لم أبذل مجهود كبير لأجده بل أرهقني .. ما بذلته من جهد لأنفض ما علق بتلك المكتبةالمكتظة بالكتب وبجوارها كم هائل من الملفات والوثائق التي تحكي عن قصص وحكايات.. كتابي لم يكن أصلا قد ضاع لكنه لم يحظى بأي أهتمام كما كان سابقا .. فلم يعد مكانهتحت وسادتي او علي طاولة قهوتي .. خلال فترات متقطعة أقوم بجولات بين تلكالخزانات وأرففها ويبدو أنني كنت أحسب لهذا الزمان الذي ما عاد للكتاب مكانته كرفيق لصيق بأيادينا .. في وقت بأت الهاتف الذكي او المحمول يحتل كل الامكنة وبين طرقعاتالاصابع … بل ما عاد له أزمنة وأمكنة محددة.. فهو لكل الفصول …. وبرامجه تتدفقكزخات المطر ولا تفرق بين الصغير والكبير العالم والمتعلم وإن كان جاهلا .. قبل سنوات بعيدة كنت من أوائل الجالسين علي مقاعد الدرس بالشركة العربية للكمبيوتربالدوحة ناحية دوار التايوتا الشهير .. الاستاذ عادل المناعي مالك شركة التيسير المعروفةوالذي يحسب له أفتتاح اول معهد لتعليم برامج الكمبيوتر بقطر .. دلف لقاعة الدرس وهويعكف أياديه للخلف ممسكا بورقة .. القي علينا التحية وشرح لنا أن مقدم برنامج مجلةالمساء بالتلفزيون القطري يطلب أستضافة دارسين ودارسات ولم يكن عددنا يتعدىالعشرة ليحدثوا المشاهدين عن هذا الزائر المدهش والذي ما زال غريبا علي الكثيرين بل لميدخل لغالبية المؤسسات ودواوين الحكومة .. طأطأ الجميع روؤسهم فلم يكن أصلاالظهور في الفضاء الاعلامي مرحبا به .. تبسمت حينما لمحت وريقتي ذات اللون الأصفر بأيادي سعادة المناعي .. فاذا به يسألنيما الذي يضحكك .. فأشرت له أن الورقة تخصني سجلت بها مطالبتي أن تكون الدراسةعملية… فقد كنت أتوق لاقتحام هذا الصندوق السحري " الكمبيوتر " فاذا به عادلالمناعي يصدر قراره " أنت ستشاركي معي بالبرنامج " وقد كان .. فسالني مقدم البرامجما الذي تطمح له ست بيت وزوجة وأم من دراسة وفك طلاسم الكمبيوتر .. أجبته لاحفظسجلات الاسرة ومستنداتها وكتب يصعب علي توفير أرفف لها بمسكني .. فهل كانت تلكنبوءة مبكرة عن حال الكتاب في هذا الزمان والذي مليء الارفف وفاض دون ان يجد منينفض عنه تراكمات الاتربة والغبار وفك طلاسم حروفه إلا من رحم أبي … وربما كثيرونمثلي نسج العنكبوت أنسجته بين صفحات كتبهم .. فما عاد الكتاب رفيق السفر والتجوالولا تحت وساداتنا وعلي طاولاتنا في ظل هجمة شرسة وسطوة من الهاتف الجوال الذيبات رفيقنا وصديقنا نطرقع أحرفه بين ناظرينا وأين ما كنا ليلا و نهارا … وما ضاع كتابيلكنه تراصص ضمن ديكور منزلي .. عواطف عبداللطيف [email protected] --
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة