هلل لصوص الحركة الإسلامية وفلولها وكبروا وهتفوا واحتفلوا بمناسبة قرارات الكوز ابوسبيحة التي ألغت قرارات لجنة إزالة التمكين الخاصة بحل نقابات نظام الحركة الإسلامية البائد. غض النظر عن الكتابات والإفادات والآراء القانونية الكثيرة عن عدم قانونية قرارات ابو سبيحة، فهذه النقابات المأجورة التي كانت واجهات لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية قد سقطت و(شبعت) سقوطا حتى قبل إسقاط نظام الحركة الإسلامية بقوة وإرادة الجماهير في 11 أبريل 2019 وتجاوزتها القواعد تماما بتكوين أجسام مهنية و مطلبية موازية وقوية استمدت شرعيتها من القواعد وبالتالي جاءت معبرة عن اشواق وأماني هذه القواعد التي تحررت من سطوة وسيطرة سماسرة ولصوص الحركة الإسلامية على النقابات، لذلك كان انحياز هذه الأجسام المهنية لمطالب الجماهير في الحرية والسلام والعدالة فكانت معهم بقياداتها وعضويتها في الشوارع كتفا بكتف.
لجنة المعلمين السودانيين كانت ضمن هذه الأجسام والكيانات الشامخة (لجنة الأطباء المركزية ونقابة الأطباء الشرعية ولجنة المحامين الديمقراطيين ولجنة محامي دارفور ولجان اساتذة الجامعات وتكوينات الصحفيين المختلفة والصيادلة والمهندسين) وغيرها من الأجسام المهنية الوطنية التي نفذت الكثير من الإضرابات والوقفات الاحتجاجية خلال ثورة ديسمبر توجت بالعصيان المدني الذي قاد لانهيار وسقوط نظام الحركة الإسلامية البائد في أبريل 2019.
مازالت لجنة المعلمين السودانيين تقوم بأدوارها الوطنية العظيمة مع جماهير الشعب السوداني لاستعادة مسار الانتقال والتحول الديمقراطي وإسقاط انقلاب لجنة البشير الامنية. لم تنسى في غمرة هذا الواجب الوطني الكبير قضايا التعليم والمعلمين، فنظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية والندوات والإضرابات الجزئية من أجل مجانية التعليم وتطوير المناهج لتواكب مستجدات العصر ومن أجل رفع كفاءة المعلم ورد مكانته العظيمة في المجتمع بالمطالبات التي لم تتوقف لتحسين وضعه المادي حتى يؤدي دوره المطلوب على اكمل وجه دون الاضطرار للبحث عن عمل إضافي يؤثر سلبا على أدائه داخل الصف، فإستقرار المعلم ماديا يعني ضمان مستقبل الأجيال القادمة، أجيال المستقبل التي تصنع وتقود نهضة الشعوب.
أعلنت لجنة المعلمين السودانيين الدخول في إضراب يوم الإثنين 28 نوفمبر للمطالبة بتحقيق هذه المطالب العادلة والمشروعة بعد أن فشلت كل المساعي التي طرقتها اللجنة بحكمة وصبر كبيرين لتجنب الطلاب وأولياء الأمور تكلفة الإضراب وإرباك العام الدراسي، ولكن يبدو أن سلطة الأمر الواقع الانقلابية قد استهانت وماطلت في الاستجابة أو حتى إبداء الجدية في تنفيذ هذه المطالب مما اضطر اللجنة لاستخدام سلاح الإضراب كوسيلة ضغط اضافية لرد حقوق المعلمين المادية ولخلق بيئة تعليمية سليمة (لاستعدال) وتصحيح مسار التعليم الذي تضرر كثيرا جراء سياسات نظام الإنقاذ (الخرقاء) التي شوهت التعليم وأذلت المعلمين و شردتهم و بطشت بهم حد القتل وسوف لن ينسى الشعب السوداني مقتل شهيد المعلمين الأستاذ أحمد الخير.
نأمل أن تتضامن جميع الأجسام المهنية والنقابات الوطنية ولجان المقاومة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل قوى الثورة داخل وخارج السودان بالوقوف مع مطالب المعلمين ودعم ومساندة إضرابهم من أجل رد حقوقهم ولتحقيق مطلب مجانية التعليم وتطوير بنياته التحتية لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة. التحية والتجلة و الانحناءة للجنة المعلمين السودانيين ولمعلمي بلادي الشرفاء.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 30 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة