هل تلوح في الافق فرصة للسودان لبناء أساس لإقتصاد مستدام؟ كتبه د.محمد الجاك سليمان

هل تلوح في الافق فرصة للسودان لبناء أساس لإقتصاد مستدام؟ كتبه د.محمد الجاك سليمان


01-26-2023, 04:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1674748023&rn=0


Post: #1
Title: هل تلوح في الافق فرصة للسودان لبناء أساس لإقتصاد مستدام؟ كتبه د.محمد الجاك سليمان
Author: محمد الجاك سليمان
Date: 01-26-2023, 04:47 PM

03:47 PM January, 26 2023

سودانيز اون لاين
محمد الجاك سليمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




يمر الاقتصاد السوداني بمنعطف تاريخي خطير ففي غضون العقد الاول من القرن الحادي و العشرين، كانت صادرات النفط تمول النمو الاقتصادي القوي: و تشير التقارير انه بحلول عام 2012 ، كان الاقتصادالسوداني قد نما بأكثر من ، الضعف عما كان عليه عام 1999 و كان ذلك يرجع إلي الطفرة النفطية في أعوام 1999-2010 التي أتاحت للسودان فرصة لاستجلاب ايرات ضخمة جدا مقانة بما قبلها، غير أنه عقب انفصال جنوب السودان عام 2011 تراجع إنتاج النفط بنسبة 75 في المائة، وانخفضت الإيرادات أكثر من النصف، ودخل الاقتصاد حالة من الركود و واجه الاقتصاد السوداني خيارات صعبة يجب اتخاذها كي يتسنى وضع الاقتصاد على مسار للنمو المستدام في المستقبل.
وعند النظر إلى فترة الطفرة النفطية في أعوام1999 - 2010 ، يتضح ان السودان قد أضاع فرصة لبناء أساس اقتصاد قوي غير نفطي، إذ لم تتحول الإيردات النفطية إلى ما يعادلها من استثمارات عامة في التعليم والبنية التحتية. وخلال هذه الفترة، اعتمد السودان اعتمادا شديدا على القطاع النفطي ولم يقم بتنويع أنشطته الاقتصادية الأخرى للفترة بين عامي 2000 و 2010 ، مما يعني أن البلد ككل استهلك نسبة كبيرة من ثروته في استجاب السلع الاستهلاكية و الكمالية وباختصار، كانت الطفرة النفطية تخفي حقيقة أن الاقتصاد موجه نحو الاستهلاك والاستيراد، بدلا من الإنتاج والتصدير، وهو مسار غير مستدام للنمو.
إن الطفرة النفطية في أعوام 1999-2010 أتاحت للسودان فرصة لبناء أساس لاقتصاد قوي ومستدام غير نفطي، بيد أن هذه الفرصة قد تبددت إلى حد كبير، إذ لم تُستخدم موارد النفط المستنزفة بالسودان في استثمارات عامة في الانشطة الاستخراجية الأخرى و الزراعة و الصناعة و التعليم والبنية التحتية و الصحة و الاسكان رغم أن السودان كان يتمتع بمستوى مرتفع للغاية لنمو إجمالي الناتج المحلي نتيجة لزيادة الإنتاج النفطي فقد ظل الاقتصاد شديد الاعتماد على مورد اقتصادي واحد وهو النفط. ولم تسجل الاستثمارات العامة نموا سريعا بما يكفي لتعويض استنزاف و إهدار الموارد النفطية. ويشير صافي المدخرارت إلى أن السودان قد استنزف احتياطياته النفطية بدون أن يستبدلها بما يعادل قيمتها في استثمارات عامة. وهذا يعني بدوره أن الاقتصاد – حتى عند ذروة الطفرة النفطية - لم يكن يمضي أبدا على مسار للتنمية المستدامة.
يتضح أن السودان بحاجة، في المرحلة المقبلة، إلى أن يتعلم من دروس الماضي، فيجب تحويل الإيرادات من أنشطة تتصل بالموارد الطبيعية إلى مدخرات عامة. وبهذه الطريقة يمكن أن تلعب الحكومة الاتحادية والحكومات الولائية دورا حيويا في وضع الاقتصاد على مسار للنمو أكثر استدامة. وسيتطلب هذا التحصيل الفعال للإيرادات الوطنية واستثمار المدخرات العامة في التعليم والبنية التحتية ورأس المال الاجتماعي. يستلزم هذا الامر تطوير أنشطة جديدة تتعلق بالموارد الطبيعية مثل التنقيب عن المعادن و إستخرجها و تصنيع ها و دعم سلاسل القيمية في المنتجات الزراعية و الحيوانية و الاتجاه نحو التصنيع على أن يتم بفاعلية ادخار واستثمار باقي إيرادات الموارد الطبيعية في السودان.
يجب على السودان، لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة على المدى الطويل، و أن يضع خطة وطنية لاستثمار باقي ما ينتج عن ريع الموارد في أشكال بديلة. واستغلال الموارد الطبيعية غير النفطية، وتحديث الزراعة و الصناعة. حيث سيكون لتحديث قطاعات الزراعة و الصناعة و الانشطة الاستخراجة في السودان أهمية بالغة للنمو الذي يشمل الجميع بمنافعه. و لأن بعض الاحصآت تشير إلى أن مجموع إنتاج الحبوب لا يغطي إلا 65 في المائة من الاستهلاك السنوي من الحبوب لذلك يعتمد السودان على الواردات الغذائية لتغطية العجز في الاستهلاك. و لان الاعتماد على الواردات الغذائية يضر بالقطاع الزراعي و بالفقراء والمحرومين، وخاصة في المناطق الريفية. غير أن إنعاش قطاعي الصناعة و الزر اعة ومن ثم تنويع مصادر الاقتصاد يتطلب توجيه السياسات توجيها جديدا يشدد على تغيير الاتجاهات التي كانت سائدة في الماضي ويتمثل التحدي في تشجيع وتسهيل الصادرات في مجالات مثل الزراعة و الثروة الحيوانية والتصنيع. ولهذا الغرض ستستفيد هذه القطاعات استفادة كبيرة من الاستثمارات العامة الممولة بفوائض إيرادات الموارد الطبيعية المستنزفة في السودان كما ان تحسين البنية التحتية للنقل بغرض الحد من تكلفة نقل المنتجات الزر ارعية و الاستخراجية و الصناعية إلى الأسواق.
ايضا يمكن أن تلعب صادرات الذهب دورا في الانتقال إلى اقتصاد أكثر تنويعا في مصادره، وخاصة في تمويل العجز التمويلي المؤقت. لكن إمكانيات زيادة صادرات الذهب ينبغي ألا تحول الانتباه عن حقيقة أن إيرادات الموارد الطبيعية لم تساعد في بناء رأس المال للمستقبل، وذلك لأسباب تعود في معظمها إلى الانخفاض الشديد في معدلات المدخرات العامة. إن السودان بحاجة ملحة إلى تطبيق نظام لاستثمار إيرادات النفط والذهب وغيرهما من الموارد الطبيعية في َرأسمال طويل الأجل وتنويع مصادر اقتصاده. و بما انه قد ضاعت الفرصة التي أتاحتها الطفرة النفطية طوال عشر سنوات، لكن الأزمة الحالية تمثل فرصة لمعالجة هذه التحديات الهيكلية. وستساعد الموارد الطبيعية المتبقية في تخفيف الانتقال، لكنها لن تحل ما يواجه السودان من مشكلات اقتصادية ومالية عاجلة .
IMG-20220124-WA0020.jpg


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 23 2023

  • معلمون بالدرجة الاولى يتقدمون بطعون إدارية ضد مدير عام تعليم القضارف
  • المجلس الاستشاري لشرق السودان: ملاحظات حول ورشة تجمع المهنيين ورؤية المجلس الاستشاري لحل قضية الشرق

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق January,23 2023

  • المحكمةتفرج عن مدير شركة تاركو
  • السفير الامريكي عندنا في الشمالية ،قراصة تركجين،التمر ، دافوري مع الشفع
  • لماذا تعترض مصر على عودة حمدوك لرئاسة الوزراء بالسودان؟
  • انتقادات شديدة لرياضة قتال الصفعات في لاس فيغاس .كف يطير عين الخصم
  • أحزان الجمهوريين: رحيل الأستاذ حامد بركات للرحاب العلية
  • تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم* جوعتوا الناس ..امشوا خلاص بيان: " موكب 24 يناير
  • جنرال الحروب الخاسرة_ تقرير عن مناوي#
  • ماهو الفافنوس ما هو الغليد البوص......ود المك عريس
  • عناوين الصحف الصادرة اليوم الاثنين ٢٣ ديسمبر٢٠٢٣م
  • ترك يدعو السيسي لفتح الحدود لتثبيت تقرير مصير الشرق!!
  • حرق المصحف الشريف يدفع الى التعاطف مع المتشددين
  • عنف الشرطة الفرنسية يتضح في فيديو بتر خصية متظاهر
  • استعادة الانتقال.. اتفاق رغم الاختلاف! - دائرة الحدث
  • إيقاف ممثل الاتهام في قضية "بكراوي" وإحالته للتحقيق بعد شبهات فساد
  • الكذاب جبريل: أكثر من 40% من ميزانية السودان تذهب للتعليم والصحة


    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 23 2023

  • غرائب وصلت حد العجائب ..! كتبه هيثم الفضل
  • خلفية قانونية وسابقة قضائية سودانية في التفتيش على المخدرات كتبه حسين إبراهيم علي جادين
  • أين كتابي … كتبه عواطف عبداللطيف
  • صبحية القلب والنفس والروح كتبه مأمون أحمد مصطفى
  • حقيـــــقة موجعـــة ســـواءَ رضينا أم أبينـــا !! بقلم الكاتب السوداني / عمرعيسى محمد أحمد
  • إتقوا الله في أبناء السودان كتبه نورالدين مدني
  • كان الاستاذ على خلق عظيم ومن ثم الاستاذ العظيم ؟ 2/7 كتبه ثروت قاسم
  • حملة الفراعنة المسعورة ضد الحكومة المدنية بالسودان لإفشال إعفاء ديون السودان وإعفاء الدعم الأممي
  • السودان بين خياري الدمقرطة والتمزيق كتبه الطيب الزين
  • ست الشاي، ثاني، و ثالث، و رابع كتبه خليل محمد سليمان
  • ماذا تقدم العَلمانية لاصحاب السَعِية والنفوس الرضية؟ كتبه دكتور الوليد آدم مادبو
  • مصر ودبلوماسية جارة كتبه محمد ادم فاشر
  • برامكة البقارة وآفاق المستقبل كتبه مبارك مجذوب الشريف
  • ميليشيا الحرس الثوري على قائم التنظيمات الإرهابية للإتحاد الأوربي كتبه د.محمد الموسوي
  • اتقاذ الوطن من الخراب في اسقاط الانقلاب كتبه تاج السر عثمان
  • فتوي مجمع الفقه باخفاء الزواج وسريته هل جانبها التوفيق؟ كتبه مصطفي مكي العوض
  • التصعيد الإسرائيلي الخطير لن يمنح الامن للاحتلال كتبه سري القدوة
  • لقد توقفت حروف الأوجــاع والصداع !! بقلم الكاتب / عمرعيسى محمد أحمد
  • قصة علمتني ان للخطأ الف علاج، و لكن هيبة الجيش خط احمر.. كتبه خليل محمد سليمان
  • الإطارية أم المصرية ؟ كتبه ياسر الفادنى
  • جيل الاستقلال.. البدايات والمآلات (4 من 10) كتبه الدكتور عمر مصطفى شركيان
  • حرق المصحف تحت حماية السويد كتبه أحمد حمزة
  • سُنْجُكَاية القضارف تَمَّ !! كتبه ياسر الفادني
  • خطأ المشروع الغربي في فهم السودان كتبه د.أمل الكردفاني
  • التصدي للحكومة الفاشية ينهي الأحلام الصهيونية كتبه د. مصطفى يوسف اللداوي
  • قراءة لتحالف حزب الامة والحركة الشعبية #