كل متابع للشأن العام لا شك يُدرِك أن الشارع قد قال كلمته بوضوح تام ، و أنه قد أثبت عبر سلسلة المواكب القوية الحاشدة ، رفضه لما حدث من تطورات إنقلابية ، و من إنتكاسة ثورية.. و كذلك أبان عدم رضائه عن ما سبق ذلك من تقاعس في إدارة الدولة، و ما عانته البلاد من مناورات و تجاذبات سياسية فردية و مؤسسية .ليس هذا فحسب بل إن الشارع أبدى تطلعاً واضحاً لفتح صفحة جديدة تؤسس عملياً لحكم مدني ديمقراطي متحررٍ من أخطاء السنتين الماضيتين ، و من كل ما أدت إليه من سوء حال و مآل للوطن و المواطن في جوانب المعيشة و الأمن العام، و التأمين الواجب لمسيرة ثورية أُرِيقت من أجلها دماء ، و أُزهِقت في سبيلها أرواح شهداء أبرياء. لقد وصلنا حالياً إلى مرحلة وعي و ثورية تجعل الكثيرين يدركون أن المواكب وحدها ليست كافية لحل أزمة البلاد من الناحية العملية .فالمواكب كقوة ضغط تحتاج للتدعيم بعمل سياسي جاد تتمخض عنه قفزة ثورية جديدة ، تحتاج بالضرورة لتوافقات و وثائق سياسية و دستورية بديلة للوثائق الحالية التي دنسها العسكريون بإنقلابهم، و سكت المدنيون أو شاركوا في ما أصابها من تشويه و تعديات ، و من إضافات و إلغاءات فردية و جماعية .. لهذا و لغيره مما أفرزته تطورات إنقلاب الخامس و العشرين من أكتوبر ، فإني أعتقد أن الأمر يتطلب النظر بجدية ثورية، و التحاور بعقل مفتوح مدى ضرورة :- ١- توحيد قوى الثورة الأصلية و توسيع ماعونها شبابياً و سياسياً و مجتمعياً،مع تأمينها من التغلغل الإنقاذي . ٢-رتق الفتق بين جناحي تجمع المهنيين. ٣-وضع ميثاق سياسي جديد يتراضى عليه الجميع، يستوعب تجربة السنتين الماضيتين، و يأخذ في كامل الإعتبار الرؤى الثورية الشبابية ، و المستجدات المحلية و الإقليمية و العالمية. ٤- وضع وثيقة دستورية جديدة تغطي ثغرات الوثيقة الحالية، و تُصَمَّم بحيث تكون القانون الأعلى للدولة خلال الفترة الإنتقالية. ٥- البحث في إمكانية الوصول إلى صيغة مُعَدَّلة من دستور عام ٢٠٠٥م تكون بمثابة مسودة لدستور دائم للبلاد يقترحه المجلس التشريعي و يجيزه الشعب عبر إستفتاء عام. ٦- التوافق علي رئيس وزراء جديد يقود البلاد خلال ما تبقى من الفترة الإنتقالية. ٧-التوافق علي إعادة تشكيل مجلس السيادة شكلياً و عددياً. ٨- التوافق علي تشكيل مجلس تشريعي شبابي و نوعي. دعونا نتحاور حول رؤوس الموضوعات هذه، و ما يمكن أن يضاف إليها، لتتوحد الرؤى و تتبين الخطى عسى يقرٍّب ذلك من الفجر الذي نتطلع إليه، و الوطن الذي ظللنا نحلم به منذ الإستقلال .. و الله و الوطن من وراء القصد. بروفيسور مهدي أمين التوم [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/06/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة