أكثر ما مرة قد أوضحنا رأينا برفض ما يتم الترتيب له بعقد تسوية مع الإنقلابيين من عسكر وحلفاء لهم بدأت أولاً تحت رعاية الآلية الثلاثية ثم إنتقلت إلي لقاءات مابين "الحرية والتغيير" وقادة الإنقلاب من العسكريين بوساطة ورعاية أمريكية سعودية ثم دخول الآلية الرباعية وتمت عدد من اللقاءات والإجتماعات منها ماهو مُعلن وغير المُعلن ، ثم تم إدخال الإسلاميين مُمثلين في المؤتمر الشعبي كذلك الإتحادي الأصل الذين كانا مع البشير حتي سقوطه وحلفاء للمؤتمر الوطني عبر إلحاقهم ومشاركتهم في ورشة الإعلان الدستوري التي دعت لها تسييرية نقابة المحامين لإعداد مسودة الدستور الإنتقالي تمهيداً لمشاركتهم في هياكل وسلطة الفترة الإنتقالية وإعتبارهم قوي من قوي الثورة والإنتقال تحت ذريعة رفضهم للإنقلاب ومن باب توسيع القاعدة الإجتماعية للإنتقال ومنع الإقصاء .. وأسباب رفضنا لهذه التسوية أيضاً أوضحناها ، خاصة الشق المُتعلق بإعادة الإسلاميين للمشهد وإعطاءهم صك عودة الحركة الإسلامية فعلياً للسُلطة وللعلن وهم من قامت الثورة ضدهم وضد وجودهم فيها ، ورفضنا ذلك بمنطق أن البلد لم تتخلص من تمكينهم وآثار خرابهم بعد ولم تضع نفسها في طريق الإصلاح الشامل والتعافي من ما فعلوه في السُودان وشعبه ، وأن مشاركتهم الآن تعني قطع الطريق أمام العدالة الإنتقالية والإصلاح للقوانين والمؤسسة العسكرية و جميع مؤسسات الدولة التي لاتزال تعج بكوادرهم وتمكينهم ووفق سياساتهم ، إضافة لطمس وإعاقة أو إيقاف لإزالة التمكين وإستعادة الأموال المنهوبة من قبل الإسلاميين ورموزهم لصالح الشعب والدولة ، والأهم أن هذه التسوية ستعجل بقيام إنتخابات دونما أي تغيير حقيقي ، سيعطي ويمهد للإسلاميين والعسكر الإحكام علي مايتم من الفترة الإنتقالية ثم يعيدهم للسُلطة عبر إنتخابات هم يعلمون جيداً كيف سيُسيرونها بما لديهم من أموال وأجهزة تابعة للسُلطة والدولة وفي ظل قوانين إنتخابية تنقل لهم السُلطة هم وحلفاؤهم من القوي القديمة والتي ما جاءت الثورة إلا ضدهم ... أي أن هذه التسوية وبهذه الطريقة ماهي إلا "خديعة" بإسم التغيير والتحول الديمُقراطي لتأتي ببعض "رُقع الشطرنج" من المدنيين لمُشاركة الإسلاميين والعسكر للسُلطة في الفترة الإنتقالية ثم تميل الكفة سريعاً ودونما أي إنجاز حقيقي للثورة أو تغيير حقيقي وتموت العدالة وتذهب كل هذه التضحيات بمبرر المُحافظة علي السُودان من الإنزلاق والتفتت والحرب والفوضي وغيرها من "بعاعيت" كسر الثورة وإجهاضها لصالح قوي الثورة المُضادة وإستمرار وجود السُودان كمُجرد تابع ومُنفذ لأجندة هذه القوي ذات المصلحة الأساسية في عدم إحداث أي تغيير وتحول حقيقي للديمُقراطية في السُودان وتقدم ونمو وإستقلالية.. والسؤال المُباشر الذي سيأتي من قبل "البعض" ممن يعتقدون في هذه التسوية ويعملون لها هو ( إذاً ماهو الحل للخروج بالبلد من هذا المأزق والأزمة ؟).. والإجابة عليه ببساطة هي في أن يعود الجميع لخط الثورة ، ونعني بالجميع هنا كُل من يؤمن بالتغيير الحقيقي لصالح البلد وعمل يوماً للثورة ويؤمن كذلك بالديمُقراطية ويهمه تحقيق العدالة وإصلاح الدولة والقوانين والمؤسسات وأولها الجيش نفسه ، ويؤمن إيمان قاطع بأن كُل هؤلاء الشباب وكل من ضحي بروحه ودمه وأجزاء من جسده لأجل التغيير تستحق أن تتواصل مسيرة الثورة حتي الإيفاء بكل متطلباتها ووفاءً لكل العهود مع تلك الأرواح التي إرتقت وصعدت وهم في مقتبل العمر فداءً لهذا التغيير والثورة .. العودة لخط الثورة تعني كذلك تنازل من بعض "المُتنطعين" والمُتشديين بإسم التغيير "الجذري" لطريق يجمعهم بكل من يختار العودة لخط الثورة أو يحاول البحث عن حلول دونما إصدار شروط أو فرمانات أو التعامل وفق مُزايدات أو إستعلاء لعقد حوارات وتفاهمات ، تقوية الخط الثوري تكون بتقديم تنازلات لبعضنا البعض من المؤمنين بالتغيير الحقيقي ، دون التوقف عند ما تحاول الثورة المضادة والعسكر والكيزان وبعض الحركات والمليشيات ممن وقفوا مع الإنقلاب ودعموه بتخويف وإرهاب شعبنا بي "بعاعيت" الإنزلاق والحرب والفوضي ... في الإساس إن لشعبنا قضيةوهو يعبر عنها بكل سلمية باذلاً للتضحيات ومستعداً للمزيد منها لأجل عدالة قضيته ولأجل نجاحه في التوصل لأهدافه ... لم يسير شعبنا كل هذا المسير الشاق في درب الثورة لكي يعود خالي الوفاض وينهزم أمام جبروت الكيزان وعسكرهم وأنانيتهم المُفرطة ، ولا أن ينهزم لصالح قوي الثورة المُضادة التي لاتهمها غير مواقع كراسي سلطتها ومصالح دولها في العيش من ثروات بلادنا ولايهم كيف سيعيش من يمتلكون حقاً هذه الثروات .. من حق شعبنا أن يختار كيف يعيش وكيف يُحكم وبمن .. ومن حقه النضال لأجل الحرية وأن ينعم بالسلام الحقيقي وأن تتحقق العدالة علي أرضه والتوصل لديمُقراطية وتنمية وإستقرار وتقدم .. علي الذين وقفوا مع الإنقلاب من المدنيين أو الحركات نقد ذاتهم والإعتذار لشعبنا والتوجه لأسر الشهداء بطلب العفو ونفض يدهم من الإنقلابيين إن أرادوا الإلتحاق بالخط الثوري وإلا سيعتبرهم شعبنا والإنقلابيين سواء ، فالسلام الذي يُبررون لأجله الوقوف مع العسكر الإنقلابيين لم ولن تجلبه مشاركتهم السُلطة وكراسيها علي حساب دماء شبابنا ودون أن يتحقق أي سلام حقيقي وشامل علي الأرض .. هزيمة خط التسوية هي بداية لهزيمة الإنقلاب وتبدأ بالتنسيق المشترك دونما أي شروط ومواصلة الثورة والتصعيد الثوري في الشوارع وفي تقوية الجبهة النقابية وتوحيد الجهود في الإضراب والعصيان وكل طرق المقاومة ومؤكد أن شعبنا إذا توحدت قواه الثورية في الأحزاب والقوي السياسية والمدنية والمهنية ولجان المقاومة و النساء والشباب والطلاب وكل فئيات الشعب فسينتصر لا محالة وإن تجمعت كل قوي الشر والثورة المُضادة علينا ... وأخيراً لكل الأصدقاء في المجتمع الدولي ومُساندي الحرية والديمُقراطية وقيّمها إن هم أرادوا حقاً صداقتنا وشراكتنا ودعمنا فليقفوا مع أهداف شعبنا في ثورته ورغباته ومطالبه العادلة ويدعموا خطه الثوري وليس خط الثورة المضادة والقوي المُعادية لشعبنا وللديمُقراطية... نضال عبدالوهاب 3 أُكتوبر 2022
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 02 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة