السيد مبارك اردول في فضائية الجزيرة، يرغي ويزبد في وجه محاوره، يتحول في المساء بعد ساعات الدوام المعدنية الى خبير استراتيجي، يعلن ان الاقتصاد يتعافى والسلع متوفرة، هل فكر للحظة ان السلع متوفرة لأنّ المواطن المغلوب على امره لا يستطيع شراء هذه السلع، الدواء متوفر بحسب بعض الصيادلة لأنّ الناس عزفت عن شرائه بسبب الفاقة، وليس بسبب انّ الامراض اختفت بمعجزة الانقلاب والجهة التي تقف من خلفه، ما يقوله السيد اردول يناقض ما قاله وزير مالية الانقلاب نفسه حول المصاعب التي يعانيها الاقتصاد في فترة ما بعد 25 أكتوبر التي سدّت منافذ القروض والمساعدات.
تتوفر السلع لأنه لا توجد قوة شرائية لمواطن تعتمد عليه الدولة الناهبة التي بات يسيطر عليها اللصوص ومهربي الذهب وكل السلع الاخرى، ولأن من كانوا يخفون السلع ويخرّبون الخدمات في عهد حمدوك هم من دبروا الانقلاب وهم من يحركون خيوط المشهد من خلف ستار.
السيد اردول يتحدث عن نضالاته القديمة ، يطالب محاوريه بعدم المزايدة على ريادته في النضال، كأنه لا يمتلك من الخبرة بما يكفي ليعلم ان النضال الحقيقي هو في الثبات على المبادئ والموت دونها، وان سقوطا واحد مثل سقوط انحيازه للعسكر بل ومشاركته في اعداد المسرح للانقلاب عبر مسرحية اعتصام القصر المدفوع الثمن، مثل ذلك السقوط يجُبُّ كل النضالات السابقة ولو كانت من نوع نضالات العظيم نيلسون مانديلا! سقوط لا قيام بعده ولو تعلّق السيد اردول بأستار اعتصام حقيقي و(ساط) فيه العصيدة حتى مطلع الفجر!
كلام السيد اردول حول اصالة شعب النوبة العظيم صحيح (ليس لأن الحكمة تتقطر من شفتيه ولكن لأنه هكذا طبيعة الأشياء فحتى الساعة المعطوبة تشير للوقت الصحيح مرتين في اليوم)
شعب النوبة من أكثر الشعوب اصالة بل هو الأساس لكل أهل السودان، المشكلة في من يريدون تجيير قضايا أهلنا المهمشين في كل مكان لصالح قضاياهم ومنافعهم الشخصية وليعتلي على اكتافهم سلالم الأمجاد الزائفة.
يتحدث السيد أردول عن العنصرية وعن سيطرة مجموعات محددة على مقاليد السلطة، شاء أم ابى السيد أردول فهو الان محسوب على البيادق التي تحركها تلك الحركة الاسلامية العنصرية التي قسّمت بلادنا، واخرجت عفريت القبيلة من القمقم ورعته ودفعت به الى الحياة اليومية، بدلا من ان تحاربه بالوعي وبثورة تعليم حقيقية لا تهدف لتوجيه التلاميذ نحو مشروع حزب فاسد، والتربح من حقوق الناس وأوجاعهم.
..
لابد من حظر المؤتمر الوطني أو اية تنظيم يخرج من رحمه، لأنّ هذا الحزب النازي الفاسد اشاع العنصرية وقسّم أهل هذه البلاد وفصل جزءا عزيزا منها ولا يزال يعمل ليلا ونهارا لتمزيق الوطن.
أطلقوا سراح المناضل وجدي صالح.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 22 2022