قال لي صديق مختفي تماما أنه " مدبرس " ، والدبرسة مرض لئيم شفانا الله منه ، وأظن أن أسمه : مؤتمر الدبرسة !
وتساءل صديق
أخر : ما هذا الذي يحدث ؟
وقبل ذلك تساءل الكاتب الكبير الطيب صالح : من أين أتى هؤلاء ؟
في كل عام تهطل الأمطار ، لم يحدث أن قالت لا سنعطيكم فرصة حتى العام القادم ، أو ألى حين تجهيز أنفسكم مثل بقية الدول المتحضرة .
وكل عام تودع الأمطار بلدنا الحبيب وشعبنا المغلوب على أمره مخلفة أضراراً كبيرة بالممتلكات
والضحاياوتخريب الشوارع والساحات،دون أي وسيلة لتصريفها فباتت ملاذاً للأوبئة والحشرات .
وكل عام نتحدث عن نفس المشاكل سوء التصريف وعن الأويئة وعن تعطل حركة
المرور .
هذه المشاهد تتكرر كل عام ونكتب عنها باستمرار ،بينما فصل الخريف معلوم،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى التجاهل والتقاعس الحكومي عن كل ما يحيق بالمواطن، الحكومة في وادي والشعب في وادي أخر،" بعد الحكومة السخيف عن هموم الشعب ومشاكله "،رغم بساطتها كما يقولون مثل شفط المياه أو نقل النفايات.
إن النظام الحاكم لا يألو جهداً لانتزاع الأموال من الناس بكل الوسائل،وفي كل حين تزداد الضرائب والرسوم،والمليارات من الجنيهات تدخل الخزينة العامة كل عام،لكنها لا تنفق في ما يتعلق بالمصلحة
الشعبية .
هذا على مستوى الحكم الإتحادي،وهيكل إنفاقه الذي يجعل الأمن والدفاع مقدماً على الخدمات بما فيها الصحة والتعليم،أما على مستوى المحليات والحكم الولائي فالأموال تنفق على المرتبات والحوافز للجيوش الجرارة من منسوبي الحزب الحاكم،وتستكثر على تأهيل الشوارع والمستشفيات،أو حفر مصارف الأمطار.
وتُكذِّبُ الحكومة حين تتحدث عن العجز بسبب قلة الإمكانات،أو نقص الموارد،لأنها تجد التمويل البذخي على كراسي الوزارة الجديدة لحلفائها،ولمئات المقاعد الجديدة في برلمانات لا تفعل شيئاً غير التصفيق لكل قرار يؤدي لإفقار الناس أو التضييق عليهم،وبهذه السياسة فقد أهدرت ثروات السودان وموارده على هذه الفئة الطفيلية الفاسدة التي أوردت الاقتصاد السوداني موارد الهلاك.
في مواجهة كوارث الأمطار يتضامن الناس في القرى والمدن،ويفعلون ما بوسعهم لدرء المخاطر،وتجفيف الطرق وحفر المجاري،لقد أقسم لي شقيقي أمس الأول أنهم قضوا اليوم كله في مطاردة المطر ، وفي لحظة وجدنا أنفسنا كأنمابنلعب " يا مطيرة "، وهنا في تورنتو المطر يغسل الشوارع والبنايات ! وبعد المكالمة مباشرة وجدت بعض الكنديين يلعبون
لعبة " يا مطيرة صبي لينا في
عينينا " أهلي لا ينتظرون الحكومة ومعتمديها أو لجانها الشعبية المعينة التي تغط في نوم عميق، (ولكن الحقوق تنتزع ولا تعطى،والمطالب لا تأتي بالتمني،وفي هذا الإطار فإن تنظيم الاحتجاجات ومحاصرة السلطات في كل مكان وتشديد النضال عبر لجان المقاومة لا يؤدي فقط لنيل الحقوق المهدرة،بل هو خطوة مهمة في سبيل الاستعداد للانتفاضة والانتصار على الديكتاتورية)
متى يصحو الناس ؟ متى نشمر عن سواعدنا وننظم أنفسنا لأنقاذ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة