ولِد الشيخ إبراهيم الطيب الريح في عشرينيات القرن الماضي بمدينة رفاعة وتلقي فيها تعليمه الاولي ثم التحق بكلية غردون التذكارية . عمل بالتجارة عقب تخرجه عام 1943م وامتد نشاطه التجاري إلى نيجيريا، حيث لحق بعمّه القاضي الشرعي الشيخ البشير الريح « مكتبة البشير الريح بأمدرمان» المنتدب حينها من قبل حكومة السودان لتأسيس كلية اللغة العربية والشريعة الإسلامية في نيجيريا. واصل الشيخ إبراهيم الريح اعماله التجارية الناجحة في نيجيريا وامتد نشاطه الي العاصمة البريطانية لندن الذي أنشأ فيها مكتبا للاستيراد والتصدير .عمل الشيخ إبراهيم الريح مع الجهات الأكاديمية في إنجلترا علي تخصيص منح دراسية من جامعة كامبريدج للطلاب السودانيين ليستفيد الطلاب السودانيين من بعض المنح المخصصة حصرا لطلاب دول الكمنولث، لكن تمكن الشيخ إبراهيم الطيب بعلاقاته من ادراج الطلاب السودانيين للاستفادة من هذه المنح رغم ان السودان ليس عضوا في مجموعة دول الكمنولث. تحكي سيرة الرجل الكثير من أعمال البر والخير في العمل الإنساني والاجتماعي في اواسط الجالية السودانية في إنجلترا. في اوائل التسعينات من القرن الماضي كتب احد الأطباء الشباب رسالة الي الشيخ إبراهيم الريح يخبره فيها ان قسم أمراض الكلي بالمستشفى الذي يعمل فيه الطبيب في مدينة لندن بصدد تغيير كامل ماكينات الغسيل الكلوي، مما يعني عدم حاجة المستشفى الي عدد من ماكينات الغسيل الكلوي والتي تنوي إدارة المستشفى التبرع بها الي اي جهه تحتاجها، ذكر الطبيب الشاب في رسالته انه حصل علي موافقه المستشفى بالتبرع بماكينات غسيل الكلى للسودان وذكر في الرسالة حوجته الي مبلغ خمسمائة جنيه إسترليني لصيانة بعض الماكينات والي تكلفه شحن ونقل الماكينات الي السودان لتكون نواة لمركز غسيل الكلى في مدينة ود مدني(مستشفى أمراض الكلي حاليا) . كانت هذه الحادثة بداية لتبنى الشيخ لمجموعة (سلامات) الخيرية والتي لا تزال تعمل في مجال التدريب والعلاج الخيري عبر قافلتين في فبراير وسبتمبر من كل عام، حيث تولي ذلك الطبيب الشاب رئاسة جمعية سلامات الطبية ولايزال عضوا مهما وعاملا في سلامات ، بعد أن اكمل تخصصه في أمراض الكلي وحصل علي درجة الاستاذية في الطب وهو البروفيسور عبدالجليل عبدالرحمن . تكفل الشيخ إبراهيم الطيب بتمويل قوافل *سلامات الطبية* لعدة سنوات بعدها، مما ساعد كثيرا في توسع الخدمات التي تقدمها قوافل سلامات. في نيجريا امتدت أيادي الشيخ إبراهيم الطيب البيضاء بعدد من المشاريع الخيرية هناك ، إذ أنشأ معهدا متخصصا لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها . يضم المعهد آلاف الطلاب النيجيرين الذين يتعلمون ويدرسون دبلوم اللغة العربية علي نسق مناهج معهد بخت الرضا وذلك بتمويل كامل من الشيخ إبراهيم والذي يشمل كافة المنصرفات بما فيها رواتب العاملين واعاشة الطلاب، تكفل الشيخ بنفقات المعهد منذ تأسيسه وحتي وفاته رحمه الله. مما يذكر عن الشيخ ابراهيم الطيب الريح دوره الكبير في عودة صديقه المقرب الاستاذ الطيب صالح رحمه الله الي السودان بعد غيبة طويلة في العام 2005 وقبيل وفاته باعوام قليلة. لعل ما ذكرناه هنا هو غيض من فيض هذا البحر وذاك الرجل الفذ ، نسأل الله أن يتقبل منه و أن يتغمده الله بواسع رحمته بقدر ما قدم من اعمال الخير والبر والاحسان .
*بعض المعلومات عن سيرة الشيخ منقولة من موقع تأبين الراحل الكبير رحمه الله. الصور:
*الشيخ إبراهيم الطيب الريح رحمه الله.
*البروفيسور عبدالجليل عبدالرحمن علي مؤسس جمعية سلامات الطبية الخيرية.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة