صبحية القلب والنفس والروح كتبه مأمون أحمد مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2023, 02:00 PM

مأمون أحمد مصطفى
<aمأمون أحمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 03-19-2014
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صبحية القلب والنفس والروح كتبه مأمون أحمد مصطفى

    01:00 PM January, 23 2023

    سودانيز اون لاين
    مأمون أحمد مصطفى-فلسطين
    مكتبتى
    رابط مختصر





    "1"

    إلى أختي صبحية، فلق قلبي، صنو روحي، صدقة جارية عن روحها التي اختارها الله لتكون بجانبه.

    حزمة من ضياء بعزم وحزم، نهضت، تحسست بما فيها من رنو وأنفة، تلمست بفلق قلبها وفيض روحها، زوايا العتمة والوهن في جسد من صلصال، من تراب، يعتقل الروح ويزجها في المرئي والمحسوس، في العادي والمعهود، رفعت أناملها التي رتقت الضعف ورفأت الخور، دارت بها على ساق نخلة في مكة، وزيتونة في القدس، وقبر يشع في المدينة.

    قالت: وكل قول لها، فيه أنفاس شمس رغم قسوتها وما يسكنها من قوة الدمار والموت، تبعث الحياة في كائن يختاره الكون، قالت: لست أنا من يتمسك بالبصر ويترك البصيرة، أو يعتمد النظر ويترك الرؤى، من يركن للعتمة والنور يحفه ويحتفل باتصاله فيه، أنا الحرية التي تنتشر وتتوزع وتنمو وتزهر بكل شعاع، بكل ذرة من ذرات التراب، وبكل نواة من نويات المجرات والأجرام.

    أختي الكبيرة الصغيرة، طفلتي وفتيتي، صبحيتي، صبحي المنبلج من العتمة، أول الفجر المتنفس أنفاس الصبح، كل النور المتخفي في الغياب، الكامن في الإشراق، فلق قلبي المدفوع نحو مسام كفها الذي يتحسس وجنتي، صنو روحي القافزة نحو عينيها المنهملة المتدفقة ببريق يكللني، يطوقني، يلفني برحمة مغدقة بحبور وغبطة، وكأنها صمت يرج الصوت، وصوت يحتضن أسرار الصمت، حديقة غناء بالبسمات المنهمرة كماء يبعث الحياة في الموت، يضج بشهيق الصحراء حين تتندى فتشهق لتنشق عن خضرة تنادي النحل نحو الرحيق والشهد.

    على وجهها الأبيض المصقول من عاج تتوزع الغرائب والعجائب، تنبت الأيائل والأصائل، تتجمع المسافات والأزمان، تتكوم الخمائل والجدائل، ينتصب الوطن كله دفعة واحدة طلبا للتجلي واللمعان، تسير على ألحانه قوافل الشهداء، شهيدا خلف شهيد، بين غدائر وعيون، لتحط فوق رموشها راضية مرضية.

    قيل لي: ماتت اليوم أختك، أقفل باب من أبواب الرحمة بينك وبين السماء، هناك على أرض الوطن، ليس بعيدا عن حيفا، حيفا والدك ووالدتك، كانت تبحث عن الروائح التي حملت عرق الصُلب وشوق الترائب، تنقب عنهما بخبرة كفاح موصول بالصبر، تحمل شهوة اللهفة التي كانت تنبعث من حلم والدين ظلت عيونهما رغم الموت والقهر تبحث عن مرفأ تُرسي فيه كلف التوله والهيام، ظلت يمامة عصية وهي تشد الماضي والمستقبل إلى حاضرها الذي لا ينتهي ولا يغيب.

    قيل لي: حبيبتك، أثيرتك، صفيتك، خليلتك، قرة عينك، ناداها الرحيل، هاتفها الغياب، شقيقتك، أختك، أمك الصغيرة، سجع لها الاستتار، هدل لها الفراغ، لكنها كما كانت، ضفرت الشروق بالإياب، نظمت السطوع بالضياء، رسمت كما شاءت الخروج من التراب والصلصال لتتواشج وتتوالج بشفافية الروح والبيان والبروز والبزوغ، خلعت بمضاء إيمان ثوب الفناء للتوحد بالبقاء والخلود، هناك حيث الرحمن، الرحيم، اللطيف، في عليين، بين الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء، بثقة معجونة بثقة بمغفرة جواد كريم.

    قلت: سأحزن، وأترك للحزن كل مسافاتي وأبعادي، أعماقي وأغواري، لن أوقف التفجع والتوجع والاحترار والانصهار، سأفتح لها قلبي وكبدي تخضه وترجه، تفجر الدمع من المآقي ليلسع الخدود، يحفرها ويكويها ويصليها، ليس عيبا أن أتوحد مع الخنساء والخنساء، لأضع نفسي في عين العاصفة ونواة الإعصار، لن أحاول السيطرة على الروح وهي تتحمص وتنشف وتذبل، تصرخ وتستغيث، سأقف على شوك الأسى وجمر الغضا كفراشة مكسورة الجناحين، تذوب بتروي وتمهل.

    وكيف لا أفعل ذلك؟ وقد خسرت تقبيل قدميها؟ رفعهما على ناصيتي؟ دلكهما بخدي ووجنتي؟ لثم التراب الساقط من كعب قدميها وهي تبث الروح في الحديقة الصغيرة التي ربتها كما ربتني؟ كيف لا أشعر باليتم حين حررتني منه يوم موت أمي؟ قالت وهي تلطم خدي تحببا بيدها الضاجة بالحلاوة والطراوة والليونة: " ولك يا أزعر، ألست أنا أمك"؟ تشدني نحو حضنها، تقتحمني رائحتها بعنف وقوة، رائحة تتوزع كهالات من رحمة فوقي، كغمامة حبلى بالدفق والحياة، لتسقط حنانها فتنبت أزهار الرضا بكل جزء من أجزائي.

    صبحية لم تمت بالمعنى الذي يذهب نحو الفناء، بل خلعت إهاب الدنيا لتنتقل لمرحلة من مراحل الحياة، تقف هناك وهي ترسل بكل يقينها توسلات ورجاءات العبد للمعبود، المخلوق للخالق، كي يغسلها برأفته وعظمته وقدرته، لتكون في روضة تقربها وتدنيها من رياض لا حدود لها ولا مسافات.

    سأبكيها البارحة وغدا واليوم، بكاء مكلوم غزاه الأسى والجزع والكرب، وأحملها في عيني، لهيبا يمنعني من النسيان والغفلة، سأزرعها بقلبي خليطا من حنين وحرمان يتوقدان بالبراءة والتقصير، هنا وهناك سأواصل الوفاء، هنا كانت قدمها تجس الأرض، تبحث فيها عن مكان ستكون فيه يوما، وهناك رفعت قدمها لتضعه بتأن ورحمة حتى لا تدوس كائنا أو بقايا فتات زهرة، هنا بسمتها التي تتسع للكون، تغطيه وتلمه على شفتين تلاصقت فوق وجنتي ووجنات أولادي، مع أنفاس معبأة بالحنان والرحمة، محشوة ببراءة تكاد تكون روحا تسري في عروق الفناء والزوال، بعثا يحشد الحياة من التلاشي.

    هنا كانت عينها تدور، تلهث بتعب عن مكمن ألمنا، ترسل بريقا من تكوينها، من جبلتها، من قلبها، من روحها، من عطفها، يخترق الألم ويستله، يحوله لحبور يوزع على بتلات الياسمين والجوري، على القبرات والدوري والبلابل، وهناك خطواتها وهي تثغو، وهنا وهناك خطواتها وهي تدفع الدنيا بكاملها بقوة النشوة كي تصل لعنق والدي، صدر أمي، في كل زوايا الحارة، المدينة، حبات عرقها وهي تصطدم بالشمس وتهز القيظ، فتفوح الروائح المتدفقة من مسامها، لتغطي الآفاق، تعطر الآماد، تتحدى كل الحرارة المتدلية من شمس تحاول الهبوط من مكانها كي تحصل على قليل القليل من رائحتها، علها تتمكن من تخفيف عذابها مما فيها من انفجارات تكاد تعصف بتكوينها، وهنا كانت النجوم والأقمار تتسلل من مدارتها، من أفلاكها، بحثا عن نقاء يزيدها نقاء، وعن صفاء يمنحها الجمال والخفة، وعن لمعان يمنحها البريق، التوهج، الضياء والنور، وهناك كانت السماء تتدلى، تتحدب، تصل قمم الجبال والشواطئ، تهرب من مساحاتها كي تلامس أهدابها ورموشها، فتعود محملة بالدفق والهناء والتهلل، ترفع ما حملت للسماء التي فوقها، فترفعها الأخرى لما فوقها، وهي تهمس وتوشوش، تصرخ وتصيح، تصمت صمتا معبأ بالضجيج، هذه اللمسات، هذه الروائح، هذا المعلوم، وذاك المجهول، كله بقضه وقضيضه، بسره وغامضه، بذهوله وشغفه، أقل القليل من صبحية، لم نستطع الغوص أكثر في عوالمها المرصعة بالحدب والرقة والشفافية، خفنا من اختناقنا، فما فيها يفوق ما فينا من قدرات ومسافات ومساحات، همست لنا صبحية دون صوت، قالت: بأنها تشفق علينا من حمل ما لا نستطيع حمله من روائحها، من جمع ما لا نستطيع جمعه من قواها وخفاياها، قالت: لنكن أنا وأنتم، قطعة موحدة من شيء يتداخل في الشيء، كي نظل فوق المعرف والمعروف، فوق العادي والمعهود.

    حبيبتي صبحية، سامحيني، فأنا أعترف بعجز كامل يشل مفرداتي وأناملي، خيالي الذي يبحث عن خصوبة تتواءم مع خصوبة شعرة واحدة في رأسك، كي أندي الكلمات والحروف بندى يصل لنداك الذي يرشح الغرابة والدهشة، فأفشل، والفشل في وصف فقط كعب قدمك، هو انتصار لا يشبه أو يتشابه مع أي انتصار، انتصار الحرف على المعنى، والمعنى على الخيال، والخيال على الواقع، انتصار الاستعارات والتشبيه حين تعلن عجزها عن وصول مبتغى ومنتهى للتلاقي مع معجزة تعترف هي الأخرى بأنها لا تملك جرأة الوصول لوصف أو تشبيه يتساوى مع ما فيك من مبهم لا يفك.

    سأبقى يا كل الدنيا، وكل كون وكون، يا أختي، أمي، حبيبتي، روحي، قلبي، كبدي، صديقتي، زميلتي، مؤنستي، خافضا ناصيتي لقدميك المباركتين، وكيف يعقل ألا يكونا كذلك، وأنت أمي الصغيرة، التي ظلت تحمل قداسة متصلة بقداسة الخالق في الكتاب الذي رفعك لمكانة لا يمكن أن يرفع إليها غيرك أنت يا أمي.

    ستبقين أنتِ أناي، وليس لدي بعد سكناك مع الرحمن في دار الحق، سوى البقاء على ذكراك، بالدعاء والصدقة، بالتقرب إلى الله من خلال كتابه، وسؤالي الملح عليه سبحانه أن يرفعك لمقام هو به أعلم وعليه قادر بما له من أسماء وصفات.

    الحمد لله يوم قدمت للحياة، والحمد لله يوم غادرتها، والحمد لله على القبر وما فيه من رحمته، والحمد لله على البعث والصراط والسؤال، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    مأمون أحمد مصطفى
    فلسطين- مخيم طول كرم



    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
  • ازمة خبز جديدة في الخرطوم
  • حزب الامة القومي : عودة حمدوك لرئاسة الحكومة متوقعة
  • (100) مهاجر سوداني يواجهون الموت في غابات بلاروسيا


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق January,16 2023
  • كتب الصحافي الإسلامي عبد الماجد عبدالحميد- عن سرقة أموال العسكريين العاملين باليمن
  • “مقاومة الخرطوم” تدعو إلى موكب “ضاقت خلاص” لإسقاط الانقلاب
  • وفاة الصحفي والشاعر النعمان على الله صاحب أغنية “ما قادر أبوح”
  • البروفسير "عبد الله الطيب" يرثي الأستاذ "محمود محمد طه"
  • شلل تام للحركة في الخرطوم
  • إسرائيل تسمح بكشف هوية “ما عوز” مهندس التطبيع مع السودان
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الاثنين 16 يناير 2023 م
  • السودان بعيون الذين استعمروه الانجليز
  • (رسالة عاجلة) من الشمالية وحمولـة الشاحنـات المصـريــة (صوت / فيديـو)
  • الترفيه عن الجيش السودانى

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
  • أشباه الفلول ..! كتبه هيثم الفضل
  • أيهذا الشاكي وما بك داء … كن جميلًا ترى الوجود جميلا! إيليا أبو ماضي كتبه د. محمد بدوي مصطفى
  • إنهم يمارسون فينا الاستعمار والعبودية كتبه حسين إبراهيم علي جادين
  • جائزة الشيخ حمد للترجمة ولمن حيازتها تزامنا ومؤتمر المثاقفة كتبه عواطف عبداللطيف
  • حاجة فيك تقطع نفس خيل القصائد يا مصطفي كتبه صلاح الباشا
  • الجيش ضكر، ولا إنتاية، و البرهان حسم الحكاية.. كتبه خليل محمد سليمان
  • بطولة كأس الخليج (25) في البصرة ؛ الدروس والعبر كتبه د.محمد الموسوي
  • عن تفكيك الجيش كتبه أمل الكردفاني
  • وِرْدُ الجَبَّارِين كتبه أمل الكردفاني
  • العمل الجبري، والزواج القسري صناعة الرق الحديث كتبه حسن العاصي
  • قبل أن ينهار على رؤوسنا كتبه نورالدين مدني
  • البرهان عقيدة الاستهبال واللف والدوران وتجاهل سيطرة الاسلاميين علي الجيش السوداني
  • يا التلفزيون يا !!! كتبه الأمين مصطفى























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de