* للأديان الرئيسية (الأديان السماوية) كاليهودية والمسيحية والإسلام مكان ودور في التاريخ، فبعد نزول تلك الأديان كل على حدة لم يعد العالم على ما كان عليه قبل النزول. فهو دائما جديد متجدد مع نزول كل دين جديد. فظهور تلك الأديان يوحي بالحكمة الإلهية في التدخل لاستعدال مسيرة تاريخ الإنسان. فثمة تفسير ''تاريخي'' لظهور موسى وعيسى ومحمد. فهم أنبياء في كل دين من تلك الأديان الثلاثة مما يعني بداية جديدة وفترة تاريخية جديدة وثورة روحية وليس أبدا ''التطور'' المادي. * إن الوطني الغيور ليس بالذي يضع بلاده فوق اﻵخرين، وإنما هو ذاك الذي يعمل على أن تكون بلاده في مقام تستحق به مدح اﻵخرين. وهو الذي يهتم أيما اهتمام بكرامة وطنه الأم أكثر من إهتمامه بتحقيق المجد. * إن الدكتاتورية هي عمل، وطبع وسلوك غير أخلاقي حتى لو ادعت منعها للرذيلة. أما الديمقراطية فهي ذات سمت متخلق حتى لو سمحت بالرذيلة. فالأخلاق لا تنفصل أبدا عن الحرية. ولا يكون السلوك حرا إن لم يكن سلوكا أخلاقيا. إن الدكتاتورية بإلغائها للحرية ومن ثم حرية الاختيار إنما تلغي بفعلها ذاك الأخلاق والتخلق. وبذلك القدر وبغض النظر عن ما عداها من ظواهر التاريخ، فإن كل من الديكتاتورية والدين يتبادلان التفرد والاستثنائية. فالدين دائما ما يقف مع الروح في حسم معضلة الجسد - الروح كذلك فيما يتعلق بمسألة الاختيار بين الرغبة والتصرف. في حين يقف الدين مع الرغبة والنية بغض النظر عما ستكون عليه النتيجة أي العاقبة من ذلك. وفي الدين لا يقوم الفعل بدون النية من وراءه. أما ما معنى تلك اللفظة: بدون النية أي بدون فرصة أو بدون حرية العمل أو عدمه. وحيث أن التجويع المفروض لا يعتبر صوما كذلك الخير المفروض ليس خيرا، وهو غير ذو قيمة من وجهة النظر الدينية. ولهذا السبب تعتبر حرية الاختيار، فيما يختص بالفعل أو عدمه، بالالتزام أو الانتهاك، متطلبا أساسيا من أهم متطلبات الدين والأخلاق. لذا فإن إلغاء ذلك الخيار، إما بالقوة المادية وهو ديدن الديكتاتورية أو بتمارين الطاعة في اليتوبيا، يعتبر إلغاء للاثنين معا. ومن هنا تبرز فكرة أن أي مجتمع إنساني مستحق لتلك الكلمة لازم له أن يكون مجتمعا للأحرار. وعلى ذلك المجتمع الحد من عدد قوانينه وتدخلاته (لدرجة من درجات القسر الخارجي) إلى الدرجة اللازمة فقط للمحافظة على حرية الاختيار بين الخير والشر، حتى يفعل الناس فعل الخير ليس لأن عليهم فعل ذلك ولكن لأنهم يريدون ذلك. وبدون تلك النية والرغبة في فعل الخير فدوننا الدكتاتورية. * لقد أعدت هيئة الإذاعة البريطانية في عام 1973 قائمة بالألفاظ (السيئة) لئلا تستخدم في نشراتها الإخبارية وبرامجها العامة. * لعل المرء لا يلوم بعض السياسيين على الكلام التافه الذي يصدر عن بعضهم في بعض الأحيان. فالجمهور الذي يستمع إليهم يستحق أكثر من ذلك. فالسياسي يجد نفسه مضطرا في بعض الأحيان لأن يلوك كلاما لا يستقيم وقناعاته الخاصة لكن الجمهور يتوقع منه ذلك. فالخطاب الصادق والذكي غير مرغوب بل أن الجمهور لا يقبله البتة. وبذا تتحقق الحكمة القائلة بأن الناس إنما يستحقون القادة الذين يحكمونهم. وربما بسبب ذلك لدينا ساسة أذكياء في الظاهر ومنافقين في نفس الوقت، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى يرد الأذكياء والشرفاء عن أن يشاركوا في العمل. أما الأنظمة السلطوية فدرجة النفاق السياسي فيها أقل ولكن ليس ذلك من باب الشرف والأمانة والأخلاق أبدا. فالإنسان لا يتظاهر أبدا أمام شخص لا يأبه لأفكاره. * نسب هذا القول إلى الكاتب الروسي ديستوفسكي:{يا إلهي أنقذني من المتعصبين}. *** اللهم ارحم كاتب كتاب: «طريقي إلى الحرية ـ مذكرات من سجن فوجا ـ 1983 ـ 1988م» راحلنا علي عزت بيقوفيج رئيس البوسنة، الذي هانذا اواصل اقتطاف بعض من كلماته وتأملاته لأهديها إليكم من حين لآخر كما وعدتكم بذلك عزيزاتي القارئات وأعزائي القراء. [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة