وصف البروفسير صديق تاور أستاذ علوم الفيزياء بجامعة النيلين والجامعات السودانية والمستشار العلمى للجنة الوطنية لمناصرة البيئة، الطريق المتبعة في عملية استخلاص الذهب بالعشوائية. وقال إنها لا تتبع أبسط الإجراءات العلمية الصناعية الصحيحة فيما يتعلق بالتأثيرات على الإنسان والحيوان والبيئة، وأوضح تاور في تصريحات صحفية أن هذه الشركات لم تلتزم كذلك بشرط الحصول على شهادة الأثر البيئي للمصنع من المجلس الأعلى للبيئة، هذا إلى جانب وجودها بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان بالإضافة لعدم التزامها بسلامة العاملين فيها. وأضاف قائلاً إن هذه الشركات همها الأول هو الحصول على الذهب الموجود ولا يهمها إنسان المنطقة وسلامة بيئته. وحول اعتراضات ورفض المواطنين لهذه الشركات أكد البروفسير تاور أن الرفض لم يأت من فراغ وإنما أتى من تنامي الوعي في المجتمعات بخطورة هذا النوع من النشاط على الإنسان والطبيعة وخلق رأى عام حوله، وأوضح أن الرفض جاء إستناداً على مشاهدات لكوارث وأحداث وقعت بالقرب من مواقع تلك الشركات خلال الثلاثة أعوام الماضية. وأشار تاور في هذا الخصوص إلى أحداث تم توثيقها في جنوب كردفان منها نفوق (41) رأساً من الماشية بالقرب من مصنع مريفين جنوب مدينة أبو جبيهة عام 2015، وتلتها نفوق العشرات من الحيوانات البرية في العام 2016، ومن بعدها نفوق (32) رأساً من الأبقار و(64) رأساً من الضأن خلال هذا العام. واستنكر تاور الأساليب التي واجهت بها هذه الشركات مخاوف المواطنين ووصفها بأنها أساليب ملتوية. وكشف عن إخفاء تلك الشركات ومعها جهات حكومية لنتائج الفحوصات المعملية لنفوق الحيوانات، هذا إلى جانب شراء الذمم وتشغيل أبناء الأعيان في تلك الشركات أو التحايل علي السكان بالتخويف بالقبضة الأمنية واعتقالهم تحت ذرائع قوانين الطوارئ السائدة في تلك المناطق. وحول الأضرار البيئية الناجمة عن هذه النوع من التعدين على المدى القريب وفي المستقبل قال البروفسير تاور إن كمية المواد السامة التي تم استخدامها من قبل هذه الشركات تصل إلى عشرات الأطنان. وقال تاور في مقابلة مع راديو دبنقا إن هذه المواد انتشرت في آلاف الكيلومترات بجنوب كردفان، خاصة في الجزء الشرقى من الولاية ما قد يتسبب في أضرار تمتد إلى عشرات السنين. وأشار إلى تأثر الدورة الحياتية البيئية بصورة مباشرة بسبب تلوث الهواء والتربة والماء والتي بدورها تؤدى إلى التسمم المباشر للكائنات الحية وتسربها. من جهة أخري يمتد أثرها إلى داخل التربة واختلاطها بالمياه الجوفية والعناصر الكيميائية الأخرى وأكد تاور عدم صلاحية التربة في تلك المناطق بجنوب كردفان للاستخدام الإنسانى والحيوانى في المستقبل، مستشهداً بتلوث مماثل وقع في البرازيل والصين. وأكد أن الأضرار المستقبلية سوف تطال القطاع الاقتصادي فى المنطقة خاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية والصمغ العربى. وكذب تاور الدعاية التي تطلقها الشركات باستخدامها مواداً صديقة للبيئة ونفي وجود مواد صديقة للبيئة ذات جدوى اقتصادية تستخدمها تلك الشركات وذلك باعتراف وزارة المعادن السودانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة