العلاقة بين ستات الشاى والباعة المتجولين مع موظفى البلدية علاقة مريرة و مؤلمة..وهى تعتمد على الكر والفر مع موظفى البلدية الذين يقومون (بالكشات ) فيصادرون امتعتهم لتعاد اليهم بعد دفع الغرامة لتحجز منهم مرة أخرى..و نذكر الباعة المتجولين وكيفية فرارهم من موظفى البلدية والقهر الذى يصيبهم نتيجة الاذلال و الاهانة ..هؤلاء هم وقود الثورة الان ..وهم من يؤكد أن الثورة لديها من يحرسها ومن يدفعها الى الامام ومن يحافظ عليها حتى النصر..اذلال بائعات الشاى و صغار الباعة هو وصمة فى جبين الانقاذ لو انها كانت تحس..بائعة الشاى تحملت مسئولية الدولة فى الاقتصاد و التعليم والصحة.. و تحملت مصارعة الحيتان فى رفع الاسعار لتصرف على أسرتها...وكذلك صغار الباعة الذين ارهقوا بالضرائب والمطاردات معا..منهم الطالب والطالبة.. منهم من يعول أمه وابيه..ومنهم من يعول أسرة كاملة... و لكن حيتان السوق الانقاذيين لم يخجلوا ابدا من أمتصاص دم هذه الشرائح المجتمعية الفقيرة الكادحة منذ الفجر وحتى منتصف الليل..ويرفعون الاسعار..ويخبئون السلع..ويتعاملون مع السوق كما لو أن بينهم وبين فئات المجتمع الفقيرة. (تار أبوبكر الصديق).. وبالرغم من ذلك سارت الحياة بكل قسوتها..وتحمل السودانيون ما تنوء عنه الجبال..27 عاما كالحات مؤذيات ومدمرات للوطن والمواطن...الفئة المذكوة أعلاة هى من أكثر فئات المجتمع اليوم التى تنادى بسقوط النظام سرا وجهرا... وفى مثل هذه الايام تنشط الاجهزة الامنية..ويصيبها الذعر..وتمارس كل ما أمكن فى أفشال الثورة..فهم اما أنهم يقللون من قيمة السودانى وغضبه . و اما أنهم يهددون ويتوعدون بأن الخروج الى الشارع عاقبته الرصاص والقتل. وأما أنهم ينفذون فعليا القتل فى المظاهرات..اليوم أنكسر حاجز الخوف..فهاهم أطفالنا فى المدارس ..وبناتنا فى مراحل الدراسة المختلفة قد خرجن فى المظاهرات وهن يفتحن صدورهن للرصاص..ثم لم يكتفين بذلك فّنفذن العصيان المدنى..ثم لم يكتفين بذلك فقررن الامتناع عن الطعام لمدة ثلاثة ايام..كل هذا وعمر البشير يتهرب من الواقع..وحكومة عمر البشير فى حالة استعداد بأن ترسل اسرها الى الخارج..و الاجهزة الآمنية فى حالة استعداد تام بأن تقتل وتذبح وتنتشى طربا مثل ما كانت تعمل طوال ال27 عاما..ولكن فالتعلم الانقاذ حكومة وأفرادا أن الامر مختلف اليوم..وطالما ان لا احد منهم لدية كرامة تدفعه بان يستقيل, فاليعلموا ان هذا المسلك يناسنا ويناسب ثورة الجياع الان ..هذا لاننا نريدكم فى مواقعكم حينما يتم السقوط.. أول اجراء بعد سقوط الانقاذ هو فتح أبواب السجون والحراسات وبيوت الاشباح واطلاق سراح سجناء الضمير..وسوف يكون هذا اليوم تماما مثلما حدث ايام الثورة الفرنسية عام 1789 نذكر منها الطبيب الذى قضى كل حياته فى السجن يصنع الاحذية حتى تقوس ظهره من الانحاءه وعمل الاحذية وتغيرت ملامحه..فقد كان منظرا مؤلما لكأنما كان الرجل فى عالم سفلى وعاد الى عالم الاحياء..فى مثل ذاك اليوم سوف نسمع ما لا أذن سمعت و سوف نرى ما لا عين رأت...وسوف يصيبنا الذهول من هول بطش الانقاذ للمواطنين فى سجونها وحراساتها..فهناك أناس محتجزين منذ قدوم الانقاذ..بل وقد فاقوا الحكم المؤبد وهو العشرين عاما..ولكنه حكم مدى الحياة.. هناك أناس فقدوا عقولهم..وهناك أناس فقدوا الاحساس بما حولهم..وهناك أناس فقدوا ادميتهم ولم يصبحوا بنى ادمين ولم يصبحوا حيوانات مفترسة..سوف تلفظ سجون الانقاذ نتائج بطش الدكتاتور عمر البشير الفعلية..وسوف تحكى للعالم يومئذ أن العقل البشرى يمكنه التفوق على أشرس مارد أو أعتى تنين..سوف يخرج أناس من قاع جهنم ليحكوا لنا كيف أننا لم نصف الانقاذ وصفا دقيقا فى ال27 عاما..وأن الروايات التى سوف نسمعها سوف تنسف ما تبقى لنا من أعصاب صارعنا بها الانقاذ 27 عاما عجاف.. من أجل هؤلاء يجب أن تنجح الثورة.... والشعب..يريد...أسقاط النظام..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة