التاريخ سيسجل بمداد من نور هذا المنعطف الهام من هبة الشعب السوداني العظيم، وهو ينفّذ العصيان المدني كأحد أمضى أسلحة الشعوب في هزيمة الدكتاتورية. يؤكد العموم أن تنفيذ هذه الخطوة القوية نحو إنهاء نظام القهر المسمّى بالإنقاذ، إنما جاءت ليرد الشعب الصاع صاعين، ولن يسمح للنظام الآيل للزوال في أن يقف على رجليه من جديد ليرهن الوطن مقابل استمراره في السلطة. لقد بدأ العد التنازلي النهائي لزوال النظام الأحادي الذي أغرق الوطن في الفتن والحروب، وأفقر الشعب وصرف موارد البلاد في تمكين نفسه. يؤكّد حزب العموم بأنه في طليعة حراك التغيير السلمي نحو غدٍ تُشرق فيه شمس الديموقراطية، حيث يتحرر الوطن من قيود الدكتاتورية ويمارس الشعب سلطته في تفويض الوطنيين الأمناء القادرين على تحمّل المسئولية، لتحقيق طموحاته ليحيا كما تحيا الشعوب وتتطور.
نحن في وطن لا تنقصه الموارد، ولا تنقصه الكوادر، ومن بلاء هذا الوطن أنه وقع فريسة للدكتاتورية لعقود، فاقعدوا به، وقتلوا في شبابه روح الإبداع، لكن كل ذلك لحين، لأن إرادة الشعوب لا تُقهر وإن تعثّرت أكثر من مرة. نهيب بجميع العموم أن يكونوا في سباق مع الزمن نحو إنجاح العصيان الذي بدأ واقفاً على قدمين، ويجب أن يمضي إلى تحقيق الهدف منه. ندعو عموم الشعب السوداني أن يكون حريصاً على ممتلكاته العامة حفاظاً وحماية من التخريب الذي ينوي النظام ارتكابه ليشوه هذا العصيان الراقي، يكفي الوطن ما فعله عبر أكثر من ربع قرن من التدمير والخراب. لقد ضرب النظام هذا الشعب في قيمه وأخلاقه، وأن قيمة التكافل هي إحدى القيم التي قزّمها وسعى إلى حصرها تحت عباءته، اليوم ندعو الشعب وهو يخطوا الخطوة الأولى في العصيان، أن ينتبه إلى أن النظام قد درج على المراهنة على الزمن، وفي مخيلته أن الملايين التي أفقرها، قد لا تصمد لأيام، من هنا ندعو كل الشعب أن يتكافل في أحيائه وقراه ومدنه، كما كان شأنه في مثل هذه المواقف، وأن يتقاسموا اللقمة بينهم. الشعوب العظيمة تُظهِر أصالتها في مثل هذه اللحظات الحرجة، وأن الصبر ساعة خير من المعاناة تحت جور النظام لأعوام أخرى. كما ندعو جميع السودانيين المناضلين المنتشرين في كل بقاع العالم أن يهبّوا بتنظيم دعمهم للشعب الذي يقاسي لكنه صامد وعازم على أنه لا رجعة إلا وقد زال هذا النظام واسترد سلطته.فاليكن شعارنا، مليون شهيد لعهد جديد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة