وصف ضابط متقاعد استخدام قوات الشرطة لسلاح (الأوبلن) الذي يُعد قاذفا لعبوات الغاز المسيل للدموع في مواجهة الثوار السلميين، بأنه ذات فكرة المنجنيق تاريخيًا.
وتسبب سلاح (الأوبلن) الذي باتت قوات الشرطة تضع داخله الحجارة والزجاج المكسور وصواميل إطارات السيارات، في قتل ثائرين وسقوط عشرات الجرحى إصابات بعضهم مستديمة.
وأطلقت لجنة الأطباء المركزية حملة لوقف سلاح (الأوبلن)، شاركها فيها (محامو الطوارئ)، وهم أول من نبه لخطورة سلاح (الأوبلن)، وعقدوا مؤتمرا صحفيا أمس الخميس أوضحوا فيه المخاطر المدمرة لهذا السلاح.
وقال الضابط المتقاعد، الطيب عثمان، في هذا المؤتمر، إن استخدام سلاح (الأوبلن) هي نفس فكرة استخدام المنجنيق تاريخيا.
وأشار، وفقًا لما نقلت عنه صحيفة الهدف، إلى أن القانون يعطي الشرطة الحق في التدرج في استخدام القوة في الحالات التي تستدعي ذلك، ولكن استخدام (الأوبلن) بهذه الكيفية كسلاح قاتل، أمر غير قانوني.
وأضاف: “إن الاستخدام القانوني والمدرب عليه أفراد الشرطة يشترط ارتفاع السلاح عن كتف الشرطي بزاوية 45 درجة وعلى بعد 90 مترا من الهدف، ولكن لوحظ استخدام (الأوبلن) بزاوية عمودية من جسد فرد الشرطة وهذا يدل على النية باستخدامه وتحويله من سلاح غير قاتل إلى سلاح قاتل”.
ومنذ أكثر من عام، ظلت لجان المقاومة تقود الاحتجاجات السلمية ضد سلطات الانقلاب، بينما ظلت القوات الأمنية تواجه المظاهرات السلمية بالعنف المفرط، ما أدى لاستشهاد 121 متظاهرا.
وتأسف الضابط المتقاعد على حال الشرطة اليوم، وقال إن أفرادها “يستمتعون بإصابة الشباب وكأنها هواية لاصطيادهم أثناء التظاهرات”، مشددا على ضرورة تعديل استراتيجية محاصرة الجناة وموضحا أن القوة الشرطية المتواجدة أثناء القتل في ذات الزمان والمكان مسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذا الفعل. ووجه الطيب عثمان أصابع الإتهام ألى مدير شرطة الولاية المعني وقال إنه على أقل افتراض يقع تحت دائرة التواطؤ في الجريمة وعليه الإفصاح عن الجهة التي أصدرت إليه التعليمات باستخدام القوة المفرطة تجاه المتظاهرين، كما لم يعف وكيل النيابة المصاحب للقوة الشرطية من المساءلة حيث أبان بأنه إذا تقاعس عن واجبه ولم يصطحب القوة، فهو مسؤول ومتورط، وإن اصطحبها وأصدر التعليمات فهو مسؤول أيضا.
وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة، ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ في قمع الاحتجاجات التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021م على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية.
وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021 على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة