دخلت علينا الجبهة القومية الإسلاموية بخدعتها الأولى تقية وفقه ضرورة ، حين خدعنا شيخ الحركة الراحل حسن الترابي . بمقولته ، الإبليسية المخادعة ، التي كانت المفتاح الأخير ، لفك مغاليق. هذه الحركة ، حين أجلسته شهوراً عددا مع معتقلي زعماء المعارضة ، للتغطية على فعلتها المشؤومة. في حالة فشلها في الإستيلاء على السلطة ، ونجحوا في مغامرتهم تلك ، فواصلت فينا الموامرة تلو الأخرى ، هذه الحركة النبت شيطانية ، التي زُرِعت على ظهر الشعب السوداني منذ ظهورها المُغوِض لكل مسار يساعد على تطور السودان ، حيث ظلت منذ ثورة اكتوبر المجيدة ، مسماراً مغروزاً في جسد شعب السودان مجازاً ، حتى أوصلته مسماراً حقيقياً مغروزاً في جمجمة شهيدنا الغالي د/ على فضل، وظلت تنشر سمومها وشرورها ، حتى لحظتئذِِ . فها هو الإسلاموي-المغفل النافع-البرهان ، الذي تربي تحت كنفهم ورعايتهم الشريرة . والذي كانت له اليد الطولى في تنفيذ جرائمهم القذرة ، ظهر الآن بوجهه الحقيقي، ينفذ لهم إنقلابهم الثاني ، ويستولى على السلطة بإسمهم ولصالحهم ، ويأتينا ما أتى به شيخه ، وبتوصية من زعماء الحركة في مخابئهم وكوبرهم ، كحلقة أولى من حلقات خطتهم المرسومة ، والمعدة سلفاً ، ولكن هذه المرة دون عناية منهم تذكر ، كعادتهم في التخطيط الإجرامي ، بسبب فرصتهم الأخيرة لتحديد ساعة صفر مغايرة أو جديدة لهذا التوقيت ، لإقتراب موعد تسليم السلطة للمدنيين تحت ضغط مواكب21 اكتوبر21م ، وخوفهم من استكمال تنفيذ أهم ما في بنود الوثيقة الدستورية ، لذلك قفزوا دون تمهل لتنفيذ خطة الإنقلاب الملفق والمتعجل ، وهو الكرت الأخير في حصيلة تآمراتهم ، خوفاً أن يفقدوا نهائياً الفرصة في تفكيك لجنة إزالة التمكين ، الهدف المؤرق والمقلق والقاتل لهم ، لذلك شابت خطة الحركة الإسلاموية خُرَقِِ كثيرة ، لأنهم لم يقرأوا المشهد السياسي جيدا ، بعد مليونيات الخميس 21 اكتوبر 21م ، وهذه الأخطاء المرتكبة والمركبة من الحركة الإسلاموية ، ستؤدي بها إلى مزبلة التاريخ، حين عصمها المكون العسكري من مصيرها المحتوم ، طيلة السنوات ، ما بعد الثورة ، وستذهب هذة المرة . الى ماهو أسوأ من مزبلة التاريخ ، وسيرسل منفذ أوامرها إلى محكمة لاهاي الدولية، لا محالة في ذلك ، فقد أعلن لنا ، تبريراً لإنقلابه المشؤوم على الدولة المدنية ، بنفس أكذوبة الترابي ، وإن بصيغة أخطر ، بسبب إعلانها ، على الملأ وبعضمة لسانه ، بنوع تلك العبارات المفصح عن فحواها ظاهراً ، وهي تخفي من خلفها وفي باطنها كامل المخطط الشرير ، أنظر لمقولة الرجلين وعاين التخفي الماكر ، بينهما . قال الأول ( أذهب أنا إلى السجن حبيساً ، وأذهب أنت ألى القصر رئيساً ) ولم نعلم بها وبخبثها إلا بعد أن إختلف اللصان ، وظهر المسروق ، وجاءنا ربيبهم الآن بذات المقولة التي تظهر غير ما تبطن ، فقد أعلن وأفتى ،في مؤتمره الصحفي تبريراً لإنقلابه الانتحاري ،الأكثر شؤوماُ من إنقلاب جماعته الأول في 30 يونيو 89م ، الساقط والمدحور ، وقد غلفها بذات الغلاف التلبيسي الإبليسي ، وإن قالها الأول بذكائه وبلاغته المشهودة ، قالها الثاني بغبائه وركاكته المشهودة . وقد فهم الشعب السوداني ، بعمق بصيرته وثوريته ، خدعته المكشوفة ، بل وربط بين المقولتين ، ودعونا نفسرها على وجهها الصحيح وبفهم شعبنا لها ، وليس بما كان في بطن اللاشاعر الإنقلابي ، فقد قال ( لو كان هذا الذي قمنا به إنقلاب عسكري لكنا أول من يدينه *كذا ..!!* ولكنه فقط تصحيح لمسار الثورة). وتوقف الجميع من رهطه الإنقلابي بشتى ألوانهم ، وسماتهم وسحناتهم الخيانية ، التي لا يريدون من الوطن إلا تحقيق مصالحهم الذاتية الضيقة، وحتي مؤيديهم من زوار الفضائيات صحفيون ومحللون سياسيون مزورون ، ومخاتلون، وخائنون، أربكهم الدفاع عن مقولة خطة تصحيح المسار المكذوبة ، والصعبة البلع والإستثاقة ، فمرارتها في فحواها ، وأغلبهم وخاصة الخبراء ،من يدعون الخبرة العسكرية ٧وهم خبراء ذواتهم الفانية ، وما يجنونه من مكاسب زائلة ، وهم ينظرون كذباً بحماس العارفين والعالمين ببواطن أمر الخطة ، فكلهم (وقعت ليهم الخطة) في جرح غائر ، فتحمسوا في الدفاع عنها دون عدة دفاعية مقنعة ، فتحولوا إلى أراجوزات هزلية مضحكة لا غير ، فهم فقط يعلمون ، أن البرهان سيواصل الخطة حتي نهايتها ، ولكن بوجوه المدافعين عن الإنقلاب بالباطل ،ومن زعماء الإنقاذ الجدد ، ومن كل الساقطين والانتهازيين مطعمين ، بجماعة إعتصام الموز ، أما الذين لهم الكسب الأعلى ، فهم المسلحين الجدد ، وبعض فاقدي الوطنية ، الذين لا يتنفسون إلا عفونة الشمولية ، فاقدي البصر والبصيرة ، الذين لعبوا وأجادوا اللعب ، حين أعلنوا عن ميثاق الحرية والتغيير بنسختها التآمرية ، فيما سموها العودة إلى منصة التأسيس ، وهم حين كانت منصة التأسيس وليداً يتأسس بالدم والدموع ، كان أغلبهم في الضفة الأخرى من الصراع ، وقد أجزم أو غيري ، أن حتى أسماء الذين سيتسلمون وظائفهم، جاهزة في أضابير الحركة الأسلامية ، وهم وبمواقفهم مُعَرفون ، من رئيس وزرائهم ، ووزرائه الجدد . وكل التصحيحات العدلية، والمفوضيات والمجلس التشريعي ، محدد من يتولى أمرها ، وكذا رئيس القضاة والنيابة والمحكمة الدستورية، ولن بستغرب أحد ، حين يجد الناس بعض أعضاء من هيئة الدفاع عن المخلوع وصحبه، من ضمن الطاقم الجديد ، للدولة التي يتصورون أنها دون وجيع ، وهكذا دواليك ، حتى أصغر مسؤول في الدولة ، ومهزلة هو التمكين المتمكن الجديد وهزلت ودقي يا مزيكة . ولن يلتفت ولن يحتاج البرهان لكثير أكاذيب ، ليؤكد بنفسه عدم إنتماءاتهم الحزبية ، وأنهم فقط تكنوقراط ، ومستقلين ، وهمهم الأول خدمة الوطن والمواطنين .. كذا!! ، وسيتواصل هذا المسلسل حتى التحضير لإنتخابات *الخج* التي يجيدونها ، وحتى يحين أوانها ، يكونوا قد أعاوا تمكينهم الذي أزالته لجنة إزالة التمكين الباسلة، التي أسرعوا بحلها بعد الصراع الشرس مدعومة من شعبها ، الذي خاضته منذ تأسيسها ، ويحلمون بانقلابهم هذا إستعادة أموالهم وممتلكاتهم المنهوبة . تصوروا سذاجتهم ، هذه المرة ، هذا الحلم الكاذب ، كما الحمل الكاذب ، لن يرثوا من ورائه ، إلا الندامة والفشل الذريع ، والذي سيوردهم موارد التهلكة للحلقة الخاتمة ، للمسلسل طويل الحلقات التآمرية ، فالمدنية والديمقراطية عائدة ، وراجعة ، وكاسبة للرهان ، وهم يرونها تمشي قادلة بزغاريتها ، أمامهم في الشوارع التي لاتخون . وأصيل وباسل أنت ياشعب السودان .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/28/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة