عندما يفشل الساسة في حل أزمة الدولة السودانية ، نبحث عن حل ويطرح الكثيرون رؤاهم فتتجه كل كتلة وراء الحل الذي يقنعها ، تتنوع الحلول ولكن الحل في هذا واحد ثورة شعبية شاملة ضد كل الأحزاب السياسية والمليشيات والفاسدين لا خيار آخر ، لأن الحل الثوري يحرر الشعب من كل الأحزاب الفاشلة ، الحل الثوري هو الديمقراطية الاجتماعية حيث الحكم المباشر والفعال لغالبية الشعب ، الثورة هي الحل ، الثورة هي تعبير عن إرادة وعزيمة الشعب بالتغيير . الثورة هي التي يسيرها الشعب الكادح الذي ذاق الويل بفعل الأحزاب السياسية ، فلابد من ثورة شعبية تطيح بهؤلاء وتخلق جبهة قوية من ابناء الشعب الشرفاء لتحطيم هيمنة الأحزاب السياسية والطفيلة الرأسمالية . الحسرة علي وطن ضاع أمام أعين أبنائه ، وبكل وضوح قد انعدمت الثقة في أي جسم سياسي مهما كان لونه ، والأصوات المتعلق بحبال الأمل في التغيير التائهة بين تخبط الأحزاب والساسة الفاشلين ، العقلية المتشابهة بين هؤلاء وخلط لأوراق المصالح الشخصية مما أفقد السياسة نبلها في السودان ، هذا كذا حال الساسة في السودان . من اين سيأتي البناء والتطوير والحياة الكريمة اذا كان هؤلاء عبارة عن شلة من الخونة والمتآمرين . من اين تأتي البناء والتطوير اذا كانت الأحزاب تخدم فقط مصالح الخونة والفاسدين لتدمير السودان . لقد عجزت عن ايجاد الكلمات المناسبة لوصف هؤلاء الساسة ومن يدعمهم من الفاسدين والمنافقين ، نعم كل البلاء سببه هؤلاء الساسة . لقد بثوا سموم الحقد والكراهية بين ابناء الشعب . لعن الله الساسة المنافقين في السودان . الذين باعوا شرفهم مقابل حفنة من الدولارات وهدفهم الوصول إلى الكرسي والاستفادة من الحصانة أصبح مكشوفا حتى لو استدعى الأمر البكاء والتسول والاحتيال والنفاق والكذب أو شراء الذمم ، الأمر الذي حول السودان أشبه بغابة وحوش يتكالب عليه كل من لا قيمة له . إذا كان الكذب والنفاق والاحتيال محرم في الديانات السماوية الاسلام والمسيحية واليهودية فإنه يبدو سلعة رابحة هذه الأيام في وطن منهك مهلهل يدمع العين وكأن أبنائه لا يبصرون أصابهم العمي . لن يكون التعبير استعاريا إذا تحسرة علي وطني فما نعيشه اليوم من خراب ودمار من كل النواحي اقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا يجعلنا في مؤخرة دول العالم الثالث لأن ساستنا أشبه بعاهرات الدعارة ، في الدعارة بيع الجسد بمقابل مادي وترك كل القيم والأعراف في الخلف ، فالسياسي عندنا لا يختلف في شيء عن ذلك مستعد أن يفعل كل شيء من أجل الوصول الي السلطة يكذب ينافق يبكي يبيع الوهم ويفرق الوعود المعسولة ذات اليمين وذات الشمال ويعد بأشياء يعرف هو مسبقا بأنه لن يلتزم بتحقيقها من أجل المال فقط أو المنفعة الشخصية الضيقة مع تغييب المصلحة العامة واستحضار القصد ، وتوظيف كل السبل من أجل الكسب أو الوصول للكرسي أو التمتع بالحصانة . أن التنصل من المبادئ وتغيير اللون في أية لحظة هذا ما يمتاز به ساستنا ، أن السياسة علم وفن ويمكنها تحقيق كل الاهداف في ظل الإمكانات المتاحة ، السياسة نبل وأخلاق تكليف قبل أن تكون تشريف ، لذلك قد نجد العذر لأولئك الذين عزفوا عن السياسة بالتلقيح ضد الأمراض المنقولة سياسيا ، وإن كان المستفيد الأوحد من كل عزوف هم المتاجرون بالدين وبمصير الصامتين والمتخلفين وهم للأسف أغلبية سكان بلادي . لاشك ان المسؤولية الاولى والاخيرة عن ذلك تقع على عاتق السودانيين انفسهم ، ولكن المشكلة هي ان السودانيين الْيَوْمَ منقسمون على أنفسهم يشتم بعضهم بعضا ولا يقدرون على شيء مما كسبوا وفقدوا الثقة في انفسهم .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 02 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة