قصة قصيرة:ممنوع الموت يوم زواج العم بابكر! كتبه أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-03-2022, 03:44 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة قصيرة:ممنوع الموت يوم زواج العم بابكر! كتبه أحمد الملك

    02:44 PM December, 03 2022

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    أخيرا أيها السادة سينتهي انتظار قريتنا الطويل: سنحتفل بزواج العم
    بابكر، النائب السابق في الجمعية التأسيسية، سيكون زواجا تاريخيا، ليس
    فقط لأن معظم من هرموا في حمى انتظار حضور هذه اللحظة العظيمة، انتقلوا
    إما الى الدار الآخرة أو الى النسيان، بل لأنّ مجرد إعلان الزواج كان
    يمثل لحظة انتصار يتيمة على عدد من الكوارث الوطنية التي حالت طوال سنوات
    دون إتمام الزواج.

    الجو يبدو رائعا لا توجد إشارات أعاصير أو هبوب، نهر النيل يبدو هادئا لا
    خطط لديه لفيضان مفاجئ يغرق الجزر والبيوت ويؤدي لتأجيل زواج العم بابكر
    مثلما حدث قبل عشرة سنوات. الناس جميعا يبدون في صحة جيدة بفضل الضوابط
    الجديدة التي طبقناها بالكشف على كل مسافر يحضر الى القرية بواسطة طبيب
    متطوع، لضمان عدم وجود أية اصابة بالكوليرا تؤدي لوفيات مفاجئة تؤدي
    لتأجيل الزواج مثلما حدث عدة مرات طوال الاعوام الماضية.

    تأكدنا من عمل لجنة البعوض المنوط بها تجفيف البرك والمستنقعات التي
    خلّفها فيضان النيل، والتأكد انه لا يوجد بعوض ناقل للملاريا في القرية،
    لتجنب ملاريا وبائية تؤدي لتأجيل الزواج مثلما حدث في العام الماضي. كان
    عمل اللجنة متقنا لدرجة اننا اكتشفنا انهم قاموا بتجفيف نهر النيل نفسه
    في بعض المناطق التي يتحول فيها بحذاء غابة السنط، الى مستنقع يعج بمختلف
    الحشرات الوطنية الطائرة والزاحفة.

    في العام الماضي أُصيب شقيق العروس بملاريا خبيثة، جعلته يدّعي النبوة
    بصورة غير تقليدية، فقد اعتلى أعلى شجرة نخيل في القرية ليخطب في الناس
    ويدعوهم الى دينه الجديد، واعدا بالحصول على دعم سماوي للقضاء على
    الأوبئة المهمة الثلاث: الكوليرا والكيزان والجنجويد. بعد تقديم موعظته
    الأولى، بقى ساكنا مثل طائر يحضن البيض في عشه، دون أن يكترث لأي من
    المصائب الدنيوية في الأسفل، والتي كانت جديرة بإهتمام أي نبي مسئول، حيث
    رجال الشرطة الشعبية يطاردون الباعة المتجولين، وحيث الأرامل اللائي كن
    يحملن عريضة يقدمنها في كل مناسبة في القرية تطالب بإعادة ازواجهن
    المفقودين في مختلف الحروب الأهلية. كما تجمع أشخاص كانوا يحملون عريضة
    يطالبون فيها بضرورة إضافة حزب الحكومة والجراد والملاريا الى قائمة
    الأوبئة الوطنية. كان برنامجه إصلاحيا يقوم على استعادة كل المال العام
    المسروق وتحقيق عدالة أرضية بين جميع المواطنين، أعلن أحد الحضور انه من
    المحزن أنّ الشخص الوحيد في القرية الذي يقول كلاما عاقلا، قد فقد عقله.

    لسوء الحظ لم يتمكن من تنفيذ برنامجه فقد كان جنونه مؤقتا، قد تُسبب
    الملاريا جنونا مؤقتا لكن الدواء المستخدم لعلاجها يسبّب أحيانا جنونا
    دائما، وفي كل الاحوال لم يتسن له تبليغ دعوته، حين إدعى أنه نبي في
    البداية لم يكترث له أحد، لكنه حين بدأ يتحدث عن الفساد واستغلال السلطة
    وجرائم الحرب، هرع رجال الأمن واستخدموا سلالم المطافئ لإنزاله من علياء
    جنته وأخذوه معهم، لقد سبق لهم اعتقال رجل ألقى قصيدة شعرية في احتفال
    مدرسي منتقدا النظام، كما اعتقلوا ضابطا سابقا في الجيش تحدث يوم السوق
    عن الجرائم التي ترتكبها ميلشيات النظام، واعتقلوا مرة مدرسا ومزارعا
    وسائق جرّار زراعي بتهمة قيادتهم لنشاط معاد للدولة، لكن تلك كانت المرة
    الاولى التي يعتقلون فيها نبيا.

    حين عاد مرة اخرى الى القرية بعد عدة أشهر من الاعتقال، بدا مثل شخص آخر
    لم يفقد الرغبة فقط في تغيير العالم بل في تغيير حتى ملابسه، انزوى في
    ركن قصي في المسيد بملابسه المتسخة، المعطونة بالعرق والطين وبقايا دماء
    التعذيب الذي تعرض له في معتقلات الأمن، كان يرفع الاذان أحيانا ويكتفي
    بمراقبة الداخلين والخارجين من المكان في معظم الأحيان.

    حين انتشر خبر نبي النخلة في القرى المجاورة هرع الناس لاستثمار
    المعجزة، جاء المرضى يبحثون عن أدوية منخفضة التكلفة بسبب ارتفاع سعر
    الدواء، وجاءت نسوة فاتهن قطار الزواج، بحثا عن معجزة قطارات اللحظة
    الأخيرة، وجاء رجل كان قد طُرد من الجيش قبل سنوات طالبا دعما لتدبير
    انقلاب لا يبقي ولا يذر، غزا رجال الشرطة المكان بأعداد كبيرة، كنا نظن
    انهم جاءوا لمنع انتشار الفوضى لكننا اكتشفنا انهم جاءوا لمصادرة بضائع
    الباعة الذين لم يحصلوا على ترخيص للبيع في ساحة نبي النخلة . .

    بدأت الفرقة الموسيقية العزف منذ ثلاثة أيام لطرد أية احتمالات للموت
    طبقا لشائعة أن الموت لا يقترب أبدا من المناطق الغارقة في الفرح وضجيج
    الموسيقى، ولتجنب تكرار واقعة وفاة عازف الاكورديون الوحيد، الذي استجلب
    في المرة السابقة من قريته، وأثناء حضوره بحماره الى القرية ضربت الحمار
    صاعقة استوائية ادت الى وفاة الحمار والعازف فورا ، واحتراق الاكورديون،
    فتم تأجيل الزواج احتراما لذكرى العازف، وذكرى الحمار الذي كان حمارا
    شهيرا بقوته الخارقة وفحولته الوطنية المفرطة وبأنه أب غير شرعي لكل
    ابنائه من الحمير في المنطقة.

    قامت اللجنة بتعليق يافطة قماشية في مدخل القرية على اعلى شجرة سيسابان
    ويافطة اخرى فوق كثبان الرمال التي تشكل الحدود الشرقية للقرية مكتوب على
    اليافطة: ممنوع الموت او استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين اليافطتين!

    كان ذلك قرار اتخذته اللجنة لمنع تداول اية أخبار او مفاجآت تؤدي لتأجيل
    الحفل، على ان يسري القرار منذ لحظة صدوره وحتى نهاية حفل الزواج فجر
    اليوم التالي. ولتنفيذ القرار تعين طرد جميع الاشخاص الاكثر تأهيلا للموت
    من القرية واستضافتهم في قرية مجاورة في منزل هجره اصحابه منذ سنوات.

    جاء العم بابكر الى مكان الاحتفال مستندا على كتف وزيره الاول، كان مصرا
    على عدم إجراء اية تعديل وزاري، واستخدام نفس الوزير الذي اختاره في
    المرة الاولى حين تأجل الزواج قبل سنوات بسبب اعتقال العم بابكر بعد وقوع
    الانقلاب العسكري الذي أطاح بالنظام الديمقراطي وجمعيته التأسيسية التي
    كان العم بابكر نائبا فيها. شاخ الوزير الاول نفسه حتى انه استند على كتف
    احد اصدقائه كان قد شاخ ايضا فاستند هو ايضا على كتف شخص آخر، حتى بدا
    المشهد مثل مظاهرة للمسنين ضد استئناف الفرح المتأخر.

    أخيرا جلس العريس بجانب عروسه، كانت العروس قد بذلت جهدا تجميليا مضنيا
    للحفاظ على جزء من بريق سحر ابتسامتها القديمة قبل وقوع الانقلاب
    الانقاذي. بينما احتفظ العريس من ملامحه القديمة فقط على شارب ضخم حرص
    على صبغه باللون الاسود لإضفاء مسحة شبابية متأخرة على مظهره، رغم أن
    الوزير حذّره من مخاطر صبغة الشعر مذّكرا له بقصة العريس الذي نسي شاربه
    المصبوغ في حمى الزفاف، ففارق الحياة قبل نهاية الحفل حين أقدم على تمرير
    لسانه فوق الشارب، بسبب الارتباك والخوف من الحياة الجديدة بعد العيش
    وحيدا طوال سنوات من الحرمان.!

    فجأة سمعنا صوت طلقات رصاص! يا للكارثة! لا بد أنهم رجال الجيش جاءوا
    بحثا عن الشباب لإرسالهم للحرب! أو الجنجويد يطاردون بعض مهربي البشر!
    أمرنا باستئناف الفرح رغم تزايد صوت إطلاق الرصاص في الخارج. قمنا برفع
    صوت مكبرات الصوت حتى تجاوزنا المدى المسموح به بسبب القرار الحكومي
    الخاص بحظر الفرح بعد منتصف الليل! (بسبب انشغال الناس بمصاعب المعيشة
    كان الفرح محظورا ايضا خلال النهار). لحسن الحظ كان العريس ووزرائه ونواب
    وزرائه ومساعديه يعانون جميعا من ضعف السمع، فلم يسمعوا صوت اطلاق الرصاص
    في الخارج.

    تقدمت لجنة الزفاف في شكل حلقة حول العريس ووزرائه، وبالهتاف والتصفيق
    صنعنا جدارا صوتيا حول المكان، بينما كان العريس المرتبك بسبب الضجيج
    وقيظ الاجساد، يدور رافعا سيفه داخل الحلقة، يتفحص الأجساد المتراصة،
    وكأنه يريد فتح ثغرة في الجدار البشري من حوله ليلوذ بالفرار.


    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 01 2022
  • كاركاتير اليوم الموافق كاركاتير اليوم الموافق 01 ديسمبر 2022 للفنان عمر دفع الله
  • تصريح صحفى حول لقاء حركة/ جيش تحرير السودان بالآلية الثلاثية فى مدينة جوبا

  • مصادر عسكرية: قرارات مرتقبة للبرهان خلال الساعات المقبلة

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق December, 01 2022
  • دول الايقاد والسودان واليمن ونهوض كوش
  • وزيرة التجارة: قانون جديد لايسمح لأي شخص بالكتابة أو التحدث بصورة خاطئة عن الدستوريين
  • الجريدة / مناوي وأردول والتكالبُ على السلطة
  • المقاومة تطرح مبادرة (اعلان مبادئ ثورة ديسمبر)
  • قضية جريمة القتل في حي برّي من منظور المعايير الصحفية
  • جديد شهادة اللواء معاش محمد أحمد الريح (ود الريح) عن بعض وقائع جسيمة في حقبة مايو وما تلاها
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الخميس 01 ديسمبر 2022م
  • ما هو أصل «الفتة» وتاريخها؟
  • إلى الأخ علاء سيد أحمد مع عظيم المودة والاحترام
  • الحكومة تشن هجوما لتحرير حلايب - أقصد على ستات الكسرة (فيديــو)
  • سباق التسلح والتطور بين الجيش السوداني والدعم السريع ..
  • مركزي التغيير يستبعد 4 قضايا من الاتفاق الإطاري مع المكون العسكري-بدأ الطلس
  • في أول سابقة.. المحكمة تعيد ضابطاً للعمل في الجيش بعد احالته للتقاعد
  • إقالة البزعي وترقب لقرارات بإعفاء مسؤولين اخرين
  • مشاورات مع النسوة السودانيات لبحث أولوياتهن بالفترة الانتقالية
  • وصول السفير المصري الجديد/هاني صلاح الدين مصطفى وتسلم البرهان أعتماده
  • ضابط متقاعد يشبه الاوبلن بالمنجنيق ويتهم الشرطة باصطياد الثوار كهواية
  • حوافز مليارية من ديوان الزكاة لمسؤولين تابعين لإحدى الحركات
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الجمعة 2 ديسمبر 2022م
  • بوست قديم:ماذا قدمت دارفور لتشاد وماذا قدمت تشاد لدارفور عبر التاريخ… بقلم ادم محمد صالح المحامى
  • نصر الدين عبد البارئ .. رئيساً للوزراء (دارفور جاتكم تاني!)
  • شاهدوا حسرة الألمان بعد الخروج الحزين من الدور الأول
  • الملياردير السعودي الراجحي يحكي عن أيام الفقر الشديد
  • معاملة عنصرية" لضيفة سوداء في القصر الملكي البريطاني تطيح بمساعدة الملكة
  • مناوي: نرفض نهج (اركب معنا) و لا تنازُل عن قضايا العدالة

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 01 2022
  • ردا للجميل : فلنتضامن جميعا مع المعلمين ولجنتهم الباسلة كتبه عماد خليفة
  • لماذا تحديت منح جائزة نوبل للفيزياء عام ٢٠٢٢ في الفوتون والتشبيك؟ (خطاب مفتوح للجنة جائزة نوبل للفي
  • سعد الدين إبراهيم: عن عيون لا تخشى في الغرودة لومة لائم كتبه عبد الله علي إبراهيم
  • في السهلة !!.. كتبه عادل هلال
  • الثقافات اللازمة والثقافات المتعدية كتبه د.امل الكردفاني
  • قصة قصيرة.. بمناسبة حصول مليشيا الجنجويد علي اجهزة متطورة.. كتبه خليل محمد سليمان
  • محاولات في نقد ادب الصنغي كتبه ابوبكر القاضي
  • الطواش .. اضاءات لأرث الاجداد كتبه عواطف عبداللطيف
  • الساحل الشمالي يدخل الخدمة الزراعية كتبه عادل السعدني
  • خطاب مفتوح الي القائد البجاوي محمد طاهر ابوبكر كتبه د. ابومحمد ابوأمنة
  • فولكر هل تقبل بهذه التسوية العرجاء في بلدك المانيا؟ كتبه خليل محمد سليمان
  • حكاية تلفاز (الحلقة الخامسة) كتبه الياس الغائب
  • نخيلات دنقلا العجوز بمهرجان التمور كتبه عواطف عبداللطيف
  • الحكومة أذى الشعب كتبه د.أمل الكردفاني
  • عمليات التحكم/منظومة القُندس (ج١_ج٢) كتبه د.أمل الكردفاني
























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de