إن السودان قد حباه الله بخيرات وميزات جمة فهو و موقعه المميز والذي يربط بين ثلاث قارات ألا وهي: إفريقيا ، آسيا و أوربا زائداً مناخه والذي (يتدرج!) من الجنوب إلي إستوائي ، سافنا غنية ، سافنا فقيرة ثم صحراوي في شماله والأمطار فيه تندرج حسب المناخ فهي غزيرة جداً في الجنوب فغذيرة ثم قليلة ثم نجد أنه لا يجود المناخ بالأمطار في مساحة صغيرة في أقصى شماله وأن السودان قد حباه الله بأطول نهر في العالم ألا وهو نهر النيل العملاق وقد قال الناس قديماً وحديثاً أن السودان يعتبر قلب إفريقيا النابض وذهب بعضهم إلي القول أنه: سلة غذاء العالم ! هذا إذا عرفنا أن شرقه يتمتع برعي الإبل وأن غربه يتمتع برعي الأبقار ، الأغنام والماعز وأن جنوبه يتمتع برعي الأبقار وشماله يتمتع بالزراعة المروية من نهر النيل ولا نذهب بعيداً إذ قلنا : أنه بالإضافة إلي الزراعة فهناك الغابات في جنوبه وغربه هذا ما مكنه من الحصول على الأخشاب وغيرها . إذاً ، ما هي مشكلة السودان مع كل هذه الخيرات والتي أضاف إليها البترول والذهب واليورانيوم (رونقاً !) وجمال خاص ... نحن لسنا متشائمون إذ قلنا – أنه – مع ذلك فإن إنسان السودان – رغم أنه – يعيش أكثر من ستين عاماً في فقر ، جهل وتخلف !. إن ذلك كله ليس – كما قال – زهير بن أبي سُلمى في معلقته (خبط عشواء!) من تصب تمته ومن لم تصب يُعمر فيهرم ! ومع ذلك فقد قيل (لا مستحيل تحت الشمس !) إن (سلكنا !) الطريق الصحيح وعرفنا وسائل (إعمار !) هذا البلد (الحبوب !) وقد قلتُ عبر مقالاتي السابقة أن الإستعمار قد (ولَّد !) فينا الجهوية والعنصرية والقبلية وزاد الطين (بلة!) حكام السودان الوطنيون بعد مقادرة الإستعمار بلادنا ونسأله تعالى أن يكون ذلك إلي قيام الساعة (آمين!) وان عدنا إلي موضوعنا نقول إننا هنا نبارك الإتفاق الإطاري إلا أننا ننبه إلي أن الطريق أمامنا لا زال (شائك!) إلا أننا نقول: من سار على الدرب وصل فإن المهمة كُبرى ألا وهي كيف (ننتشل !) أخطاء الماضي ونلقي بها في (سلة مهملات التاريخ!) فإن عاد الجيش إلي ثكناته وتوحد ونظمت الأحزاب (صفوفها !) وقامت إنتخابات حرة ونزيه في غضون شهرين وبعدها تشكلت حكومة وطنية ديمقراطية على رأسها رئيس وزراء واعٍ ، فإن أمامنا طريق واضح المعالم لنبدأ – جميعنا – حكام ومحكومون في المهمة الكُبرى ألا وهي: إعادة بناء بلدنا واضعين في الإعتبار في أننا قد بدأنا من (الصفر!) وليس ذلك عيب إلا أن العيب ان نذهب ذات اليمين وذات الشمال ونتصارع فيما بيننا حتى (ننسى!) موضوعنا الأساسي وهو إعمار السودان وإنتشاله من (البئر!) التي وقع فيها . إن الحكومات الوطنية التي تعاقبت على الحكم لم تجد فرصة كافية لبناء السودان فهناك (إنقلابات!) عسكرية ثم (ثورات شعبية!) للإطاحة بالعسكر مما (تولَّد!) عن ذلك ضياع الزمن فيما لا يفيد وأن من تلك الحكومات العسكرية ما قاد الوطن إلي (حفرة!) الموت والعدم فأهمها فترة حكم الإخوان المسلمين . إننا نطمح في حكومة ديمقراطية (عاقلة!) تعيد (كرسي!) وطننا إلي وضعه الصحيح (ونطمح!) في سياسة داخلية وخارجية متوازنة تعيدنا إلي المجتمع الدولي وأن ذلك ليس على الله ( بعزيز!) ونكرر من سار على الدرب وصل وأن البناء من (طوبة!) فهلا بدأنا الآن قبل الغد؟! هذا فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ولاعدوان الا على الظالمين الى اللقاء
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 07 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة