولاية النيل الأزرق، ليصل قمة ترديه في ولاية النيل الأبيض المنكوبة، وبعض الولايات، بما في ذلك ولاية الخرطوم، حتى بلغ الوضع الصحي مرحلة الوباء الشامل، كما وثقت ذلك التقارير الصادرة من منظمات محلية وأجنبية، وذلك نتيجة للسياسات الصحية الخاطئة للنظام، حيث تخلى عن إلتزاماته ومسئولياته عن صحة المواطن، نسبة لانخفاض الإنفاق على الصحة بصورة متسارعة، حتى بلغت رقما مخجلا قياسا على ميزانيات الميليشيات والأمن والصرف البذخي على الدستوريين. حيث يتم التدمير للبيئة والمنشئات عن قصد وتعمد، الأمر الذي فاقم من تردي صحة البيئة، وتدمير البنيات الأساسية، وانعدام الخدمات الضرورية للمواطنين، حيث تم إهمال كامل ومتعمد لتنقية مياه الشرب، وتركها حتى اختلطت بالمخلفات الصناعية، فمحطات تنقية المياه متعطلة منذ فترة طويلة، بالاضافة للعجز التام في جمع النفايات والتخلص منها حتى أصبحت متكدسة ومتراكمة واختلطت بمصادر المياه الصالحة للشرب، بالاضافة إلى قلة الكوادر الصحية والطبية في كل أقاليم السودان نظرا لتصاعد العمليات العسكرية والسياسات التي تجبر الكوادر الصحية للهجرة خارج الوطن. تجاه هذا الوضع الصحي المتدهور والخطير، نجد أن السلطات في حالة غيبوبة تامة، وفي حالة إنكار وتكتم شديدين عن الإعتراف بالمرض وعدد ضحاياه والمصابين به، وتجاهل تام للوضع الكارثي في البلاد، وكأن الأمر لا يعنيها، كما أن الحكومات المركزية والولائية تتجنب الإعتراف بجسامة وخطورة الوضع، فأخذ المسؤولون الولائيون والاتحاديون يطلقون التصريحات المتناقضة والمتضاربة لوضع مأساوي لا تنفع معه سوى الشفافية والوضوح والمجابهة، وتحمل المسئولية السياسية والأخلاقية كاملة، لأن أرواح الناس ليست محلا للمراوغة والمخاتلة السياسية. مما تقدم ترى الجبهة السودانية للتغيير التالي:ـ • الإعتراف بالوضع الصحي المزري والمتردي، واعتبار كل أقاليم السودان منطقة كوارث ووباء، ومن ثم إعلان حالة الطواريء حتى يستفيد المواطن من الدعم الخارجي والمنظمات المعنية في ظل عجز السلطة التام وقلة حيلتها تجاه هذه الجائحة الخطيرة. • استنفار كافة الجهود من أجل احتواء الوباء وعلاج المصابين والشروع الفوري في إصحاح البيئة بما في ذلك توفير مياه الشرب النقية. • يتم تبليغ المنظمات الدولية للمساهمة والمساعدة في احتواء ودرء هذا الوباء الخطير. • بالرغم من مراسلاتنا ومخاطباتنا لمنظمة الصحة العالمية ومكاتبها الإقليمية بصورة دورية، إلا أن تدخل هذه المنظمات يتطلب إعتراف الدولة بتفشي الوباء داخل إقليمها، وهذا يستلزم تصعيد الحملات الإعلامية والصحية والسياسية والضغط على السلطات كي تمارس واجباتها الأخلاقية والدستورية. كما على الأطباء الشرفاء في داخل وخارج السودان واجب مهني يقتضي مخاطبة منظمة الصحة العالمية وأفرعها المنتشرة عن خطورة الوضع في السودان. • إزاء تهرب وزير الصحة من تحمل المسئولية السياسية، ومنع د. مامون حميدة الصريح من استقبال مرضى الكوليرا في مشفاه الخاص، بعد أن ساهم مساهمة مباشرة في تصفية مستشفيات الشعب العامة، الأمر الذي يؤكد بأن النظام ومسئوليه يرتكبون جرائم ضد الإنسانية مكتملة الدوافع والأركان بحق المواطن السوداني. عاجل الشفاء للمصابين والرحمة والمغفرة للذين رحلوا نتيجة لتقاعس الحكومة وتهاونها بأرواحهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة