دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
من هو "محمود صالح عثمان صالح (1939-2014)" الذي يحتفي به الحزب الشيوعي وقيادته وعضويته الساذجة من أمثال نبيلو في لندن؟ من هو "المناضل" محمود صالح الذي وجد طريقه إلى "الميدان" لسان حال الحزب الشيوعي السوداني .... ونعته قيادته: "المركز العام للحزب الشيوعي وصحيفة الميدان ينعيان ببالغ الحزن والأسي السيد/ محمود صالح عثمان صالح، عميد آل عثمان صالح،والذي اختطفته يد المنون بلندن ظهر أمس السبت، إثر علة لم تمهله طويلا . لقد كان الفقيد علماً من أعلام السودان الذين إنتموا للوطن بحق وحقيقة، تشهد عليه أياديه البيضاء التي امتدت دون من أو أذي لكافة المناشط الإنسانية،وظل وفياً للشعب السوداني، وفي خندق المناضلين من أجل الحرية حتي آخر رمق في حياته . الفقيد والد أمير وأسامة وشقيق كل من المرحوم توفيق ومحمد صالح وابن عم أبناء إسماعيل وميرغني ومحمد وعبد الرحيم وأحمد عثمان صالح وابن أخت عبد الله ومبارك وعبد الكريم وعبد الرحيم وعبد العزيز ومحمد الأمين ميرغني . والعزاء موصول لكافة أفراد الأسرة وأصدقائه ومعارفه بالسودان ولندن. له الرحمة.".... ....... يا للمهانة ... يا للعار ....
____ خليك حريص ... خليك سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
وكان نعي صلاح جلال (ممثل حزب الأمة) من براري استراليا حافزاً ليستمر شلال مآثر الفقيد ... فقال الإمام الصادق المهدي ينعي الراحل محمود صالح عثمان صالح
أنعي لأمتنا طيب الذكر محمود صالح عثمان صالح، كان محمود رحمه الله رجل أعمال ومثقفاً ورجل برٍ من طراز فريد. انقلاب 25 مايو 1969م في فورته اليسارية الحمقاء أمَّم الاستثمارات الوطنية دون أية دراسة، كما قال لي أحدهم: “أخذنا الأسماء من دليل التلفون”، وقال قائدهم اعترافاً بفجاجة التجربة: “لقد استولينا على هذه الاستثمارات وكانت مربحة فتحولت بأيدينا إلى خاسرة”. وكانت أسرة عثمان صالح العريقة في أم درمان ممن أُمِّمَت استثماراتهم ووُضعت عليها اليد الخرقاء. عميد أسرة عثمان صالح طيب الذكر، صالح عثمان صالح، نقل عمله إلى لندن حيث أسس عملاً استثمارياً ناجحاً خلفه في إدارته محمودٌ الذي أدار عمله الاستثماري بذهنية حديثة. لم ينضم محمود لأي حزب سياسي ولكنه كان مهتماً بالعمل الوطني وكان صديقاً لي ولحزب الأمة مؤيداً لمبادراتنا الوطنية دون انقطاع. وعلى غير عادة المستثمرين اهتم محمود بالعمل الثقافي، فأسس ودعم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، الذي تعددت أنشطته من نشر الكتب، إلى القيام بدور تنويري وتثقيفي للمجتمع عبر الندوات والسمنارات، إلى الاهتمام بثقافة الطفل وغيرها من الأنشطة؛ فاحتل مركزاً مهماً في المجال الفكري والثقافي في السودان. اهتم محمودٌ عبر المركز برعاية المفكرين والمثقفين والمترجمين السودانيين الذين وجدوا في رحابه ظلاً وارفاً ومساعدة في نشر كتبهم، كما سعى في تخليد ذكرى رموز الثقافة والفكر أمثال المرحوم السفير عبد الهادي الصديق، والأديب الأيقونة الطيب صالح رحمه الله، حيث أنشأ جائزة الطيب صالح لتشجيع الروائيين السودانيين لا سيما ناشئتهم. واستمر المركز على مدى 16 عاماً، ومنذ إنشائه في 1998م حتى الآن، يعمل كمنارة في ظلام الشمولية الخانقة التي كانت تتوجس من مناشطه وكثيراً ما عرقلتها. كان الراحل المقيم مهتماً بالتوثيق للحياة السودانية، فتبنى ترجمة ونشر مجموعة ضخمة من الوثائق البريطانية عن السودان، كما ترجم هو بنفسه كتاب (السودان) للسير هارولد ماكمايكل، وكتاب هندرسون عن حياة ورسائل السير دوغلاس نيوبولد؛ كما اشترى من حر ماله مجموعة ضخمة من الكتب النادرة عن السودان، وأودعها لدى جامعة بيرقن بالنرويج لتكون متاحة لطلاب الدراسات السودانية. لقد كان المرحوم محمود من أولى المواطنين بلقب ابن السودان البار ولكن النظم الشمولية لا تعتبر بررة إلا أنصارها. وحسناً فعلت جامعة الخرطوم بمنحها له درجة الدكتوراة الفخرية التي استحقها عن جدارة. ألا رحم الله الفقيد محمود صالح وكافأه في دار النعيم بميزان “إن الدين المعاملة” ومقياس “الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى عِيَالِهِ”[1]. وأحسن عزاء زوجه فكرية ميرغني، وأبنائه أمير وأسأمة، وسائر أسرته، وأهل الثقافة والفكر، والسودان الوطن الذي ثكله. الصادق المهدي.... نوفمبر 2014م.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
وأستمر سباق مراكز الاستنارة والثقافة في نعي الفقيد... فكتبت أدارة موقع "سودان فور آل":
رحيل الأستاذ محمود صالح عثمان صالح مؤسس وراعي مركز عبد الكريم ميرغني صادق العزاء لأسرة المركز علمنا بأسف وحزن عميقين بنبأ رحيل الأستاذ محمود صالح عثمان صالح، مؤسس وراعي مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي. ونحن إذ ننعاه، نحيي مساهماته المتميزة في ساحتنا الثقافية، خاصةً تأسيسه، في عام 1998، لمؤسسة هامة استطاعت الرسوخ والمساهمة الفاعلة والمتميزة في الحياة الفكرية والثقافية في بلادنا، وأن تعزز مكانتها بين منابر الاستنارة. نتقدم بعزائنا الحار لأسرته، ولأسرة مركز عبد الكريم ميرغني، ونحيي مرة أخرى مساهماته العالية.
إدارة الجمعية والموقع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشــــــيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
وتواصل الشلال فتابع النور أحمد علي المنوال وكتب: محمود صالح عثمان صالح (الجنا خالوالخال والد) الاثـر: ثنـائيـــة الحضــور الغيـــاب
محمود: من ايِّ الابواب آتيك؟ فهي عديدة لست هنا في. هذا المقام لارثيه؛ فالرجل اوسع من مواعيني الكتابية؛ بل هو اوسع من الموت ذاته، ذلك لانه شغل مساحته من الوجود بكفاءة عالية، وفاض علي حوافها، حياةً، ماكراً بالموت. فالكائن البشري؛ فعلٌ، وفاعلية، ومشروع وجود، يتحدي العدم! ومحمود فعل، وتفاعل، وانجز مشاريع حياته بكفاءة المنقذين. عدل المعادلة المائلةزمناً ـ معادلة: المال والثقافة ـ فحسب معرفتي بفضاء العمل العام السوداني؛ فمحمود هو الاول الذي ارتكب تعديل هذه المعادلة القاسية علي التعديل؛ حقق ذلك بسهولة تمتنع عن التكرار، فالرجل عمل علي تنمية امبراطورية مالية ضخمة،، انشأها الجد الاكبر لمحمود؛ جده لابيه. فالحقها بالعولمة،محافظاً علي وطنيتها؛ وهذه معادلة اخري قاسية. فعل ذلك بفكر منتبهٍ، وافقٍ انساني. واجبر المال علي خدمة الانساني من انشطة الانسان ـ اعني : الثقافة. وهذا فعل مغاير لافعال الرأسمالية المتوحشة؛ وهو مشروعه الذي يمدد به الحياة ويتحدي به الموت! وهو الجانب الذي فاض عن مساحة وجوده كلي اسف انني اكتب من موقعSad كمن سمع). علي الرغم من انني عشت زمنه، ولم اعرفه! وعندما عرفته؛ عرفت ايضاً غفلتي وقلة حيلتي امام اتساعه.. الموت هو من عرفنا به وبسعته. اراد ان يقول لنا: عاش بينكم رجل غلبني، ومضي يفعل في الحياة. محمود فعل، وترك خلفه افعاله تمشي علي الارض، تماماً كما كان يمشي هو، وهذه تركة ثقيلة، تحتاج رجالاً بحجمه، لتحافظ علي خطوها وفاعليتها، وبهمته الثقافية والانسانية وهذا امر اشبه بالاستحالة؛ فالرجل عاش فريداً وعمل بفرادة، ورحل بفرادته. ولكن يمكن ان تتضامن مجموعة من الرجال لتكمل المشوار؟ ***انتبهوا ايها الاحياء الموتي، فمحمود رحل. والموت حين يزور دياركم ، فهو كائن نقاد. اما انتم فما يفعله معكم فانه يقطع عنكم الحياة التي لم توفوها حقها. فإذا عجزتم عن احترام حقكم في الحياة، فاحترموا آثار المتفردين بينكم، فإن في ذلك حياة لكم يا « اولي الالباب».
من تقاطعه مع شارع ليبيا جنوباً، يبدأ شارع الموردة؛ والذي يوازي شارع الاربعين، يبدأ مشواره شمالاً، بمحازات صديقه النيل، الذي بدأ سيره شمالاً، قبل ان يولد الشارع، وقبل ان يتعلم المشي. وعندما يتجاوز المحطة بقليل يغير اسمه الي «شارع الوادي»؛ انا لا اعرف لماذا غير اسمه، ولكن هذا ما حدث. الشارع في سيره المزدوج يحمل البشر من الجنوب الي الشمال وبالعكس.وعند اقترابه من محطة الدومة، في سيره ليطبع في الذواكر المتحركة في كلا الاتجاهين «مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي» . ويستمر الامر علي مدار الساعة. كل العابرين الي المحطة الوسطي امدرمان، ثم المحطة الوسطي الخرطوم؛ كلا المحطتين كانتا قلبا المدينتين، وايقونتاهما اللتان يستدل بها الغرباء لمقاصدها، وكانتا ؛ المحطتين، ملتقي الانتلجنسيا المدينية، منذ الاستقلال حتي ظلام الانقاذ. وقد عوضهما محمود خيراً منهما Sad مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي). ولكن. وعلي ذكر الرجلين القامتين ( عبد الكريم ميرغني، ومحمود صالح عثمان صالح) يبدي الشارع مرحاً، وهو يحمل ايقونة بصريةً، كأثر للرجلين الذين ولدا ومشيا في هذا الشارع عمراً مفيداً. وقد غابا، فابقاهما الاثر حضوراً فاعلاً في حياة الناس، كما كان وجودهما فاعلاً. ليس الامر مجرد لافته، ولكنها علامة انسانية وحضارية،تشير لمعني الوفاء، وتقول بملئ اشهارها البصريSadان عظيمين مرا من هنا، وهما باقيان هنا الي حين تعلمون قدرهما. كلا الرجلين كان باراً بوطنه، وباراً بالثقافة والمثقفين. كان فارسين يتباران في فعل الخير في معناه الذي يفيض عن المعني العام والمبتذل. عبد الكريم استخلص محموداً، فاخلص له محمود، واخلص لدوره في الحياة. وعندما رحل الخال، اراد محمود من موقف الاستخلاص،ان يبقي خاله. الذي كان فاعلاً في الحياة.، ان يبقيه فاعلاً بعد الرحيل؛ فَخَلُدا معاً. هذه اللافتة، هي إشارة للغياب، ودليل الحضور الكثيف، لظاهرتين بشريتين، عاشتا هنا، وفعلتا هنا، وما تزالان تفعلان. انهما اقصي بيان للفاعلية. فمن هما هذان العلمان؟ الخال: عبد الكريم ميرغني (1923/1995). تشير شجرة نسبه الي اهتمام مبكر بالتعليم، ونال فرعه المباشير اسهماً وفيرة منه؛ نذكر اشقاء عبد الكريم، اخوال محمود:ـ 1) عبد الله ميرغني،سياسي واقتصادي مرموق، وصل في السلك الوظيفي وزير مالية السودان. 2) عبد الرحيم ميرغني / وصل مدير بنك السودان. 3) عبد العزيز ميرغني خبير اقتصادي. 4)امين ميرغني، اقتصادي، بلغمرتبة وكيل وزارة التجارة. 5} مبارك ميرغني رجل اعمال. 6) ابو القاسم ميرغني، كان طالب قانون اغتيل ابان حوادث مارس1953م 7) عبد الرحيم ميرغني... هذا هو التفرع المباشر من هذه الاسرة الممتدة والمتداخل. ونلحظ الاهتمام بالاقتصاد لدي الغالبية منهم، وبعضهم توجه للاعمال الحرة، ذات النسب بالاقتصاد. كما عرفنا اهتماماً من عبد الكريم بالثقافة علي وجه العموم، وبان ذلك في الوصية التي اوصاها ( الخال) (للجنا)، حيث اوصاه بالاهتمام بالوثائق البريطانية في شأن السودان. وقد حملها ( الجنا) بقوة، وفاض عليها. حيث كان عبد الكريم نفسه عمل علي ترجمة بعض الوثائق وكان ينشرها في صحيفة الميدان اواخر ستينات القرن الفائت. كان الخال يسكن جهة الاستنارة، وهذا بالضبط ما فعله محمود، وقف عمره العامر بالعمل، جهة الاستنارة. ومن محلسه/مركزه الذي اقامه في منزلة منتدي للثقافة والتنوير منذ خروجه من المعتقل؛ في عهد نميري وحتي رحيله 1995 من القرن الماضي. هذا المجلس الذي حظي الصديق عبد الكريم عبد الفتاح، بصحبة صاحبه لما يقرب من العشرين عاماً. قوة جذب هائلة، هي التي ابقت الاقتصادي، و(القارئ العادي) عبد الكريم الي جوار الظاهرة عبد الكريم ميرغني. لا بدَّ ان هناك مشترك سري بين الرجلين يشي به تطابق الاسمين؟ كان المجلس/ المركز لاحقاً، والذي كان يؤمه المثقفون، وقدامي السياسيين، واصحاب الحاجات من كل المشارب. كان يبدأ نشاطه، الساعة التاسعة صباحاً، ولا ينتهي إلا في التاسعة مساءً. مثيراً للحوار وللتفاكر، وللإعانة المعرفية، والمادية وقد كان «الخال» بذالاً في الاتجاهين. شجرة نسب محمود الابن : (٩٣٩١/ ٢١ نوفمبر ٤١٠٢ ا ستخلصه والد محمود هو خال عبد الكريم ميرغني. آل محمود لأمه: شغفوا بالعلم كما النموذج المصغر لشجرته) أما آل محمود لأبيه فهم اهتموا بالتجارة وبلغوا فيها شأواً لا يقل مما بلغه آل محمود لأمه من العلم. فالكل يعرف عثمان صالح رجل التجارة الذي بلغ حجم تجارته في الحبوب ما يعادل ٥٦٪ من تجارة السودان منها. أما محمود فقد برع في الجهتين بلغ وخلق فهماً هجيناً متناسقاً يصعب مثاله. ففي حدود الثانية عشر من عمره استخلصه خاله عبد الكريم لنفسه بعد أن راود عنه والداه. وما كان لهما أن يردا عبد الكريم فقد كانا بوفائه اعلم. لم يستخلص عبد الكريم من محمود، اللحم والدم، ففي عائلة اباه ما هو كفيل بتوفير رغد العيش. ولكنه قرأ فيه نجابةً؛ وهو القراء العظيم. وكان هذا الاستخلاص ضمن عطاياه العديدة التي مدها للسودان. منها ـ العطايا) ما هو ثقافي ومنها ما هو سياسي ومنها ما كان معرفيّاً. ومنها شخصية كازمية عالية النقاء. فماذا جرى؟: ولد محمود 1959م, وأكمل مراحله الدراسية حتى الثانوي بأم درمان ثم ابتعثه الخال لدراسة الاقتصاد بجامعة بريستول ببريطانيا. هذه عائلة لها جنوحات عالية للعمل والمال، وهي تبدو للوهلة الأولى معادلة صعبة التحقق. فجميع أخوال محمود اقتصاديون، وحتى الخال المستخلص رجل اقتصاد من معدن نفيس، ولكنه مثقف متميز. قراءٌ بطل عالم بطب الأعشاب وخبير فيه. وله باع طويل يعرفه عارفو فضله من حضرة مجلسه العامر (معهده) الذي امتد بمنزله من ١٧٩١ حيث اعتزل العمل العام، وحتى 1995م لحظة رحيله. أما «الجنا» فقد فكك تلك المعادلة فائقة التركيب والتعقيد، فالرجل تخرج من كلية الاقتصاد بجامعة بريستول بامتياز، وكان يمكن يذهب مباشرة إلى فضاء العمل العام الاقتصادي والذي شغل فيه الأخوال مراكز متقدمة ما بين وزير - ومدير بالبنك الأول في السودان. ولكنه عاد لإدارة أعمال العائلة في الخرطوم. ولكن لم يغب عن مجلس خاله عبد الكريم، بل كان كثيف الحضور في الفضاء الثقافي الذي في مركز الخال الافتراضي بمنزله/ كان محمود قماشة فريدة النسج في ثوب هذه العائلة الممتدة، وبعد العام ٩٦٩١ وعندما أمم نميري شركات عثمان صالح ( الجد)، نقل محمود نشاطه التجاري إلى المملكة المتحدة، ولم يبق أسيراً للمسار التجاري الذي اعتمدته الأسرة (تجارة الحبوب) بل ألحقه بالحداثة فنوع في التجارة من تجارة للعقارات والصناعة في الكثير من بلدان العالم. ويمكن أن نشير إلى حادثة عن كارزمية هذه الشخصية وقوتها فعندما تراجع نميري عن قرارات التأمين، وكان محمود صاحب الكلمة العليا في ما يختص بهذه الشركات، ثقة من العائلة في إمكاناته؛ لم تهرع عائلة عثمان صالح إلى استعادة أملاكها، وهو حق، لكنه ربط اعادتها باعتذار علني من رأس النظام، وهو سلوك يميِّز الرسمالية الوطنية عن الرأسمالية التقليدية . وفي لندن، وبعد أن مكن لإمبراطوريته الاقتصادية، واطمئن على إدارتها بما يضمن استمراريتها، لم يركن إلى الدعة والخمول الفكري. بل توجه مباشرة إلى النشاط الثقافي. وبدأ بوصية خاله في ما يخص الوثائق البريطانية. ***«في تقديمه لمجلدات الوثائق البريطانية عن السودان يقول الراحل محمود صالح: «يأتي في طليعة أهداف مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أمدرمان دوره المتنامي في جمع وحفظ وتوثيق التراث السوداني الهادف إلى ردم الفجوة بين الماضي والحاضر. كما يهدف في الوقت ذاته إلى تيسير الحصول على هذه المصادر والمراجع للباحثين والطلاب وغيرهم من أفراد المجتمع، دون أن تترتب على هذه الخدمة أي تكلفة مادية.» ويقدر كم الوثائق التي تمَّ جمعها وتصنيفها وترجمتها في أثني عشر مجلداً بـ 234 وثيقة، مدونة في 1287 ورقة، تمَّ انتقائها بعناية من 4500 ورقة، تغطي الفترة 1940-1956م. وقد حفلت هذه المجلدات بأسرار وخفايا ومواقف السياسة الاستعمارية تجاه السودان، عبر ثلاثة مراكز رئيسة، تتمثل في وزارة الخارجية البريطانية في لندن، والسفارة البريطانية في القاهرة، ومكتب الحاكم العام والسكرتير الإداري في الخرطوم.»
***أحمد إبراهيم أبو شكاك صحيفة الراكوبة ٩١/١١/٤١٠٢ السؤال فعلاً، والذي طرحه ابو شوك «من أين جاء هذا الرجل». انه فعلاً ايقونة فريدة لم يعرفها الفضاء الثقافي السوداني من قبل نحن لا ننسى محمد أحمد السلمابي (رجل البر والإحسان) ولكننا أيضاً، نذكر محمودا رجل البر والإحسان الثقافي والإنساني.
محمود ومركز عبد الكريم كان محمود وفياً لخاله وفاض عن وصيته بخصوص الوثائق البريطانية التي تخص السودان. وراح ذهنه يركض في كل الاتجاهات الثقافية والإنسانية، كأنه يسابق نفسه. كان محمود مؤسسة أو مجموعة مؤسسات يديرها ذهن خلاق. فالتفت إلى نواة المركز التي بادرها الخال بمنزله لما يزيد عن العشرين عاماً، فأوصى له رأسه بالمركز الأهلي الاستناري المتميز والذي أصبح علامة ينافس الطبيعة، فبعد ان كان الدومة، في حي العمدة علامة طبيعة، احتلت محلها لافتة «مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي». توَّج الأستاذ محمود صالح حياته المعاشية المتفاعلة بقضايا الثقافة والأدب في السودان بتأسيس مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بمدينة أم درمان، وذلك في الخامس عشر من مايو 1998م. وقد علق الدكتور حسن أبشر الطيب على هذه المبادرة النوعية، بقوله: إن المركز يمثل «فكرة رائدة مبدعة تتجسد فيها نقلة نوعية حضارية في الاحتفاء برموزنا الفكرية»، علماً بأن الحضارة عملية تراكمية تبنى على الإرث الثقافي الموروث من السلف الصالح، «ويأتي الأبناء لاحقاً فيضيفون إليه جديداً، وفقاً لمعطيات الحياة المتغيرة والمتجددة»، ويشير إلى أن المركز «مركز ثقافي أهلي، وبالتالي فإن كل الجهود الممتدة الواسعة يمكن لها أن تحقق استمراره وحيدته، بحيث يستطيع تلقي مشاركة ودعم كل الناس دون حساسيات، وبعيداً عن ساحات الصراع السياسي». هذه التوجهات في سياسة المركز، كانت نتيجة لمعرفة حميمة بالخال الموسوعي المعرفة، والذي لم يقحم قدراته في وعاء سياسي باسمه. كان فياضاً في كل اتجاه. وبذلك حرص محمود أن يكون المركز أهلياً، لا يربط نفسه بأي نظام او جهة. كانت جهته هي الشعب السوداني والذي يحتفظ له محمود بمكانة يليق بوطن؛ وتليق بقامة محمود الانسانية. كان كل نشاط المركز منذ تأسيسه وما نشر من عناوين فاقت المئات. من حرّ ماله وحرّ فكره وحرّ إنسانيته. رحل عبدالكريم بقي عبدالكريم، غياباً وحضوراً كثيف. رحل محمود بقي محمود في أفعاله الاستنارية الباقية مجموعة ***«بدأت قصة مجموعة محمود صالح بجامعة بيرقن التي يربو كمها على الألفي كتاب وعدد مماثل في الوثائق النادرة، بكتاب عن «الاستثمار في إفريقيا» لمؤلفه البروفيسور هاربرت فرانكل، نشرته جامعة كمبريدج عام 1938م. وقد عثر الأستاذ محمود صالح على نصٍّ من الكتاب في التقرير السنوي لحاكم عام السودان، هوربت هدلستون (1940-1947م)، وكان مفاد ذلك النص: «لا يوجد أدنى شك في أن التنمية الاقتصادية التي حدثت في السودان في القرن العشرين قد حققت إنجازاً رائعاً، يمكن اعتباره من عدة نواحي نموذجاً للأقطار الإفريقية الأخرى.» ولا عجب أن هذا النص قد حفَّز القارئ المهتم بشأن السودان أن يبحث عن الكتاب لمدة تقدر بعشر سنوات، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح إلا في شتاء عام 1997م، عندما التقى بالسيدة أليزبيث بنقهام في القاهرة، وسرَّها عن رغبته في الحصول على الكتاب المشار إليه. وبعد بضعة أيام من ذلك اللقاء العابر وجد الأستاذ محمود صالح نسخةً من «كنزه المفقود» في صندوقه البريدي، ومعها مذكرة مفادها أن شخصاً يدعى بول ولسون في ضاحية شبرسبري في انجلترا لديه مجموعة نادرة من الكتب عن تاريخ السودان وجغرافيته، وأنماط الحياة فيه. وبفضل هذه المذكرة بدأت العلاقة بين بول ولسون ومحمود صالح، وأثمرت خواتيمها في شراء المجموعة بكاملها، والتي يقدر كمها المودع الآن بجامعة بيرقن بألفي كتاب من الكتب النادرة التي يرجع تاريخ تأليف بعضها إلى القرن السابع عشر للميلاد، إضافة إلى كمٍ مماثلٍ من الوثائق الأرشيفية، والصور الفوتوغرافية، واللوحات الفنية. وتعالج هذه المجموعة ضايا مختلفة عن التاريخ، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والجغرافيا، والآثار، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وفن العمارة في السودان. ومعظمها كُتب باللغة الإنجليزية ولغات أوروبية أخرى، وهي على حدِّ قول الراسخين في الدراسات السودانية تمثل مجموعة نادرة للطلبة والباحثين في الشأن السوداني، ولا يوجد لها مثيل داخل السودان أو خارجه».
***أحمد إبراهيم أبو شكاك صحيفة الراكوبة ٩١/١١/٤١٠٢ **أولاً اعتذر ان كلا الرجل أوسع من سعة مواعيني الكتابة ** اعتذر أنني لست في زمن الرجل ولم أعرف أياً منهم. ** ثالثاً شكراً للموت، هذا الموظف العدمي بامتياز، ولكونه دائماً ما ينبهنا أن كنزاً بشرياً ذهب باتجاه العدم، مكتبه بشرياً ذهبت إلىهناك >>>>>>>>>>>>الي (النسيان). ولكن يبقى عزائي أن أمثال هؤلاء الرجال، وعلى الرغم من و هن ذاكراتنا، إلا أنهم قادرون على تبديل الغباب بحضور كثيف يُعرض نفسه على بلادة الواقع، ويشير دائماً إلى الأمام. ذلك أنهم كانوا دائماً يرون أبعد منا في الزمن ويضيئون الأمام. أنا أكتب ذلك لاعتذر لأبناء جيلي ممن لم يعرفوا هاتين الايقونتين. اعتذر عن عمانا وكسلنا الذهني. وفوق كل ذلك، قام محمود ** بترجمة كتاب »السودان« لهارولد ماك مايكل ** وكتاب «كيف أعدّ السودان الحديث» لمؤلفه ك ك هندرسون. كما هو صاحب فكرة تجميع كتابات صديقه الطيب صالح في مجلة، «المجلة» والتي طبعت في ٠١ مجلدات قدم لها بنفسه.
شهادات ** دكتوراه فخرية من جامعة الخرطوم ( وهو فخر للجامعة) **كان قد اعجبه كتاب للسير هارولد ماك مايكل عن السودان ، ماك مايكل - لمن لا يعرفه ـ كان سكرتيرا إداريا لحكومة السودان وقد كان له من الأثر في إدارة السودان ما لم يكن لغيره ممن شغلوا نفس المنصب ، فرأى ان لا يكتفي بشرائه الكتاب ، ورغب في ترجمته حتى يصل به إلى من لا يعرف الإنجليزية ، فسعى سعيا دؤوبا – حكى عنه – ليصل الى خلَف الكاتب او من قد تكون له حقوق ملكية في الكتاب ليستأذنه او يتفق معه على ترجمة الكتاب ونشره ، ولما لم يوفق قام بترجمة الكتاب بنفسه ونشره مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي حتى تصل معرفة شيئ عن السودان لمن قعد به جهله بالإنجليزية عما في الكتاب . تلك بعض محامد محمود هو محمود صالح عثمان صالح. في تعليق يومئذ على صنيع محمود كتبت « محمود صالح عثمان صالح رجل الإقتصاد والمال وذواقة الادب واللغة وعاشق المعرفة .... مكّنته مكْنته من اللغتين العربية والإنجليزية لأن يخرج ترجمة راقية ». فمحمود كان كالشهاب وضوئه في كل فضاءات العمل الثقافي التنويري، وساحات العطاء الخيري في السودان وخارج السودان، ينفق بيمناه ما لا تعلمه يساره، وذلك انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن واقع السودان لا تصلحه الحكومات ولا الأحزاب السياسية وحدها- إن لم تكن قد أسهمت في تدهوره- بل يستقيم الإصلاح بعطاء أبنائه الأوفياء الذي يحلمون بغدٍ مشرق لأجيالهم الصاعدة؛ وبفضل هذه الرؤية الثاقبة استطاع المرحوم محمود صالح أن يخلِّد اسماً لامعاً في قائمة أبناء السودان الأوفياء. أحمد إبراهيم أبوشوك/ صحيفة الراكوبة/ 11-16-2014
شهادة الصادق المهدي وعلى غير عادة المستثمرين اهتم محمود بالعمل الثقافي، فأسس ودعم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، الذي تعددت أنشطته من نشر الكتب، إلى القيام بدور تنويري وتثقيفي للمجتمع عبر الندوات والسمنارات، إلى الاهتمام بثقافة الطفل وغيرها من الأنشطة؛ فاحتل مركزاً مهماً في المجال الفكري والثقافي في السودان. اهتم محمودٌ عبر المركز برعاية المفكرين والمثقفين والمترجمين السودانيين الذين وجدوا في رحابه ظلاً وارفاً ومساعدة في نشر كتبهم، كما سعى في تخليد ذكرى رموز الثقافة والفكر أمثال المرحوم السفير عبد الهادي الصديق، والأديب الأيقونة الطيب صالح رحمه الله، حيث أنشأ جائزة الطيب صالح لتشجيع الروائيين السودانيين لا سيما ناشئتهم. واستمر المركز على مدى 16 عاماً، ومنذ إنشائه في 1998م حتى الآن، يعمل كمنارة في ظلام الشمولية الخانقة التي كانت تتوجس من مناشطه وكثيراً ما عرقلتها. الصادق المهدي 16 نوفمبر 2014م
شهادة عبد الباسط سبذرات **«أكتب عن رجل أخفى فعل (اليسار) انتماء بتبتل وإخبات جعله ورداً سرياً لا تدركه أبصار وعيون السياسة، ولا تسمع نجوى ليله وقد لامس السحر.. أذن شبعت بتصنيف الناس إلى (يسار) يهلك و(يمين) هو حزب الله!! أكتب عن «عبد الكريم ميرغني» الذي أقام له أحد أبناء السودان النجباء مركزاً ثقافياً، بدأ خافت الضوء ثم ما لبث أن أصبح وزارة للثقافة يشارك الوزارة الرسمية بذر (تقاوي) الفكر في أرض أم درمان شديدة الإلفة بالفن والثقافة والإبداع. هو- أي «محمود عثمان صالح»- الذي يكتفي بالصلاة في العمل العام بـ(صلاة كل ركعاتها بقراءة سرية) مخافة أن يسمع الناس همسه في أذن الفكر والاستنارة والأدب.. ولهذا ترك البوح البواح ليقوله ويجهر به مركز «عبد الكريم ميرغني».. فهل جهر وأبان؟ أظنه فعل وباقتدار.» عبد الباسط سبذرات
**منح الباحث والناشر السوداني د. محمود صالح عثمان جائزة بيرغن النرويجية تقديراً لجهوده في جمع ونشر الأدبيات السياسية والفكرية المتعلقة بالسودان على مدى فترات من تاريخ البلاد وايداعها في مكتبة جامعة بيرغن. كما صدر عنه كتيب في هذه المناسبة. انصرف محمود منذ عام 1994 الى العمل العام مهتما اهتماما خاصا بالدراسات السودانية في التاريخ والسياسة والآداب منكبا على جمعها وترجمتها ونشرها على نفقة مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي الذي تولى تأسيسه في أمدرمان 1998وكانت آخر مساهماته الزاخرة في اثراء منابع الدراسات السودانية. كما ينوه الكساندرو هنريت تشاكوس في اصداره جامعة بيرغن مجموعته الخاصة التي تضم آلاف الكتب والمخطوطات واللوحات الأثرية والوثائق التاريخية النادرة التي جمع بعضها على مدى سنوات طويلة . جريدة الصحافة
شهادة د. عبد اللطيف البوني/ السوداني **محمود حصر نشاطه في جمع كل ما كتب عن السودان بغير اللغة العربية وقبل الاستقلال واهتم بصورة خاصة بما كتب في الفترة الاستعمارية مستفيداً من وجوده في بريطانيا فقام بجمع خمسة آلاف وثيقة تم تصينفها وترجمتها ووضعها في اثني عشر مجلداً تغطي الفترة (1940 -1956) ثم ترجم الكتب المرجعية التي اختطاها أساطين الإدارة في الفترة الاستعمارية – كتاب السودان لماك مايكل مذكرات السير دوقلاس نيوبولد ثم جمع أكثر من ألفي كتاب وكان يضرب أكباد الطائرات والسيارات من أجل كتاب وفيها كتب رحالة يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر (الرحالة الفرنسي بوسنيه 1709) بالإضافة إلى ثلاثمائة لوحة تاريخية حاول وضعها في مكان مناسب في السودان ولكنه لم يجد الاستجابة فتم وضع ألفي كتاب من مجموعة محمود وبلغات مختلفة في جامعة بيرقن بالنرويج لكي يستفيد منها الدارسون وتوضع على الانترنيت ثم تحول للسودان بعد خمس سنوات.
د. عبد اللطيف البوني/ السوداني الأربعاء, 26 نوفمبر 2014
شهادة الأديب الراحل الطيب صالح: «إنَّ محمود لم يستأثر بالثراء لنفسه وأسرته، بل أخذ ينفق منه بسخاء على ما ينفع الناس جميعاً، فهو رجل مرموق ليس بماله، بل بأفعاله ودوره في المجتمع.»
شهادة فدوي عبد الرحمن علي طه ** «إنه خبر محزن وفقد جلل. لقد كان محمود رجلاً عظيماً، ولدي احترام خاص له. لا أنسى فضله عندما حضر نقاشي لنيل درجة الدكتوراه، بعد أن علم أن والدي لا يستطيع الحضور بسبب المرض. ثم عمل حفلاً كبيراً بهذه المناسبة.» وجسدت أيضاً البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه هذه القيمة الإنسانية، عندما كتبت في خاتمة رثائها للمرحوم محمود صالح قائلة: «وستبقى وستظل نجماً ساطعاً في سماء الأمة، بما قدمت، فمثلك لا يموت. وسيبقى غرسك مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي منارة سامقة. وستبقى مكتبتك في بيرقن متكأ للعلماء والباحثين، ورمزاً للمحبة التي تربط بين بيرقن وكل من زارها ودرس فيها من السودانيين، ووصلاً للشمال والجنوب. وستبقى محبتك في نفوس أهلك، وعشيرتك، وأصدقائك، وعارفي فضلك.» هكذا كان محمود صاحب سيرة وسريرة بين الناس، يعطى من غير منٍ ولا أذى، وينفق بسخاء لا يخشى الفقر. نسأله الله أن فيض عليه ثواباً بقدر ما فاض على الناس عطاءً، ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً.
_____ خليك حريص... خليك سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشــــــيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
اكتملت الدائرة بنعي معلم الأجيال الأستاذ أحمد بدري للمرحوم بالأنابة عن المدرسة السودانية بمدينة لندن.....
محمود صالح . . . إسمو كفاهو !! •بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم تنعي مدرسة الأسرة السودانية في لندن في أسى بالغ وحزن عميق الدكتور محمود صالح عثمان صالح الذي انتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا صباح السبت 23 محرم 1436ه الموافق 16 نوفمبر 2014م وشيع جثمانه أمس الأحد إلى مقبرة ساوثهول في لندن في موضع عاينه واختاره بنفسه عليه رحمة الله. وفي ذات التوقيت أقام أهل أمدرمان صلاة الغائب على روحه الطاهرة وتوافد المعزون زرافات ووحدانا إلى بيوت الأسرة العامرة في ودنوباوي. وتتوجه المدرسة بعزائها الحار ومواساتها المخلصة ومشاطرتها الصادقة في الخطب الفادح إلى رفيقة دربه السيدة الفاضلة فكرية ميرغني وإلى ابنيه أمير وأسامة وزوجتيهما مني وعفراء وإلى أحفاد فقيدنا العزيز دينا وسارة وأحمد ومبارك ومريم. هذه العائلة الصغيرة جسدت لنا مدرسة نموذجية وسط مدرستنا الكبيرة. ونبعث بالعزاء الصادق إلى شقيقه محمد وزوجته هند وأبنائهما وإلى كافة آل صالح وآل ميرغني تلك الدوحة التليدة الضاربة بجذورها في تقاليد السودان أصالة وتواصلا وشهامة وبظلالها الوريقة الوارفة على الوطن وأهله برا وعطاء.
محمود صالح .. نفاج ثقافي من الوطن وإليه كان محمود صديقا أثيرا للمدرسة السودانية التي ولدت في لندن عام 1991 وكان محمود حفيا بتجربتها البكر وغير المسبوقة. وعندما أسس الراحل العظيم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أمدرمان سنة 1998 رأى بفكره الثاقب ورؤيته النافذة في المدرسة توأما لندنيا للمركز الوليد الوثاب في أمدرمان مدينته الباسلة. وكانت بداية النفاج التعليمي الاجتماعي فبعث المركز للمدرسة بمطبوعاته الأولى في التعريف بشخصيات سودانية مرموقة مثل التجاني الماحي وابوسليم وأحمد المصطفي وغيرهم. ثم جاءنا على نفقة المركز ملك الجاز شرحبيل أحمد وزوجته زكية أبوالقاسم واكتمل الكرنفال الفريد بحضور صاحب النفاج شاعر الشعب محجوب شريف وابنته مريم. وعاشت المدرسة والسودانيون في بريطانيا أياما لا تنسى من الإبداع والطرب وفرح الأطفال والكبار. وصدرت في تلك الأيام مجلة " نفاج " على شاكلة مجلة" الصبيان " السودانية المأثورة باللغتين العربية والإنجليزية تحمل من أبوابها المحفورة في ذاكرة الأجيال "عمك تنقو وحبوبة العازة " بريشة شرحبيل و"محمود يريد أن يعرف " بالإضافة إلى مساهمات الكتاب من الأطفال في بريطانيا والسودان والخارج. وكتب محمود صالح نفسه في العدد الرابع من المجلة في شهر مايو سنة 2003 ينصح التلاميذ بقراءة المجلة والكتابة لها وحثهم على توجيه محرريها بالنقد والتصحيح ما لزم.
وفي تلك الأيام رددت صالات الأمسيات الثقافية بين جدران المدرسة وفي منابر لندن المتنوعة مع شرحبيل ومجموعة الموسيقيين المختارة من أكسفورد وبرايتون " هودنا .. يا هودنا – نحنا صغار ما ذنبنا “ثم " يا وطني .. يا بلد أحبابي " ومع محجوب ومريم وكورال الجالية بقيادة مصطفى السني ونادر رمزي ومعاوية الوكيل وأبوذر وزملائهم ومع أطفال المدرسة بإشراف المعلم الفذ معتصم الإزيرق العديد من الأنشودات في التربية الوطنية " كفك .. كفك – تلقاني تمام في صفك ما دام الصدق حليفك – وكتاب الحق في رفك " وفي قصيدة أخرى " تبتب تبتب .. باكر ياما تقرا ياما تكتب " وواحدة فلسفية تقول " ظلي .. ظلي – أجري يجري – اتعب يتعب – ألعب يلعب مثلي بلي – لكن قل لي – هل يسمعني من يتبعني ملي ملي؟"
وبفضل مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي شهدت قاعة الكوفة وسط لندن عام 2004 معرض سواكن لأستاذ العمارة في جامعتي الخرطوم وعمان الدكتور عبد الرحيم سالم في حضور نخبة من أعيان الأدب والفنون بينهم الطيب صالح وعثمان وقيع الله ومحمد أحمد أبارو وإبراهيم الصلحي وحسن تاج السر وبونا ملوال ومحمد سليمان وأحمد البشرى وآخرون ثم حفل المدرسة في عيدها العاشر الذي أحياه عبد الكريم الكابلي يصاحبه المسرحي السر قدور ورقصات سودانية من أطفال المدرسة بإشراف معلم الموسيقى نادر رمزي. وشهدت قاعة كونويي وسط لندن حفلا رائعا بتعاون مركز عبد الكريم ميرغني والمدرسة السودانية لصالح المنظمة السودانية لرعاية الأطفال المصابين بفشل كلوي جاءت له من الخرطوم فرقة هيلاهوب للدراما والكوميديا وشارك في المهرجان الخيري محجوب شريف وابنته مي ونانسي عجاج وإيمان زكي ومصطفى السني ومعاوية الوكيل وغيرهم.
في يوم الخميس 22 يناير من سنة 2004 نظمت جامعة الخرطوم حفلا كبيرا لتوزيع الدرجات العلمية والشرفية. كما منح مجلس الأساتذة الموقر درجة الدكتوراه الفخرية لمحمود صالح عثمان صالح عرفانا وتقديرا لعطائه المتميز في مجال الفكر والتثقيف والنشر والتنمية الاجتماعية. كما نال التقدير الأكاديمي الرفيع في تلك الأمسية كل من المعلم حسن أحمد يوسف ومحمد عبد الفتاح القصاص من مصر وتيموثي كندال من الولايات المتحدة. واحتفت أمدرمان بابنها البار محمود صالح مساء السبت 24 يناير 2004 عندما استضافت مكتبة البشير الريح العامة احتفال مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي الذي أمه جمع غفير من مريدي المعرفة ورواد المنتديات الفكرية والثقافية. شارك في الحفل الكبير كورال جامعة الأحفاد للبنات وأطفال نفاج إلى جانب مجموعة عقد الجلاد والمطربة نبوية الملاك والفنان عبد الكريم الكابلي وفرقة هيلاهوب المسرحية. تحدث أمين ميرغني شاكرا ومقدرا بلسان أسرة المركز وآل ميرغني وآل صالح وقدم كامل شوقي وطه عثمان بلال لوحة تذكارية للمحتفى به من أسرة المكتبة العامة. عهد محمود تولاه الله بواسع رحمته إلى كوكبة مضيئة من الأهل والأصدقاء بالإشراف على المركز الثقافي ورعايته وتسيير شؤونه على رأسها كمال عبد الكريم ميرغني وعماد عثمان صالح. قامت هذه النخبة الفاضلة بالمسؤولية خير قيام وأدارت دفة المركز وهو تحت عيون عاطف مشفق أورافض متربص بكل تكيف وحكمة واقتدار في بحر تلاطمت فيه أمواج الكبت والتخذيل والتجهيل. رعت المركز ونواياه الطيبة ورسالته الإنسانية عناية الله ولطفه بإنسان السودان الطيب المسكين وهو يشكو الظمأ لمنابع الدراية والتعليم والمعرفة. رحم الله محمود صالح بقدر ما قدم من الخير والبر والإحسان لوطنه وأهله وللإنسانية جمعاء. نسأل الله سبحانه أن ينزل على قبره الطاهر فيضا من المغفرة والبركات وأن يكرمه بمقعد صدق في الفردوس الأعلى. طبت حيا وطبت ميتا يا محمود. فسلام ثم سلام عليك في جنان الخالدين.
18 نوفمبر 2014م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
اخ صلاح التحية لك اول ا الصورة اعلاه ليست للمرحوم الاستاذ محمود صالح ثانيا الحزب الشيوعي نعى الاستاذ محمود صالح كشخصية وطنية ساهمت في اقتصاد البلد وفي العمل السياسي اذ انه وبشهادة المرحوم الشهيد حسين الهندي كان من ضمن المستقلين الذين شاركوا في مناهضة نظام النميري،كما ان له باع في العمل السياسي ايام التجمع الديمقراطي في اوائل التسعينيات. كما ان شهادة الصادق المهدي وصلاح ابراهيم تدل علي ان الرجل مستقل ويحافظ على مساحة واحدة من كل الوان الطيف السياسي السوداني. لم يعرف عنه ممالئته للانظمة الدكتاتورية او االعمل ضد مصلحة بلاده لدا لزم التنويه. الرجاء عدم الزج باسماء مستقلين في تصفية حسابات شخصية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: sadig mirghani)
|
شكراً يا أبوالريش.. ويا عبد الصمد... ويا الصادق....
.... .... أولاً لا نفرق بين الضكور والأناتي في علاقاتنا ... نتعامل معهم بإعتبارهم "إنسان".... الصورة هي لمحمود صالح ... وح ش هو حزب يمثل عمود النص بتاع الحركة السياسية السودانية ... اهتمامي به هو أهتمام بمستقبل الوطن وأهله... ليس المقام مقام تصفيات حسابات شخصية ... ليس بيننا وبين هؤلاء خلاف حول ورثة أو منصب أو تربطنا بهم علاقة نسب... أزدواجية المعايير والتزوير والنصب والخداع هو ما يجعلنا في مقدمة الصفوف...
____ خليك حريص... خليك سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: sadig mirghani)
|
أخونا الجوكر صادق ميرغني ... رجعت للأرشيف بتاعنا ووجدت الصور المرفقة للمرحوم ... وحاولت تقريبا للصورة اعطيك صورة عن تحولات شكل المرحوم عبر السنوات ... أنا لا أعرف آخر مرة أنت رأيته فيها !! هل يمكن ان تقول لي متى ...؟؟ .... ولكن الرجل له الرحمة كان يسعى بيننا في بريطانيا ... هذا فقط ليطمئن فؤاد أم موسى !!
____ خليك حريص... خليك سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
شكراً جزيلا للأستاذ حيدر حسن ميرغني الذي نشر هذه المساهمة التي كتبها الدكتور أحمد أبوشوك في بوست آخر (خاص بالشيوعي النرجسي)... أنقلها إلى هنا حتى تكتمل الصورة عن المرحوم ....
الأستاذ محمود صالح عثمان صالح (وما المرْءُ إلا كالشِّهاب وضوْئِهِ يَحُورُ رَماداً بَعْد إذْ هو ساطعُ)
أحمد إبراهيم أبوشوك من أكثر الأنباء ألماً وحزناً عندما تتصل بصديق هاتفياً بغرض التحدث إليه والاطمئنان على صحته، ويستقبل رسالتك الهاتفية شخص آخر، يفيدك بأن ذلك الصديق انتقل إلى الدار الآخرة. يا لهول المصيبة، ويا لفداحة الفقد، يا لعظم المصاب. هكذا كان نهار يوم 15 نوفمبر 2014م، نهاراً عبوثاً ومؤلماً، حيث اتصلتُ بهاتف منزل الأستاذ أسامة محمود صالح بلندن؛ للإطمئنان على صحة والده الذي لزم سرير المستشفي قبل خمسة أيام، إثر علة عارضة ألمت به، فردَّ عليَّ ابنه أمير بصوت حزين، مفاده أن "والده توفي صباح اليوم"، فكان عزائي اليتيم إليه: "إنا لله وإنا إليه راجعون" " ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم"، وفي تلك اللحظة المؤلمة تذكرتُ أبيات الشاعر لبيد بن ربيعة: وما المرءُ إلا كالشِهابِ وضَوئِهِ *** يَحورُ رَماداً بَعدَ إذ هُوَ ساطِعُ وما المالُ والأهلونَ إلا وَدائِعٌ *** ولابُدَّ يَوماً أنْ تُرَدَّ الودائِعُ فمحمود كان كالشهاب وضوئه في كل فضاءات العمل الثقافي التنويري، وساحات العطاء الخيري في السودان وخارج السودان، ينفق بيمناه ما لا تعلمه يساره، وذلك انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن واقع السودان لا تصلحه الحكومات ولا الأحزاب السياسية وحدها- إن لم تكن قد أسهمت في تدهوره- بل يستقيم الإصلاح بعطاء أبنائه الأوفياء الذي يحلمون بغدٍ مشرق لأجيالهم الصاعدة؛ وبفضل هذه الرؤية الثاقبة استطاع المرحوم محمود صالح أن يخلِّد اسماً لامعاً في قائمة أبناء السودان الأوفياء. تشرَّفتُ بالتعرف عليه في شتاء عام 1997م بمدينة بيرقن النرويجية، حيث تقبع جامعتها الشهيرة، التي تُعدُّ من أعرق الجامعات النرويجية، فضلاً عن صلاتها الواسعة والمنداحة بين كثير من البلدان النامية، وفي مقدمتها السودان، ممثلاً في جامعة الخرطوم وغيرها من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الأخرى. ويرجع تاريخ التعاون الأكاديمي بين جامعة بيرقن وجامعة الخرطوم لعام 1965م، وبمرور الزمن تبلورت حصيلة هذا التعاون في حزمة من البرامج الأكاديمية المشتركة بين الجامعتين، وفي تأهيل ثلة من الباحثين السودانيين الذين تقلدوا وظائف مهنية وإدارية مهمة في السودان وفي دول المهجر. وفي هذا الفضاء الأكاديمي المنداح اختار الأستاذ محمود صالح عثمان صالح جامعة بيرقن بأن تكون مركزاً لإيداع مجموعته المكتبية والوثائقية الفريدة عن تاريخ السودان وأنماط الحياة فيه، والتي يقدر كمها بألفي كتاب، من الكتب النادرة والنفيسة التي كُتبت بلغات أوروبية مختلفة (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، واللاتينية)، وعدد مماثل من الوثائق الأرشيفية، والصور الفوتوغرافية، والخرائط، واللوحات الفنية التي تجسد أبعاداً متنوعةً عن واقع العمارة والاجتماع في السودان. ولم يقف عطاء محمود عند هذه المكتبة النفيسة، بل تجسد بجلاء في تأسيس مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان، وإصدارات المركز التي تجاوزت ثلثمائة عنواناً، فضلاً عن جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي السنوية.
من أين جاء هذا الرجل النبيل؟ محمود هو الابن الأوسط لرجل الأعمال السوداني المعروف صالح عثمان صالح، وحفيد الجد المؤسس عثمان صالح أحمد، ذلك الرجل العصامي الذي بنى لنفسه ولأسرته اسماً لامعاً في قاموس الرأسمالية الوطنية في السودان، إذ كان يقدر جُعل صادرات شركاته التجارية بأكثر من 60% من منتجات السودان الزراعية إلى الأسواق الأوربية، وغيرها من الدول العربية والإفريقية. وعندما أممت حكومة مايو (1969-1885م) بقرارها غير الحكيم شركات عثمان صالح هاجر نفر من أفراد الأسرة إلى مصر، وانجلترا، وغرب إفريقيا، حيث استأنفوا نشاطهم التجاري خارج السودان. وُلِدَ محمود في هذه الأسرة السودانية العريقة في شتاء عام 1939م، وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي بالسودان، ثم هاجر إلى بريطانيا، حيث درس الاقتصاد بجامعة برستول. وبعد تخرُّجه عام 1963م فضَّل العمل بشركات عثمان صالح وأولاده في السودان، وظل مقيماً بالسودان إلى أوائل السبعينيات، وبعد مصادرة أملاك عثمان صالح وأولاده آثر الهجرة إلى انجلترا، حيث استأنف أعماله التجارية، وقدم نموذجاً رائعاً لرجل الأعمال الناجح؛ لأنه جمع بين خلق العلم وإدارة المال. وأخيراً آثر الركون إلى حياة المعاش عام 1994م، وذلك بعد أهلَّ أبنيه أمير وأسامة لتسيير أعماله التجارية، ثم جعل معاشه الباكر يختلف عن معاش نظرائه من رجال الأعمال المولعين بسلطان الثروة، وبذخ إنفاقها الباذخ؛ لأنه استطاع أن يشغل نفسه وأوقات فراغه بالاهتمام بالدراسات السودانية، والأعمال الخيرية، وتوثيق الإنتاج الأدبي لرهط من الباحثين والعاملين في الحقل الثقافي في السودان، وفي مقدمتهم أدبينا الراحل الطيب صالح، طيب الله ثراه.
محمود صالح ومركز عبد الكريم ميرغني توَّج الأستاذ محمود صالح حياته المعاشية المتفاعلة بقضايا الثقافة والأدب في السودان بتأسيس مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بمدينة أم درمان، وذلك في الخامس عشر من مايو 1998م. وقد علق الدكتور حسن أبشر الطيب على هذه المبادرة النوعية، بقوله: إن المركز يمثل "فكرة رائدة مبدعة تتجسد فيها نقلة نوعية حضارية في الاحتفاء برموزنا الفكرية"، علماً بأن الحضارة عملية تراكمية تبنى على الإرث الثقافي الموروث من السلف الصالح، "ويأتي الأبناء لاحقاً فيضيفون إليه جديداً، وفقاً لمعطيات الحياة المتغيرة والمتجددة"، ويشير إلى أن المركز "مركز ثقافي أهلي، وبالتالي فإن كل الجهود الممتدة الواسعة يمكن لها أن تحقق استمراره وحيدته، بحيث يستطيع تلقي مشاركة ودعم كل الناس دون حساسيات، وبعيداً عن ساحات الصراع السياسي". ثم يثمن جهود القائمين على المركز بقوله: "التحية والتقدير لنخبة خيرة من أبناء الوطن، احتضنوا هذا المركز فكرة ومنهجاً، وحرصوا على هذا الأداء المتميز. والتحية بخاصة لربان هذه السفينة الخيرة الأستاذ محمود صالح عثمان صالح، ولا غرابة أن يتصدى ويبادر لهذا العمل الوطني النافع، فهو من أرومة سامقة، وبيت جبل على الريادة في العديد من المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية." ويصب في الاتجاه ذاته قول الأديب أمير تاج السر: بالرغم من حداثة إنشائه: "أقام المركز عشرات الندوات الثقافية والفكرية، واستضاف أهل العُود والرق (إله موسيقية)، وأهل الشعر والقصة، وأضاف إلى مكتبات الوطن كتباً لا ترتدي "السروال والعراقي"، وتندس خجلة في معارض الكتب، كما كانت كتبنا القديمة تفعل، لكنها ترتدي البدلة ورباط العنق، وتطل بوجه صبوح في أي معرض تزوره. إنها "النيو لوك" في صناعة الكتب، تلك التي أحدثها ذلك المركز، ولدرجة أنها أغرتني بالنشر هناك.. كأنني أنشر في بيروت والقاهرة. ولعل كتباً مثل "وين يا حبايب" للراحل زهاء الطاهر، والمجموعة الشعرية لسيدأحمد الحردلو، وجهان معبران عن تلك "النيو لوك". ويمضي الأستاذ أمير تاج السر في تعضيد إعجابه بالمركز، ويقول: "تبنى المركز أيضاً جائزة دورية باسم مبدعنا الكبير الطيب صالح في مجال الرواية، ولعلها المرة الأولى التي تنشأ فيها مثل تلك الجائزة في بلادنا.. إنه تحليق معنوي في عظمة الكتابة، وحافز كبير لأولئك الأصيلين أن يكتبوا... وأن يتنافسوا، وأن يحصلوا على مكافأة باسم كاتب هو نفسه مكافأة للوطن ... وقد صدرت أخيراً، وبنفس الأناقة المتوقعة رواية الحسن بكري الفائزة بالجائزة: "أحوال المحارب القديم". وفي ضوء هذه الشهادات المُشرِّفة يمكننا القول بأن مركز عبد الكريم الثقافي يُعدُّ بلا منازعٍ واحداً من الإنجازات الشامخة التي أسهم في تحقيقها الأستاذ محمود صالح بعد أن طلَّق العمل التجاري، وآثر الجلوس على كرسي معاشه الوثير تحت ظلال الثقافة الوارفة، وينابيع الأدب الصافية الرقراقة، وأُنس الكُتب وإمتاعها. وبفضل هذه الرغبة الجامحة جعل من مركز عبد الكريم مركزاً للإشعاع الثقافي في السودان، إشعاعاً يشع من أنشطته الثقافية التي تتبلور في نشر الكلمة المكتوبة، وعقد الندوات الثقافية والسياسية والاجتماعية، وتنظيم الحلقات الدراسية المفتوحة، وتقديم الجوائز التقديرية للأدباء، والروائيين، وكُتَّاب القصص القصيرة في السودان، فضلاً عنما تقدمه مكتبة المركز الثقافية لطلبة العلم والقراء والباحثين من معرفة مجانية غير مدفوعة الثمن. فلا جدال أن طرفاً من هذا العطاء السابل جعل الأستاذ الشاعر محمد المكي إبراهيم ينعت المركز بـ"منبر الثقافة الرئيس للقراء السودانيين في الوطن وأقطار الشتات"، وشجع أيضاً الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه أن تكتب مقالاً في صحيفة السوداني عن إنجازات راعي المركز بعنوان: "محمود صالح عثمان صالح نجم سطع في سماء الوطن".
محمود صالح ومجموعة الوثائق البريطانية عن السودان في تقديمه لمجلدات الوثائق البريطانية عن السودان يقول الراحل محمود صالح: "يأتي في طليعة أهداف مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أمدرمان دوره المتنامي في جمع وحفظ وتوثيق التراث السوداني الهادف إلى ردم الفجوة بين الماضي والحاضر. كما يهدف في الوقت ذاته إلى تيسير الحصول على هذه المصادر والمراجع للباحثين والطلاب وغيرهم من أفراد المجتمع، دون أن تترتب على هذه الخدمة أي تكلفة مادية." ويقدر كم الوثائق التي تمَّ جمعها وتصنيفها وترجمتها في أثني عشر مجلداً بـ 234 وثيقة، مدونة في 1287 ورقة، تمَّ انتقائها بعناية من 4500 ورقة، تغطي الفترة 1940-1956م. وقد حفلت هذه المجلدات بأسرار وخفايا ومواقف السياسة الاستعمارية تجاه السودان، عبر ثلاثة مراكز رئيسة، تتمثل في وزارة الخارجية البريطانية في لندن، والسفارة البريطانية في القاهرة، ومكتب الحاكم العام والسكرتير الإداري في الخرطوم. فكان محمود فخوراً بهذا العمل الأكاديمي الرائد، فكتب إليَّ رسالة بتاريخ 25 أغسطس 2002م، جاء فيها: "استقبال الوثائق كان رائعاً بحقٍ، والحضور أكثر من أربعمائة في قاعة الشارقة ... وكانت التغطية في الصحف كثيفة... كل الذين أطلعوا على الوثائق أثنوا على الترجمة جداً، وعلى الإخراج عموماً. واتوقع أن يتم عقد ندوة في القاهرة في الجامعة الأمريكية الشهر القادم، وسندعوا بعض الأساتذة من مصريين وسودانيين، عسى أن نشجعهم لإبراز بعض الوثائق المصرية إن وجدت." وبهذه الكيفية قدَّم الأستاذ محمود صالح مادة علمية قيمة للباحثين في مجال الدراسات السودانية من غير ذهب وفضة، لكن أغلفتها حملت إقرار صريحاً بفضله: تحرير: محمد صالح عثمان صالح، فسيبقى هذا التحرير اعتباراً معنوياً قائماً على مر الدهور والأجيال.
مجموعة محمود صالح بجامعة بيرقن بدأت قصة مجموعة محمود صالح بجامعة بيرقن التي يربو كمها على الألفي كتاب وعدد مماثل في الوثائق النادرة، بكتاب عن "الاستثمار في إفريقيا" لمؤلفه البروفيسور هاربرت فرانكل، نشرته جامعة كمبريدج عام 1938م. وقد عثر الأستاذ محمود صالح على نصٍّ من الكتاب في التقرير السنوي لحاكم عام السودان، هوربت هدلستون (1940-1947م)، وكان مفاد ذلك النص: "لا يوجد أدنى شك في أن التنمية الاقتصادية التي حدثت في السودان في القرن العشرين قد حققت إنجازاً رائعاً، يمكن اعتباره من عدة نواحي نموذجاً للأقطار الإفريقية الأخرى." ولا عجب أن هذا النص قد حفَّز القارئ المهتم بشأن السودان أن يبحث عن الكتاب لمدة تقدر بعشر سنوات، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح إلا في شتاء عام 1997م، عندما التقى بالسيدة أليزبيث بنقهام في القاهرة، وسرَّها عن رغبته في الحصول على الكتاب المشار إليه. وبعد بضعة أيام من ذلك اللقاء العابر وجد الأستاذ محمود صالح نسخةً من "كنزه المفقود" في صندوقه البريدي، ومعها مذكرة مفادها أن شخصاً يدعى بول ولسون في ضاحية شبرسبري في انجلترا لديه مجموعة نادرة من الكتب عن تاريخ السودان وجغرافيته، وأنماط الحياة فيه. وبفضل هذه المذكرة بدأت العلاقة بين بول ولسون ومحمود صالح، وأثمرت خواتيمها في شراء المجموعة بكاملها، والتي يقدر كمها المودع الآن بجامعة بيرقن بألفي كتاب من الكتب النادرة التي يرجع تاريخ تأليف بعضها إلى القرن السابع عشر للميلاد، أضافة إلى كمٍ مماثلٍ من الوثائق الأرشيفية، والصور الفوتوغرافية، واللوحات الفنية. وتعالج هذه المجموعة قضايا مختلفة عن التاريخ، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والجغرافيا، والآثار، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وفن العمارة في السودان. ومعظمها كُتب باللغة الإنجليزية ولغات أوروبية أخرى، وهي على حدِّ قول الراسخين في الدراسات السودانية تمثل مجموعة نادرة للطلبة والباحثين في الشأن السوداني، ولا يوجد لها مثيل داخل السودان أو خارجه. وقبل إيداع هذه المجموعة بجامعة بيرقن، اتصل الأستاذ محمود صالح بعدد من جهات الاختصاص في السودان لتقوم بإيداعها، وصيانتها، وجعلها متاحة للباحثين؛ إلا أن جهوده في هذا الشأن قد باءت بالفشل، نسبة لتلكؤ المسؤولين في اتخاذ القرار الصائب. ومن ثم كان خياره الثاني جامعة بيرقن، تثميناً لجهدها الرائد في مجال الدراسات السودانية. وبالفعل تم اللقاء الأول بشأن هذه المجموعة النفيسة أثناء انعقاد مؤتمر الدراسات السودانية بجامعة بيرقن في ربيع عام 2006م، حيث فَاتَح الأستاذ محمود صالح البروفيسور آندرس بيركيلو، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، بقصة هذه المجموعة التي تبحث عن مأوى، وقد أبدى هذا الأخيرة موافقته الفورية بإيداعها بمركز دراسات الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وفي ضوء ذلك رتب لقاءاً للأستاذ محمود صالح مع إدارة الجامعة التي التزمت بكلفة تصنيف المجموعة، وحفظها حفظاً رقميّاً، ثم وضعها على شبكة عنكبوتية خاصة بها، لتكون متاحة للباحثين في كل بقاع العالم. وبموجب هذا الاتفاق تم تدشين مجموعة محمود صالح بجامعة بيرقن في شتاء عام 2006م، في تظاهرة علمية رائعة، حضرها رموز الجامعة، ووجهاء الجالية السودانية بيرقن، وزادها ألقاً على ألقٍ إبداع الأستاذ عبد الكريم الكابلي الذي شكل حضوراً فنياً رائعاً. وزان تلك التظاهرة العلمية وهجاً على وهجها زيارة الأديب الطيب صالح وحرمه الفضلى جوليا إلى بيرقن في مايو 2007م، والتي كتب عنها في مجلة المجلة، قائلاً: "في خضم الصراعات والمشاكل والحروب التي تستعر في العالم، يجد الإنسان بعض الظواهر التي تبعث على الأمل والتفاؤل، وتقوي الإحساس بأن الإنسان، بقدر ما في طبيعته من نزوع نحو الخراب والدمار، فهو أيضاً قادر على البناء وعمل الخير. ومن هذه الظواهر التي لفتت نظري أخيراً، التعاون الذي نما بين جامعة بيرقن في النرويج والجامعات السودانية، وبخاصة جامعة الخرطوم. لقد زرتُ جامعة بيرقن أخيراً، بصحبة صديقي رجل الأعمال السوداني المثقف محمود صالح عثمان صالح ... إنه من الناس النادرين، الذين يخصصون بعض ما أنعم الله عليهم من خير، لنشر الثقافة، وفتح الأبواب للتفاهم، ومحاربة قوى الجهل والتخلف، وتعميق قيم الخير والإخاء بين الناس. كل هذا الجهد الإنساني والثقافي العظيم، يتم عن طريق مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، الذي أنشأه الأستاذ محمود وعائلته، تخليداً لذكرى خالهم المرحوم عبد الكريم ميرغني".
خاتمة كنتُ اتمنى أن لا يأتي اليوم الذي نكتب فيه عن مآثر الأستاذ محمود صالح؛ ولذلك سعيتُ في العام الماضي مع الأستاذ عبد الله الفكي البشير إلى تكريمه في شكل تظاهرة أكاديمية بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، تقوم على تبادل مطبوعات المركز العربي ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، ثم إعداد ندوة عامة عن انجازات الرجل ومآثره، لكن للأسف أن هذا المسعى لم يكلل بالنجاح إلى أنْ فجأنا القدر بنبأ الوفاة. فالراحل الأستاذ محمود صالح رجلٌ لا نُعزّي فيه، ولكن فيه نُعزّى؛ لأنه كان صاحب فضائل منبسطة لكثير من الناس، ويؤكد ذلك شهادة الأديب الراحل الطيب صالح: "إنَّ محمود لم يستأثر بالثراء لنفسه وأسرته، بل أخذ ينفق منه بسخاء على ما ينفع الناس جميعاً، فهو رجل مرموق ليس بماله، بل بأفعاله ودوره في المجتمع." ومن الشواهد التي تعضد ذلك كلمات الدكتورة هويدا فيصل بجامعة بيرقن، ع ندما أخبرتُها بوفاة محمود صالح، فكتبت قائلة: "إنه خبر محزن وفقد جلل. لقد كان محمود رجلاً عظيماً، ولدي احترام خاص له. لا أنسى فضله عندما حضر نقاشي لنيل درجة الدكتوراه، بعد أن علم أن والدي لا يستطيع الحضور بسبب المرض. ثم عمل حفلاً كبيراً بهذه المناسبة." وجسدت أيضاً البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه هذه القيمة الإنسانية، عندما كتبت في خاتمة رثائها للمرحوم محمود صالح قائلة: "وستبقى وستظل نجماً ساطعاً في سماء الأمة، بما قدمت، فمثلك لا يموت. وسيبقى غرسك مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي منارة سامقة. وستبقى مكتبتك في بيرقن متكأ للعلماء والباحثين، ورمزاً للمحبة التي تربط بين بيرقن وكل من زارها ودرس فيها من السودانيين، ووصلاً للشمال والجنوب. وستبقى محبتك في نفوس أهلك، وعشيرتك، وأصدقائك، وعارفي فضلك." هكذا كان محمود صاحب سيرة وسريرة بين الناس، يعطى من غير منٍ ولا أذى، وينفق بسخاء لا يخشى الفقر. نسأله الله أن فيض عليه ثواباً بقدر ما فاض على الناس عطاءً، ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
https://m.facebook.com/178943688805723/photos/a.327673110599446.80335.178943688805723/966991743334243/؟type=1https://m.facebook.com/178943688805723/photos/a.327673110599446.80335.178943688805723/966991743334243/؟type=1
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
https://m.facebook.com/178943688805723/photos/a.327673110599446.80335.178943688805723/966991743334243/؟type=1https://m.facebook.com/178943688805723/photos/a.327673110599446.80335.178943688805723/966991743334243/؟type=1
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: sadig mirghani)
|
قدمنا صورة رسمتها للمرحوم محمود صالح عناصر مستفيدة من عطاياه... وحاولت ان تقدم صورة ذهنية لشخص هو "رمز للإستنارة والتقدمية.. وراعي كريم للفن والأدب والمعرفة... احتضن كوادر الحزب الشيوعي ومن حولهم عدد من المبدعين ... وأسس محاضن الإبداع الثقافي والفني والعلمي ...
ولكن احقاقاً للحق ونصراً للمظلوم نقول أنه قدم أبشع نموذج للقهر العرقي والثقافي والديني... وساهم من حيث لا يحتسب في دعم ركائز القهر والتمييز والاستعلاء... ولا يستحق كل ما أهدر في حقه من كلمات... .... واعتقد ان المهرجان اليوم في المدرسة السودانية بلندن هو مدماك آخر لصالح الظلم ونصرة الباطل ... ونقول كما قال الدكتور أحمد البدوي: "الظلم حية لها ألف رأس وناب وسم واحد قتال"..... ..... ..... الاحتفال بالمرحوم هو مساهمة أخرى في تضاعف معاناة مئات الآلاف من السودانيين... وأهدار لكرامتهم ... .... ما تفعلون ، على الرغم من محاولاتي المستمرة للمناصحة، هو ما دفعني لفتح هذا البوست... .... ولنفتح الجرح عميقاً... لندع الصديد الاجتماعي يتطهر... ولنعمل لأجل سودان مختلف اللون والطعم والرائحة... سودان معافي من القهر والإستعلاء العرقي والثقافي والديني... والذي لعب فيه للأسف الشديد عضوية الحزب الشيوعي دوراً ... على الرغم من تحذيرنا المستمر ... هنا في هذا المنبر ... صوت من لا صوت لهم ... ..... نفتح الجلسة.....
_____ خليك حريص... خليك سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
وتواصلت شهادات التكريم فكتب في فبراير 2016 الباشمهندس صادق جلال ميرغني "اكليل علي ضريح الاستاذ محمود صالح عثمان"
لكِ يامنازلُ في القلوبِ منازلٌ اقفرتِ انتِ وهنَ منكِ نواهلُ. اطلت علينا في الايام المنصرمات ذكري رحيل الاستاذ محمود صالح عثمان راعي ومنشئ مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي ذلك الصرح الشامخ الكائن بامدرمان، والذي ولد بأسنانه اقام فيها المركز بالتعاون مع اصدقاء الراحل ذكري وفاء لروح الفقيد والذي قدم للسودان محمدة سيذكرها التاريخ ويخلدها كونه احد الرجالات الذين وهبوا جُل وقتهم ومالهم لدعم وتطوير الفكر والثقافة في كل المجالات بالسودان.ولست في مقام تأبين الفقيد وذكر مآثره فهي ماثلة للعيان كالقمر ليلة البدر فقد سبقني من العارفين والمقربين للراحل في ذكرمحامده وشمائله ولكني اود الخروج عن النص بإيقاد شمعة في مهب الواقع المأزوم لأن المخرج لازمة البلاد حاليا يكمن في الرجوع لهويتنا السودانية بكل مكوناتها وتمازجها.أما عن دور رجالات البلاد داخلها وخارجها في خدمة وطنهم واعني بهم رجال المال والاعمال واعمدة الاقتصاد السوداني والذين يقع علي عاتقهم صيانة التراث وحفظ تاريخ بلادهم . الفقيد وضع بصمته وبصمت متخطيا حاجز الممكن والمعقول وحمل مشعل التنوير مترجما للعديد من اصدارات المركز والتي تقف شاهدة علي حسن الطوية ورد الجميل للبقعة المباركة والتي احتضنته طفلا ويافعا وكونت شخصيته. تلك الوطنية التي غرسها مربوه الاوائل والتي طالما افتقدناها في ايامنا هذه. وتدبرت مقولة ابن خلدون في مقدمته عن التاريخ (لم يتفق الباحثون على تعريف محدد و ثابت للتاريخ ، قديماً و حديثاً ،فالقدماء حددوه بأنه سجلٌ لأعمال الإنسان) بل ذهب ابعد من ذلك بقوله وانا هنا اقتبس (إذاً من أهم أغراض التاريخ عند ابن خلدون هي: التعليل و النظر و التحقيق و العلم بأسباب الوقائع ، و لا يتم ذلك،(أي لا ينظر الإنسان في الماضي نظرة تحقيق و فلسفة ) دون أن يستفيد من ذلك في حاضره بصراً و خبرة. فتعليل و تحليل التاريخ و الفلسفة في التاريخ عند ابن خلدون هدفه و غايته و معناه النهائي هو: فهم الماضي على حقيقته و الاستفادة من ذلك في الحاضر، فالغاية الأساسية للتاريخ عند ابن خلدون هي فهم الماضي لعيش الحاضر و لبناء المستقبل). ونعني بها هنا كتابة شعره ونثره وقصصه وسياسته والتدوين الدقيق للتفاصيل هو كتابة للتاريخ ، اذ لايمكن للأمة ان تنهض اذا لم تدرس تاريخها لذلك نهض محمود وعمل بنصيحة خاله الاستاذ عبدالكريم ميرغني وبدأ بترجمة الوثائق البريطانية عن السودان حتي نعرف تاريخنا ونستطلع من خلاله واقعنا ونستشرف مستقبلنا، فخرجت في ثوب قشيب في اثنتي عشر مجلدا حوت جانبا من تاريخنا بعيون الانجليز . نقول ان الدرب مازال طويلاً والطريقُ وعراً ولازالت هنالك الكثير والكثير من الوثائق والتي تقبع ساكنة في انتظار من يمسح عنها غبار السنين ويعيد الي السودان ألقه ورونقه ،نقول ان ثمة في العتمة ضؤ مدام فينا امثال ذلك الفتي ابن السودان البار والذي ضرب اروع الامثلة برد الجميل فقرب المحبين والمريدين وجمع اشتات قوم علي ملة السودان منهم الاديب الاريب الاستاذ الراحل الطيب صالح والشاعر الفذ محجوب شريف رحمهم الله اجمعين. اتمني علي من هم في دفة القيادة المسارعة بالولوج لتلك المسالك والاستثمار في دفع مسيرة العلم والتعليم ونشر الثقافة والادب في بلادهم وبذل الغالي والرخيص والتدافع لتسطير اسمائهم في صحائف التاريخ بمداد من نور وليكونوا علي ثقة ان ماقدموه للوطن لن يضيع سدى وسيخلد التاريخ ذكراهم ويرفع من شأنهم والحديث الشريف يقول (اذا جاء يوم القيامة وفي يد احدكم فسيلة فإن استطاع ان يغرسها فليغرسها) صدق الرسول الكريم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
سلام دكتور بندر، يا أخي، أنت رجل ذو إمكانيات ذهنية كبيرة، أراك تدور في حلقة مفرغة من ردود الأفعال تجاه حزب يحتاج لمساعدتنا بشكل إيجابي للنجاة من الهلاك. أنا لو كنت أمتلك جزء بسيط من إمكانياتك وقدراتك، كنت مثلا: سافرت أثيوبيا لدراسة سد النهضة وأثره المستقبلي على مستقبل الدولة السودانية، كنت بقيت جزء من السد دا. يا أخي، لو ما قدرنا نستفيد من ناس زيكم في رسم خطط إستراتيجية تخدم الأجيال القادمة، نستفيد من منو؟! عليك الله، إنتبه وسيب صعلكة أولاد أم درمان دي، لحاجات أكبر ممكن تخدم عيالنا لزمن لا يرحمهم الإنتقام للنفس لا بفش غبينتك ولا بنفعك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: أبوبكر عباس)
|
الرفيق الدكتور بابكر ... شكراً على حسن الظن... المعركة بالطبع على كل الجبهات ... وفي تقديري المتواضع ان استراتيجية ضرب القلعة من الداخل (تكتيكات حصان طروادة) هي التي نحاول كشفها ... هنا أرجو ان تتابع هذا البوست بصبر فقد يساعدك لفهم الإنهيار الذي تشاهده أمامك ... المعركة ذات مستويات مختلفة ومتدرجة ... ومن كل حسب قدرته ... .... ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعي وفقه ستر العورة !! (Re: Dr Salah Al Bander)
|
من المسكوت عنه في بلادنا ملف "أبناء وبنات واحفاد المسترقين".... وأكثر من جسد مصير هؤلاء في مجتمعنا الطيب صالح في "عرس الزين"... موسى الأعرج... وقدم لنا صورة عن القهر والمعاناة... وعكس لنا تعامل الزين مع موسى الأعرج.. بل نؤكد على الرمزية التي قدمها في وصفه لزواج الزين.. وأبرز لنا الناقد الأدبي عثمان الكد تقديره لهذه المقاربة: "الرواية تعرض في ذكاء ودقة الى مسائل حساسة في حياتنا نتجنبها ونتجنب الحديث فيها... قصة موسى الأعرج تحمل بين دفتيها موقفنا المزدوج من الرقيق... فما نزال رغم المنع الرسمي للاسترقاق وتحرر الإنسان نعتبرهم رقيقاً.. يتزاوجون من بعض، أو ينزحون بعيداً... وقد يعيشون في كنفنا لو شاؤا، أو يهربون ليكسبوا عيشهم بكل السبل... محاولة الأديب هذا، رغم انها جانبية ، أعجبتني لأنها شجاعة وجريئة في بلد شعاره ستر العورة"....
هذا القهر الاجتماعي الشديد الوطأة على هذه الشريحة من مجتمعنا يرتبط بصورة مباشرة بالاستغلال والابتزاز والانتهاز ... بل الاصرار على تجريدهم من أعز ما يملكون.... انسانيتهم !! هنا نكشف هذا النهج وفي أبشع صوره... .... لقد عايشت المأساة وتجرعت مع صديقي المرحوم مرارة المهانة .... واذا كان الطيب صالح يقدم رواية قد كانوا شخوصها رموز اجتماعية... ولكن هنا هم اشخاص من لحم ودم وأعصاب.... وشركاء الجريمة يحاولون دفنها تحت رمال النسيان ... هنا سنفتح الجرح ... ونقدم شهادة .... .....
____ خليك حريص... خليك سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
|