أود أن أنتهز مناسبة العام الجديد ونحن نعبر العام 2015م ، لتهنئة الرفاق الكرام والمواطنين الإعزاء أينما كانوا في الأراضي المحررة أو في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة في مدن السودان المختلفة وفي معسكرات اللأجئين والنازحين وفي الشتات
وأحي تحديداً صمود وتضحيات السودانيين خاصة في جبال النوبة/ جنوب كردفان وفي النيل والأزرق وفي دارفور، والذين قاوموا بأباء وشمم كل المصائب التي حاقت بهم على أيدي المليشيات المدعومة من قبل الحكومة وجيش المؤتمر الوطني وتحملوا قصف القنابل المتتالي من طائرات الأنتينوف والتي غدت أمراً يومياً.
وأحي وأهنئ المواطنين أعضاء نداء السودان (الجبهة الثورية،حزب الأمة القومي، منظمات المجتمع المدني و قوي الإجماع الوطني ) لمواقفهم البطولية ومقاومتهم المتصلة لنظام السودان القمعي ، وأنني على قناعة تامة أن بقاؤنا متحدين سوف يضيق الفرصة على النظام حتى لا يتسنى له الهروب من مصيره المحتوم
وأحي أهل السودان والأحزاب والقوي السياسية الأخري المعارضــــة التي لم تكن ضمن منظومه نداء السودان ) على صبرهم على الفقر والعوز والإذلال بسبب سياسات النظام. نحن وأنتم في خندق واحد.
المواطنــــــــــــون الــــــــــــــــــــكرام
بنهاية هذا العام نكون قد أكملنا ستون عاماً منذ خروج المستعمر، ونحن لا نزال، يا للحسرة، عاجزين على الإجابة على السؤال الذي كان حري بنا الإجابة عليه حول كيف يحكم السودان؟.
ستون عاماً إنقضت ونحن لا نزال نفخر بتحررنا من قبضة البريطانيين وهي ذات الستين عاما المثخنة بالحروب الأهلية ونزيف الدم في شرق السودان ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، ولا يزال غالب أهل السودان دون خط الفقر ويصنف السودان كواحدا من الدول الفاشلة، ستون عاماً إنقضت والبلاد على حافة الإنهيار الكامل.
وكل هذا نابع من تبني القادة والساسة لبرنامج حكم ديني وإثني محدود النظرة بدلاً عن تبني برنامج أكثر إتساعاً تتحقق فيه العدالة الإجتماعية ويتم فيه بناء الأمة على أسس المواطنة.
ونحن نستقبل العام الجديد وسجل الحكومة لم يتغير البتة، بل على النقيض من ذلك ، الإقتصاد منهار وتســعي لإنعاش إقتصادها المتهالك وذلك بالإنضمام الى الحلف العربي عاصفة الحزم، على أساس إقتصادي صرف بضخ ملايين الدولارات من التعهدات العربية، وأحبط عملها حين تبين لها عدم تحقق العهود الموعودة، ولكنها كانت قد أرسلت سلفا جنودها إلى اليمن ولم تحصل سوى مساعدات تنموية لتشييد السدود سيئة السمعة الشئ التى تساهم فى إنتهاك حقوق الإنسان ما أوجد مقاومة شرسة من سكان تلك المدن والقرى التاريخية العتيقة.
فالإقتصاد لن يتعافى بحفنة الملايين هذه بل يتعافى عند إيقاف الحرب التي تهلك الإقتصاد وتعيق كل المحاولات المبذولة للوصول إلى سلام دائم في السودان، وبحرمانها المحتاجين من الحصول على المساعدات الإنسانية وبأصرارها داخلياً على المضي في سياسة إنتهاك حقوق الإنسان والرقابة على الصحف وإعتقال قادة الأحزاب السياسية وناشطي منظمات المجتمع المدني، ومما يزيد (الطين بلة) تنظيمها للإنتخابات الجزئية في أبريل الماضي للحصول على شرعية مشكوك فيها، كما هي حالياً صـــــادرة فــكرة الحـــوار بإبتدارها للحوار الوطني الذي يقتصر على المؤتمر الوطني بمسميات مختلفة حتى تخرج بتفويض لا فائدة من ورائه بـــدلاً من التحــول الديمقــراطي ووقف الحــــــــرب.
فالمؤتمر الوطني والذي قام بتغيير هياكله السياسية وإبعاد قادة أمثال د. نافع وعوض الجاز وعلى عثمان محمد طه بهدف تركيز السلطات بين يدي الرئيس مما يجعل المؤتمر الوطنى أكثر ضعفاً ويواجه عزلة أشد وطأة.
ونحن ندخل العام الجديد وجنوب السودان، جارتنا الشقيقة، أوقفوا قتل بعضهم بعضاً وتقبلوا السلام والمصالحة، وإنني نيابة عن الحركة أهنئهم على بلوغ السلام ونبذهم العنف والحرب التى أنهت حياة كثير من الأبرياء.
ونحن نقارب بدايات العام الجديد، تاركين خلفنا سنة 2015م فخورين بإنجازات الحركة العديدة، حيث شهد العام إعادة هيكلة الحركة وتنظيمها على الصعيد الداخلي. وتذكرون جميعكم قرار القيادة الصادر في أغسطس 2015م والقرارات اللاحقة له الضرورية لتنقلنا على أعتاب العام الجديد ونحن أكثر إنسجاماً ووحدة.
وأوكد لكل مكونات الحركة أننا أقوي من ذي قبل وقادرين على الدفاع على مبادئنا وأهدافنا. وكما حدث من قبل فأننا قادرون على إفشال خطط الحكومة القائمة على الحملة العسكرية في موسم الصيف، وليس هناك ما يدعو للقلق، التهنئـــــــة لجنــود الجيــش الشــعبي لبطولاتهم المعتــــادة في مقـــاومة جيش ومليشيات المؤتمر الوطني .
وفي مناطق العالم الأخرى، في أوروبا، والتي تدخل العام الجديد وهي منشغلة بحربها على الإرهاب والدين السياسي وتدفق المهاجرين الشرعيين منهم وغير الشرعيين وفق القارة التي يأتون منها. أوربا دون شك واعية تماما بالأثر المستقبلي للمهاجرين، فهم لا يأتون مجرد أفراد بل يأتون حاملين معهم ثقافاتهم وعاداتهم ومبادئهم وأطرهم الذهنية للتفكير والتي قد تتسق أو لا تتسق مع الثقافات والقيم والعادات الغربية ، مدركة تماماً أن هؤلاء المهاجرين سوف يصبحوا في غضون خمسة عشر عاماً مؤهلين للتصويت وسوف يتم حدوث تغيير في التركيبة السكانية وكذلك الخارطة السياسية ، ولن تظل أوروبا كما كانت. فالأوربيين متيقظين لأجراس الإنذار ومنشغلين بكيفية التأقلم مع كل هذه الأمور، ولم يعودوا مهتمين بما يدور في أعالي البحار لان المشكلة صارت علي مرمي حجر منهم .
أهنئي وفــد الحركة المفاوض والمشاركين من الخبـــــراء بالرغم من مما واجهوه من ضغوط داخلية وخارجية و إغــــراءات لتصـــرفهم بمسؤلية تامة تجاة قضية السلام في السودان بناءاً علي مبداء الحل السلمي الشامل و الحوار الجاد بمتطلباته والإبتعــــاد عن الحلول الجزئية التي جربت كثيراً .
أهنئي شريحــــة الإعلامين بالحركــــة رغم صغـــر حجمها وضئالة مواردها بتصديهـــــم المســـــؤل للشاعات و الهــجوم الإعلامي في الوســـائط الإعلاميــــــة المختلفة التي أنتجتهـــــا عصــر العولمــة و المعلومات . تصدر أحيانا من أشخاص أصدقاء بحكم العلاقة التكوينة و أخرون غير ذلك لتلك الإعتبار أيضاً .
على هذه الخلفية أود أن أتطرق للتسوية السلمية، وكما تذكرون فقد أكملنا قبل وقت وجيز الجولة العاشرة من المفاوضات مع الحكومة، ولم تنجح أي من الجولات بسبب تعنت الخرطوم، وقد أوضحنا تفاصيل المداولات وما دار فيها في تقريري الأمين العام والناطق الرسمي.
وأود في هذا المقام أن أشدد على موقف الحركة فيما يخص التسوية السلمية بأننا لن نوقع على أي إتفاقية غير شاملة بإشرك جميع السودانيين. والأخبار التي تتداولها مواقع التواصل الإجتماعي غير صائبة بأن الحركة قد توصلت إلى إتفاق مع الحكومة، هي أخبار كاذبة والهدف منها إحداث صدع بين الحركة وقوة نداء السودان، كما يتداول أن الحركة على وشك الإنضمام لحوار المؤتمر الوطني ما هو الا فرية كبرى، هـــذة ليست السفينة التي نرفع علم الحركة عليها. ونؤكد لقوى نداء السودان أننا لن نخطو خطوة واحدة دون الأخرين. هذا النظام يجب تغييره وإصلاحه لابد من العمل علي ذلك و للمشككين من ذلك أقول لهم " لكــــل دكتاتور نهــــــاية كارثيــــة ، البشير ليس بمعصــــــوم" إن جثث الأطفال و النساء المغتصبات في تابت وفي مناطق النزاعات تطارده حيثما حل ، فلابد إذن من التغيير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة