الخرطوم ـ جوبا ـ أميرة الجعلي أجرى المشير عمر البشير، رئيس الجمهورية، اتصالا هاتفيا مع سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، ورياك مشار نائبه الأول أمس (الأحد) ودعا البشير الطرفين إلى ضبط النفس وتغليب مصلحة شعب جنوب السودان، من أجل استقرار المنطقة وعدم فتح ثغرة للإرهاب، وضرورة حقن الدماء وعدم جر المنطقة إلى صراعات قبلية وسياسية، تساهم في تعطيل عجلة السلام والتنمية في دولة جنوب السودان، وعبرت وزارة الخارجية، في بيان لها أمس، عن بالغ قلقها جراء الأحداث، وكشفت عن إجرائها اتصالات مكثفة بالشركاء الدوليين المعنيين بتنفيذ اتفاقية السلام في جمهورية جنوب السودان بشأن السبل الكفيلة باحتواء الوضع، ونوه البيان إلى أن إبراهيم غندور، وزير الخارجية، سيشارك في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول الإيقاد الذي سيعقد اليوم (الاثنين). في غضون ذلك اطلع الفريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية، على الجهود التي تقوم بها اللجنة المختصة بمتابعة أوضاع السودانيين في دولة جنوب السودان، وقال جمال محمود، وزير الدولة بمجلس الوزراء رئيس اللجنة، عقب لقائه النائب الأول أمس إن اللجنة تتابع عن قرب أوضاع السودانيين بالجنوب بعد الأحداث الأخيرة مؤكداً سعي اللجنة لتهيئة كل السبل والوسائل الكفيلة بتوفير الرعاية والحماية للمواطنين السودانيين بالجنوب، منوها إلى أن اللجنة تبحث السبل والخيارات لإجلاء السودانيين من دولة الجنوب وقال إنه استمع إلى موجهات من النائب الأول تسهم في الحفاظ علي أمن وسلامة السودانيين بدولة الجنوب، وأبلغت مصادر (اليوم التالي) عن وفاة مواطن سوداني في جوبا جراء إطلاق النار الذي شهدته المدينة. واستمر القتال بين قوات رياك مشار المتمرد السابق وقوات سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان لليوم الثالث على التوالي في العاصمة جوبا، وعلمت (اليوم التالي) من مصادرها أن اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المدفعية وأسلحة الهاون وقعت أمس في مدينة ملكال، وقال شاهد عيان للصحيفة: "الاشتباكات اندلعت في حوالي الساعة الثالثة بقصف مدفعي من جهة الغربية للمدينة" وأشار إلى أن قوات الجيش الشعبي أرسلت بعض القذائف في اتجاه القصف، وقال إن المتمردين أطلقوا نيرانهم من الضفة الغربية للنيل الأبيض، واستخدموا عبارات مستهدفين ضرب معسكرات الجيش، وأجبر النزاع آلاف المواطنين على الفرار للنجاة بحياتهم، وشوهدت الدبابات والمدفعية الثقيلة تتحرك من القصر الرئاسي ومقر الشرطة نحو منطقة (الجبل) مقر قوات مشار، وعلمت الصحيفة أن سلفاكير ميارديت سيعلن وقف إطلاق النار قبل انعقاد اجتماع إيقاد. وقال وليام جاتكوث الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية بقيادة رياك مشار لـ(اليوم التالي) أمس إن القتال في مدينة جوبا بدأ منذ الثانية من صباح (الأحد)، واتهم جاتكوث الرئيس سلفاكير ميارديت بتوجيه القوات التابعة له بمهاجمة مقر قواتهم في منطقة (جبل) ومنزل رياك مشار بالطيران، وأوضح أنهم ردوا على الطائرات بالمدفعية وتمكنوا من إنزال طائرة واحدة بعد ضربها، منوها إلى أن مشار لا يزال في منزله بجوبا ولم يصب بأي مكروه، وأضاف: "مشار لن يذهب إلى أي مكان وسيظل باقيا في جوبا"، وقال إن لديهم معلومات بأن يوغندا سترسل طائره لنقل سلفاكير إلى أراضيها، مهددا بإسقاط الطائرة حال وصولها. فيما أكد مايكل مكواي الناطق الرسمي وزير إعلام حكومة الجنوب في حديثه لـ(اليوم التالي) احتواء أحداث الأمس، مؤكدا الاستقرار التام للأوضاع في مدينة جوبا، واتهم بعض العناصر التي قال إنها تسللت داخل جوبا بالتسبب في إشعال الحرب، وقال إن الجيش الشعبي قام بتدميرها، ونفى مايكل الاتهامات بمهاجمه قوات مشار وأضاف: "هذا الحديث غير صحيح وسلفا لم يوجه بمهاجمه قوات المعارضة".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة